کتابخانه روایات شیعه
قَالَ أَخَذَهُمْ بَغْتَةً وَ غَفْلَةً بِاللَّيْلِ وَ لا يَخافُ عُقْباها قَالَ: مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ لَا يَخَافُونَ.
92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قَالَ: حِينَ يَغْشَى النَّهَارَ وَ هُوَ قَسَمٌ وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى إِذَا أَضَاءَ وَ أَبْرَقَ وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى وَ إِنَّمَا يَعْنِي وَ الَّذِي خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثَى- وَ جَوَابُ الْقَسَمِ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى قَالَ مِنْكُمْ مَنْ يَسْعَى فِي الْخَيْرِ وَ مِنْكُمْ مَنْ يَسْعَى فِي الشَّرِّ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قَالَ اللَّيْلُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فُلَانٌ غَشِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي دَوْلَتِهِ الَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ- وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَصْبِرُ فِي دَوْلَتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ، قَالَ:
وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى قَالَ النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ ع مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَتُهُ الْبَاطِلَ- وَ الْقُرْآنُ ضُرِبَ فِيهِ الْأَمْثَالُ لِلنَّاسِ- وَ خَاطَبَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِهِ وَ نَحْنُ، فَلَيْسَ يَعْلَمُهُ غَيْرُنَا.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ 566 كَانَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي دَارِ رَجُلٍ آخَرَ- وَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِصَاحِبِ النَّخْلَةِ- بِعْنِي نَخْلَتَكَ هَذِهِ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ لَا أَفْعَلُ فَقَالَ: فَبِعْهَا بِحَدِيقَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ وَ انْصَرَفَ- فَمَضَى إِلَيْهِ ابْنُ [أَبِي] الدَّحْدَاحِ
وَ اشْتَرَاهَا مِنْهُ- وَ أَتَى ابْنُ الدَّحْدَاحِ إِلَى النَّبِيِّ ص وَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْهَا وَ اجْعَلْ لِي فِي الْجَنَّةِ الْحَدِيقَةَ- الَّتِي قُلْتَ لِهَذَا فَلَمْ يَقْبَلْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَكَ فِي الْجَنَّةِ حَدَائِقُ وَ حَدَائِقُ- فَأُنْزِلَ فِي ذَلِكَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى يَعْنِي ابْنَ الدَّحْدَاحِ وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى يَعْنِي إِذَا مَاتَ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى قَالَ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَ لَهُمْ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى أَيْ تَتَلَهَّبُ عَلَيْهِمْ لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى يَعْنِي هَذَا الَّذِي بَخِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي قَالَ ابْنُ الدَّحْدَاحِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى قَالَ: لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدَ اللَّهِ يَدَّعِي رَبَّهُ بِمَا فَعَلَهُ لِنَفْسِهِ- وَ إِنْ جَازَاهُ فَبِفَضْلِهِ يَفْعَلُ
وَ هُوَ قَوْلُهُ: إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى- وَ لَسَوْفَ يَرْضى عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع [وَ يَرْضَى عَنْهُ]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى- لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى- الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى قَالَ: فِي جَهَنَّمَ وَادٍ فِيهِ نَارٌ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [أَيْ فُلَانٌ] الَّذِي كَذَّبَ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي عَلِيٍّ ع وَ تَوَلَّى عَنْ وَلَايَتِهِ- ثُمَّ قَالَ ع النِّيرَانُ بَعْضُهَا دُونَ بَعْضٍ- فَمَا كَانَ مِنْ نَارِ هَذَا الْوَادِي فَلِلنُّصَّابِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى- وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى قَالَ: بِالْوَلَايَةِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى- وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى فَقَالَ: بِالْوَلَايَةِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى
93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الضُّحى قَالَ: الضُّحَى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى قَالَ: إِذَا أَظْلَمَ- وَ قَوْلُهُ ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى أَيْ لَمْ يُبْغِضْكَ يَصِفُ فَضْلَهُ عَلَيْهِ- قَوْلُهُ وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى- وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ:
وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى قَالَ يَعْنِي الْكَرَّةُ هِيَ الْآخِرَةُ لِلنَّبِيِّ ص قُلْتُ قَوْلُهُ وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قَالَ: يُعْطِيكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَتَرْضَى.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى فَآوَى إِلَيْكَ النَّاسَ وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى أَيْ هَدَى إِلَيْكَ قَوْماً لَا يَعْرِفُونَكَ حَتَّى عَرَفُوكَ وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى أَيْ وَجَدَكَ تَعُولُ أَقْوَاماً فَأَغْنَاهُمْ بِعِلْمِكَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ قَالَ: أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ، قَالَ: الْيَتِيمُ الَّذِي لَا مِثْلَ لَهُ- وَ لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الدُّرَّةُ الْيَتِيمَةَ لِأَنَّهُ لَا مِثْلَ لَهَا وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى بِالْوَحْيِ فَلَا تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ أَحَداً وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى قَالَ: وَجَدَكَ فِي قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونَ فَضْلَ نُبُوَّتِكَ فَهَدَاهُمُ اللَّهُ بِكَ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ أَيْ لَا تَظْلِمْ وَ الْمُخَاطَبَةُ لِلنَّبِيِّ وَ الْمَعْنَى لِلنَّاسِ وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ أَيْ لَا تَطْرُدْ- قَوْلُهُ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
قَالَ: بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ- وَ أَمَرَكَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ- وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ الْوَلَايَةِ وَ بِمَا فَضَّلَكَ اللَّهُ بِهِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ:
ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى وَ ذَلِكَ أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَبْطَأَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنَّهُ كَانَتْ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ثُمَّ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لَعَلَّ رَبَّكَ قَدْ تَرَكَكَ فَلَا يُرْسِلُ إِلَيْكَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى .
94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قَالَ بِعَلِيٍّ فَجَعَلْنَاهُ وَصِيَّكَ قَالَ: وَ حِينَ فُتِحَ مَكَّةُ وَ دَخَلَتْ قُرَيْشٌ فِي الْإِسْلَامِ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَ يَسَّرَهُ وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ قَالَ بِعَلِيٍّ الْحَرْبَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ أَيْ أثَقْلَ ظَهْرَكَ وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ قَالَ تُذْكَرُ إِذَا ذُكِرْتُ- وَ هُوَ قَوْلُ النَّاسِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص- ثُمَّ قَالَ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً قَالَ مَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ الْعُسْرِ أَتَاكَ الْيُسْرُ فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قَالَ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَانْصِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع 567 وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَإِذا فَرَغْتَ مِنْ نُبُوَّتِكَ فَانْصَبْ عَلِيّاً ع وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ فِي ذَلِكَ
95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ قَالَ: التِّينُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الزَّيْتُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ طُورُ سِينِينَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع وَ الْبَلَدُ الْأَمِينُ الْأَئِمَّةُ ع لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِي زُرَيْقٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ
قَالَ: ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أَيْ لَا يُمَنُّ عَلَيْهِمْ بِهِ- ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ ص فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ قَالَ: ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع [قَالَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ] أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ
96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ قَالَ وَ مَا أَقْرَأُ قَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ يَعْنِي خَلَقَ نُورَكَ الْأَقْدَمَ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ يَعْنِي خَلَقَكَ مِنْ نُطْفَةٍ [عَلَقَةٍ] وَ شَقَّ مِنْكَ عَلِيّاً اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ يَعْنِي عَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ يَعْنِي عَلَّمَ عَلِيّاً مَا لَمْ يَعْلَمْ قَبْلَ ذَلِكَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ قَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ، قَالَ مِنْ دَمٍ، اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، قَالَ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْكِتَابَةَ الَّتِي بِهَا تَتِمُّ أُمُورُ الدُّنْيَا- فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا- ثُمَّ قَالَ: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى قَالَ: إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا اسْتَغْنَى يَكْفُرُ وَ يَطْغَى وَ يُنْكِرُ إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى قَوْلُهُ أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ يَنْهَى النَّاسَ عَنِ الصَّلَاةِ- وَ أَنْ يُطَاعَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ أَ رَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَ رَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى ثُمَّ قَالَ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
أَيْ لَنَأْخُذَنَّهُ بِالنَّاصِيَةِ فَنُلْقِيهِ فِي النَّارِ قَوْلُهُ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ قَالَ لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ ع فَنَادَى أَبُو جَهْلٍ وَ الْوَلِيدُ عَلَيْهِمَا لَعَائِنُ اللَّهِ هَلُمُّوا- فَاقْتُلُوا مُحَمَّداً فَقَدْ مَاتَ الَّذِي كَانَ نَاصِرَهُ- فَقَالَ اللَّهُ فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ قَالَ كَمَا دَعَا إِلَى قَتْلِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص نَحْنُ أَيْضاً نَدْعُو الزَّبَانِيَةَ- ثُمَّ قَالَ كَلَّا لا تُطِعْهُ وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ 568 أَيْ لَا يُطِيعُونَ لَمَّا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ- لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَجَارَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ لَمْ يَجْسِر عَلْيِه أَحَدٌ.
97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ 569 آيَاتُهَا خَمْسٌ 5
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَهُوَ الْقُرْآنُ أُنْزِلَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي طُولِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ سَنَةً وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَ مَعْنَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّ اللَّهَ يُقَدِّرُ فِيهَا الْآجَالَ وَ الْأَرْزَاقَ- وَ كُلَّ أَمْرٍ يَحْدُثُ مِنْ مَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ أَوْ خِصْبٍ- أَوْ جَدْبٍ أَوْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ- كَمَا قَالَ اللَّهُ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ إِلَى سَنَةٍ- قَوْلُهُ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها قَالَ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَ رُوحُ الْقُدُسِ عَلَى إِمَامِ الزَّمَانِ وَ يَدْفَعُونَ إِلَيْهِ مَا قَدْ كَتَبُوهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ- قَوْلُهُ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ص فِي نَوْمِهِ- كَأَنَّ قُرُوداً تَصْعَدُ مِنْبَرَهُ فَغَمَّهُ ذَلِكَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » تَمْلِكُهُ بَنُو أُمَيَّةَ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ قَدْرٍ 570 قَوْلُهُ: مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ قَالَ: تَحِيَّةٌ يُحَيَّا بِهَا الْإِمَامُ إِلَى أَنْ يَطْلَعَ الْفَجْرُ