کتابخانه روایات شیعه
سورة الرّحمن
مكّيّة، أو مدنيّة، [أو متبعّضة] 19652 .
و آياتها ستّ أو سبع أو ثمان و سبعون 19653 .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في ثواب الأعمال 19654 : بإسناده 19655 عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : لا تدعوا قراءة سورة الرّحمن و القيام بها، فإنّها لا تقرّ في قلوب المنافقين، و يؤتى بها 19656 يوم القيامة في صورة آدميّ في أحسن صورة و أطيب ريح حتّى تقف 19657 من اللَّه موقفا لا يكون أحد أقرب إلى اللَّه منها، فيقول لها: من الّذي كان يقوم بك في الحياة الدّنيا و يدمن قراءتك؟
فتقول 19658 : يا ربّ، فلان و فلان. فتبيضّ وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم.
فيشفعون حتّى لا يبقى لهم غاية و لا أحد يشفعون [له، فيقول] 19659 لهم: ادخلوا الجنّة و اسكنوا فيها حيث شئتم.
و بإسناده 19660 : عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : من قرأ سورة الرّحمن فقال عند كلّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ : لا بشيء من آلائك ربّ 19661 أكذب، فإن قرأها ليلا
ثمّ مات مات شهيدا، و إن قرأها نهارا ثمّ مات 19662 مات شهيدا.
و في مجمع البيان 19663 : ابيّ بن كعب، [عن النّبيّ] 19664 - صلّى اللَّه عليه و آله- قال 19665 :
من قرأ الرّحمن رحم اللَّه ضعفه، و أدّى شكر ما أنعم اللَّه عليه.
و روي 19666 ، عن موسى بن جعفر، عن آبائه- عليهم السّلام- [عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله-] 19667 قال : لكلّ شيء عروس، و عروس القرآن سورة الرّحمن.
و عن الصّادق- عليه السّلام- 19668 قال : من قرأ سورة الرّحمن ليلا يقول عند كلّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ : لا بشيء من آلائك ربّ 19669 أكذّب، و كلّ اللَّه به ملكا، و إن قرأها من أوّل اللّيل 19670 يحفظه حتّى يصبح، و إن قرأها حين يصبح و كلّ اللَّه به ملكا ان 19671 يحفظه حتّى يمسي.
و في الكافي 19672 : الحسين بن محمّد، عن عبد اللَّه بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن يحيى، عن حمّاد بن عيسى 19673 قال: سمعت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- يقول: يستحبّ أن تقرأ 19674 في دبر الغداة يوم الجمعة الرّحمن كلّها، ثمّ تقول 19675 كلّما قلت: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ : لا بشيء من آلائك ربّ 19676 أكذّب.
الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) لمّا كانت السّورة مقصورة على تعداد النّعم الدّنيويّة و الأخرويّة، صدّرها بالرّحمن. و قدّم ما هو أصل النّعم الدّينيّة و أجلّها 19677 . و هو إنعامه بالقرآن و تنزيله و تعليمه، فإنّه أساس الدّين، و منشأ الشّرع، و أعظم الوحي، و أعزّ الكتب السّماويّة، إذ هو
بإعجازه و اشتماله على خلاصتها مصدّق لنفسه و مصداق 19678 لها. ثمّ أتبعه قوله: خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4) : إيماء بأنّ خلق البشر و ما تميّز به عن سائر الحيوان من البيان، و هو التّعبير عمّا في الضّمير و إفهام الغير لما أدركه، لتلقّي الوحي و تعرّف الحقّ و تعلّم الشّرع.
و إخلاء الجمل الثّلاث، الّتي هي أخبار مترادفة للرّحمن، عن العاطف لمجيئها على نهج التّعدّد 19679 .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 19680 : قوله- تعالى-: وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَ مَا الرَّحْمنُ قال: جوابه: الرَّحْمنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ .
و في مجمع البيان 19681 : عَلَّمَهُ الْبَيانَ قال الصّادق- عليه السّلام- : البيان الاسم الأعظم الذي به علم كلّ شيء.
و في شرح الآيات الباهرة 19682 : [محمّد بن العباس، حدّثنا] 19683 الحسن بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن غير واحد، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال : سورة الرّحمن فينا من أوّلها إلى آخرها.
و روى 19684 - أيضا-: عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم ابن هاشم، عن عليّ بن معبد 19685 ، عن الحسين بن خالد، عن الرّضا- عليه السّلام- قال :
سألته عن قول اللَّه- تعالى-: الرَّحْمنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ .
قال: اللَّه علم القرآن.
قلت: فقوله: خَلَقَ الْإِنْسانَ، عَلَّمَهُ الْبَيانَ ؟
قال: ذاك أمير المؤمنين- عليه السّلام-، علّمه اللَّه بيان كلّ شيء يحتاج إليه
النّاس.
و يؤيّده 19686 :
ما رواه 19687 صاحب الاحتجاج، بإسناده إلى عبد اللَّه بن جعفر الحميريّ، ذكر حديثا مسندا يرفعه إلى حمّاد اللّحّام قال: قال أبو عبد اللَّه- عليه السّلام- : نحن، و اللَّه، نعلم ما في السّموات و ما في الأرض و ما في الجنّة و ما في النّار و ما بين ذلك.
قال حمّاد: فنهضت إليه النّظر.
فقال: يا حمّاد، إنّ ذلك في كتاب اللَّه يقولها ثلاثا. ثمّ تلا هذه الآية: وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ إنّه من كتاب اللَّه 19688 الّذي فيه تبيان كلّ شيء.
[فمعنى قوله: إنّه من كتاب اللَّه، [أي: أنّ الّذي نعلمه من كتاب اللَّه] 19689 الّذي فيه تبيان كلّ شيء يحتاج النّاس إليه] 19690 .
و يعضده 19691
ما رواه أيضا 19692 بحذف الإسناد مرفوعا إلى أبي حمزة الثّماليّ قال : قلت لمولاي، علي بن الحسين- عليه السّلام-: [أسألك عن شيء أنفي 19693 به عنّي ما خامر نفسي.
قال: ذلك 19694 إليك.
قلت:] 19695 أسألك عن الأوّل و الثّاني.
قال: عليهما لعائن اللَّه كلّها، مضيا و اللَّه، مشركين كافرين باللَّه العظيم.