کتابخانه روایات شیعه
قال: إذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه و عمّه، و إذا سبق ماء المرأة ماء الرّجل يشبه الولد 25575 أمّه و أخواله.
إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8): و الضّمير للخالق، و يدلّ عليه «خلق».
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25576 : إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ كما خلقه من نطفة يقدر أن يردّه إلى الدّنيا و إلى القيامة.
يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9): تتعرّف و تميّز، بين ما طاب من الضّمائر و ما خفي من الأعمال و ما خبث منها. و هو ظرف «لرجعه».
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25577 - رحمه اللّه-: و قوله: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ . قال:
يكشف عنها.
و في مجمع البيان 25578 : و السَّرائِرُ أعمال ابن 25579 آدم و الفرائض الّتي أوجبت عليه، و هي سرائر بين اللّه و العبد. و «تبلى»، أي: تختبر تلك السّرائر يوم القيامة حتّى يظهر خيرها من شرّها، و مؤدّيها من مضيّعها.
روي 25580 ذلك مرفوعا: عن أبي الدّرداء، قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: ضمنّ اللّه خلقه أربع خصال: الصّلاة، و الزّكاة، و صوم شهر 25581 رمضان، و الغسل من الجنابة، و هي السّرائر الّتي قال اللّه- تعالى-: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ .
و عن معاذ بن جبل 25582 قال: سألت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: ما هذه السّرائر الّتي ابتلى اللّه بها العباد في الآخرة؟
فقال: سرائركم، هي أعمالكم من الصّلاة و الصّيام و الزّكاة و الوضوء و الغسل من الجنابة و كلّ مفروض، لأنّ الأعمال كلّها سرائر خفيّة، فإن شاء الرّجل قال:
صلّيت. و لم يضلّ، و إن شاء قال: توضّأت. و لم يتوضأ، فذلك قوله: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ .
و في مصباح شيخ الطّائفة 25583 ، خطبة لعليّ- عليه السّلام- خطب بها يوم الغدير،
و فيها يقول: إنّ هذا يوم عظيم الشّأن.
... إلى قوله: و يوم كمال الدّين. هذا يوم إبلاء السّرائر.
فَما لَهُ : فما للإنسان.
مِنْ قُوَّةٍ : من منعة في نفسه يمتنع بها.
وَ لا ناصِرٍ (10): يمنعه 25584 .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25585 : حدّثنا جعفر، عن عبد اللّه 25586 بن موسى، عن الحسن بن عليّ، عن [ابن] 25587 أبي حمزة، عن أبي بصير في قوله: فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ قال:
ما له من قوّة يقوى بها على خالقه، و لا ناصر من اللّه ينصره إن أراد به سوءا.
وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11).
قيل 25588 : ترجع في كلّ دورة إلى الموضع الّذي تتحرّك عنه.
و قيل 25589 رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- الرّجع» المطر، سمّي به، كما سمّي أوبا، لأنّ اللّه يرجعه وقتا فوقتا.
أو لما قيل: من أنّ السّحاب يحمل الماء من البحار ثمّ يرجعه إلى الأرض، و على هذا يجوز أن يراد بالسّماء: السّحاب.
وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12): ما يتصدّع عنه الأرض من النّبات، أو الشّقّ بالنّبات و العيون.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25590 : وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ قال: ذات المطر. وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ، أي: ذات النّبات.
إِنَّهُ ، أي: القرآن.
لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13): فاصل بين الحقّ و الباطلّ.
و في مجمع البيان 25591 : يعني: أنّ القرآن يفصل بين الحقّ و الباطل بالبيان عن كلّ واحد منهما. و روي ذلك عن الصّادق- عليه السّلام-.
وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ (14): فإنّه جدّ كلّه.
إِنَّهُمْ : يعني: أهل مكّة.
يَكِيدُونَ كَيْداً (15): في إبطاله و إطفاء نوره.
وَ أَكِيدُ كَيْداً (16): و أقابلهم بكيدي في استدراجي لهم و انتقامي منهم، بحيث لا يحتسبون.
فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ : فلا تشتغل بالانتقام منهم. أو لا تستعجل بإهلاكهم.
أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17): إمهالا يسيرا. و التّكرير و تغيير البنية لزيادة التّسكين.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25592 ، متّصلا بقوله: إن أراد به سوءا. قلت: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً .
قال: كادوا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و كادوا عليّا، و كادوا فاطمة، فقال اللّه: يا محمّد إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ أَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ يا محمّد أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً لوقت 25593 بعث القائم فينتقم لي من الجبّارين و الطّواغيت، من قريش و بني أميّة و سائر النّاس.
[و فيه 25594 : فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً قال: دعهم قليلا] 25595 .
سورة الأعلى
مكّيّة.
و آيها تسع عشرة بلا خلاف.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 25596 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في فريضة أو نافلة [قيل له يوم القيامة: ادخل الجنّة من أي أبواب الجنّة شئت، إن شاء اللّه.
و بإسناده 25597 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: الواجب على كلّ مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (الحديث)] 25598 .
و في مجمع البيان 25599 : أبيّ بن كعب قال: قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: من قرأها، أعطاه اللّه من الأجر عشر حسنات، بعدد كلّ حرف أنزله اللّه على إبراهيم و موسى و محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
و عن عليّ بن أبي طالب 25600 - عليه السّلام- قال: كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يحبّ هذه السّورة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، و أوّل من قال: سبحان ربّي
الأعلى 25601 ، ميكائيل.
و عن ابن عبّاس 25602 : كان النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- إذا قرأ سورة سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال: سبحان ربّي الأعلى. و كذلك عن عليّ- عليه السّلام-.
و فيه 25603 : قال الباقر- عليه السّلام-: إذا قرأت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فقال:
سبحان ربّي الأعلى. و إن كنت 25604 [في الصّلاة، فقل] 25605 فيما بينك و بين نفسك.
و روى العيّاشي 25606 ، بإسناده: عن أبي حميضة 25607 ، عن عليّ- عليه السّلام- قال: صلّيت خلفه عشرين ليلة فليس يقرأ إلّا سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
و قال: لو تعلمون ما فيها، لقرأها الرّجل كلّ يوم عشرين مرّة، و إنّ من قرأها، فكأنّما قرأ صحف موسى و إبراهيم الّذي وفّى.
و في تفسير العيّاشي 25608 : عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا قدم عليّ- عليه السّلام- الكوفة صلّى بهم أربعين صباحا يقرأ بهم سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
و عن عقبة بن عامر الجهنّي 25609 قال: لمّا نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قال رسول اللّه: اجعلوها في ركوعكم. و لمّا نزل سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال: اجعلوها في سجودكم.
و في الكافي 25610 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد و محمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى 25611 ، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام - اقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
و في عيون الأخبار 25612 ، في باب ذكر أخلاق الرّضا- عليه السّلام- و وصف عبادته: فإذا قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال سرّا: سبحان ربّي الأعلى.
و في كتاب الخصال 25613 ، فيما علّم أمير المؤمنين- عليه السّلام- أصحابه من الأربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه: فإذا قرأتم من المسبّحات الأخيرة، فقولوا: سبحان اللّه الأعلى. 25614
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1): نزّه اسمه عن الإلحاد فيه بالتّأويلات الزّائغة و إطلاقه على غيره، زاعما أنّهما فيه سواء، و ذكره لا على وجه التّعظيم.
و قرئ 25615 : «سبحان ربّي الأعلى».
و في روضة الواعظين 25616 للمفيد- رحمه اللّه-: و روى جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه- عليهم السّلام- أنّه قال: و إنّ للّه ملكا يقال له: حزقائيل 25617 ، له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، فخطر له خاطر هل فوق العرش شيء، فزاده اللّه مثلها أجنحة أخرى، فكان له ستّة و ثلاثون ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، ثمّ أوحى اللّه إليه: أيّها الملك طر. فطار مقدار عشرين ألف عام لم نيل قائمة من قوائم العرش. ثمّ ضاعف اللّه له في الجناح و القوّة و أمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف عام و لم ينل أيضا.
فأوحى اللّه إليه: أيّها الملك، لو طرت إلى نفخ الصّور مع أجنحتك و قوّتك، لم تبلغ إلى ساق عرشي.
فقال الملك: سبحان ربّي الأعلى. فأنزل اللّه سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
فقال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: اجعلوها في سجودكم. (الحديث)
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25618 : أخبرنا الحسين بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد عن بسطام 25619 بن صرّة 25620 ، عن إسحاق بن حسّان، عن الهيثم بن واقد، عن عليّ بن الحسين العبديّ، عن سعد الإسكاف 25621 ، عن الأصبغ بن نباتة، أنّه سأل أمير المؤمنين- عليه السّلام- عن قوله- تعالى-: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل أن يخلق اللّه السّماوات و الأرضين بألفي
عام: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا عبده و رسوله فاشهدوا بهما، و أنّ عليّا وصيّ محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2): خلقه، بأن جعل له ما به يتأتّى كماله و يتمّ معاشه.
وَ الَّذِي قَدَّرَ ، أي: قدّر أجناس الأشياء، و أنواعها، و أشخاصها، و مقاديرها، و صفاتها، و أفعالها، و آجالها.
و قرأ 25622 الكسائي: «قدر» بالتّخفيف.
و في مجمع البيان 25623 : قرأ الكسائي «قدر» بالتّخفيف، و هو قراءة عليّ- عليه السّلام- . و الباقون، بالتّشديد.
فَهَدى (3): فوجّهه إلى أفعاله طبعا و اختيارا، بخلق الميول و الإلهامات و نصب الدّلائل و إنزال الآيات.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25624 - رحمه اللّه-: الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى : قال: قدّر الأشياء بالتّقدير الأوّل، ثمّ هدى إليها من يشاء.
وَ الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4): أنبت ما ترعاه الدّوابّ.
فَجَعَلَهُ : بعد خضرته غُثاءً أَحْوى (5): يابسا أسود.
و قيل 25625 : «أحوى» حال من «المرعى»، أي: أخرجه أحوى من شدّة خضرته.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25626 : قوله: وَ الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى قال: أي:
النّبات.
فَجَعَلَهُ بعد إخراجه غُثاءً أَحْوى قال: يصير هشيما بعد بلوغه و يسودّ.
سَنُقْرِئُكَ : على لسان جبرئيل، أو سنجعلك قارئا بإلهام القراءة فَلا تَنْسى (6)، أي: أصلا، من قوّة الحفظ.
و قيل 25627 : نهي، و «الألف» للفاصلة، كقوله: «السّبيلا».