کتابخانه روایات شیعه
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24491 : قوله: بُكْرَةً وَ أَصِيلًا قال: الغداة و نصف النّهار.
وَ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ (الآية) قال: صلاة اللّيل.
و في مجمع البيان 24492 : [ وَ سَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا و] 24493
روي، عن الرّضا 24494 - عليه السّلام - أنّه سأله أحمد بن محمّد عن هذه الآية، و قال: و ما ذلك التّسبيح؟
قال: صلاة اللّيل.
إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَ يَذَرُونَ وَراءَهُمْ : أمامهم. أو خلف ظهورهم.
يَوْماً ثَقِيلًا (27): شديدا، مستعار من الثّقل الباهظ للحامل. و هو كالتّعليل لما أمر به و نهي عنه 24495 .
نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ : و أحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب.
وَ إِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلًا (28): و إذا شئنا أهلكناهم و بدّلنا أمثالهم في الخلقة و شدّة الأسر، يعني: النّشأة الثّانية، و لذلك جيء «بإذا».
أو بدّلنا غيرهم ممّن يطيع، و «إذا» لتحقّق القدرة و القوّة الدّاعية.
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ «الإشارة» إلى السّورة، أو الآيات القريبة.
و في الكافي 24496 : عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي- عليه السّلام- قال: قلت: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ .
قال- عليه السّلام-: الولاية.
فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (29): يقرّب إليه بالطّاعة.
وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ : و ما تشاؤون ذلك إلّا وقت أن يشاء اللّه
مشيئتكم 24497 .
و قرأ 24498 ابن كثير و أبو عمرو و ابن عامر: «يشاءون» 24499 بالياء.
و في الخرائج و الجرائح 24500 : عن القائم- عليه السّلام- حديث طويل، يقول فيه لكامل بن إبراهيم المدنيّ: و جئت تسأل عن مقالة المفوّضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية مشيئة اللّه، فإذا شاء شئنا، و اللّه يقول: وَ ما تَشاؤُنَ (الآية).
و في الإحتجاج 24501 للطّبرسيّ- رحمه اللّه-: عن أمير المؤمنين- عليه السّلام-: و لملك الموت أعوان من ملائكة الرّحمة و النّقمة يصدرون عن أمره، و فعلهم فعله، و كلّ ما يأتونه منسوب إليه، و إذا كان فعلهم فعل ملك الموت، و فعل ملك الموت فعل اللّه لأنّه يتوفّى الأنفس على يد من يشاء، و يعطي و يمنع و يثيب و يعاقب على يد من يشاء، و إنّ فعل أمنائه فعله، كما قال: وَ ما تَشاؤُنَ (الآية).
إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً : [بما يستأهل كلّ أحد] 24502 .
حَكِيماً (30) [، أي: لا يشاء إلّا ما يقتضيه حكمته] 24503 .
يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ : بالهداية و التّوفيق للطّاعة.
و في نهج البلاغة 24504 و إنّ اللّه سبحانه يدخل بصدق النّيّة و السّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة.
وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31).
نصب «الظّالمين» بفعل يفسّره «أعدّ لهم»، مثل: أوعد، أو كافأ، ليطابق الجملة 24505 المعطوف عليها.
و قرئ 24506 ، بالرّفع، على الابتداء.
و في الكافي 24507 : عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمّد بن
الفضيل، عن أبي الحسن الماضي- عليه السّلام- قال: قلت: يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ .
قال: في ولايتنا، قال: وَ الظَّالِمِينَ أَعَدَّ (الآية) ألا ترى أنّ اللّه يقول: وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قال: إنّ اللّه أعزّ و أمنع من أن يظلم و أن 24508 ينسب نفسه إلى ظلم، و لكنّ اللّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته، ثمّ أنزل بذلك قرآنا على نبيّه [فقال] 24509 : وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
قلت: هذا تنزيل؟
قال: نعم.
سورة المرسلات
مكّيّة.
و آيها خمسون بلا خلاف.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في ثواب الأعمال 24510 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً عرّف اللّه بينه و بين محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
و في مجمع البيان 24511 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأ سورة و المرسلات كتب: أنّه ليس من المشركين.
و في الخصال 24512 : عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال أبو بكر: أسرع الشّيب إليك، يا رسول اللّه؟
قال: شيّبتني هود، و الواقعة، و المرسلات، و عمّ يتساءلون.
وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) وَ النَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (5).
قيل 24513 : أقسم 24514 بطوائف من الملائكة أرسلهنّ [اللّه] 24515 بأوامره متتابعة، فعصفن
عصف الرّياح في امتثال أمره، و نشرن الشّرائع في الأرض أو نشرن النّفوس الموتى بالكفر أو بالجهل بما أو حين من العلم، ففرقن بين الحقّ و الباطل، فألقين إلى الأنبياء ذكرا 24516 .
أو بآيات القرآن المرسلة بكلّ عرف إلى محمّد، فعصفن سائر الكتب و الأديان بالنّسخ، و نشرن آيات 24517 الهدى و الحكمة 24518 في الشّرق و الغرب، و فرقن بين الحقّ و الباطل، فألقين ذكر الحقّ فيما بين العالمين.
أو بالنّفوس الكاملة المرسلة إلى الأبدان لاستكمالها، فعصفن ما سوى الحقّ، و نشرن أثر ذلك في جميع الأعضاء، ففرقن بين الحق [بذاته] 24519 و الباطل في نفسه فيرون كلّ شيء هالكا إلّا وجهه، فألقين ذكرا بحيث لا يكون في القلوب و الألسنة إلّا ذكر اللّه.
أو برياح عذاب أرسلن فعصفن، و رياح رحمة نشرن السّحاب في الجوّ ففرقن، فألقين ذكرا، أي: تسبّبن له، فإنّ العاقل إذا شاهد هبوبها و آثارها ذكر اللّه و تذكّر كمال قدرته.
و «عرفا» إمّا نقيض النّكر و انتصابه على العلّة، أي: أرسلن للإحسان و المعروف، أو بمعنى: المتتابعة، من عرف الفرس [و انتصابه على الحال.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24520 : وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً قال: آيات أن يتبع بعضها بعضا.
و في مجمع البيان 24521 : وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ، يعني: الرّياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس] 24522 عن ابن مسعود و ابن عبّاس إلى قوله: و قيل:
إنّها الملائكة أرسلت بالمعروف من أمر اللّه و نهيه. و في رواية أخرى عن ابن مسعود و أبي حمزة الثمالي، عن أصحاب عليّ- عليه السّلام- عنه.
عُذْراً أَوْ نُذْراً (6): مصدران لعذر إذا محا الإساءة، و أنذر إذا خوّف. أو جمعان لعذير بمعنى: المعذرة، و نذير بمعنى: الإنذار، أو بمعنى: العاذر و المنذر.
و نصبهما على الأوّلين بالعلّيّة، أي: «عذرا» للمحقّين «أو نذرا» للمبطلين، أو
البدليّة من «ذكرا» على أنّ المراد به: الوحي، أو ما يعمّ التّوحيد و الشّرك و الإيمان و الكفر. و على الثّالث بالحاليّة.
و قرأهما 24523 أبو عمرو و حمزة و الكسائي و حفص، بالتّخفيف.
إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (7): جواب القسم، و معناه: أنّ الّذي توعدون من مجيء القيامة كائن لا محالة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24524 : فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً قال: القبر.
وَ النَّاشِراتِ نَشْراً قال: نشر الأموات.
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً قال: الدّابّة.
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً قال: الملائكة. عُذْراً أَوْ نُذْراً ، أي: أعذركم و أنذركم بما أقول، و هو قسم و جوابه إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ .
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8): محقت، أو ذهب نورها.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24525 : قوله: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ قال: يذهب نورها و تسقط.
و في كتاب التّوحيد 24526 ، بإسناده إلى عبد اللّه بن سلام، مولى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: عنه حديث طويل، و فيه: فيأمر اللّه- عزّ و جلّ- 24527 نارا يقال لها: الفلق، أشدّ شيء في جهنّم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسّلاسل و الأغلال، فيأمرها اللّه أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة، فتنفخ فمن شدّة نفختها تنقطع السّماء و تنطمس النّجوم. (الحديث)
وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9): صدعت.
وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10): كالحبّ ينسف بالمنسف.
وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11).
قيل 24528 : عيّن لها وقتها الّذي يحضرون فيه للشّهادة على الأمم بحصوله، فإنّه لا يتعيّن لهم قبله. أو بلغت ميقاتها الّذي كانت تنتظره.
و قرأ 24529 أبو عمرو: «وقّتت» على الأصل.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24530 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ فطموسها ذهاب ضوئها.
وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ قال: تفرج 24531 و تنشقّ.
وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ قال: بعثت في أوقات مختلفة.
و في مجمع البيان 24532 : و قال الصّادق- عليه السّلام-: أُقِّتَتْ ، أي: بعثت في أوقات مختلفة.
لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)، أي: يقال: لأيّ يوم اخّرت.
و ضرب الأجل للجمع، و هو تعظيم «لليوم» و تعجيب عن هوله.
و يجوز أن يكون ثاني مفعولي «أقّتت» على معنى: أعلمت.
لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13): بيان ليوم التّأجيل.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24533 : لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ قال: تأخّرت 24534 ليوم الفصل.
وَ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14): و من أين تعلم كنهه و لم تر مثله.
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)، أي: بذلك.
و «ويل» في الأصل مصدر منصوب بإضمار فعله، عدل به إلى الرّفع للدّلالة على ثبات الهلك للمدعو عليه، و «يومئذ» ظرفه، أو صفته.
أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)، كقوم نوح و عاد و ثمود.
و قرئ 24535 : «نهلك» من هلكه، بمعنى: أهلكه.
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17)، أي: ثمّ نتبعهم نظراءهم، ككفّار مكّة.
و قرئ 24536 ، بالجزم، عطفا على «نهلك» فيكون «الآخرين» المتأخّرين من المهلكين، كقوم لوط و شعيب و موسى.