کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏1، ص: 127

رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ، وَ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ‏ ... إلخ. فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ- إِنَّ فُلَاناً غَلَّ قَطِيفَةً فَأَخْبَأَهَا هُنَالِكَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِحَفْرِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَأَخْرَجَ الْقَطِيفَةَ.

وَ أَمَّا قَوْلُهُ: وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً- بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ شِيعَتُنَا إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ وَ اسْتَقْبَلُوا الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ- اسْتَبْشَرُوا بِمَنْ لَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏ وَ هُوَ رَدٌّ عَلَى مَنْ يُبْطِلُ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ بَعْدَ الْمَوْتِ‏

و أما قوله‏ وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ- هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ‏ قال من بخل و لم ينفق ماله في طاعة الله- صار ذلك يوم القيامة طوقا من نار في عنقه- و هو قوله‏ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ و أما قوله: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا- إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ قال و الله ما رأوا الله تعالى- فيعلموا أنه فقير و لكنهم رأوا أولياء الله فقراء- فقالوا لو كان الله غنيا لأغنى أولياءه و أما قوله‏ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا- أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ فإن قوما من اليهود قالوا لرسول الله ص لن نؤمن لك حتى تأتينا بقربان تأكله النار- و كان عند بني إسرائيل طست كانوا يقربون القربان- فيضعونه في الطست فتجي‏ء نار فتقع فيه فتحرقه، فقالوا لرسول الله ص لن نؤمن لك حتى تأتينا بقربان تأكله النار- كما كان لبني إسرائيل فقال الله‏ قُلْ‏ لهم يا محمد قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ- وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ فَإِنْ كَذَّبُوكَ- فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ‏ هِيَ الْآيَاتُ‏ وَ الزُّبُرِ وَ هِيَ كُتُبُ الْأَنْبِيَاءِ بِالنُّبُوَّةِ وَ الْكِتابِ الْمُنِيرِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ.

تفسير القمي، ج‏1، ص: 128

قال علي بن إبراهيم و أما قوله‏ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ- وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ أي نجا من النار وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ

حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُدْعَى مُحَمَّدٌ ص فَيُكْسَى حُلَّةً وَرْدِيَّةً ثُمَّ يُقَامُ عَلَى يَمِينِ الْعَرْشِ ثُمَّ يُدْعَى بِإِبْرَاهِيمَ ع فَيُكْسَى حُلَّةً بَيْضَاءَ- فَيُقَامُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ، ثُمَّ يُدْعَى بِعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَيُكْسَى حُلَّةً وَرْدِيَّةً فَيُقَامُ عَلَى يَمِينِ النَّبِيِّ ص ثُمَّ يُدْعَى بِإِسْمَاعِيلَ فَيُكْسَى حُلَّةً بَيْضَاءَ- فَيُقَامُ عَلَى يَسَارِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ يُدْعَى بِالْحَسَنِ ع فَيُكْسَى حُلَّةً وَرْدِيَّةً- فَيُقَامُ عَلَى يَمِينِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ يُدْعَى بِالْحُسَيْنِ ع فَيُكْسَى حُلَّةً وَرْدِيَّةً- فَيُقَامُ عَلَى يَمِينِ الْحَسَنِ ع ثُمَّ يُدْعَى بِالْأَئِمَّةِ فَيُكْسَوْنَ حُلَلًا وَرْدِيَّةً- وَ يُقَامُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ، ثُمَّ يُدْعَى بِالشِّيعَةِ فَيَقُومُونَ أَمَامَهُمْ- ثُمَّ يُدْعَى بِفَاطِمَةَ وَ نِسَائِهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهَا وَ شِيعَتِهَا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ الْأُفُقِ الْأَعْلَى نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ يَا مُحَمَّدُ وَ هُوَ إِبْرَاهِيمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ نِعْمَ السِّبْطَانِ سِبْطَاكَ وَ هُمَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ نِعْمَ الْجَنِينُ جَنِينُكَ وَ هُوَ مُحَسِّنٌ وَ نِعْمَ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَ هُمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ، وَ نِعْمَ الشِّيعَةُ شِيعَتُكَ أَلَا إِنَّ مُحَمَّداً وَ وَصِيَّهُ وَ سِبْطَيْهِ- وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ هُمُ الْفَائِزُونَ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: « فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ »

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ- لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ‏ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ الَّذِينَ- أُوتُوا الْكِتَابَ فِي مُحَمَّدٍ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ إِذَا خَرَجَ وَ لَا يَكْتُمُونَهُ‏ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ‏ يَقُولُ نَبَذُوا عَهْدَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ‏ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ‏ .

قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‏ فِي قَوْلِهِ‏ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا- وَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا

تفسير القمي، ج‏1، ص: 129

نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ- الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا عَلَى غَيْرِ فِعْلٍ‏

، وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ قَوْلُهُ‏ فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ‏ يَقُولُ بِبَعِيدٍ مِنَ الْعَذَابِ‏ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ .

قال علي بن إبراهيم في قوله‏ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏ يعني الصحيح يصلي قائما و المريض يصلي جالسا وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ‏ يعني مضطجعا يومئ إيماء إلى قوله‏ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ فهو محكم‏ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ‏ يعني رسول الله ينادي إلى الإيمان- إلى قوله‏ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ثم ذكر أمير المؤمنين ع و أصحابه المؤمنين فقال‏ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ‏ يعني أمير المؤمنين و سلمان و أبا ذر حين أخرج‏ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا- لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ- وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ- ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ‏ ثم قال لنبيه‏ لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ- مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ و أما قوله‏ وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ- وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ‏ فهم قوم من اليهود و النصارى دخلوا في الإسلام، منهم النجاشي و أصحابه، و أما قوله‏ اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ [ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ اصْبِرُوا عَلَى الْمَصَائِبِ‏ وَ صابِرُوا عَلَى الْفَرَائِضِ‏ وَ رابِطُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ ع‏

، وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ [الْحُسَيْنِ‏] بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ الصَّابِرُونَ فَيَقُومُ فِئَامٌ‏ 223 مِنَ النَّاسِ ثُمَّ يُنَادِي أَيْنَ الْمُتَصَبِّرُونَ، فَيَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الصَّابِرُونَ قَالَ عَلَى أَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ الْمُتَصَبِّرُونَ عَلَى اجْتِنَابِ الْمَحَارِمِ.

تفسير القمي، ج‏1، ص: 130

4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ- الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ يعني آدم ع‏ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها يعني حواء برأها الله من أسفل أضلاعه‏ وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَ نِساءً- وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ‏ قال يساءلون يوم القيامة عن التقوى هل اتقيتم، و عن الأرحام هل وصلتموها، و قوله‏ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً أي كفيلا، و في رواية أبي الجارود الرقيب الحفيظ، قال علي بن إبراهيم في قوله‏ وَ آتُوا الْيَتامى‏ أَمْوالَهُمْ وَ لا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ- وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى‏ أَمْوالِكُمْ‏ يعني لا تأكلوا مال اليتيم ظلما- فتسرفوا و تتبدلوا الخبيث بالطيب- و الطيب ما قال الله « وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ‏ » وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى‏ أَمْوالِكُمْ‏ يعني مال اليتيم‏ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً أي إثما عظيما-.

و أما قوله‏ وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى‏- فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏ قال نزلت مع قوله تعالى « وَ يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ- قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ- وَ ما يُتْلى‏ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي- لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَ تَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ‏ فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏ فنصف الآية في أول السورة- و نصفها على رأسه المائة و عشرين آية، و ذلك أنهم كانوا لا يستحلون أن يتزوجوا يتيمة قد ربوها- فسألوا الرسول ص عن ذلك- فأنزل الله تعالى‏ يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ إلى قوله‏ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏ قوله‏ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً- أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ذلِكَ أَدْنى‏ أَلَّا تَعُولُوا أي لا تتزوجوا ما لا تقدرون أن تعولوا وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً أي هبة فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً يعني‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 131

ما يهبه لها من مهرها- إن ردته عليه فهو هني‏ء مري‏ء،

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‏ فَالسُّفَهَاءُ النِّسَاءُ وَ الْوَلَدُ، إِذَا عَلِمَ الرَّجُلُ أَنَّ امْرَأَتَهُ سَفِيهَةٌ مُفْسِدَةٌ- وَ وَلَدَهُ سَفِيهٌ مُفْسِدٌ- لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُسَلِّطَ وَاحِداً مِنْهُمَا عَلَى مَالِهِ- الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ‏ قِياماً يَقُولُ مَعَاشاً- قَالَ‏ وَ ارْزُقُوهُمْ فِيها وَ اكْسُوهُمْ- وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً الْمَعْرُوفُ الْعُدَّةُ 224

قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ شَارِبُ الْخَمْرِ لَا تُصَدِّقُوهُ إِذَا حَدَّثَ- وَ لَا تُزَوِّجُوهُ إِذَا خَطَبَ وَ لَا تَعُودُوهُ إِذَا مَرِضَ- وَ لَا تَحْضُرُوهُ إِذَا مَاتَ وَ لَا تَأْتَمِنُوهُ عَلَى أَمَانَةٍ- فَمَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَى أَمَانَةٍ فَأَهْلَكَهَا فَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُخْلِفَ عَلَيْهِ وَ لَا أَنْ يَأْجُرَهُ عَلَيْهَا، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏ وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‏ وَ أَيُّ سَفِيهٍ أَسْفَهُ مِنْ شَارِبِ الْخَمْرِ.

و أما قوله‏ وَ ابْتَلُوا الْيَتامى‏ حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ- فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ- وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ يَكْبَرُوا قال من كان في يده مال اليتامى- فلا يجوز له أن يعطيه حتى يبلغ النكاح، فإذا احتلم وجب عليه الحدود و إقامة الفرائض، و لا يكون مضيعا و لا شارب خمر و لا زانيا، فإذا أنس منه الرشد دفع إليه المال- و أشهد عليه و إن كانوا لا يعلمون أنه قد بلغ- فإنه يمتحن بريح إبطه أو نبت عانته، فإذا كان ذلك فقد بلغ- فيدفع إليه ماله إذا كان رشيدا، و لا يجوز أن يحبس عليه ماله و يعلل أنه لم يكبر- و قوله « وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَ بِداراً أَنْ يَكْبَرُوا » فإن من كان في يده مال يتيم و هو غني فلا يحل له أن يأكل من مال اليتيم- و من كان فقيرا قد حبس نفسه على ماله- فله أن يأكل بالمعروف، و معنى قوله‏ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وَ لِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ- مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً فهي منسوخة بقوله « يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ‏ »

تفسير القمي، ج‏1، ص: 132

و قوله‏ وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينُ- فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً منسوخ بقوله « يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ‏ » و أما قوله‏ وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً- خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً فإن الله عز و جل يقول لا تظلموا اليتامى- فيصيب أولادكم مثل ما فعلتم باليتامى- و إن الله تبارك و تعالى يقول إذا ظلم الرجل اليتيم و كان مستحلا- لم يحفظ ولده و وكلهم إلى أبيهم، و إن كان صالحا حفظ ولده في صلاح أبيهم، و الدليل على ذلك قوله تبارك و تعالى « وَ أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ- وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً إلى قوله‏ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ‏ » لأن الله لا يظلم اليتامى لفساد أبيهم- و لكن يكل الولد إلى أبيه- فإن كان صالحا حفظ ولده بصلاحه، و أما قوله‏ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً- إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً الآية

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ- رَأَيْتُ قَوْماً تُقْذَفُ فِي أَجْوَافِهِمُ النَّارُ وَ تَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ، فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى‏ ظُلْماً .

و قوله‏ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ- لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‏ قال إذا مات الرجل و ترك بنين و بنات- فللذكر مثل حظ الأنثيين- و قوله‏ فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ‏ يعني إذا مات الرجل و ترك أبوين و ابنتين- فللأبوين السدسان و للابنتين الثلثان، فإن كانت البنت واحدة فلها النصف‏ وَ لِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ‏ ، و بقي سهم يقسم على خمسة أسهم- فما أصاب ثلاث أسهم فللبنت و ما أصاب اثنين فللأبوين، و قوله‏ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَ وَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ‏ يعني إذا ترك أبوين فللأم الثلث و للأب الثلثان‏ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ‏ أي لا تكون الوصية على المضارة يعني بولده- ثم قال للرجال‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 133

وَ لَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ‏ فإذا ماتت المرأة فلزوجها النصف إذا لم يكن لها ولد- فإن كان لها ولد فلزوجها الربع- و للمرأة إذا مات زوجها و لم يكن له ولد فلها الربع- و إن كان له ولد فلها الثمن-.

و قوله: وَ إِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ- وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ‏ فهذه كلالة الأم و هي الإخوة و الأخوات من الأم- فإن كانوا أكثر من ذلك فهم يأخذون الثلث، فيقتسمون فيما بينهم بالسوية- الذكر و الأنثى فيه سواء، فإن كان للميت إخوة و أخوات من قبل الأب و الأم- أو من قبل الأب وحده فلأمه السدس- و للأب خمسة أسداس، فإن الإخوة و الأخوات من قبل الأب- هم في عيال الأب و يلزمه مئونتهم- فهم يحجبون الأم عن الثلث و لا يرثون و قوله‏ وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ- فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ- فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ- أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا فإنه في الجاهلية كان إذا زنى الرجل المرأة- كانت تحبس في بيت إلى أن تموت- ثم نسخ ذلك بقوله « الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ » و قوله‏ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ- ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً فإنه محكم- قوله‏ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ- حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ‏

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّ زعلون‏ 225 تَابَ حَيْثُ لَمْ تَنْفَعْهُ التَّوْبَةُ- وَ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ- وَ قَوْلُهُ‏ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً- وَ لا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَ‏ قَالَ لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ إِذَا نَكَحَ امْرَأَةً- وَ لَمْ يُرِدْهَا وَ كَرِهَهَا أَنْ لَا يُطَلِّقَهَا إِذَا لَمْ يُجْبَرْ [يَجُرْ] عَلَيْهَا

صفحه بعد