کتابخانه روایات شیعه
في القلب، و اليقين خطرات.
و
في كتاب الخصال 21204 : عن سويد 21205 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قلت:
فما الّذي يثبت الإيمان في العبد؟
قال: الّذي يثبته 21206 فيه الورع، و الّذي يخرجه منه الطّمع.
عن عليّ بن سالم 21207 ، عن أبيه قال: قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق- عليه السّلام-: أدنى ما يخرجه به الرّجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه، و يصدّقه على قوله.
و
في كتاب التّوحيد 21208 ، بإسناده إلى محمّد بن مسلم 21209 قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- فقلت: قول اللّه 21210 : يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ .
فقال: «اليد» في كلام العرب: النّعمة و القوّة. قال اللّه 21211 : وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ . و قال 21212 : وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ، أي: بقوّة. و قال: وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ، أي: قوّاهم 21213 . (الحديث)
و
في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة 21214 ، بإسناده إلى أحمد بن إسحاق قال: قلت لأبي محمّد، الحسن بن عليّ- عليه السّلام- و قد ذكر أنّ غيبة القائم- عليه السّلام- تطول:
و إنّ غيبته لتطول؟
قال: إي، و ربّي، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، و لا يبقى إلّا من أخذ اللّه ميثاقه بولايتنا و كتب في قلبه 21215 الإيمان و أيّده 21216 بروح منه. (الحديث)
و
بإسناده 21217 إلى الحسن بن محمّد بن صالح البزّاز قال: قال العسكريّ- عليه السّلام-: إنّ ابني هو القائم من بعدي، و هو الّذي يجري فيه سنن الأنبياء 21218 بالتّعمير
و الغيبة حتّى تقسوا القلوب لطول الأمد، فلا يثبت على القول به إلّا من كتب اللّه- عزّ و جلّ- في قلبه الإيمان و أيّده بروح منه.
و
بإسناده 21219 إلى أمير المؤمنين- عليه السّلام- أنه قال: التّاسع من ولدك، يا حسين، هو القائم بالحقّ و المظهر للدّين و الباسط للعدل.
قال الحسين- عليه السّلام-: فقلت: يا أمير المؤمنين- عليه السّلام- و إنّ ذلك لكائن؟! فقال: إي، و الّذي بعث محمدا بالنّبوّة، و اصطفاه على البريّة، و لكن بعد غيبة و حيرة، و لا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الّذين أخذ اللّه- عزّ و جلّ- ميثاقهم بولايتنا، و كتب في قلوبهم الإيمان، و أيّدهم بروح منه.
و
في شرح الآيات الباهرة 21220 : قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه-: حدّثنا المنذر بن محمّد، عن أبيه قال: حدّثني عمّي، الحسين بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن عليّ بن محمّد بن بشير 21221 قال: قال محمّد بن عليّ- عليهما السّلام-، ابن الحنفيّة 21222 : إنّما حبّنا أهل البيت شيء 21223 يكتبه اللّه في أيمن قلب العبد، و من كتبه اللّه في قلبه، لا يستطيع أحد محوه.
أما سمعت اللّه- سبحانه- يقول: أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (إلى آخر الآية)؟ فحبّنا أهل البيت الإيمان.
وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ : بطاعتهم.
وَ رَضُوا عَنْهُ : بقضائه، أو بما وعدهم من الثّواب.
أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ : جنده و أنصار دينه.
أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22): الفائزون بخير الدارين.
و
في شرح الآيات الباهرة 21224 : و جاء من طريق العامّة، ما رواه أبو نعيم قال:
حدّثنا محمّد بن حميد، بإسناده 21225 عن عيسى بن عبد اللّه بن محمد 21226 بن عمر بن عليّ بن أبي
طالب- عليه السّلام- قال: حدّثني أبي، عن جدّي 21227 ، عن عليّ- عليه السّلام- أنّه قال: قال سلمان الفارسيّ:
يا أبا الحسن، ما طلعت على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- إلّا ضرب بين كتفي، و قال: يا سلمان، هذا و حزبه هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
سورة الحشر
مدنيّة.
و آيها أربع و عشرون بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في
كتاب ثواب الأعمال 21228 ، بإسناده إلى النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة الحشر، لم يبق جنّة و لا نار و لا عرش و لا كرسيّ و لا الحجب و السّموات السّبع و الأرضون السّبع و الهواء و الرّيح و الطّير و الشّجر و الجبال و الشّمس و القمر و الملائكة، إلّا صلّوا عليه و استغفروا له. و إن مات في يومه أو ليلته، مات شهيدا.
و
في مجمع البيان 21229 : أبي بن كعب قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: [من قرأ سورة الحشر، لم يبق جنّة و لا نار و لا عرش و لا كرسيّ و لا حجاب و لا السّموات السّبع و الأرضون السّبع و الهوام 21230 و الطّير و الشجر و الدوابّ] 21231 و الشّمس و القمر و الملائكة، إلّا صلّوا عليه، و استغفروا له. و إن مات في يومه أو ليلته، مات شهيدا.
و
عن أبي سعيد المكاريّ 21232 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ، إذا أمسى، الرّحمن و الحشر و كلّ اللّه بداره ملكا شاهرا سيفه حتّى يصبح.
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1).
قيل 21233 : روي أنّه- صلّى اللّه عليه و آله- لمّا قدم المدينة صالح بني النّضير، على أن لا يكونوا له و لا عليه.
فلمّا ظهر يوم بدر قالوا: إنّه النّبيّ المنعوت في التّوراة بالنّصرة.
فلمّا هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا و نكثوا، و خرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكّة و حالفوا أبو سفيان. فأمر رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- [محمّد بن مسلمة] 21234 أخا كعب من الرّضاعة فقتله غيلة، ثمّ صبّحهم بالكتائب و حاصرهم 21235 حتّى صالحوه على الجلاء، فجلا أكثرهم إلى الشّام و لحقت طائفة بخيبر [و الحيرة] 21236 ، فأنزل اللّه- تعالى-: سَبَّحَ لِلَّهِ - إلى قوله-: كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ قيل 21237 : أي: في أوّل حشرهم من جزيرة العرب، إذ لم يصبهم هذا الذّلّ قبل ذلك. أو في أوّل حشرهم للقتال أو الجلاء إلى الشّام، و آخر حشرهم إجلاء عمر إيّاهم من خيبر إليه. [أو في أوّل حشر النّاس إلى الشام 21238 ] 21239 ، و آخر حشرهم أنّهم يحشرون إليه عند قيام السّاعة فيدركهم هناك. أو أنّ نارا تخرج من المشرق فتحشرهم إلى المغرب.
و «الحشر» إخراج جمع من مكان إلى آخر.
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 21240 : عن الإمام الحسن بن عليّ- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه: ثمّ يبعث اللّه نارا من المشرق و نارا من المغرب، و يتبعهما بريحين شديدتين فيحشر النّاس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنّة عن يمين الصّخرة و يزلف الميعاد و تصير 21241 جهنّم عن يسار الصّخرة في تخوم الأرضين السّابعة، و فيها [الفلق و] 21242 و السّجين، فتفرّق الخلائق من عند الصّخرة، فمن وجبت له الجنّة، دخلها، [و من
وجبت له النار،] 21243 [دخلها] 21244 و ذلك قوله 21245 . فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ .
و
في مجمع البيان 21246 : لِأَوَّلِ الْحَشْرِ اختلف في معناه، فقيل: كان جلاؤهم ذلك أوّل حشر اليهود إلى الشّام، ثمّ يحشر النّاس يوم القيامة إلى أرض الشّام- أيضا- و ذلك الحشر الثّاني ... عن ابن عبّاس و الزّهديّ و الجبّائيّ.
قال ابن عبّاس: قال لهم النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: اخرجوا.
قالوا: إلى أين؟
قال: إلى أرض المحشر.
ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا : لشدة بأسهم و منعتهم.
وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ، أي: أنّ حصونهم تمنعهم من بأس اللّه.
و تغيير النّظم و تقديم الخبر و إسناد الجملة إلى ضميرهم، للدّلالة على فرط وثوقهم بحصانتها، و اعتقادهم في أنفسهم أنّهم في عزّة و منعة بسببها.
و يجوز أن تكون «حصونهم» فاعلا «لما نعتهم».
فَأَتاهُمُ اللَّهُ ، أي: عذابه، و هو الرّعب و الاضطرار إلى الجلاء.
و قيل 21247 : الضّمير «للمؤمنين»، أي: فأتاهم نصر اللّه.
و قرئ 21248 : «فآتاهم»، أي: العذاب، أو النّصر.
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا : لقوّة وثوقهم.
و
في كتاب التّوحيد 21249 : عن عليّ- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه و قد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: و قال في آية أخرى: فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ، يعني: أرسل عليهم عذابا.
وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ : و أثبت فيها الخوف الّذي يرعبها، أي، يملأها.
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ : ضنّا 21250 بها على المسلمين، و إخراجا لما استحسنوا من آلاتها.
وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ : فإنّهم- أيضا- كانوا يخربون ظواهرها، نكاية و توسيعا لمجال القتال.
و عطفها على «أيديهم» من حيث إنّ تخريب المؤمنين مسبّب عن بغضهم، فكأنّهم استعملوهم فيه.
و الجملة حال، أو تفسير للرّعب.
و قرأ 21251 أبو عمرو: «يخرّبون» بالتّشديد، و هو أبلغ لما فيه من التّكثير.
و قيل 21252 : «الإخراب» التّعطيل، أو ترك الشّيء خرابا. و «التّخريب» الهدم.
فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (2): فاتّعظوا بحالهم فلا تغدروا و لا تعتمدوا على غير اللّه.
و
في مصباح الشّريعة 21253 : قال الصّادق- عليه السّلام-: و لا يصحّ الاعتبار إلّا لأهل الصّفا و البصيرة، قال اللّه- تعالى-: فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ .
و
في كتاب الخصال 21254 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: كان أكثر عبادة أبي ذرّ- رحمه اللّه-: التفكّر 21255 و الاعتبار.
وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ : الخروج من أوطانهم.
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا : بالقتل و السّبي، كما فعل ببني قريظة.
وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (3): استئناف، معناه: أنّهم إن نجوا من عذاب الدّنيا، لم ينجوا من عذاب الآخرة.
الإشارة إلى ما ذكر ممّا حاق بهم، و ما كانوا بصدده، و ما هو معدّلهم. أو إلى الأخير.