کتابخانه روایات شیعه
سورة الطور
مكّية.
و هي تسع أو ثمان و أربعون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في كتاب ثواب الأعمال 18756 ، بإسناده إلى أبي عبد اللَّه و أبي جعفر- عليهما السّلام- قالا : من قرأ سورة الطّور، جمع اللَّه له خير الدّنيا و الآخرة.
و في مجمع البيان 18757 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- قال : من قرأ سورة و الطّور، كان حقّا على اللَّه أن يؤمنه من عذابه و ينعمه في جنّته.
وَ الطُّورِ (1).
قيل 18758 : يريد طور سينين، و هو جبل بمدين سمع فيه موسى كلام اللَّه.
و «الطّور» الجبل بالسّريانيّة. أو ما طار من أوج الإيجاد إلى حضيض الموادّ، أو من عالم الغيب إلى عالم الشّهادة.
وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ (2): مكتوب.
و «السّطر» ترتيب الحروف المكتوبة.
قيل 18759 : المراد به: القرآن، أو ما كتبه اللَّه في اللّوح المحفوظ، أو ألواح موسى، أو
في قلوب أنبيائه و أوصيائه 18760 من المعارف و الحكم، أو ما يكتبه الحفظة.
فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3).
«الرّقّ» الجلد الّذي يكتب فيه، استعير لما كتب فيه الكتاب. و تنكيرهما للتّعظيم، أو الإشعار بأنّهما ليسا من المتعارف فيما بين النّاس.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 18761 : وَ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ 18762 قال: «الطّور» جبل بطور سيناء. وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ ، أي: مكتوب فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ 18763 .
و في مهج الدّعوات 18764 لابن طاوس، دعاء مرويّ عن الزّهراء- عليها السّلام- 18765 و فيه: الحمد للَّه الّذي خلق النّور، و أنزل النّور على الطّور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور.
و في شرح الآيات الباهرة 18766 ، روي 18767 بإسناد متّصل: عن عليّ بن سليمان، عمّن أخبره، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- في قوله: وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ قال:
كتاب كتبه اللَّه- عزّ و جلّ- في ورقه آس، و وضعه على عرشه قبل خلق الخلق بألفي عام:
يا شيعة آل محمّد- صلوات اللَّه عليهم-، إنّي أنا اللَّه، أجبتكم قبل. أن تدعوني، و أعطيتكم قبل أن تسألوني، و غفرت لكم قبل أن تستغفروني.
وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4). 18768
ل 18769 : يعني: الكعبة، و عمارتها بالحجّاج و المجاورين. أو الضّراح و هو في السّماء الرّابعة، و عمارته 18770 كثرة غاشيته 18771 من الملائكة. أو قلب المؤمن، و عمارته بالمعرفة و الإخلاص.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 18772 : وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ قال: هو في السّماء الرّابعة و هو الضّراح، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك ثمّ لا يعودون إليه أبدا.
و في مجمع البيان 18773 : روي عن الباقر- عليه السّلام- أنّه قال : إنّ اللَّه- تعالى- وضع تحت العرش أربع أساطين، و سمّاهنّ الضّراح، و هو البيت المعمور، و قال للملائكة:
طوفوا به. ثمّ بعث ملائكة فقال: ابنوا في الأرض بيتا بمثاله و قدره. و أمر من في الأرض أن يطوفوا بالبيت.
و فيه- أيضا- 18774 : وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ و هو بيت في السّماء الرّابعة بحيال الكعبة، تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة ... عن ابن عبّاس و مجاهد.
و روي- أيضا- 18775 : عن أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال : و يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك ثمّ لا يعودون إليه أبدا.
و عن الزّهريّ 18776 ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النّبي- صلّى اللَّه عليه و آله- قال : البيت المعمور في السّماء الرّابعة 18777 ، و في السّماء الرّابعة نهر يقال له:
الحيوان، يدخل فيه جبرئيل كلّ يوم طلعت فيه الشّمس، و إذا خرج انتقض انتقاضة جرت عنه سبعون ألف قطرة، يخلق اللَّه من كلّ قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلّون فيه، فيفعلون ثمّ لا يعودون إليه أبدا.
و عن ابن عبّاس 18778 قال: قال رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله- : البيت المعمور 18779 الّذي في السّماء [الدنيا] 18780 يقال له: الضّراح، و هو بفناء البيت الحرام لو سقط لسقط 18781 عليه، يدخله كلّ يوم ألف ملك لا يعودون إليه أبدا.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 18782 ، حديث طويل عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله- ذكرناه بتمامه [في أوّل الإسراء] 18783 ، و فيه يقول- صلّى اللَّه عليه و آله-: فقلت: يا جبرئيل، من هذا الّذي في السّماء السّابعة على باب البيت 18784 المعمور في جوار اللَّه؟
فقال: هذا أبوك، إبراهيم.
و في تفسير العيّاشي 18785 : عن عبد الصّمد بن شيبة 18786 ، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- حديث طويل في معراج رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-. و في أواخره: فلمّا فرغ من مناجاته رد إلى البيت المعمور، و هو في السّماء السّابعة بحذاء الكعبة.
أقول: يمكن رفع الاختلاف بين تلك الأخبار بأن يقال: في السّماء السّابعة مطاف للملائكة يسمّى بالبيت المعمور بحذاء البيت المعمور الّذي في السّماء الرّابعة المحاذية للكعبة، يدخله كلّ يوم ألف ملك [، كما يدخل الّذي في السّماء الرّابعة كلّ يوم سبعون ألف ملك،] 18787 و تلك السّبعون هي الّتي خلقت من قطرات جبرئيل 18788 .
وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)، يعني: السّماء.
و في أصول الكافي 18789 : بعض أصحابنا رفعه، عن محمّد بن سنان، عن داود بن كثير الرّقيّ قال : قلت لأبي عبد اللَّه- عليه السّلام-: ما معنى السّلام على رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه و آله-؟