کتابخانه روایات شیعه
سورة الحجر
مكّيّة. و هي تسع و تسعون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 20122 ، بإسناده إلى أبي عبد اللّه- عليه السّلام قال: من قرأ سورة إبراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في كلّ جمعة، لم يصبه فقر أبدا و لا جنون و لا بلوى.
و في مجمع البيان 20123 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأها، أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين و الأنصار و المستهزئين بمحمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ قُرْآنٍ مُبِينٍ (1).
قيل 20124 : إشارة إلى آيات السّورة، و «الكتاب» هو السّورة، و كذا القرآن.
و تنكيره للتّعظيم 20125 ، أي: آيات الجامع، لكونه كتابا كاملا و قرآنا يبيّن الرّشد من الغيّ [بيانا غريبا] 20126 .
رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (2): حين عاينوا حالهم و حال
المسلمين يوم القيامة.
و قرأ 20127 نافع و عاصم، بالتّخفيف 20128 .
و قرئ 20129 : «ربما» بالفتح و التّخفيف.
و فيها ثمان لغات 20130 : ضمّ الرّاء و فتحه مع التّشديد و التّخفيف، و بتاء التّأنيث و دونها.
و «ما» كافّة تكفّه عن الجرّ، فيجوز دخوله على الفعل، و حقّه أن يدخل على الماضي 20131 ، و لكن لمّا كان المترقّب في إخبار اللّه- تعالى- كالماضي في تحقّقه 20132 اجري مجراه.
و قيل 20133 : «ما» نكرة موصوفة، كقوله:
ربّما تكره النّفوس من الأمر
له فرجة كحلّ العقال 20134
و معنى التقليل فيه، قيل: الإيذان بأنّهم لو كانوا يودّون الإسلام مرّة، فبالحريّ أن يسارعوا إليه، فكيف و هم يودّونه كلّ ساعة 20135 .
و قيل 20136 : تدهشهم أهوال القيامة، فإن حانت منهم إفاقة في بعض الأوقات تمنّوا ذلك. و الغيبة في حكاية ودادهم 20137 ، كالغيبة في قولك، حلف باللّه ليفعلنّ 20138 .
في تفسير العيّاشي 20139 : عن عبد اللّه بن عطاء المكّيّ قال: سألت أبا جعفر- عليه 20140
السّلام- عن قول اللّه: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ .
قال: ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق: إنّه لا يدخل الجنّة إلّا مسلم. ثمّ يودّ سائر الخلق أنّهم كانوا مسلمين.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 20141 : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن رفاعة، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند اللّه: لا يدخل الجنّة إلّا مسلم. فيومئذ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ .
و في مجمع البيان 20142 ، ما في معناه.
و فيه 20143 : مرفوعا، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- [قال] 20144 : إذا اجتمع أهل النّار في النّار، و معهم من شاء اللّه من أهل القبلة، قال الكفّار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟
قالوا: بلى.
قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم، و قد صرتم معنا في النّار.
قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فيسمع اللّه- عزّ اسمه- ما قالوا، فأمر من كان في النّار من أهل الإسلام فاخرجوا منها، فحينئذ يقول الكفّار: يا ليتنا كنّا مسلمين.
ذَرْهُمْ : دعهم.
يَأْكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا : بدنياهم.
وَ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ : و يشغلهم توقّعهم لطول الأعمار و استقامة الأحوال عن الاستعداد للمعاد.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3): سوء صنيعهم إذا عاينوا جزاءه.
و الغرض إقناط الرّسول من ارعوائهم 20145 ، و إيذانه بأنّهم من أهل الخذلان، و أنّ نصحهم بعد اشتغال بما لا طائل تحته.
و فيه إلزام للحجّة، و تحذير عن إيثار التّنعّم و ما يؤدّي إليه طول الأمل.
في أصول الكافي 20146 : الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: إنّما أخاف عليكم اثنتين: اتّباع الهوى، و طول الأمل. أمّا اتّباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحقّ، و أمّا طول الأمل فينسي الآخرة.
عدّة من أصحابنا 20147 ، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عثمان، عن عليّ بن عيسى، رفعه قال: فيما ناجى اللّه- عزّ و جلّ- به موسى- عليه السّلام-: يا موسى، لا تطوّل في الدّنيا أملك فيقسو قلبك، و القاسي القلب منّي بعيد.
و في الكافي 20148 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن النّعمان، عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد، عن ابن أبي شيبة 20149 الزّهريّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: إذا استحقّت ولاية اللّه و السّعادة جاء الأجل بين العينين و ذهب الأمل وراء الظّهر، و إذا استحقّت ولاية الشّيطان و الشّقاوة جاء الأمل بين العينين و ذهب الأجل وراء الظّهر.
قال 20150 : و سئل رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أيّ المؤمنين أكيس؟
فقال: أكثرهم ذكرا للموت و أشدّهم له استعدادا.
محمّد بن يحيى 20151 ، عن الحسين بن إسحاق، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: [ما أنزل الموت حقّ منزلته من عدّ غدا من أجله.
قال: و قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-:] 20152 ما أطال عبد الأمل إلّا أساء العمل.
و كان يقول: لو رأى العبد أجله و سرعته إليه، لأبغض العمل من طلب الدّنيا.
و في نهج البلاغة 20153 : قال- عليه السّلام-: و اعلموا أنّ الأمل يسهي القلب، و ينسي الذّكر. فأكذبوا الأمل فإنّه غرور، و صاحبه مغرور.