کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏2، ص: 264

وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏ و لم يقل استحب الله- كما زعمت المجبرة أن الأفعال أحدثها الله لنا فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏ يعني ما فعلوه- و قوله: وَ يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ‏ أي يجيئون من كل ناحية

و قوله: حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصارُهُمْ- وَ جُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‏ فإنها نزلت في قوم يعرض عليهم أعمالهم- فينكرونها فيقولون ما عملنا منها شيئا، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم،

فَقَالَ الصَّادِقُ ع‏ فَيَقُولُونَ لِلَّهِ: يَا رَبِّ- هَؤُلَاءِ مَلَائِكَتُكَ يَشْهَدُونَ لَكَ- ثُمَّ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا فَعَلُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً- وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: « يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً- فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ‏ » وَ هُمُ الَّذِينَ غَصَبُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْتِمُ اللَّهُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَ يُنْطِقُ جَوَارِحَهُمْ- فَيَشْهَدُ السَّمْعُ بِمَا سَمِعَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ- وَ يَشْهَدُ الْبَصَرُ بِمَا نَظَرَ بِهِ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ- وَ تَشْهَدُ الْيَدَانِ بِمَا أَخَذَتَا- وَ تَشْهَدُ الرِّجْلَانِ بِمَا سَعَتَا فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ- وَ يَشْهَدُ الْفَرْجُ بِمَا ارْتَكَبَ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ- ثُمَّ أَنْطَقَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ‏ وَ قالُوا هُمْ‏ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا- قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ- وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ- وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ‏ أَيْ مِنَ اللَّهِ‏ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ‏ وَ الْجُلُودُ الْفُرُوجُ‏ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ- وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ- فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ .

قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ‏ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع حَدِيثٌ يَرْوِيهِ النَّاسُ- فِيمَنْ يُؤْمَرُ بِهِ آخِرَ النَّاسِ إِلَى النَّارِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ آخِرَ عَبْدٍ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَإِذَا أُمِرَ بِهِ الْتَفَتَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ رُدُّوهُ فَيَرُدُّونَهُ- فَيَقُولُ لَهُ: لِمَ الْتَفَتَّ إِلَيَّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَمْ يَكُنْ ظَنِّي بِكَ هَذَا- فَيَقُولُ: وَ مَا كَانَ ظَنُّكَ بِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَانَ ظَنِّي بِكَ- أَنْ تَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي وَ تُسْكِنَنِي جَنَّتَكَ قَالَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ يَا مَلَائِكَتِي‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 265

لَا وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ آلَائِي وَ عُلُوِّي- وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي مَا ظَنَّ بِي عَبْدِي سَاعَةً مِنْ خَيْرٍ قَطُّ- وَ لَوْ ظَنَّ بِي سَاعَةً مِنْ خَيْرٍ مَا رَوَّعْتُهُ بِالنَّارِ أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَظُنُّ بِاللَّهِ خَيْراً- إِلَّا كَانَ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ- وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ « وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ- فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ‏

» قوله:

فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ‏ يعني يخسروا و يخسئوا وَ إِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ‏ أي لا يجابوا إلى ذلك قوله‏ وَ قَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ يعني الشياطين من الجن و الإنس الأردياء فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏ أي ما كانوا يفعلون‏ وَ ما خَلْفَهُمْ‏ أي ما يقال لهم إنه يكون خلفكم كله باطل و كذب‏ وَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ‏ و العذاب- و قوله‏ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏ أي تصيرونه سخرية و لغوا

وَ قَوْلُهُ‏ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا- رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ‏ قَالَ الْعَالِمُ ع مِنَ الْجِنِّ إِبْلِيسُ الَّذِي دَبَّرَ عَلَى قَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي دَارِ النَّدْوَةِ وَ أَضَلَّ النَّاسَ بِالْمَعَاصِي- وَ جَاءَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى فُلَانٍ فَبَايَعَهُ- وَ مِنَ الْإِنْسِ فُلَانٌ‏

نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ‏ ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين ع فقال‏ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قال على ولاية أمير المؤمنين ع قوله‏ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ قال عند الموت‏ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا- وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ- نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا قال كنا نحرسكم من الشياطين‏ وَ فِي الْآخِرَةِ أي عند الموت‏ وَ لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ‏ يعني في الجنة نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ‏ .

قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ مَا يَمُوتُ مُوَالٍ لَنَا مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِنَا- إِلَّا وَ يَحْضُرُهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع فيسروه [فَيَسُرُّونَهُ‏] وَ يبشروه [يُبَشِّرُونَهُ‏]، وَ إِنْ كَانَ غَيْرَ مُوَالٍ لَنَا يَرَاهُمْ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 266

بِحَيْثُ يَسُوؤُهُ‏

، و الدليل على ذلك‏

قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لِحَارِثٍ الْهَمْدَانِيِّ:

يَا حَارِ هَمْدَانَ مَنْ يَمُتْ يَرَنِي‏

مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلًا

.

ثم أدب الله نبيه ص فقال‏ وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ قال ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك- حتى يكون‏ الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‏ ثم قال‏ وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا- وَ ما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ- وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ‏ أي إن عرض بقلبك نزغ من الشيطان‏ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏ و المخاطبة لرسول الله ص و المعنى للناس- ثم احتج على الدهرية فقال‏ وَ مِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً أي ساكنة هامدة إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا يعني ينكرون‏ لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ثم استفهم عز و جل على المجاز فقال‏ أَ فَمَنْ يُلْقى‏ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .

و قوله‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ يعني بالقرآن.

ثم قال‏ وَ لَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا- لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌ‏ قال لو كان هذا القرآن أعجميا- لقالوا لو لا أنزل بالعربية- فقال الله‏ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ أي تبيان‏ وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ أي صمم‏

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ‏ يَعْنِي الْقُرْآنَ الَّذِي‏ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ‏ قَالَ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ قِبَلِ التَّوْرَاةِ وَ لَا مِنْ قِبَلِ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ أَمَّا مِنْ خَلْفِهِ لَا يَأْتِيهِ مِنْ بَعْدِهِ كِتَابٌ يُبْطِلُهُ‏

و قوله‏ لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌ‏ قال لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا كيف نتعلمه و لساننا عربي- و آتينا بقرآن أعجمي- فأحب الله أن ينزله بلسانهم و قد قال الله عز و جل‏ وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ‏ .

و قال علي بن إبراهيم في قوله‏ وَ يَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي‏ يعني ما كانوا يعبدون من دون الله‏ قالُوا آذَنَّاكَ‏ أي أعلمناك‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 267

ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ‏ إلى قوله‏ وَ ظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ‏ أي علموا أنه لا محيص لهم و لا ملجأ و لا مفر- و قوله: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ أي لا يمل و لا يعيى أن يدعو لنفسه بالخير وَ إِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ أي يائس من روح الله و فرجه، ثم قال: وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَ نَأى‏ بِجانِبِهِ‏ أي يتبختر و يتعظم و يستحقر من هو دونه‏ وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ أي الفقر و المرض و الشدة فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ‏ أي يكثر الدعاء

و قوله: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ‏ فمعنى في الآفاق الكسوف و الزلازل- و ما يعرض في السماء من الآيات، و أما في أنفسهم فمرة بالجوع و مرة بالعطش- و مرة يشبع و مرة يروى و مرة يمرض- و مرة يصح و مرة يستغني و مرة يفتقر- و مرة يرضى و مرة يغضب و مرة يخاف و مرة يأمن- فهذا من عظيم دلالة الله على التوحيد قال الشاعر:

و في كل شي‏ء له آية

تدل على أنه واحد

.

ثم أرهب عباده بلطيف عظمته فقال: أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ‏ يا محمد أَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ ثم قال‏ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ أي في شك‏ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ‏ كناية عن الله‏ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ .

42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- حم عسق‏ هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع- يؤلفه رسول الله ص أو الإمام (ع) فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب- ثم قال: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ- وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 268

أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ عَنِ الْعَمْرَكِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ مسيرة [مَيْسَرَةَ] الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏ حم عسق‏ أَعْدَادُ سِنِي الْقَائِمِ وَ قَافٌ جَبَلٌ مُحِيطٌ بِالدُّنْيَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ- فَخُضْرَةُ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ وَ عِلْمُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فِي‏ عسق‏ .

و قال علي بن إبراهيم في قوله: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ- وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ‏ قال للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة، و لفظ الآية عامة و معناه خاص و قوله: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا- لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى‏ وَ مَنْ حَوْلَها قال: أم القرى مكة سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها الله من الأرض- لقوله « إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً »

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَ‏ أَيْ يَتَصَدَّعْنَ- وَ قَوْلُهُ‏ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى‏ مَكَّةَ وَ مَنْ حَوْلَها سَائِرَ الْأَرْضِ‏

و قوله‏ وَ تُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ- فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ

قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّكَيْنِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْبَجَلِيِّ [النحلي‏] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ‏ لَمَّا بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَمْرُ مُعَاوِيَةَ وَ أَنَّهُ فِي مِائَةِ أَلْفٍ- قَالَ مِنْ أَيِّ الْقَوْمِ قَالُوا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ ع لَا تَقُولُوا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَ لَكِنْ قُولُوا مِنْ أَهْلِ الشُّومِ- هُمْ مِنْ أَبْنَاءِ مُضَرَ لُعِنُوا عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ فَجَعَلَ اللَّهُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنَازِيرَ، ثُمَّ كَتَبَ ع إِلَى مُعَاوِيَةَ لَا تَقْتُلِ النَّاسَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ وَ هَلُمَّ إِلَى الْمُبَارَزَةِ- فَإِنْ أَنَا قَتَلْتُكَ فَإِلَى النَّارِ أَنْتَ- وَ تَسْتَرِيحُ النَّاسُ مِنْكَ وَ مِنْ ضَلَالَتِكَ- وَ إِنْ قَتَلْتَنِي فَأَنَا إِلَى الْجَنَّةِ وَ يُغْمَدُ عَنْكَ السَّيْفُ الَّذِي لَا يَسَعُنِي غِمْدُهُ- حَتَّى أَرُدَّ مَكْرَكَ وَ بِدْعَتَكَ، وَ أَنَا الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ بِمُؤَازَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص، وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ ص تَحْتَ الشَّجَرَةِ فِي قَوْلِهِ:

« لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ- إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ».

تفسير القمي، ج‏2، ص: 269

فَلَمَّا قَرَأَ مُعَاوِيَةُ كِتَابَهُ وَ عِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ قَالُوا- وَ اللَّهِ قَدْ أَنْصَفَكَ- فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ اللَّهِ مَا أَنْصَفَنِي- وَ اللَّهِ لَأَرْمِيَنَّهُ بِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَصِلَ إِلَيَّ، وَ وَ اللَّهِ مَا أَنَا مِنْ رِجَالِهِ، وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ- وَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ لَوْ بَارَزَكَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ لَقَتَلْتَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ- فَمَا يَحْمِلُكَ يَا مُعَاوِيَةُ عَلَى قِتَالِ مَنْ تَعْلَمُ- وَ تُخْبِرُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص بِمَا تُخْبِرُ مَا أَنْتَ وَ نَحْنُ فِي قِتَالِهِ إِلَّا عَلَى الضَّلَالَةِ! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّمَا هَذَا بَلَاغٌ‏ مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ‏ وَ اللَّهِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنَا وَ أَصْحَابِي رَدَّ ذَلِكَ- حَتَّى يَكُونَ مَا هُوَ كَائِنٌ.

قَالَ: وَ بَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَ الرُّومِ وَ أُخْبِرَ أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدْ خَرَجَا يَطْلُبَانِ الْمُلْكَ- فَسَأَلَ مِنْ أَيْنَ خَرَجَا فَقِيلَ لَهُ رَجُلٌ بِالْكُوفَةِ وَ رَجُلٌ بِالشَّامِ قَالَ: فَلِمَنِ الْمُلْكُ الْآنَ فَأَمَرَ وُزَرَاءَهُ- فَقَالَ تَخَلَّلُوا هَلْ تُصِيبُونَ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مَنْ يَصِفُهُمَا لِي، فَأُتِيَ بِرَجُلَيْنِ مِنْ تُجَّارِ الشَّامِ وَ رَجُلَيْنِ مِنْ تُجَّارِ مَكَّةَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ صِفَتِهِمَا فَوَصَفُوهُمَا لَهُ- ثُمَّ قَالَ لِخُزَّانِ بُيُوتِ خَزَائِنِهِ أَخْرِجُوا إِلَيَّ الْأَصْنَامَ- فَأَخْرَجُوهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا- فَقَالَ: الشَّامِيُّ ضَالٌّ وَ الْكُوفِيُّ هَادٍ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ أَعْلَمَ أَهْلِ بَيْتِكَ- وَ كَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ أَعْلَمَ أَهْلِ بَيْتِكَ، فَأَسْمَعَ مِنْهُمَا ثُمَّ أَنْظُرَ فِي الْإِنْجِيلِ كِتَابِنَا- ثُمَّ أُخْبِرَكُمَا مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ وَ خَشِيَ عَلَى مُلْكِهِ، فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ ابْنَهُ وَ بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحَسَنَ ابْنَهُ ع- فَلَمَّا دَخَلَ يَزِيدُ عَلَى الْمَلِكِ- أَخَذَ بِيَدِهِ وَ قَبَّلَهَا ثُمَّ قَبَّلَ رَأْسَهُ- ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي يَهُودِيّاً وَ لَا نَصْرَانِيّاً وَ لَا مَجُوسِيّاً وَ لَا عَابِداً لِلشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ لَا الصَّنَمِ وَ لَا الْبَقَرِ- وَ جَعَلَنِي حَنِيفاً مُسْلِماً وَ لَمْ يَجْعَلْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ، ثُمَّ جَلَسَ لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ مَلِكُ الرُّومِ إِلَى الرَّجُلَيْنِ أَخْرَجَهُمَا ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا- ثُمَّ بَعَثَ إِلَى يَزِيدَ فَأَحْضَرَهُ- ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ خَزَائِنِهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ صُنْدُوقاً- فِيهَا تَمَاثِيلُ الْأَنْبِيَاءِ- وَ قَدْ زُيِّنَتْ بِزِينَةِ كُلِّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 270

فَأَخْرَجَ صَنَماً فَعَرَضَهُ عَلَى يَزِيدَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ- ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِ صَنَماً صَنَماً فَلَا يَعْرِفُ مِنْهَا شَيْئاً وَ لَا يُجِيبُ مِنْهَا بِشَيْ‏ءٍ ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ أَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ- وَ عَنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ أَيْنَ تَجْتَمِعُ وَ عَنْ أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ أَيْنَ تَكُونُ إِذَا مَاتُوا فَلَمْ يَعْرِفْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً- ثُمَّ دَعَا الْمَلِكُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع فَقَالَ: إِنَّمَا بَدَأْتُ بِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَيْ يَعْلَمَ أَنَّكَ تَعْلَمُ مَا لَا يَعْلَمُ- وَ يَعْلَمُ أَبُوكَ مَا لَا يَعْلَمُ أَبُوهُ- فَقَدْ وُصِفَ لِي أَبُوكَ وَ أَبُوهُ وَ نَظَرْتُ فِي الْإِنْجِيلِ فَرَأَيْتُ فِيهِ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ ص وَ الْوَزِيرَ عَلِيّاً ع فَنَظَرْتُ فِي الْأَوْصِيَاءِ- فَرَأَيْتُ فِيهَا أَبَاكَ وَصِيَّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص.

صفحه بعد