کتابخانه روایات شیعه
و إن سرت في السّاعة الّتي أمرتك ظفرت، و ظهرت و أصبت كلّما طلبت.
فقال له أمير المؤمنين- عليه السّلام-: [تدري ما في بطن هذه الدّابّة، أذكر أم أنثى؟
قال: إن حسبت علمت.
قال له أمير المؤمنين- عليه السّلام-:] 9703 من صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن.
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ . ما كان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- يدّعي ما ادّعيت.
و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
و في مجمع البيان 9704 : جاء في الحديث: إنّ مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهنّ إلّا اللَّه.
و قراء هذه الآية.
و قد روى عن أئمّة الهدى- عليهم السّلام- 9705 : أنّ هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التّفصيل و التّحقيق غيره- تعالى.
و في الكافي 9706 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحجّال، عن ابن بكير، عن أبي منهال، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- يقول: إنّ النّطفة إذا وقعت في الرّحم بعث اللَّه- عزّ و جلّ- ملكا فأخذ من التّربة الّتي يدفن فيها فماثها في النّطفة. فلا يزال قلبه يحنّ إليها حتّى يدفن فيها.
و في أصول الكافي 9707 : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرّضا- عليه السّلام-: أمير المؤمنين- عليه السّلام- قد عرف قاتله، و اللّيلة الّتي يقتل فيها، و الموضع الّذي يقتل فيه، و قوله لمّا سمع صياح الأوزّ في الدّار: صوائح تتبعها نوائح. و قول أمّ كلثوم: لو صلّيت اللّيلة داخل الدّار و أمرت غيرك يصلّي بالنّاس. فأبى عليها و كثر دخوله و خروجه تلك اللّيلة بلا سلاح. و قد عرف- عليه السّلام- أنّ ابن ملجم- لعنة اللَّه عليه- قاتله بالسّيف. كان هذا ممّا لم يجز 9708 تعرضه.
فقال: ذلك كان. و لكنّه 9709 جبن في تلك اللّيلة لتمضي مقادير اللَّه- عزّ و جلّ-.
و في كتاب مقتل الحسين- عليه السّلام- 9710 لأبي مخنف: إنّ الحسين- عليه السّلام- لمّا نزل كربلاء و أخبر اسمها بكى بكاء شديدا. و قال: أرض كرب و بلاء. فعفوا و لا تبرحوا، و حطّوا و لا ترحلوا فههنا، و اللَّه، محطّ رحالنا. و هاهنا، و اللَّه، سفك دمائنا. و هاهنا، و اللَّه، تسبى حريمنا. و هاهنا، و اللَّه، محلّ قبورنا. و هاهنا، و اللَّه، محشرنا و منتشرنا. و بهذا وعدني جدّي رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- و لا خلاف لوعده.
تفسير سورة السّجدة
سورة السجدة مكّيّة.
و في مجمع البيان 9711 : ما خلا ثلاث آيات منها. فإنّها نزلت بالمدينة: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ [إلى تمام الآيات.
و هي ثلاثون آية.
و قيل 9712 : تسع و عشرون آيه.] 9713 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 9714 ، بإسناده إلى الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: من قراء سورة السّجدة في كلّ ليلة 9715 جمعة، أعطاه اللَّه كتابه بيمينه و لم يحاسبه بما كان منه. و كان من رفقاء محمّد و أهل بيته- عليهم السّلام-.
و بإسناده، عن الصّادق- عليه السّلام- 9716 قال: من اشتاق إلى الجنّة و إلى صفتها، فليقرأ الواقعة. و من أحبّ أن ينظر إلى صفة النّار، فليقرأ سجدة 9717 .
و في مجمع البيان 9718 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- قال: من قراء الم تنزيل و تبارك الّذي بيده الملك، فكأنّما أحيا ليلة القدر.
و روى ليث بن أبي الزّيد 9719 ، عن جابر قال: كان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- لا ينام حتّى يقرأ ألم تنزيل و تبارك الّذي بيده الملك.
و في كتاب الخصال 9720 : عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: إنّ العزائم أربع: اقرأ باسم ربّك الّذي خلق، و النّجم، و تنزيل السّجدة، و حم السّجدة.
الم (1) إن جعل اسما للسّورة، أو القرآن، فمبتدأ خبره تَنْزِيلُ الْكِتابِ : على أنّ التنزيل بمعنى: المنزل. و إن جعل تعديد الحروف، كان تنزيل خبر محذوف. أو مبتدأ، خبره لا رَيْبَ فِيهِ : فيكون مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (2): حالا من الضّمير في «فيه».
لأنّ المصدر لا يعمل فيها بعد الخبر. و يجوز أن يكون خبرا ثانيا، و الخبر و لا رَيْبَ فِيهِ حال من الكتاب، أو اعتراض. و الضّمير في «فيه» لمضمون الجملة.
و يؤيّده قوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ : فإنّه إنكار، لكونه من ربّ العالمين. و قوله:
بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ : فإنّه تقرير له.
و نظم الكلام على هذا، أنّه أشار أوّلا إلى إعجازه. ثمّ رتّب عليه أنّ تنزيله من ربّ العالمين. و قرّر ذلك بنفي الرّيب عنه. ثمّ أضرب عن ذلك إلى ما يقولون فيه على خلاف ذلك إنكارا له و تعجيبا منه. فإنّ «أم» منقطعة. ثمّ أضرب عنه إلى إثبات أنّه الحقّ المنزل من اللَّه، و بيّن المقصود من تنزيله فقال: لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ : إذ كانوا أهل الفترة.
لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3): بإنذارك إيّاهم.
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ : مرّ بيانه.