کتابخانه روایات شیعه
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 10839 : و قال عليّ بن إبراهيم في قوله- عزّ و جلّ-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها قال] 10840 : الأمانة، هي الإمامة و الأمر و النّهي. و الدّليل على أنّ الأمانة هي الإمامة [قوله- عزّ و جلّ- للأئمّة 10841 - صلوات اللَّه عليهم 10842 -: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ، يعني: الإمامة. فالأمانة، هي الإمامة] 10843 عرضت عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها . قال: أبين أن يدّعوها أو يغصبوها أهلها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ ، أي: الأوّل 10844 إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا .
و في شرح الآيات الباهرة 10845 : روى محمّد بن العبّاس- رحمه اللَّه- عن الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين 10846 ، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام - في قول اللَّه- عزّ و جلّ-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً لنفسه 10847 جَهُولًا قال: يعني بها: ولاية عليّ بن أبي طالب.
و يؤيّده ما
رواه الشّيخ محمّد بن يعقوب- رحمه اللَّه 10848 - بطريق آخر: عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن مسكان 10849 ، عن إسحاق بن عمّار في قوله- عزّ و جلّ-: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ (إلى آخر الآية) قال: هي الولاية لأمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليه و على ذرّيّته الطّيّبين، صلاة باقية دائمة إلى يوم الدّين.
الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ : تعليل للحمل، من حيث أنّه نتيجة، كالتّأديب للّضرب في:
ضربته تأديبا.
و ذكر التّوبة في الوعد، إشعار بأنّ كونهم ظَلُوماً جَهُولًا في جبلتهم لا يخليهم عن فرطات.
وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (73): حيث تاب على فرطاتهم، و أثاب بالفوز على طاعاتهم.
تفسير سورة سبأ
سورة سبأ مكّيّة. و قيل 10850 : إلّا وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أربع أو خمس و خمسون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 10851 ، بإسناده إلى ابن اذينة، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: من قرأ 10852 الحمدين جميعا، حمد سبأ و حمد فاطر 10853 في ليلة، لم يزل في ليله 10854 في حفظ اللَّه و كلاءته. فإن قرأهما في نهاره، لم يصبه في نهاره مكروه، و أعطي من خير الدّنيا و خير الآخرة ما لم يخطر على قلبه و لم يبلغ مناه.
و في مجمع البيان 10855 : أبي بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- قال: من قرأ سورة سبأ، لم يبق نبيّ و لا رسول إلّا كان له يوم القيامة رفيقا و مصافحا.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ : خلقا و نعمة. فله الحمد في الدّنيا، لكمال قدرته و على تمام نعمته.
وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ : لأنّ ما في الآخرة- أيضا- كذلك. و ليس هذا من عطف المقيّد على المطلق، فإنّ الوصف يدلّ على أنّه المنعم بالنّعم الدّنيويّة، فقيّد الحمد بها.
و تقديم الصّلة للاختصاص، فإنّ النّعم الدّنيويّة قد تكون بواسطة من يستحقّ الحمد لأجلها،
و لا كذلك نعم الآخرة.
وَ هُوَ الْحَكِيمُ : الّذي أحكم أمور الدّارين.
الْخَبِيرُ (1) : ببواطن الأشياء.
يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ : كالغيث، ينفذ في موضع [و يخرج من موضع] 10856 آخر.
و كالكنوز و الدّفائن و الأموات.
وَ ما يَخْرُجُ مِنْها : كالحيوان و النّبات و الفلزّات و ماء العيون.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم- رحمه اللَّه 10857 -: و قوله- عزّ و جلّ-: يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ قال: ما يدخل فيها. وَ ما يَخْرُجُ مِنْها قال: من النّبات.
وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ ، كالملائكة و الكتب و المقادير و الأرزاق و الأنداء و الصّواعق.
وَ ما يَعْرُجُ فِيها ، كالملائكة و أعمال العباد و الأبخرة و الأدخنة.
وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2): للمفرّطين في شكر نعمة مع كثرتها. أو في الآخرة مع ما له من سوابق هذه النّعم الفائتة للحصر.
وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا : منكروا البعث.
لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ : إنكار لمجيئها. أو استبطاء، استهزاء 10858 بالوعد به.
قُلْ بَلى وَ رَبِّي : ردّ لكلامهم، و إثبات لما نفوه.
لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ : تكرير لإيجابه، مؤكّدا بالقسم، مقرّرا لوصف المقسم به بصفات تقرّر إمكانه و تنفي استبعاده- على ما مرّ غير مرّة.
و قرأ حمزة و الكسائيّ: «علّام الغيب» للمبالغة. و نافع و ابن عامر و رويس: «عالم الغيب» بالرّفع. على أنّه خبر [مبتدأ] 10859 محذوف. أو مبتدأ، خبره لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ 10860 .
و قرأ الكسائيّ: «لا يعزب» بالكسر 10861 ..