کتابخانه روایات شیعه
سورة القمر
و آياتها خمس و خمسون بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 19441 ، بإسناده إلى أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : من قرأ سورة 19442 اقتربت السّاعة، أخرجه اللَّه من قبره على ناقة من نوق الجنّة.
و في مجمع البيان 19443 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- قال : و من قرأ سورة اقتربت السّاعة في كلّ غبّ 19444 عشيّة، بعث يوم القيامة و وجهه على صورة القمر ليلة البدر. و من قرأها كلّ ليلة كان أفضل، و جاء يوم القيامة و وجهه مسفر على وجوه الخلائق.
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ (1) : هو ما روي، أنّ الكفّار سألوا 19445 رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- آية، فانشق القمر.
و قيل 19446 : معناه: سينشقّ القمر يوم القيامة.
و يؤيّد الأوّل، أنّه قرئ: «و قد انشقّ القمر»، أي: اقتربت السّاعة و قد حصل 19447
من آيات اقترابها انشقاق القمر.
و في مجمع البيان 19448 : قال ابن عبّاس : اجتمع المشركون إلى رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- فقالوا: إن كنت صادقا فشقّ لنا القمر فرقتين.
فقال لهم رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: إن فعلت تؤمنون؟
قالوا: نعم.
و كانت ليلة بدر، فسأل رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- ربّه أن يعطيه ما قالوا، فانشقّ القمر 19449 فرقتين و رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- ينادي: يا فلان [يا فلان] 19450 ، اشهدوا.
و قال ابن مسعود 19451 : انشقّ القمر [على عهد رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-] 19452 شقّتين.
فقال لنا رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-: اشهدوا اشهدوا.
و روي- أيضا- 19453 : عن ابن مسعود أنّه قال: و الّذي نفسي بيده، لقد رأيت حراء بين فلقي 19454 القمر.
و عن جبير بن مطعم 19455 قال: انشقّ القمر على عهد رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- حتّى صار فرقتين على هذا الجبل و على هذا الجبل.
فقال أناس: سحرنا محمّد.
فقال رجل: إن كان سحركم فلم يسحر النّاس كلّهم.
و قد روى 19456 حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصّحابة، منهم: عبد اللَّه بن مسعود، و أنس بن مالك، و حذيفة بن اليمان و جبير بن مطعم، و ابن عبّاس، و عبد اللَّه بن عمر، و عليه جماعة المفسّرين إلّا ما روي عن عثمان بن عطا عن أبيه أنّه قال: معناه: و سينشقّ القمر ... و روي ذلك عن الحسن، و أنكره- أيضا- البلخيّ. و هذا- أيضا- لا يصحّ، لأنّ المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتدّ بخلاف من خالف فيه، و لأنّ اشتهاره
بين الصّحابة يمنع من القول بخلافه.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 19457 : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قال: اقتربت القيامة، فلا يكون بعد رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- إلّا القيامة و قد انقضت النّبوّة و الرّسالة.
و قوله: وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ فإنّ قريشا سألوا رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- أن يريهم آية، فدعا اللَّه، فانشق القمر نصفين 19458 حتّى نظروا إليه ثمّ التأم.
و فيه 19459 : و روي- أيضا- في قوله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قال: خروج القائم- عليه السّلام-.
حدّثنا 19460 حبيب بن الحسن بن أبان الآجريّ 19461 ، عن محمّد بن هشام، عن محمّد، عن يونس قال: قال لي أبو عبد اللَّه- عليه السّلام- : اجتمعوا أربعة عشر 19462 رجلا أصحاب العقبة ليلة أربع عشرة 19463 من ذي الحجّة، فقالوا للنّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله-: ما من نبيّ إلّا و له آية، فما آيتك في ليلتك هذه؟
فقال النّبي- صلّى اللَّه عليه و آله-: ما الّذي تريدون؟
فقالوا: إن يكن لك عند ربّك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين.
فهبط جبرئيل فقال: يا محمّد- صلّى اللَّه عليه و آله- إنّ اللَّه يقرئك السّلام و يقول لك: إنّي قد أمرت كلّ شيء بطاعتك.
فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين،] 19464 فانقطع قطعتين، فسجد النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- شكرا للَّه و سجد شيعتنا، ثمّ رفع النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- رأسه و رفعوا رؤوسهم.
فقالوا: تعيده كما كان. فعاد كما كان.
ثمّ قالوا: ينشقّ 19465 رأسه فأمره فانشقّ، فسجد النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- شكرا للَّه و سجد شيعتنا.
فقالوا: يا محمّد، حين تقدم أسفارنا 19466 من الشّام و اليمن فنسألهم ما رأوا في هذه
اللّيلة، فإن يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنّه من ربّك، و إن لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنّه سحر سحرتنا به. فأنزل اللَّه: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ (إلى آخر السورة).
و في إرشاد المفيد 19467 : و روى أبو بصير، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في حديث طويل أنّه قال . إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم فيها أربعة مساجد، و لم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلّا هدمها و جعلها جماء 19468 ، و وسع الطّريق الأعظم، و كسر كلّ جناح خارج 19469 في الطّريق، و أبطل الكنف و الميازيب إلى الطّرقات، و لا يترك بدعة إلّا أزالها و لا سنّة إلّا أقامها، و يفتح قسطنطينة و الصين 19470 و جبال الدّيلم، فيمكث على ذلك سبع سنين، مقدار 19471 كلّ سنة عشر سنين من سنيكم 19472 ثمّ يفعل اللَّه ما يشاء.
قلت: جعلت فداك، كيف تطول السّنون 19473 ؟
قال: يأمر اللَّه- تعالى- الفلك باللّبوث و قلّة الحركة، فتطول الأيّام لذلك و السّنون.
قال: [قلت] 19474 له: إنّهم يقولون: إنّ الفلك إن تغيّر 19475 فسد.
قال: ذلك قول الزّنادقة، و أمّا المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، و قد شقّ اللَّه- تعالى- القمر لنبيّه- صلّى اللَّه عليه و آله- [و ردّ الشمس] 19476 من قبله ليوشع بن نون، و أخبر بطول يوم القيامة و أنّه كألف سنة ممّا تعدّون.
وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا : عن تأمّلها و الإيمان بها.
وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) : مطّرد، و هو يدلّ على أنّهم رأوه قبله آيات اخر مترادفة و معجزات متتابعة حتّى قالوا ذلك. أو محكم، من المرّة، يقال: أمررته فاستمرّ: