کتابخانه روایات شیعه
وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ قَالَ: إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَوَلَّوْا الْإِمَامَ لَمْ يَتَوَلَّوْهُ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ ص فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ هَذَا الَّذِي أُحَدِّثُكَ بِهِ يُؤْمِنُونَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ فَطُمُوسُهَا ذَهَابُ ضَوْئِهَا- وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ يَقُولُ مُنْتَهَى الْأَجَلِ.
78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِي قَوْلِهِ « عَمَّ يَتَساءَلُونَ ... إِلَخْ» قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا لِلَّهِ نَبَأٌ أَعْظَمُ مِنِّي- وَ مَا لِلَّهِ آيَةٌ أَكْبَرُ مِنِّي، وَ قَدْ عُرِضَ فَضْلِي عَلَى الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ عَلَى اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهَا- فَلَمْ تُقِرَّ بِفَضْلِي
وَ قَوْلُهُ أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً 549 قَالَ يُمَهَّدُ فِيهَا الْإِنْسَانُ مَهْداً وَ الْجِبالَ أَوْتاداً أَيْ أَوْتَادَ الْأَرْضِ وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً قَالَ يُلْبَسُ عَلَى النَّهَارِ وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً قَالَ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ قَالَ مِنَ السَّحَابِ ماءً ثَجَّاجاً قَالَ صَبّاً عَلَى صَبٍ وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً قَالَ بَسَاتِينَ مُلْتَفَّةَ الشَّجَرِ وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً قَالَ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً قَالَ: تُسَيَّرُ الْجِبَالُ مِثْلَ السَّرَابِ الَّذِي يَلْمَعُ فِي الْمَفَازَةِ- قَوْلُهُ إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً قَالَ قَائِمَةً لِلطَّاغِينَ مَآباً أَيْ مَنْزِلًا لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً
قَالَ: الْأَحْقَابُ السِّنِينَ- وَ الْحُقُبُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ السَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ يَوْماً- وَ الْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً- لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً قَالَ: هَذِهِ فِي الَّذِينَ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً قَالَ: الْبَرْدُ الْنَّوْمُ وَ قَوْلُهُ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً قَالَ يَفُوزُونَ- قَوْلُهُ وَ كَواعِبَ أَتْراباً قَالَ جَوَارٍ أَتْرَابٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ، قَالَ فَهِيَ الْكَرَامَاتُ- وَ قَوْلُهُ وَ كَواعِبَ أَتْراباً ، أَيِ الْفَتِيَّاتِ النَّاهِدَاتِ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ كَأْساً دِهاقاً أَيْ مُمْتَلِيَةً يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ قَالَ الرُّوحُ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ع قَوْلُهُ إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً قَالَ فِي النَّارِ وَ قَالَ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ- وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً قَالَ تُرَابِيّاً أَيْ عَلَوِيّاً،
وَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ الْمُكَنَّى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو تُرَابٍ
79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً قَالَ نَزْعُ الرُّوحِ وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً قَالَ: الْكُفَّارُ يُنْشَطُونَ فِي الدُّنْيَا 550 وَ السَّابِحاتِ سَبْحاً قَالَ الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ:
فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً يَعْنِي أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَسْبِقُ أَرْوَاحُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ بِمِثْلِ الدُّنْيَا وَ أَرْوَاحُ الْكَافِرِينَ إِلَى النَّارِ بِمِثْلِ ذَلِكَ
، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قَالَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَ الرَّادِفَةُ الصَّيْحَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أَيْ خَائِفَةٌ أَبْصارُها خاشِعَةٌ- يَقُولُونَ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ قَالَ قَالَتْ قُرَيْشٌ أَ نَرْجِعُ بَعْدَ الْمَوْتِ أَ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً أَيْ بَالِيَةً تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ قَالَ قَالُوا هَذَا عَلَى حَدِّ الِاسْتِهْزَاءِ- قَالَ اللَّهُ فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ قَالَ الزَّجْرَةُ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ فِي الصُّوَرِ- وَ السَّاهِرَةُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ عِنْدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ، يَقُولُ فِي الْخَلْقِ الْجَدِيدِ
وَ أَمَّا قَوْلُهُ: فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ، وَ السَّاهِرَةُ الْأَرْضُ كَانُوا فِي الْقُبُورِ- فَلَمَّا سَمِعُوا الزَّجْرَةَ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ- فَاسْتَوَوْا عَلَى الْأَرْضِ
قَوْلُهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ أَيِ الْمُطَهَّرِ- وَ أَمَّا طُوىً فَاسْمُ الْوَادِي-.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ فَحَشَرَ يَعْنِي فِرْعَوْنَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولى و النَّكَالُ الْعُقُوبَةُ، وَ الْآخِرَةُ هُوَ قَوْلُهُ:
أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى وَ الْأُولَى قَوْلُهُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ، فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ بِهَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ- قَوْلُهُ وَ أَغْطَشَ لَيْلَها أَيْ أَظْلَمَ- قَالَ الْأَعْشَى:
وَ بَهْمَاءُ بِاللَّيْلِ غَطْشُ الْغَدَاةِ 551
مُؤْنِسِي فُنُونٌ فَنَادَاهَا 552
.
قَوْلُهُ: وَ أَخْرَجَ ضُحاها أَيِ الشَّمْسَ- قَوْلُهُ وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَيْ بَسَطَهَا-
وَ الْجِبالَ أَرْساها أَيْ أَثْبَتَهَا- قَوْلُهُ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى قَالَ يَذْكُرُ مَا عَمِلَهُ كُلَّهُ وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى قَالَ: أُحْضِرَتْ
قَوْلُهُ وَ أَمَّا مَنْ
خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى- فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى قَالَ: هَوَى الْعَبْدِ إِذَا وَقَفَ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ قَدَرَ عَلَيْهَا- ثُمَّ تَرَكَهَا مَخَافَةَ اللَّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنْهَا فَمُكَافَاتُهُ الْجَنَّةُ قَوْلُهُ يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قَالَ: مَتَى تَقُومُ- قَالَ اللَّهُ: إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها أَيْ عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ- قَوْلُهُ: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها قالَ: بَعْضُ يَوْمٍ.
80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَثْكَنَ 553 و ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
وَ كَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ مُؤَذِّناً لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَ
أَعْمَى، وَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ وَ عَثْكَنَ عِنْدَهُ، فَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيْهِ- فَعَبَسَ وَجْهُهُ وَ تَوَلَّى عَنْهُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَبَسَ وَ تَوَلَّى
يَعْنِي عَثْكَنَ أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى- وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَيْ يَكُونُ طَاهِراً أَزْكَى أَوْ يَذَّكَّرُ قَالَ يُذَكِّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ خَاطَبَ عَثْكَنَ فَقَالَ: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى قَالَ أَنْتَ إِذَا جَاءَكَ غَنِيٌّ تَتَصَدَّى لَهُ وَ تَرْفَعُهُ وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى أَيْ لَا تُبَالِي زَكِيّاً كَانَ أَوْ غَيْرَ زَكِيٍّ إِذَا كَانَ غَنِيّاً وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَ هُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أَيْ تَلْهُو وَ لَا تَلْتَفِتُ إِلَيْهِ
قَوْلُهُ كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ قَالَ الْقُرْآنُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ قَالَ: عِنْدَ اللَّهِ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ قَالَ بِأَيْدِي الْأَئِمَّةِ كِرامٍ بَرَرَةٍ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ قَالَ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ ما أَكْفَرَهُ أَيْ مَا ذَا فَعَلَ فَأَذْنَبَ حَتَّى قَتَلُوهُ- ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ- ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ قَالَ: يَسَّرَ لَهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قَالَ فِي الرَّجْعَةِ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ أَيْ لَمْ يَقْضِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا قَدْ أَمَرَهُ- وَ سَيَرْجِعُ حَتَّى يَقْضِيَ مَا أَمَرَهُ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ [أَبِي بَصِيرٍ] عَنْ جَمِيلِ بْنِ
دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ » قَالَ: نَعَمْ نَزَلَتْ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ما أَكْفَرَهُ ، يَعْنِي بِقَتْلِكُمْ إِيَّاهُ ثُمَّ نَسَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَنَسَبَ خَلْقَهُ- وَ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ- فَقَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ يَقُولُ مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ لِلْخَيْرِ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ يَعْنِي سَبِيلَ الْهُدَى ثُمَّ أَماتَهُ مِيتَةَ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قُلْتُ مَا قَوْلُهُ: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قَالَ: يَمْكُثُ بَعْدَ قَتْلِهِ فِي الرَّجْعَةِ فَيَقْضِي مَا أَمَرَهُ
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ- أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا إِلَى قَوْلِهِ وَ قَضْباً قَالَ: الْقَضْبُ الْقَتُ 554 وَ حَدائِقَ غُلْباً أَيْ بَسَاتِينَ مُلْتَفَّةً مُجْتَمِعَةً وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا قَالَ الْأَبُّ الْحَشِيشُ لِلْبَهَائِمِ- قَوْلُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ أَيِ الْقِيَامَةُ- قَوْلُهُ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ قَالَ: شُغُلٌ يَشْتَغِلُ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ.
ثُمَّ ذَكَرَ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ تَبَرَّءُوا مِنْ أَعْدَائِهِ- فَقَالَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ثُمَّ ذَكَرَ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ أَيْ فَقْرٌ مِنَ الْخَيْرِ وَ الثَّوَابِ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ يُرِيدُ مَنَافِعَ لَكُمْ وَ لِأَنْعَامِكُمْ
قَوْلُهُ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ يُرِيدُ «مُسْوَدَّةٌ» تَرْهَقُها قَتَرَةٌ يُرِيدُ قُتَارَ 555 جَهَنَّمُ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ أَيِ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ.
81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ: تَصِيرُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ قَالَ يَذْهَبُ ضَوْؤُهَا وَ إِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ قَالَ:
تَسِيرُ- كَمَا قَالَ: تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ قَوْلُهُ وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ قَالَ الْإِبِلُ 556 تَتَعَطَّلُ إِذَا مَاتَ الْخَلْقُ- فَلَا يَكُونُ مَنْ يَحْلُبُهَا- وَ قَوْلُهُ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قَالَ: تَتَحَوَّلُ الْبِحَارُ الَّتِي حَوْلَ الدُّنْيَا كُلُّهَا نِيرَاناً وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ: مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ: أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزُوِّجُوا الْخَيْرَاتِ الْحِسَانَ- وَ أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ شَيْطَانٌ- يَعْنِي قُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ بِالشَّيَاطِينِ فَهُمْ قُرَنَاؤُهُمْ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قَالَ كَانَتِ الْعَرَبِ يَقْتُلُونَ الْبَنَاتِ لِلْغِيرَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ سُئِلَتِ الْمَوْءُودَةُ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ وَ قُطِعَتْ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي مَوَدَّتِنَا- وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ لِرَسُولِهِ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .