کتابخانه روایات شیعه
كان. قال اللّه- تعالى- لنبيّه- صلّى اللّه عليه و آله-: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ .
و في من لا يحضره الفقيه 13331 : و في وصيّة النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- لعليّ- عليه السّلام-: و للمتكلّف ثلاث علامات: يتملّق إذا حضر. و يغتاب [إذا غاب] 13332 .
و يشمت بالمصيبة.
و في كتاب الخصال 13333 ، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال 13334 لقمان لابنه:
يا بنيّ، لكلّ شيء علامة يعرف بها و يشهد عليها- إلى قوله:- و للمتكلّف ثلاث علامات: ينازع من فوقه. و يقول ما لا يعلم. و يتعاطى ما لا ينال.
عن أبي عبد اللّه 13335 حديث طويل يقول فيه: و من العلماء من يضع نفسه للفتاوى و يقول: سلوني. و لعلّه لا يصيب حرفا واحدا. و اللّه لا يحبّ المتكلّفين. فذاك في الدّرك السّادس من النّار.
و في جوامع الجامع 13336 : و عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: للمتكلّف ثلاث علامات: ينازع من فوقه. و يتعاطى ما لا ينال. و يقول ما لا يعلم.
و في كتاب التّوحيد 13337 حديث طويل عن الرّضا- عليه السّلام- يقول فيه: عن عليّ- عليه السّلام - أنّ المسلمين قالوا لرسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: لو أكرهت- يا رسول اللّه- من قدرت عليه من النّاس على الإسلام، لكثر عددنا، و قوينا على عدوّنا. فقال رسول اللّه: ما كنت لألقى اللّه- عزّ و جلّ- ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا.
و ما أنا من المتكلّفين.
و في روضة الكافي 13338 : عليّ بن محمّد، عن عليّ بن العبّاس، عن عليّ بن حمّاد، [كعن حمّاد] 13339 ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: و قال لأعداء اللّه أولياء الشّيطان أهل التّكذيب و الإنكار: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ . يقول: متكلّفا أن أسألكم ما لستم بأهله.
فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفي محمّدا أن يكون قهرنا عشرين سنة، حتّى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا!؟ فقالوا: ما أنزل اللّه هذا. و ما هو إلّا شيء يتقوّله، يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا. و لئن قتل محمّد، أو مات، لننزعنّها من أهل بيته. ثمّ لا نعيدها فيهم أبدا.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ : موعظة لِلْعالَمِينَ (87): للثّقلين.
وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ : و هو ما فيه من الوعد و الوعيد، أو صدقه بإتيان ذلك، بَعْدَ حِينٍ (88): بعد الموت. أو: يوم القيامة. أو: عند ظهور الإسلام.
و فيه تهديد.
و في روضة الكافي 13340 : عليّ بن محمّد، عن عليّ بن العبّاس، عن الحسن بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله- عزّ و جلّ-:
قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ قال: هو أمير المؤمنين- عليه السّلام. وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ . قال: عند خروج القائم.
و في كتاب المناقب 13341 لابن شهر آشوب أنّ الحسن بن عليّ- عليهما السّلام - خطب النّاس، فحمد اللّه و أثنى عليه، و تشهّد. ثمّ قال:
أيّها النّاس! إنّ اللّه اختارنا لنفسه، و ارتضانا لدينه، و اصطفانا على خلقه، و أنزل علينا كتابه و وحيه. و أيم اللّه، لا ينقصنا أحد من حقّنا شيئا، إلّا انتقصه 13342 اللّه من حقّه في عاجل دنياه و آجل 13343 آخرته. و لا يكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة. وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ . 13344
تفسير سورة الزّمر
سورة الزمر مكيّة، إلّا ثلاث آيات، قوله: قُلْ يا عِبادِيَ (الآية) إلى آخره. فإنّها نزلت بالمدينة.
و قيل 13345 : غير آية: يا عِبادِيَ (الآية).
و آياتها خمس و سبعون، أو ثنتان و سبعون آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 13346 ، بإسناده عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة الزّمر، استخفها 13347 من لسانه، أعطاه اللّه [من] 13348 شرف الدّنيا و الآخرة. و أعزّه بلا مال و لا عشيرة، حتّى يهابه من يراه. و حرّم جسده على النّار. و بنى 13349 له في الجنّة ألف مدينة، في كلّ مدينة ألف قصر، في كلّ قصر مائة حوراء. و له مع هذا عينان تجريان 13350 نضّاختان، و جنّتان 13351 مدهامّتان، و حور مقصورات في الخيام، و ذواتا أفنان، و من كلّ فاكهة زوجان.
و في مجمع البيان 13352 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ
سورة الزّمر، لم يقطع اللّه رجاه. و أعطاه ثواب الخائفين الّذين خافوا اللّه- تعالى.
خبر محذوف، مثل: هذا. أو مبتدأ خبره: مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1).
و هو على الأوّل، صلة التّنزيل، [أو خبر ثان، أو حال عمل فيها معنى الإشارة أو التنزيل.] 13353 و الظّاهر أنّ «الكتاب» على الأوّل السّورة، و على الثّاني القرآن.
و قرئ 13354 : «تنزيل» بالنّصب، على إضمار فعل، نحو: اقرأ، أو: الزم.
إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ : ملتبسا بالحقّ. أو: بسبب إثبات الحقّ و إظهاره و تفصيله.
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2): ممحّصنا له الدّين من الشّرك و الرّياء.
و قرئ 13355 برفع «الدّين»، على الاستئناف، لتعليل الأمر.
و تقديم الخبر لتأكيد الاختصاص المستفاد من اللّام، كما صرّح به مؤكّدا. و إجراؤه مجرى المعلوم المقرّر، لكثرة حججه و ظهور براهينه. فقال:
أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ، أي: ألا هو الّذي وجب اختصاصه بأنّ يخلص له الطّاعة. فإنّه المتفرّد بصفات الألوهيّة و الاطّلاع على الأسرار و الضّمائر.
وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ، أي: زعموا أنّ لهم من دون اللّه مالكا عليهم 13356 .
و هو مبتدأ خبره: ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى ، بإضمار القول، أي: يقولون.
و الزّلفى: القربى. و هو اسم أقيم مقام المصدر.
و قرئ 13357 : «قالوا ما نعبدهم». و «ما نعبدكم إلّا لتقرّبونا»، حكاية لما خاطبوا به آلهتهم. و «نعبدهم» بضمّ النّون، اتباعا.