کتابخانه روایات شیعه
الْأُرْجُوَانِ 388 وَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ فَتَطِيرُ بِهِمْ إِلَى الْمَحْشَرِ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ قُدَّامِهِ- وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ يَزُفُّونَهُمْ زَفّاً- حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ- وَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ، الْوَرَقَةُ مِنْهَا يَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ وَ عَنْ يَمِينِ الشَّجَرَةِ عَيْنٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَكِّيَةٌ- فَيُسْقَوْنَ مِنْهَا شَرْبَةً- فَيُطَهِّرُ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ- وَ يُسْقِطُ عَنْ أَبْشَارِهِمُ الشَّعْرَ- وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً مِنْ تِلْكَ الْعَيْنِ الْمُطَهِّرَةِ- ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى عَيْنٍ أُخْرَى عَنْ يَسَارِ الشَّجَرَةِ- فَيَغْتَسِلُونَ مِنْهَا وَ هِيَ عَيْنُ الْحَيَاةِ- فَلَا يَمُوتُونَ أَبَداً- ثُمَّ يُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرْشِ وَ قَدْ سَلِمُوا مِنَ الْآفَاتِ وَ الْأَسْقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ أَبَداً، قَالَ: فَيَقُولُ الْجَبَّارُ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ احْشُرُوا أَوْلِيَائِي إِلَى الْجَنَّةِ وَ لَا تَقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلَائِقِ- فَقَدْ سَبَقَ رِضَائِي عَنْهُمْ وَ وَجَبَتْ رَحْمَتِي لَهُمْ- فَكَيْفَ أُرِيدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصْحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ- فَتَسُوقُهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِلَى الْجَنَّةِ فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ الْأَعْظَمِ- ضَرَبُوا الْمَلَائِكَةُ الْحَلْقَةَ ضَرْبَةً فَتَصِرُّ صَرِيراً فَيَبْلُغُ صَوْتُ صَرِيرِهَا كُلَّ حَوْرَاءَ- خَلَقَهَا اللَّهُ وَ أَعَدَّهَا لِأَوْلِيَائِهِ فَيَتَبَاشَرْنَ إِذَا سَمِعْنَ صَرِيرَ الْحَلَقَةِ- وَ يَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ قَدْ جَاءَنَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ- فَيُفْتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيُشْرِفُ عَلَيْهِمْ أَزْوَاجُهُمْ- مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَ الْآدَمِيِّينَ فَيَقُلْنَ مَرْحَباً بِكُمْ فَمَا كَانَ أَشَدَّ شَوْقَنَا إِلَيْكُمْ، وَ يَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ ع: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ص: يَا عَلِيُّ هَؤُلَاءِ شِيعَتُكَ وَ شِيعَتُنَا الْمُخْلِصُونَ [لِوَلَايَتِكَ] وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ- وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً- وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
، وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا- وَ قالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَ وَلَداً وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَاصَ
بْنَ وَائِلِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِيَّ ثُمَّ السَّهْمِيَّ وَ هُوَ أَحَدُ الْمُسْتَهْزِءِينَ- وَ كَانَ لِخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ حَقٌّ- فَأَتَاهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ لَهُ الْعَاصُ: أَ لَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ فِي الْجَنَّةِ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ الْحَرِيرَ- قَالَ بَلَى قَالَ فَمَوْعِدُ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَكَ الْجَنَّةُ فَوَ اللَّهِ لَأُوتَيَنَّ فِيهَا خَيْراً مِمَّا أُوتِيتُ فِي الدُّنْيَا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ- وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا الضِّدُّ الْقَرِينُ الَّذِي يَقْتَرِنُ بِهِ.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [عَبْدُ اللَّهِ] بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ:
وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً- لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا- كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْ يَكُونُونَ هَؤُلَاءِ- الَّذِينَ اتَّخَذُوهُمْ آلِهَةً مِنْ دُونِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ضِدّاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ وَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَالَ:
لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ هِيَ السُّجُودَ وَ لَا الرُّكُوعَ- وَ إِنَّمَا هِيَ طَاعَةُ الرِّجَالِ، مَنْ أَطَاعَ مَخْلُوقاً فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ فَقَدْ عَبَدَهُ
و قوله « أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا » قال: لما طغوا فيها و في فتنتها و في طاعتهم- مد لهم في طغيانهم و ضلالهم- أرسل عليهم شياطين الإنس و الجن تَؤُزُّهُمْ أَزًّا أي تنخسهم نخسا 389 و تحضهم على طاعتهم و عبادتهم- فقال الله: « فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا » أي في طغيانهم و فتنهم و كفرهم.
و قال علي بن إبراهيم في قوله: لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ لَمْ يُحْسِنْ وَصِيَّتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَانَ نَقَصَ فِي مُرُوَّتِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ يُوصِي
الْمَيِّتُ عِنْدَ الْمَوْتِ قَالَ: إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ قَالَ: اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ- إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ- وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ- وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ أَنَّ النَّارَ حَقٌّ- وَ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ الْحِسَابَ حَقٌّ- وَ الْقَدَرَ وَ الْمِيزَانَ حَقٌّ- وَ أَنَّ الدِّينَ كَمَا وَصَفْتَ- وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَمَا شَرَعْتَ- وَ أَنَّ الْقَوْلَ كَمَا حَدَّثْتَ وَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَمَا أَنْزَلْتَ- وَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ- جَزَى اللَّهُ مُحَمَّداً خَيْرَ الْجَزَاءِ وَ حي [حَيَّا] اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَهُ بِالسَّلَامِ- اللَّهُمَّ يَا عُدَّتِي عِنْدَ كُرْبَتِي- وَ يَا صَاحِبِي عِنْدَ شِدَّتِي وَ يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يَا إِلَهِي وَ إِلَهَ آبَائِي- لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ- فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي- كُنْتُ أَقْرَبَ مِنَ الشَّرِّ وَ أَبْعَدَ مِنَ الْخَيْرِ- وَ أَسْرَى فِي الْفِتَنِ وَحْدِي- فَآنِسْ فِي الْقَبْرِ وَحْشَتِي- وَ اجْعَلْ لِي عَهْداً يَوْمَ أَلْقَاكَ مَنْشُوراً ثُمَّ يُوصِي بِحَاجَتِهِ- وَ تَصْدِيقُ هَذِهِ الْوَصِيَّةِ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ فِي قَوْلِهِ لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً فَهَذَا عَهْدُ الْمَيِّتِ- وَ الْوَصِيَّةُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَحْفَظَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ وَ يَتَعَلَّمَهَا- وَ قَالَ عَلِيٌّ ع: عَلَّمَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ: عَلَّمَنِيهَا جَبْرَئِيلُ ع.
و قوله: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا أي ظلما- و أما قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا
فَإِنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ ع كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ- أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ جَالِساً بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ قُلْ يَا عَلِيُّ «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً- فَأَنْزَلَ اللَّهُ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا
ثم خاطب الله عز و جل نبيه فقال: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ يعني القرآن لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال أصحاب الكلام و الخصومة- ثم ذكر الفرق الهالكة فقال: وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً أي حسا.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: « لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ- إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً » قَالَ لَا يَشْفَعُ وَ لَا يُشَفَّعُ لَهُمْ- وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً- إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ ع مِنْ بَعْدِهِ فَهُوَ الْعَهْدُ عِنْدَ اللَّهِ- قُلْتُ قَوْلُهُ « وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً » قَالَ: هَذَا حَيْثُ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ لِلَّهِ وَلَداً- وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ إِنَاثٌ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى رَدّاً عَلَيْهِمْ « لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا » أَيْ عَظِيماً تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ يَعْنِي مِمَّا قَالُوهُ وَ مِمَّا مَوَّهُوا بِهِ [رَمَوْهُ بِهِ] وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا مِمَّا قَالُوا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ ما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً- إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً- لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا- وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً وَاحِداً وَاحِداً، قُلْتُ قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قَالَ: وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع هِيَ الْوُدُّ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ، قُلْتُ قَوْلُهُ فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ- وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قَالَ إِنَّمَا يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ص حَتَّى أَقَامَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَماً- فَبَشَّرَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْذَرَ بِهِ الْكَافِرِينَ وَ هُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ قَوْماً لُدًّا أَيْ كُفَّاراً، قُلْتُ قَوْلُهُ وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً قَالَ أَهْلَكَ اللَّهُ مِنَ الْأُمَمِ مَا لَا يُحْصُونَ لَهُ- فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ- أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً أَيْ ذِكْراً.
20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- طه- ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ [أَبِي حَمْزَةَ عَنْ] أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي جَعْفَرٍ ع
قَالا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا صَلَّى قَامَ عَلَى أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ- حَتَّى تَوَرَّمَتْ [تَبَرَّمَ] فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى طه بِلُغَةِ طَيٍّ يَا مُحَمَّدُ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى- إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى
و قوله: لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ- وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ عَلَاءِ [بْنِ] الْمَكْفُوفِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الْأَرْضِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هِيَ قَالَ: عَلَى الْحُوتِ 390 قِيلَ لَهُ فَالْحُوتُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ: عَلَى الْمَاءِ- فَقِيلَ لَهُ فَالْمَاءُ عَلَى
أَيِّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ عَلَى الثَّرَى، قِيلَ لَهُ فَالثَّرَى عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ: عِنْدَ ذَلِكَ انْقَضَى عِلْمُ الْعُلَمَاءِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى قَالَ اسْتَوَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ
، وَ عَنْهُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْأَرْضِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هِيَ- قَالَ: عَلَى الْحُوتِ- قُلْتُ فَالْحُوتُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ: عَلَى الْمَاءِ- قُلْتُ فَالْمَاءُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ قَالَ عَلَى الصَّخْرَةِ- قُلْتُ فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ الصَّخْرَةُ قَالَ عَلَى قَرْنِ ثَوْرٍ أَمْلَسَ- قُلْتُ فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ الثَّوْرُ قَالَ عَلَى الثَّرَى- قُلْتُ فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ الثَّرَى فَقَالَ هَيْهَاتَ عِنْدَ ذَلِكَ ضَلَّ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ.
و قوله: وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى قال السر ما أخفيته و أخفى ما خطر ببالك- ثم نسيته ثم قص عز و جل قصة موسى ع فقال: وَ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى يعني قد أتاك حديث موسى ع و نكتب خبره في سورة
القصص و قوله فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ قال: كانتا من جلد حمار ميت أَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى- إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي- وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ يَقُولُ آتِيكُمْ بِقَبَسٍ مِنَ النَّارِ- تَصْطَلُونَ مِنَ الْبَرْدِ
و قوله أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً كان قد أخطأ الطريق يقول- أو أجد على النار طريقا- و قوله أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي يقول أخبط بها الشجر لغنمي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى فمن الفرق لم يستطع الكلام فجمع كلامه- فقال وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى يقول حوائج أخرى،
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها قَالَ مِنْ نَفْسِي هَكَذَا نَزَلَتْ- قِيلَ كَيْفَ يُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِهِ- قَالَ جَعَلَهَا مِنْ غَيْرِ وَقْتٍ
و قوله وَ فَتَنَّاكَ فُتُوناً أي اختبرناك اختبارا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ يعني عند شعيب و قوله اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي أي اخترتك اذْهَبْ أَنْتَ وَ أَخُوكَ بِآياتِي وَ لا تَنِيا فِي ذِكْرِي أي لا تضعفا اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى- فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى و قد ذهب بعض المعتزلة في قوله: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى أنه لم يعلم عز و جل أن فرعون لا يتذكر و لا يخشى- و قد ضلوا في تأويلهم و اعلم- أن الله قال لموسى ع حين أرسله إلى فرعون ائتياه فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى و قد علم أنه لا يتذكر و لا يخشى- و لكن ليكون أحرص لموسى على الذهاب- و آكد في الحجة على فرعون.