کتابخانه روایات شیعه
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ قَالَ: يُرِيدُ الْمُلْكَ وَ الْقُدْرَةَ وَ السُّلْطَانَ وَ الْعِزَّةَ وَ الْجَبَرُوتَ وَ الْجَمَالَ وَ الْبَهَاءَ وَ الْهَيْبَةَ- وَ الْإِلَهِيَّةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ 557 آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ يَبْخَسُونَ الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ نَزَلَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ ص حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَ هُمْ يَوْمَئِذٍ أَسْوَأُ النَّاسِ كَيْلًا فَأَحْسِنُوا الْكَيْلَ
وَ أَمَّا الْوَيْلُ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّهَا بِئْرٌ فِي جَهَنَّمَ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جُرَيْحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ- وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ قَالَ كَانُوا إِذَا اشْتَرَوْا يَسْتَوْفُونَ بِكَيْلٍ رَاجِحٍ- وَ إِذَا بَاعُوا يَبْخَسُوا الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ- وَ كَانَ هَذَا فِيهِمْ وَ انْتَهَوْا
، قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا لِأَنْفُسِهِم عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ- وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ فَقَالَ اللَّهُ أَ لا يَظُنُّ أُولئِكَ أَيْ أَ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ يُحَاسَبُونَ عَلَى ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قَالَ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ لَفِي سِجِّينٍ- ثُمَّ قَالَ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ أَيْ مَكْتُوبٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ كَتَبُوا عَلَيْهِمْ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ السِّجِّينُ الْأَرْضُ السَّابِعَةُ وَ عِلِّيُّونَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُلْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ السِّنْدِيِّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فِي قَوْلِهِ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قَالَ هُوَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ - إِلَى قَوْلِهِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ وَ ما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَ هُمَا زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ كَانَا يُكَذِّبَانِ رَسُولَ اللَّهِ ص إِلَى قَوْلِهِ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ هُمَا ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ يَعْنِي هُمَا وَ مَنْ تَبِعَهُمَا كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ- وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ إِلَى قَوْلِهِ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ وَ هُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ الْأَئِمَّةُ ع إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ وَ مَنْ تَبِعَهُمَا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ- وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى آخِرِ السُّورَةِ فِيهِمَا.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ أَيْ مَا كُتِبَ لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ،
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَى عِلِّيِّينَ- وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ- فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ- ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ إِلَى قَوْلِهِ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ قَالَ مَاءٌ إِذَا شَرِبَهُ الْمُؤْمِنُ وَجَدَ رَائِحَةَ الْمِسْكِ فِيهِ،
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ صِيَانَةً لِنَفْسِهِ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ قَالَ: فِيمَا ذَكَرْنَا مِنَ الثَّوَابِ الَّذِي يَطْلُبُهُ الْمُؤْمِنُ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ وَ هُوَ مَصْدَرُ سَنَّمَهُ إِذَا رَفَعَهُ، لِأَنَّهُ أَرْفَعُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَوْ لِأَنَّهُ يَأْتِيهِمْ مِنْ فَوْقُ، قَالَ: أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْتِيهِمْ فِي عَالِي تَسْنِيمٍ- وَ هِيَ عَيْنٌ يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ، وَ الْمُقَرَّبُونَ آلُ مُحَمَّدٍ ص يَقُولُ اللَّهُ: السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
رَسُولُ اللَّهِ ص وَ خَدِيجَةُ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ ذُرِّيَّاتُهُمْ تَلْحَقُ بِهِمْ، يَقُولُ اللَّهُ: أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ، وَ الْمُقَرَّبُونَ يَشْرَبُونَ مِنْ تَسْنِيمٍ بَحْتاً صِرْفاً وَ سَائِرُ الْمُؤْمِنِينَ مَمْزُوجاً.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَمِنْ ثَمَّ وَصَفَ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَسْتَهْزِءُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ يَضْحَكُونَ مِنْهُمْ وَ يَتَغَامَزُونَ عَلَيْهِمْ- فَقَالَ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ إِلَى قَوْلِهِ فَكِهِينَ قَالَ يَسْخَرُونَ وَ إِذا رَأَوْهُمْ يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ فَقَالَ اللَّهُ وَ ما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ:
فَالْيَوْمَ يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ- عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ- هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ يَعْنِي هَلْ جُوزِيَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ .
84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ أَيْ أَطَاعَتْ رَبَّهَا وَ حَقَّتْ وَ حَقَّ لَهَا أَنْ تُطِيعَ رَبَّهَا وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَ أَلْقَتْ ما فِيها وَ تَخَلَّتْ قَالَ تُمَدُّ الْأَرْضُ فَتَنْشَقُّ فَيَخْرُجُ النَّاسُ مِنْهَا وَ تَخَلَّتْ أَيْ تَخَلَّتْ مِنَ النَّاس يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً يَعْنِي تُقَدِّمُ خَيْراً أَوْ شَرًّا فَمُلاقِيهِ مَا قَدَّمَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ الْمَخْزُومِيُّ وَ هُوَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَهُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ الْمَخْزُومِيُّ قَتَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ بَدْرٍ
قَوْلُهُ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً الثُّبُورُ الْوَيْلُ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى يَقُولُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَرْجِعَ بَعْدَ مَا يَمُوتُ- قَوْلُهُ فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ الشَّفَقُ الْحُمْرَةُ بَعْدَ
غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ اللَّيْلِ وَ ما وَسَقَ يَقُولُ إِذَا سَاقَ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْخَلْقِ- إِلَى حَيْثُ يَهْلِكُونَ بِهَا وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ إِذَا اجْتَمَعَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ يَقُولُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ- حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ- وَ لَا تُخْطِئُون طَرِيقَتَهُمْ شِبْرٌ بِشِبْرٍ- وَ ذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ وَ بَاعٌ بِبَاعٍ- حَتَّى أَنْ لَوْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ- قَالُوا الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى تَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَمَنْ أَعْنِي لَيُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً- فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا تَنْقُضُونَ مِنْ دِينِكُمُ- الْإِمَامَةَ [الْأَمَانَةَ] وَ آخِرُهُ الصَّلَاةَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ [أَبِي] مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زِيَادِ [بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ زُرَارَةَ] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ « لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قَالَ يَا زُرَارَةُ أَ وَ لَمْ تَرْكَبْ هَذِهِ الْأُمَّةُ- بَعْدَ نَبِيِّهَا طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ- فِي أَمْرِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى يَرْجِعُ بَعْدَ الْمَوْتِ فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ هَو الَّذِي يَظْهَرُ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ وَ هُوَ قَسَمٌ- وَ جَوَابُهُ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أَيْ مَذْهَباً بَعْدَ مَذْهَبٍ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ أَيْ بِمَا تَعِي [بغى] صُدُورُهُمْ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أَيْ لَا يُمَنُّ عَلَيْهِمْ.
85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ- وَ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ الشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ الْمَشْهُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ قَالَ كَانَ سَبَبَهُمْ
أَنَّ الَّذِي هَيَّجَ الْحَبَشَةَ عَلَى غَزْوَةِ الْيَمَنِ ذُو نُوَاسٍ وَ هُوَ آخِرُ مَنْ مَلَكَ مِنْ حِمْيَرٍ تَهَوَّدَ- وَ اجْتَمَعَتْ مَعَهُ حِمْيَرٌ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَ سَمَّى نَفْسَهُ يُوسُفَ وَ أَقَامَ عَلَى ذَلِكَ حِيناً مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّ بِنَجْرَانَ بَقَايَا قَوْمٍ عَلَى دِينِ
النَّصْرَانِيَّةِ وَ كَانُوا عَلَى دِينِ عِيسَى وَ عَلَى حُكْمِ الْإِنْجِيلِ وَ رَأْسُ ذَلِكَ الدِّينِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرْيَا فَحَمَلَهُ أَهْلُ دِينِهِ عَلَى أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِمْ- وَ يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَ يُدْخِلَهُمْ فِيهَا، فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ نَجْرَانَ فَجَمَعَ مَنْ كَانَ بِهَا عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِمْ دِينَ الْيَهُودِيَّةِ وَ الدُّخُولَ فِيهَا فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَجَادَلَهُمْ وَ عَرَضَ عَلَيْهِمْ وَ حَرَصَ الْحِرْصَ كُلَّهُ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَ امْتَنَعُوا مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَ الدُّخُولِ فِيهَا- وَ اخْتَارُوا الْقَتْلَ- فَخَدَّ لَهُمْ أُخْدُوداً جَمَعَ فِيهِ الْحَطَبَ- وَ أَشْعَلَ فِيهِ النَّارَ فَمِنْهُمْ مَنْ أُحْرِقَ بِالنَّارِ- وَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ بِالسَّيْفِ وَ مُثِّلَ بِهِمْ كُلَّ مُثْلَةٍ- فَبَلَغَ عَدَدُ مَنْ قُتِلَ وَ أُحْرِقَ بِالنَّارِ عِشْرِينَ أَلْفاً، وَ أَفْلَتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُدْعَى دَوْسٌ ذُو ثُعْلُبَانَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ- وَ رَكَضَهُ وَ اتَّبَعُوهُ حَتَّى أَعْجَزَهُمْ فِي الرَّمْلِ، وَ رَجَعَ ذُو نُوَاسٍ إِلَى ضَيْعَتِهِ فِي جُنُودِهِ
فَقَالَ اللَّهُ: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِلَى قَوْلِهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ أَيْ أَحْرَقُوهُمْ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ .
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا يُرِيدُ صَدَقُوا- وَ آمَنُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَحَّدُوهُ يُرِيدُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُرِيدُ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ يُرِيدُ فَازُوا بِالْجَنَّةِ وَ أَمِنُوا الْعِقَابَ
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ لَشَدِيدٌ إِذَا أَخَذَ الْجَبَابِرَةَ وَ الظَّلَمَةَ مِنَ الْكُفَّارِ كَقَوْلِهِ فِي سُورَةِ هُودٍ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ يُرِيدُ الْخَلْقَ ثُمَّ أَمَاتَهُمْ ثُمَّ يُعِيدُهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ أَيْضاً وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ يُرِيدُ لِأَوْلِيَائِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ الْوَدُودُ- كَمَا يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ وَ صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَى وَ الْمَحَبَّةِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَهُوَ اللَّهُ الْكَرِيمُ الْمَجِيدُ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ قَالَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ لَهُ
طَرَفَانِ- طَرَفٌ عَلَى يَمِينِ الَعْرَشِ وَ طَرَفٌ عَلَى جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ بِالْوَحْيِ ضَرَبَ اللَّوْحُ جَبِينَ إِسْرَافِيلَ فَيَنْظُرُ فِي اللَّوْحِ فَيُوحِي بِمَا فِي اللَّوْحِ إِلَى جَبْرَئِيلَ ع.
86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قَالَ الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ وَ هُوَ نَجْمُ الْعَذَابِ وَ نَجْمُ الْقِيَامَةِ- وَ هُوَ زُحَلُ فِي أَعْلَى الْمَنَازِلِ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ قَالَ الْمَلَائِكَةُ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ « وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ » قَالَ قَالَ السَّمَاءُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الطَّارِقُ الَّذِي يَطْرُقُ الْأَئِمَّةَ ع مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ- مِمَّا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ- وَ هُوَ الرُّوحُ الَّذِي مَعَ الْأَئِمَّةِ ع يُسَدِّدُهُمْ- قُلْتُ وَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ: ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ص.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ قَالَ: النُّطْفَةُ الَّتِي تَخْرُجُ بِقُوَّةٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ:
الصُّلْبُ الرَّجُلُ وَ التَّرَائِبُ الْمَرْأَةُ وَ هِيَ صَدْرُهَا إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ كَمَا خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الدَّنْيَا وَ إِلَى الْقِيَامَةِ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ قَالَ يُكْشَفُ عَنْهَا 558
وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ قَالَ: ذَاتُ الْمَطَرِ 559 وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ أَيْ ذَاتِ النَّبَاتِ وَ هُوَ قَسَمٌ- وَ جَوَابُهُ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يَعْنِي مَاضٍ، أَيْ قَاطِعٌ وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ أَيْ لَيْسَ بِالسُّخْرِيَّةِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً أَيْ يَحْتَالُونَ الْحِيَلَ وَ أَكِيدُ كَيْداً فَهُوَ مِنَ اللَّهِ الْعَذَابُ فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً قَالَ: دَعْهُمْ قَلِيلًا-.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ فِي قَوْلِهِ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوَّةٌ يَقْوَى بِهَا عَلَى خَالِقِهِ- وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللَّهِ يَنْصُرُهُ إِنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً- قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً قَالَ: كَادُوا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ كَادُوا عَلِيّاً ع وَ كَادُوا فَاطِمَةَ ع فَقَالَ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً- وَ أَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ يَا مُحَمَّدُ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً لِوَقْتِ بَعْثِ الْقَائِمِ ع فَيَنْتَقِمُ لِي مِنَ الْجَبَّارِينَ وَ الطَّوَاغِيتِ- مِنْ قُرَيْشٍ وَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ سَائِرِ النَّاسِ.
87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19