کتابخانه روایات شیعه
قلت: وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ .
قال: قالوا: إنّ محمّدا كذب 23313 على ربّه، و ما أمره اللّه بهذا في عليّ- عليه السّلام-. فأنزل الله بذلك قرآنا فقال: إنّ ولاية عليّ- عليه السّلام- تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا محمّد بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ثمّ عطف [القول] 23314 فقال: إنّ ولاية عليّ- عليه السّلام- لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ للعالمين وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ و إنّ عليّا لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ - عليه السّلام- و إن ولايته لَحَقُّ الْيَقِينِ، فَسَبِّحْ يا محمّد بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ . يقول: اشكر ربّك العظيم الّذي أعطاك هذا الفضل.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
و
في تفسير العيّاشي 23315 : عن زيد بن الجهم، عن أبي عبد الله- عليه السّلام- قال:
قال لي: لمّا أخذ رسول الله- صلّى اللّه عليه و آله- بيد عليّ- عليه السّلام- و أظهر ولايته قالا 23316 جميعا: [و الله] 23317 ما هذا من تلقاء اللّه، و لا هذا إلّا شيء أراد أن يشرّف به ابن عمّه.
فأنزل اللّه [عليه: وَ لَوْ تَقَوَّلَ] 23318 عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ [لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ] 23319 [وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ يعني 23320 : فلانا و فلانا. وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ، يعني: عليّا- عليه السّلام- ( وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ، يعني: عليّا- عليه السّلام-. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
و
في) 23321 تفسير عليّ بن إبراهيم 23322 : و قوله: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ] 23323 ، يعني: رسول الله- صلّى اللّه عليه و آله-.
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ قال: انتقمنا منه بقوّة.
ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ قال: عرق في الظهر يكون منه الولد. قال:
فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ، يعني: لا يحجز اللّه عنه أحد و لا يمنعه عن رسول اللّه و قوله:
وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ يعني: أمير المؤمنين. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
و في شرح الآيات الباهرة 23324 : و ذكر محمّد بن العبّاس في تأويل فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ تأويلا حسنا، و هو:
ما رواه [عن أحمد بن إدريس] 23325 عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن يحيى، عن عبد اللّه بن مسكان، عن أبي بصير 23326 ، عن أبي المقدام، عن جويرية بن مسهر قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين- عليه السّلام- بعد قتل الخوارج حتّى إذا صرنا في أرض بابل، حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين- عليه السّلام- و نزل النّاس.
فقال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: أيّها النّاس، إنّ هذه أرض ملعونة و قد عذبت من الدّهر ثلاث مرّات، و هي إحدى المؤتفكات، و هي أوّل أرض عبد فيها وثن، إنّه لا يحلّ لنبيّ و لا وصي نبيّ أن يصلّي فيها. فأمر الناس 23327 فمالوا إلى جنب الطّريق يصلّون و ركب بغلة رسول اللّه فمضى عليها.
قال جويرية: و [اللّه] 23328 لأتبعنّ أمير المؤمنين و لأقلّدنّه صلاتي اليوم.
قال: فمضيت خلفه، و اللّه، ما جزنا جسر سوراء 23329 حتّى غابت الشّمس.
قال: فسببته، أو هممت 23330 أن أسبه.
قال: فالتفت إليّ و قال: يا جويرية.
قلت: نعم، يا أمير المؤمنين.
قال: فنزل ناحية فتوضّأ، ثمّ قام فنطق بكلام الا أحسبه إلّا بالعبرانيّة، ثمّ نادى بالصّلاة.
قال: فنظرت، و اللّه، إلى الشّمس قد خرجت من بين 23331 جبلين لها صرير، فصلّى
العصر و صلّيت معه، فلمّا فرغنا عن صلاتنا عاد اللّيل، كما كان، فالتفت إلي و قال:
يا جويرية، إنّ اللّه- تبارك و تعالى- يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ و إنّي سألت اللّه باسمه الأعظم 23332 فردّ عليّ الشّمس.
سورة المعارج
مكّيّة.
و قيل 23333 : إلّا قوله: وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ .
و آياتها أربع، أو ثلاث و أربعون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 23334 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: أكثروا من قراءة سَأَلَ سائِلٌ ، فإنّ من أكثر قراءتها لم يسأله اللّه يوم القيامة عن ذنب عمله، و أسكنه الجنّة مع محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- [و أهل بيته- إن شاء اللّه] 23335 .
[و
في مجمع البيان 23336 : و عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: من أدمن قراءة سَأَلَ سائِلٌ لم يسأله اللّه يوم القيامة عن ذنب عمله، و أسكنه جنّته مع محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-] 23337 .
ابيّ بن كعب 23338 ، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: و من قرأ سورة سأل سائل أعطاه اللّه ثواب الّذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون، و الّذين هم على صلاتهم يحافظون.
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1)، أي: دعا داع به: بمعنى: استدعاه، و لذلك عدّي الفعل بالباء.
قيل 23339 : السّائل النضر بن الحارث، فإنّه قال: إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ 23340 . (الآية) أو أبو جهل، فإنّه قال: فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ 23341 سأله استهزاء. أو الرّسول استعجل بعذابهم.
و قرأ 23342 نافع و ابن عامر: «سال» 23343 و هو إمّا من السّؤال على لغة قريش:
سالت 23344 هذيل رسول الله فاحشة
ضلّت هذيل بما سالت 23345 و لم تصب
أو من السّيلان و يؤيّده أنّه قرئ: «سال سيل» على أن السّيل مصدر، بمعنى: السائل، كالغور بمعنى: الغائر، و المعنى: سال واد بعذاب.
و مضيّ الفعل لتحقّق وقوعه.
لِلْكافِرينَ : صفة أخرى «لعذاب» أو صلة [ «الواقع»] 23346 .
لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2): يردّه.
مِنَ اللَّهِ : من جهته، لتعلّق إرادته به.
ذِي الْمَعارِجِ (3): ذي المصاعد، و هي الدّرجات الّتي يصعد فيها الكلم الطّيّب و العمل الصّالح 23347 ، أو يترقّى فيها المؤمنون في سلوكهم أو في دار ثوابهم، أو مراتب الملائكة، أو السّماوات فإنّ الملائكة يعرجون فيها.
و
في مجمع البيان 23348 : أخبرنا السّيد 23349 أبو الحمد.
... إلى قوله: عن جعفر بن محمّد الصّادق- عليه السّلام- عن آبائه- عليهم السّلام- قال: لمّا نصّب رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- عليّا- عليه السّلام- يوم غدير خمّ قال: من كنت مولاه فعليّ 23350 مولاه، طار ذلك في البلاد.
فقدم على النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- النّعمان بن الحارث الزهري 23351 ، فقال:
أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا اله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه، و أمرتنا بالجهاد و الحجّ و الصّوم و الصّلاة [و الزكاة] 23352 فقبلناها، ثمّ لم ترض حتّى نصّبت هذا الغلام، فقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند اللّه؟
فقال: و اللّه الّذي لا اله إلّا هو، إنّ هذا من اللّه.
فولّى النّعمان بن الحارث و هو يقول: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ. 23353 فرماه اللّه بحجر على رأسه فقتله، و أنزل اللّه: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ .
و
في أصول الكافي 23354 : عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله- تعالى-: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ بولاية عليّ- عليه السّلام- لَيْسَ لَهُ دافِعٌ .
ثمّ قال: هكذا، و اللّه، نزل بها جبرئيل على محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
و
في روضة الكافي 23355 : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: بيّنا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين- عليه السّلام-.
فقال له رسول الله- صلّى اللّه عليه و آله-: إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم.
... إلى قوله: فغضب الحارث بن عمرو الفهدي 23356 ، فقال: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ أنّ بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ. فأنزل اللّه عليه مقالة الحارث، و نزلت هذه الآية 23357 :
[وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ] 23358 وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .
ثمّ قال له: يا [ابن] 23359 عمرو، إمّا تبت و إمّا رحلت.
فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش [شيئا] 23360 ممّا في يديك، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم.
فقال- النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: ليس [ذلك إليّ] 23361 ذلك إلى اللّه.
فقال: يا محمّد، قلبي ما يتابعني على التّوبة، و لكن أرحل عنك. فدعا براحلته فركبها، فلمّا صار بظهر المدينة، أتته جندلة فرضّت 23362 هامته، ثمّ أتى الوحي إلى النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- فقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ بولاية عليّ 23363 - عليه السّلام- لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ .
قال: قلت: جعلت فداك، إنا لا نقرؤها هكذا! [فقال: هكذا] 23364 [و اللّه] 23365 نزل بها جبرئيل على محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- و هكذا هو، و اللّه، مثبّت في مصحف فاطمة- عليها السّلام-.
فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به. (الحديث)
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 23366 : سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ . قال: سئل أبو جعفر- عليه السّلام- عن معنى هذا.
فقال: نار تخرج من المغرب و ملك يسوقها من خلفها، حتّى تأتي دار بني سعد بن همّا عند مسجد هم فلا تدع دارا لبني أميّة إلّا أحرقتها و أهلها، و لا تدع دارا فيها وتر لآل محمّد إلّا أحرقتها، و ذلك المهديّ- عليه السّلام-.
و في حديث آخر 23367 : لمّا اصطفّت الخيلان يوم بدر، رفع أبو جهل يده فقال:
اللّهمّ، إنّه قطعنا الرحم 23368 و آتانا 23369 بما لا نعرفه فأجئه بالعذاب فأنزل اللّه- تعالى- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ .