کتابخانه روایات شیعه
و بإسناده 18451 إلى زياد بن أبي الحلّال: عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : ما من نبيّ و لا وصي يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيّام حتّى ترفع روحه و عظمه و لحمه إلى السّماء، و إنّما تؤتى مواضع آثارهم و يبلغهم السّلام من بعيد و يسمعونه 18452 في مواضع آثارهم من قريب.
و في من لا يحضره الفقيه 18453 : و قال الصّادق- عليه السّلام- : إنّ اللَّه أوحى إلى موسى: أن أخرج عظام يوسف من مصر.
(الحديث)
و فيه 18454 ، في آخر زيارة أمير المؤمنين- عليه السّلام- متّصلا بزيارة الحسين- عليه السّلام-: و تصلّي عنده ست ركعات تسلّم في كلّ ركعتين، لأن في قبره عظام آدم و جسد نوح و أمير المؤمنين- عليهم السّلام-. و من زار قبره فقد زار آدم و نوحا و أمير المؤمنين- عليهم السّلام- فتصلّي لكلّ زيارة ركعتين.
و طريق الجمع بين تلك الأخبار، أن يقال: رفع بعضهم بعد ثلاثة، و بعضهم بعد أربعين بحسب اختلاف مراتبهم، ثمّ ينزل بعد ما شاء اللَّه، و يؤتى 18455 مواضع آثارهم في أوقات الرّفع.
و في روضة الواعظين 18456 للمفيد- رحمه اللَّه-: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام- : لا تنشقّ الأرض عن أحد يوم القيامة إلّا و ملكان آخذان 18457 بضبعه، يقولان: أجب ربّ العزّة.
ذلِكَ حَشْرٌ : بعث و جمع.
عَلَيْنا يَسِيرٌ (44):
و تقديم الظّرف للاختصاص، فإنّ ذلك لا يتيسر إلّا على العالم القادر لذاته الّذي لا يشغله شأن عن شأن، كما قال: ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ .
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ : تسلية لرسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- و تهديد لهم. وَ ما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ : بمسلّط تقسرهم على الإيمان. أو تفعل بهم ما
تريد، و إنّما أنت داع.
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (45): فإنّه لا ينتفع غيره به.
تفسير سورة الذّاريات
سورة الذّاريات مكّيّة.
و آياتها ستّون بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 18458 ، بإسناده: عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : من قرأ سورة و الذّاريات في يوم أو في ليلة، أصلح اللَّه له معيشته، و أتاه برزق واسع، و نور له قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة.
و في مجمع البيان 18459 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- : من قرأ سورة و الذّاريات، اعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد كلّ ريح هبّت و جرت في الدّنيا.
وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً (1)، يعني: الرّياح تذر و التّراب أو غيره. أو النّساء الولود 18460 ، فإنّهنّ يذرين الأولاد. أو الأسباب الّتي تذري الخلائق من الملائكة و غيرهم.
و قرأ 18461 أبو عمرو و حمزة، بإدغام التّاء [في الذال] 18462 .
فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2): فالسّحب الحاملة للأمطار. أو الرّياح الحاملة للسّحاب. أو النساء الحوامل. أو أسباب ذلك.
و قرى 18463 : «وقرا» على تسمية المحمول بالمصدر.
فَالْجارِياتِ يُسْراً (3): فالسّفن الجارية في البحر سهلا. أو الرّياح الجارية في مهابّها. أو الكواكب الّتي تجري في منازلها.
و «يسرا» صفة مصدر محذوف، أي: جريا ذا يسر.
فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (4): الملائكة التي تقسّم الأمور من الأمطار و الأرزاق و غيرهما، أو ما يعمّهم و غيرهم 18464 من أسباب القسمة. أو الرّياح تقسّم الأمطار بتصريف السّحاب.
فإنّ حملت على ذوات مختلفة، فالفاء لترتيب الإقسام بها باعتبار ما بينها من التّفاوت في الدّلالة على كمال القدرة 18465 ، و إلّا فالفاء لترتيب الأفعال 18466 ، إذ الرّيح مثلا تذرو الأبخرة إلى الجوّ حتّى تنعقد سحابا فتحمله، فتجري به باسطة له إلى حيث أمرت به فتقسّم المطر.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 18467 : حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- [في قوله] 18468 : وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً فقال: إنّ ابن الكواء سأل أمير المؤمنين- عليه السّلام- عن وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً .
قال: الرّيح.
و عن فَالْحامِلاتِ وِقْراً .
فقال: هي السّحاب.
و عن فَالْجارِياتِ يُسْراً .
فقال: هي السّفن.