کتابخانه روایات شیعه
بالآخرة.
إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ قال: يساقون إلى اللّه.
فَلا صَدَّقَ قيل 24240 : ما يجب تصديقه. أو فلان صدّق ماله، أي: فلا زكّاه.
وَ لا صَلَّى (31): ما فرض عليه. و الضّمير فيهما للإنسان المذكور في أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ .
وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى (32): عن الطّاعة.
ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33): يتبختر افتخارا بذلك. من المطّ 24241 ، فإنّ المتبختر يمدّ خطاه، فيكون أصله: يتمطّط. أو من المطا، و هو الظّهر، فإنّه يلويه.
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34): ويل لك. من الولي، و أصله: أولاك اللّه ما تكرهه، و «اللّام» مزيدة، كما في: رَدِفَ لَكُمْ . أو أولى لك الهلاك.
و قيل 24242 : أفعل، من الويل، بعد القلب، كأدنى، من أدون. أو فعلى، من آل يؤول، بمعنى: عقباك النّار.
ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35)، أي: يتكرّر ذلك عليك مرّة بعد أخرى.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24243 : و قوله: فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى فإنّه كان سبب نزولها أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- دعا إلى بيعة عليّ يوم غدير خمّ- و قد مرّ هذا الحديث عند قوله: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ .
و في عيون الأخبار 24244 ، في باب ما جاء عن الرّضا- عليه السّلام- من الأخبار المجموعة، و بهذا الإسناد: عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال: سألت محمّد بن عليّ الرّضا- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى .
قال: يقول اللّه: بعدا لك من خير الدّنيا، و بعدا لك من خير الآخرة.
و
في مجمع البيان 24245 : و جاءت الرّواية: أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- أخذ بيد أبي جهل ثمّ قال له: أَوْلى لَكَ (الآية).
فقال أبو جهل: بأيّ شيء تهدّدني؟ لا تستطيع أنت و لا ربّك أن تفعل بي شيئا، و إنّي لأعزّ أهل هذا الوادي.
فأنزل اللّه كما قال له رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- 24246 .
أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36): مهملا لا يكلّف و لا يجازى.
و هو يتضمّن تكرير إنكاره للحشر، و الدّلالة 24247 عليه من حيث إنّ الحكمة تقتضي الأمر بالمحاسن و النّهي عن القبائح، و التّكليف لا يتحقّق إلّا بالمجازاة، و هي قد لا تكون في الدّنيا فتكون في الآخرة.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24248 : و في قوله: أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً .
قال: لا يحاسب، و لا يعذّب، و لا يسأل عن شيء.
و في كتاب علل الشّرائع 24249 ، بإسناده إلى جعفر بن محمّد بن عمارة: عن أبيه قال: سألت الصّادق- عليه السّلام- فقلت: لم خلق اللّه الخلق؟
فقال: إنّ اللّه لم يخلق خلقه عبثا و لم يتركهم سدى، بل خلقهم لإظهار قدرته و ليكلّفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، و ما خلقهم ليجلب منهم منفعة و لا ليدفع بهم مضرّة، بل خلقهم لينفعهم و يوصلهم إلى نعيمه 24250 .
و بإسناده 24251 إلى مسعدة بن زياد قال: قال رجل للصّادق- عليه السّلام-: يا أبا عبد اللّه، إنّا خلقنا للعجب.
قال: و ما ذلك، للّه أنت؟
قال: خلقنا للفناء.
قال: مه، خلقنا للبقاء، و كيف [تفنى] 24252 جنّة لا تبيد و نار لا تخمد، و لكن قل:
إنّما نتحوّل من دار إلى دار.
ا لم يك نطفة من مني تمنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38):
فقدّره فعدله.
و قرأ 24253 حفص: «يُمْنى» بالياء.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24254 : ثمّ قال: أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى قال: إذا نكح أمناه.
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ : الصّنفين الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى (39).
و هو استدلال آخر بالإبداء على الإعادة، على ما مرّ تقديره 24255 مرارا 24256 ، و لذلك رتّب عليه قوله: أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40).
و في مجمع البيان 24257 : و في الحديث، عن البراء بن عازب قال: لمّا نزلت هذه الآية: أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-:
سبحانك، اللّهمّ، و بلى. و هو المرويّ عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه- عليهما السّلام- .
و في عيون الأخبار 24258 ، في باب ذكر أخلاق الرّضا- عليه السّلام- و وصف عبادته: و كان إذا قرأ: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ قال عند الفراغ منها 24259 : سبحانك، اللّهمّ، و بلى.
سورة الإنسان
و في مجمع البيان 24260 : [و تسمّى سورة الدهر] 24261 . و تسمّى سورة الأبرار. و منهم من يسمّيها بفاتحتها.
و اختلفوا فيها:
فقيل 24262 : مكّيّة كلّها.
و قيل 24263 : مدنيّة كلّها.
و قيل 24264 : إنّها مدنيّة، إلّا قوله: وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً فإنّه مكّيّ.
و قيل 24265 : إنّ قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (إلى آخر السورة) مكّيّ، و الباقي مدنيّ.
و فيه 24266 : حدّثنا السّيّد أبو الحمد، مهديّ بن بزاز 24267 الحسيني 24268 .
... إلى قوله: بإسناده عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- أنّه قال: سألت النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- عن ثواب القرآن، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السّماء، فأوّل ما نزل عليه بمكّة فاتحة الكتاب ثمّ اقرأ باسم ربّك، ثمّ ...
إلى أن قال: و أوّل ما نزل بالمدينة سورة البقرة، ثمّ الأنفال، ثمّ آل عمران ثمّ
الأحزاب، ثمّ الممتحنة، ثمّ النساء، ثمّ إذا زلزلت، ثمّ الحديد، ثمّ سورة محمّد، ثمّ الرعد، ثمّ الرحمن، ثم هل أتى- إلى قوله-: فهذا ما أنزل بالمدينة.
و في كتاب سعد السّعود 24269 لابن طاوس: سورة الإنسان مكّيّة، في قول ابن عبّاس و الضّحّاك. و قال قوم: هي مدنيّة، و هي إحدى و ثلاثون آية بلا خلاف.
يقول عليّ بن موسى بن طاوس: و من العجب العجيب أنّهم رووا من طريق الفريقين أنّ المراد بنزول سورة هل أتى: مولانا عليّ- عليه السّلام- و فاطمة- عليها السّلام- و الحسن و الحسين- عليهما السّلام- و قد ذكرنا في كتابنا هذا بعض رواياتهم لذلك، و من المعلوم أنّ الحسن و الحسين كانت ولادتهما بالمدينة، و مع هذا فكأنّهم نسوا ما رووه على اليقين و أقدموا على القول: بأنّ هذه السّورة مكّيّة، و هو غلط عند العارفين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 24270 ، بإسناده: عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: من قرأ هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ في كلّ غداة خميس، زوّجه اللّه من الحور العين ثمانمائة عذراء و أربعة آلاف ثيّب و حوراء من الحور العين، و كان مع محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
و في مجمع البيان 24271 : و قال أبو جعفر- عليه السّلام-: من قرأ سورة هل أتى في كلّ غداة خميس، زوّجه اللّه من الحور العين مائة عذراء و أربعة آلاف ثيّب، و كان مع محمّد- صلّى اللّه عليه و آله-.
أبيّ بن كعب 24272 ، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: و من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على اللّه جنّة و حريرا.
و في أمالي شيخ الطائفة 24273 ، بإسناده إلى عليّ بن عمر 24274 العطّار قال: دخلت على [أبي الحسن] 24275 العسكريّ- عليه السّلام- يوم الثّلاثاء- فقال: لم أرك أمس؟
قلت 24276 : كرهت الحركة في يوم الاثنين.
قال: يا عليّ، من أحبّ أن يقيه اللّه شرّ يوم الاثنين فليقرأ في أوّل ركعة من صلاة الغداة هل أتى.
ثمّ قرأ [أبو الحسن] 24277 - عليه السّلام-: فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً .
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ : [استفهام تقرير و تقريب، و لذلك فسّر «بقد»، و أصله: أهل، كقوله:
أهل رأونا بفسح القاع ذي الأكم] 24278 حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ : طائفة محدودة من الزّمان الممتدّ الغير المحدود.
لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1): بل كان شيئا منسيّا غير مذكور بالإنسانيّة، كالعنصر و النّطفة.
و الجملة حال من «الإنسان». أو وصف «لحين» بحذف الرّاجع.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24279 : هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً قال: لم يكن في العلم، و لا في الذّكر.
و في حديث آخر 24280 : كان في العلم، و لم يكن في الذّكر.
و في مجمع البيان 24281 : و روى العيّاشي، بإسناده، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ و جلّ-: لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً .
قال 24282 : في الخلق 24283 .
و عن عبد الأعلى 24284 ، مولى آل سام، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- مثله.
و عن حمران 24285 بن أعين 24286 قال: سألته.
فقال: كان شيئا مقدّرا، و لم يكن مكوّنا.
و في محاسن البرقيّ 24287 ، بإسناده إلى حمران قال: سألت أبا عبد اللّه 24288 - عليه السّلام-
عن قوله: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً .
قال: كان شيئا، و لم يكن مذكورا.
و في أمالي شيخ الطّائفة 24289 ، بإسناده إلى الباقر- عليه السّلام- حديث طويل، و فيه: أنّ النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال لعليّ- عليه السّلام-: قل ما أوّل نعمة أبلاك اللّه بها و أنعم عليك بها؟
قال: إذ خلقني- جلّ ثناؤه-، و لم أك شيئا مذكورا.
قال: صدقت.
و المراد بالإنسان: الجنس، لقوله: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ . أو آدم، بيّن أوّلا خلقه ثمّ بنيه.
أَمْشاجٍ : أخلاط. جمع مشج، أو مشيج. من مشجت الشّيء: إذا خلطته، وصفت النّطفة به، لأنّ المراد بها: مجموع منّي الرّجل و المرأة، و كلّ منهما مختلف الأجزاء في الرّقّة و القوام و الخواصّ، و لذلك يصير كلّ جزء منهما مادّة عضو.
و قيل 24290 : مفرد، كأعشار، و أكياش.
و قيل 24291 : ألوان، فإنّ ماء 24292 الرّجل أبيض و ماء المرأة أصفر، فإذا خلطا اخضرّا. أو أطوار، فإنّ النّطفة تصير علقة ثمّ مضغة إلى تمام الخلقة.
نَبْتَلِيهِ : في موضع الحال، أي: مبتلين له، بمعنى: مريدين اختباره. أو ناقلين له من حال إلى حال، فاستعار له الابتلاء.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 24293 : في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام - في قوله: أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ قال: ماء الرّجل و المرأة اختلطا جميعا.
و في نهج البلاغة 24294 : عالم الغيب 24295 ، من ضمائر المضمرين.