کتابخانه روایات شیعه
فلمّا أتى عليهم تسعمائة سنة [و لم يؤمنوا] 23627 ، همّ أن يدعو عليهم 23628 ، فأنزل اللّه:
أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ .
و
في كتاب الخصال 23629 : عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: لمّا دعا نوح ربّه على قومه أتاه إبليس فقال له: يا نوح، إن لك عندي يدا أريد أن أكافئك عليها.
فقال نوح: و اللّه، لبغيض 23630 إليّ أن يكون لي عندك 23631 يد، فما هي؟
قال: بلى، دعوت اللّه على قومك فأغرقهم 23632 فلم يبق لي أحد أغويه، فأنا مستريح حتّى ينشأ قرن آخر فأغويهم 23633 .
قال له [نوح] 23634 : فما الّذي تريد أن تكافئني [به؟
قال له: اذكرني] 23635 في ثلاث مواطن فإنّي أقرب ما أكون إلى العبد إذا كان في إحداهنّ: اذكرني عند غضبك 23636 ، و اذكرني إذا حكمت بين اثنين، و اذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا 23637 ليس معكما أحد.
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ ، ملك بن متوشلخ و شمخا بنت أنوش، و كانا مؤمنين.
وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً .
قيل 23638 : منزلي، أو مسجدي، أو سفينتي.
و
في أصول الكافي 23639 : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن
فضّال، عن المفضّل 23640 بن صالح، عن محمّد بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في قوله- تعالى-: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ (الآية) قال: يعني: من دخل في الولاية، دخل في بيت الأنبياء. (الحديث)
وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ : إلى يوم القيامة.
و
في روضة الكافي 23641 : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام-: أنّ إبراهيم خرج ذات يوم يسير ببعير 23642 بسفر، فمرّ بفلاة من الأرض، فإذا هو برجل قائم يصلّي.
... إلى قوله: فدعا إبراهيم للمؤمنين و المؤمنات و المذنبين من يومه ذلك بالمغفرة و الرّضا عنهم.
قال: و أمّن الرّجل على دعائه. فدعوة إبراهيم بالغة للمذنبين 23643 من شيعتنا إلى يوم القيامة.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً (28): إهلاكا.
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 23644 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قوله: وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً أي: خسارا.
سورة الجنّ
مكّيّة.
و آيها ثمان و عشرون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 23645 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من أكثر قراءة سورة قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ لم يصبه في الحياة الدنيا 23646 شيء 23647 من أعين الجنّ و لا من نفثهم 23648 و لا من سحرهم و لا من كيدهم، و كان مع محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- فيقول:
يا ربّ، لا أريد به بدلا، و لا أريد أن أبغي عنه حولا.
و
في مجمع البيان 23649 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: و من قرأ سورة الجنّ، اعطي بعدد كلّ جنّيّ و شيطان صدّق بمحمّد و كذّب به عتق رقبة.
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ و قرئ 23650 : «أحي» و أصله: وحى، من وحى إليه، فقلبت الواو همزة لضمّتها.
و «وحي» على الأصل، و فاعله أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ و «النّفر» ما بين الثّلاثة و العشرة.
و «الجنّ» قيل 23651 : أجسام عاقلة خفيّة تغلب عليهم النّاريّة و الهوائيّة.
و قيل 23652 : نوع من الأرواح المجرّدة.
و قيل 23653 : نفوس بشريّة مفارقة عن أبدانها، و فيه دلالة على أنّه- صلّى اللّه عليه و آله- ما رآهم و لم يقرأ عليهم، و إنّما اتّفق حضورهم في بعض أوقات قراءته فسمعوها فأخبر اللّه به رسوله.
فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً : كتابا.
عَجَباً (1): بديعا، مباينا لكلام النّاس في حسن نظمه و دقّة معناه. و هو مصدر وصف به للمبالغة.
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ : إلى الحقّ و الصّواب.
فَآمَنَّا بِهِ : بالقرآن.
وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2): على ما نطق به الدلائل القاطعة على التّوحيد.
و
في مجمع البيان 23654 : و روى الواحديّ بإسناده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: ما قرأ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- على الجنّ و ما رآهم، انطلق رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، و قد حيل بين الشّياطين و بين خبر السّماء، فرجعت الشّياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟
قالوا: حيل بيننا و بين خبر السّماء، و أرسلت علينا الشّهب.
قالوا: ما ذاك إلّا من شيء أحدث، فاضربوا مشارق الأرض و مغاربها.
فمرّ النّفر الّذين أخذوا نحو تهامة بالنّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- و هو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، و هو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر، فلمّا سمعوا القرآن استمعوا له و قالوا: هذا الّذي حال بيننا و بين خبر السّماء.
فرجعوا إلى قومهم و قالوا: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً . فأوحى اللّه إلى نبيّه: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ .
و رواه البخاريّ و مسلم- أيضا- في الصّحيح .
و
عن علقمة بن قيس 23655 قال: قلت لعبد اللّه بن مسعود: من كان منكم مع النّبيّ
- صلّى اللّه عليه و آله- ليلة الجنّ؟
فقال: ما كان منّا معه أحد، فقدناه ذات ليلة و نحن بمكّة، فقلنا: اغتيل رسول اللّه، أو استطير. فانطلقنا نطلبه من الشّعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء.
فقلنا: يا رسول اللّه، أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك. و قلنا: بتنا اللّيلة بشرّ ليلة بات بها قوم حين فقدناك.
فقال لنا: إنّه أتاني داعي الجنّ، فذهبت أقرأ لهم القرآن.
فذهب بنا فأرانا آثارهم و آثار نيرانهم، فأمّا أن يكون صحبه منّا أحد فلم يصحبه.
و
في تفسير عليّ بن إبراهيم 23656 ، في سورة الأحقاف عند قوله 23657 : وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ : و كان سبب نزول هذه الآية، أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- خرج من مكّة إلى سوق عكاظ، و معه زيد بن حارثة، يدعو النّاس إلى الإسلام، فلم يجبه أحد و لم يجد أحدا يقبله، ثمّ رجع إلى مكّة.
فلمّا بلغ موضعا يقال له: وادي مجنّة، تهجّد بالقرآن في جوف اللّيل، فمرّ به نفر من الجنّ، فلمّا سمعوا قراءة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- استمعوا [له. فلمّا سمعوا] 23658 قراءته، قال بعضهم لبعض: أنصتوا، يعني اسكتوا، فَلَمَّا قُضِيَ ، أي: فرغ رسول اللّه من القراءة وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا (الاية) فجاءوا إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فأسلموا و آمنوا و علّمهم رسول اللّه شرائع الإسلام.
فأنزل اللّه على نبيّه- صلّى اللّه عليه و آله-: قُلْ أُوحِيَ (السّورة كلّها) فحكى اللّه قولهم، و ولّى عليهم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- منهم، و كانوا يعودون إلى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- في كلّ وقت، فأمر رسول اللّه أمير المؤمنين- عليه السّلام- أن يعلّمهم و يفقّههم، فمنهم مؤمنون، و [منهم] 23659 كافرون، و ناصبون، و يهود، و نصارى، و مجوس، و هم ولد الجانّ.
و
في كتاب الخصال 23660 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: الجنّ على ثلاثة.
أجزاء: فجزء مع الملائكة، و جزء يطيرون في الهواء، و جزء كلاب و حيّات.
و
في أصول الكافي 23661 : بعض أصحابنا، عن محمّد بن عليّ، عن يحيى بن مساور، عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفر- عليه السّلام- في بعض ما أتيته، فجعل يقول:
لا تعجل. حتّى حميت الشّمس عليّ، و جعلت أتتبّع الأفياء 23662 ، فما لثبت أن خرج عليّ قوم كأنّهم الجراد الصفر، عليهم البتوت 23663 ، قد انتهكتهم العبادة.
قال: فو اللّه، لأنساني ما كنت فيه من حسن [هيئة القوم.
فلمّا دخلت عليه قال لي: أراني قد شققت 23664 عليك.
قلت: و اللّه، لقد أنساني ما كنت فيه قوم مرّوا بي لم أر قوما أحسن] 23665 هيئة 23666 منهم، في زيّ رجل واحد، كأنّ ألوانهم الجراد الصّفر، قد انتهكتهم العبادة.
فقال: يا سعد، رأيتهم؟
قلت: نعم.
قال: أولئك إخوانك من الجنّ.
قال: قلت: يأتونك؟
قال: نعم، يأتونا يسألونا عن معالم دينهم و حلالهم و حرامهم.
عليّ بن محمّد 23667 ، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن حسّان، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن ابن جبل، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: كنّا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزّطّ، عليهم أزر و أكسية، فسألنا أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عنهم.
فقال- عليه السّلام-: هؤلاء إخوانكم من الجنّ.