کتابخانه روایات شیعه
و قيل 23096 : ليصرعونك [عن الكلبي.
و قيل 23097 : يصيبونك] 23098 بأعينهم عن السّدي.
و الكلّ يرجع في المعنى إلى الإصابة بالعين، و المفسّرون كلّهم على أنّه المراد في الاية.
و أنكر الجبائي 23099 ذلك و قال: إنّ إصابة العين لا تصحّ. و قال عليّ بن العبّاس 23100 الرّمّانيّ 23101 . و هذا الّذي ذكره غير صحيح، لأنّه غير ممتنع أن يكون اللّه أجرى العادة بصحّة ذلك لضرب 23102 من المصلحة، و عليه إجماع المفسّرين، و جوّزه 23103 العقلاء فلا مانع منه.
و
جاء في الخبر 23104 : أنّ أسماء بنت عميس قالت: يا رسول اللّه، إنّ بني جعفر تصيبهم العين فأسترقي 23105 لهم؟
قال: نعم، فلو كان 23106 شيء يسبق القدر لسبقه العين.
و
في أصول الكافي 23107 : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن القدّاح، عن أبيه عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: رقى 23108 النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- حسنا و حسينا فقال:
أعيذ كما بكلمات اللّه التّامّة و أسمائه الحسنى 23109 كلّها عامّة، من شرّ السّامّة و الهامّة، و من شر كلّ عين لامّة، و من شرّ حاد إذا حسد.
ثمّ التفت النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- إلينا فقال: هكذا كان يعوّذ إبراهيم إسماعيل و إسحاق.
و
في شرح الآيات الباهرة 23110 : [قال محمّد بن العبّاس: حدّثنا] 23111 الحسن بن أحمد
المالكيّ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، عن الحسين 23112 الجمال قال: حملت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- من المدينة إلى مكّة، فلمّا بلغ غدير خمّ نظر إلى و قال.
هذا موضع قدم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- حين أخذ بيد عليّ و قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه. و كان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش- سمّاهم لي- فلمّا نظروا إليه و قد رفع يده حتّى بان بياض إبطيه قالوا:
انظروا إلى عينيه قد انقلبتا، كأنّهما عينا مجنون! فأتاه جبرئيل فقال: اقرأ وَ إِنْ يَكادُ (الآية) و الذّكر: عليّ- عليه السّلام-.
فقلت: الحمد للّه الّذي أسمعني هذا منك.
فقال: لو لا أنّك جمّالي لما حدّثتك بهذا، لأنّك لا تصدق إذا رويت عنّي.
سورة الحاقّة
مكّيّة.
و آياتها إحدى و خمسون، أو اثنتان.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 23113 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: أكثروا 23114 من قراءة الحاقّة، فإنّ قراءتها في الفرائض و النّوافل من الإيمان باللّه و رسوله، لأنّها إنّما نزلت في أمير المؤمنين- عليه السّلام- و معاوية، و لم يسلب قارئها دينه حتّى يلقى اللّه.
و
في مجمع البيان 23115 : و روى جابر الجعفي، [عن أبي جعفر- عليه السّلام-] 23116 قال: أكثروا من قراءة الحاقّة، فإنّ قراءتها في الفرائض و النّوافل من الإيمان باللّه و رسوله، و لم يسلب قارئها دينه 23117 حتّى يلقى اللّه.
ابيّ بن كعب 23118 ، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة الحاقّة، حاسبه اللّه حسابا يسيرا.
الْحَاقَّةُ (1)، أي: السّاعة. أو الحالة الّتي يحقّ وقوعها. أو الّتي تحق فيها الأمور، أي: تعرف حقيقتها. أو يقع فيها حواق الأمور الحساب و الجزاء، على الإسناد
المجازيّ.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23119 : الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ وَ ما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ [قال:
الْحَاقَّةُ ] 23120 الحذر بنزول العذاب.
و في مجمع البيان 23121 : الْحَاقَّةُ اسم من أسماء 23122 القيامة في قول جميع المفسّرين.
و هي مبتدأ خبرها مَا الْحَاقَّةُ (2): و أصله: ما هي، أي: أيّ شيء هي؟
على التّعظيم لشأنها و التّهويل لها، فوضع الظّاهر موضع الضّمير لأنّه أهول لها.
وَ ما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3): و أيّ شيء أعلمك ما هي، أي: أنّك لا تعلم كنهها، فإنّها أعظم من أن تبلغها دراية 23123 أحد.
و «ما» مبتدأ و «أدراك» خبره.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بِالْقارِعَةِ (4): بالحالة الّتي تقرع النّاس بالإفزاع، و الأجرام بالانفطار و الانتشار. و إنّما وضعت موضع ضمير «الحاقّة» زيادة في وصف شدّتها.
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5): بالواقعة المجاوزة للحدّ في الشّدّة، و هي الصّيحة أو الرّجفة، لتكذيبهم بالقارعة، أو بسبب طغيانهم بالتّكذيب و غيره. على أنّها مصدر، كالعاقبة. و هو لا يطابق قوله: وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ، أي: شديدة الصّوت. أو البرد، من الصّر، أو الصّر.
عاتِيَةٍ (6): شديدة العصف، كأنّها عتت على خزّانها فلم يستطيعوا ضبطها، أو على عاد فلم يقدروا على ردّها.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23124 : كَذَّبَتْ ثَمُودُ (وَ عادٌ) بِالْقارِعَةِ قال: قرعهم بالعذاب.
وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ قال: خرجت أكثر ممّا أمرت به.
و
في من لا يحضره الفقيه 23125 : و قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: ما خرجت ريح قطّ إلّا بمكيال، إلّا زمن عاد فإنّها عتت على خزّانها فخرجت في مثل خرق الإبرة
فأهلكت قومه.
و
في روضة الكافي 23126 ، بإسناده إلى أبي جعفر- عليه السّلام- حديث طويل، و فيه: و أمّا ريح العقيم فإنّها ريح عذاب، لا تلقح شيئا من الأرحام و لا شيئا من النّبات، و هي ريح تخرج من تحت الأرضين السّبع، و ما خرجت منها ريح قطّ إلّا على قوم عاد حين غضب اللّه عليهم، فأمر الخزّان أن يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم.
قال: فعتت على الخزّان، فخرج منها على مقدار منخر الثّور تغيّظا منها على قوم عاد.
قال: فضجّ الخزّان إلى اللّه من ذلك، فقالوا: ربنا، إنّها قد عتت عن أمرنا، إنّا نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك و عمّار بلادك.
قال: فبعث اللّه إليها جبرئيل فاستقبلها بجناحه فردّها إلى موضعه، و قال لها:
اخرجي على ما أمرت به.
[قال: فخرجت على ما أمرت به] 23127 و أهلكت قوم عاد و من كان بحضرتهم.
سَخَّرَها عَلَيْهِمْ : سلّطها عليهم بقدرته.
و هو استئناف. أو صفة جيء به لنفي ما يتوهم به من أنّها كانت من اتصالات فلكيّة، إذ لو كانت لكان هو المقدّر لها و المسبّب.
سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً : متتابعات، جمع حاسم، من حسمت الدّابّة: إذا تابعت بين كيّها. أو نحسات، حسمت كل خير و استأصلته. أو قاطعات، قطعت دابرهم.
و يجوز أن يكون مصدرا منتصبا على العلّة، بمعنى: قطعا. أو المصدر لفعله المقدّر حالا، أي: تحسمهم حسوما، و يؤيّده القراءة بالفتح.
و هي كانت أيّام العجوز من صبيحة الأربعاء إلى غروب الأربعاء الأخرى، و إنّما سمّيت عجوزا لأنّها عجز الشّتاء، أو لأنّ عجوزا من عاد توارت في سرب 23128 فانتزعتها الرّيح في الثّامن فأهلكتها.
و
في كتاب علل الشّرائع 23129 ، بإسناده إلى عثمان بن عيسى، رفعه إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: الأربعاء يوم نحس مستمرّ، لأنّه أوّل يوم و آخر يوم من الأيّام الّتي قال اللّه: سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23130 : قوله: سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً قال: كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال و ثمانية أيّام حتّى هلكوا.
فَتَرَى الْقَوْمَ : إن كنت حاضرهم.
فِيها : في مهابّها، أو في اللّيالي و الأيّام.
صَرْعى : موتى جمع، الصّريع.
كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ : أصول نخل.
خاوِيَةٍ (7): متأكلة الأجواف.
فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8): من بقيّة، أو نفس باقية، [أو بقاء] 23131 .
وَ جاءَ فِرْعَوْنُ وَ مَنْ قَبْلَهُ : و من تقدّمه.
و قرأ 23132 البصريّان و الكسائي: «و من قبله»، أي: و من عنده من أتباعه. و يدلّ عليه أنّه قرئ: «و من معه».
وَ الْمُؤْتَفِكاتُ : قرى قوم لوط، و المراد: أهلها.
بِالْخاطِئَةِ (9): بالخطإ، أو بالفعلة، أو الأفعال ذات الخطأ.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23133 : قال: الْمُؤْتَفِكاتُ البصرة، و الخاطئة فلانة.
و
في شرح الآيات الباهرة 23134 : روى محمّد البرقيّ، عن [الحسين بن] 23135 سيف بن عميرة، عن أخيه، عن منصور بن حازم، عن عمران قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقرأ: وَ جاءَ فِرْعَوْنُ وَ مَنْ قَبْلَهُ وَ الْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ .