کتابخانه روایات شیعه
خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى- فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى قَالَ: هَوَى الْعَبْدِ إِذَا وَقَفَ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ قَدَرَ عَلَيْهَا- ثُمَّ تَرَكَهَا مَخَافَةَ اللَّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنْهَا فَمُكَافَاتُهُ الْجَنَّةُ قَوْلُهُ يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قَالَ: مَتَى تَقُومُ- قَالَ اللَّهُ: إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها أَيْ عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ- قَوْلُهُ: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها قالَ: بَعْضُ يَوْمٍ.
80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَثْكَنَ 553 و ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
وَ كَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ مُؤَذِّناً لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَ
أَعْمَى، وَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ وَ عَثْكَنَ عِنْدَهُ، فَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيْهِ- فَعَبَسَ وَجْهُهُ وَ تَوَلَّى عَنْهُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَبَسَ وَ تَوَلَّى
يَعْنِي عَثْكَنَ أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى- وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَيْ يَكُونُ طَاهِراً أَزْكَى أَوْ يَذَّكَّرُ قَالَ يُذَكِّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ خَاطَبَ عَثْكَنَ فَقَالَ: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى قَالَ أَنْتَ إِذَا جَاءَكَ غَنِيٌّ تَتَصَدَّى لَهُ وَ تَرْفَعُهُ وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى أَيْ لَا تُبَالِي زَكِيّاً كَانَ أَوْ غَيْرَ زَكِيٍّ إِذَا كَانَ غَنِيّاً وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى يَعْنِي ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ وَ هُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أَيْ تَلْهُو وَ لَا تَلْتَفِتُ إِلَيْهِ
قَوْلُهُ كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ قَالَ الْقُرْآنُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ قَالَ: عِنْدَ اللَّهِ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ قَالَ بِأَيْدِي الْأَئِمَّةِ كِرامٍ بَرَرَةٍ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ قَالَ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ ما أَكْفَرَهُ أَيْ مَا ذَا فَعَلَ فَأَذْنَبَ حَتَّى قَتَلُوهُ- ثُمَّ قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ- ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ قَالَ: يَسَّرَ لَهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قَالَ فِي الرَّجْعَةِ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ أَيْ لَمْ يَقْضِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا قَدْ أَمَرَهُ- وَ سَيَرْجِعُ حَتَّى يَقْضِيَ مَا أَمَرَهُ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ [أَبِي بَصِيرٍ] عَنْ جَمِيلِ بْنِ
دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ » قَالَ: نَعَمْ نَزَلَتْ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ما أَكْفَرَهُ ، يَعْنِي بِقَتْلِكُمْ إِيَّاهُ ثُمَّ نَسَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَنَسَبَ خَلْقَهُ- وَ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ- فَقَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ يَقُولُ مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ لِلْخَيْرِ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ يَعْنِي سَبِيلَ الْهُدَى ثُمَّ أَماتَهُ مِيتَةَ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قُلْتُ مَا قَوْلُهُ: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قَالَ: يَمْكُثُ بَعْدَ قَتْلِهِ فِي الرَّجْعَةِ فَيَقْضِي مَا أَمَرَهُ
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ- أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا إِلَى قَوْلِهِ وَ قَضْباً قَالَ: الْقَضْبُ الْقَتُ 554 وَ حَدائِقَ غُلْباً أَيْ بَسَاتِينَ مُلْتَفَّةً مُجْتَمِعَةً وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا قَالَ الْأَبُّ الْحَشِيشُ لِلْبَهَائِمِ- قَوْلُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ أَيِ الْقِيَامَةُ- قَوْلُهُ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ قَالَ: شُغُلٌ يَشْتَغِلُ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ.
ثُمَّ ذَكَرَ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ تَبَرَّءُوا مِنْ أَعْدَائِهِ- فَقَالَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ثُمَّ ذَكَرَ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ أَيْ فَقْرٌ مِنَ الْخَيْرِ وَ الثَّوَابِ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ يُرِيدُ مَنَافِعَ لَكُمْ وَ لِأَنْعَامِكُمْ
قَوْلُهُ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ يُرِيدُ «مُسْوَدَّةٌ» تَرْهَقُها قَتَرَةٌ يُرِيدُ قُتَارَ 555 جَهَنَّمُ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ أَيِ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ.
81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ قَالَ: تَصِيرُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ قَالَ يَذْهَبُ ضَوْؤُهَا وَ إِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ قَالَ:
تَسِيرُ- كَمَا قَالَ: تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ قَوْلُهُ وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ قَالَ الْإِبِلُ 556 تَتَعَطَّلُ إِذَا مَاتَ الْخَلْقُ- فَلَا يَكُونُ مَنْ يَحْلُبُهَا- وَ قَوْلُهُ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قَالَ: تَتَحَوَّلُ الْبِحَارُ الَّتِي حَوْلَ الدُّنْيَا كُلُّهَا نِيرَاناً وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ: مِنَ الْحُورِ الْعِينِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ: أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزُوِّجُوا الْخَيْرَاتِ الْحِسَانَ- وَ أَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ شَيْطَانٌ- يَعْنِي قُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ بِالشَّيَاطِينِ فَهُمْ قُرَنَاؤُهُمْ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قَالَ كَانَتِ الْعَرَبِ يَقْتُلُونَ الْبَنَاتِ لِلْغِيرَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ سُئِلَتِ الْمَوْءُودَةُ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ وَ قُطِعَتْ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي مَوَدَّتِنَا- وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ لِرَسُولِهِ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى .
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قَالَ صُحُفُ الْأَعْمَالِ
وَ قَوْلُهُ وَ إِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ قَالَ أُبْطِلَتْ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ إِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ يُرِيدُ أُوقِدَتْ لِلْكَافِرِينَ وَ الْجَحِيمُ النَّارُ الْأَعْلَى مِنْ جَهَنَّمَ
وَ الْجَحِيمُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا عَظُمَ مِنَ النَّارِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ، يُرِيدُ النَّارَ الْعَظِيمَةَ وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ يُرِيدُ قُرِّبَتْ لِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ مِنَ الْمُتَّقِينَ
، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ وَ هُوَ اسْمُ النَّجُومِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ قَالَ النُّجُومُ تُكْنَسُ بِالنَّهَارِ فَلَا تَبِينُ وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ قَالَ إِذَا أَظْلَمَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ قَالَ إِذَا ارْتَفَعَ- وَ هَذَا كُلُّهُ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ- ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ يَعْنِي ذَا مَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ عِنْدَ اللَّهِ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ فَهَذَا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ وَ لَمْ يُعْطِ أَحَداً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِثْلَهُ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ [مُحَمَّدٍ] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [عُبَيْدُ اللَّهِ] بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ قَالَ: يَعْنِي جَبْرَئِيلَ قُلْتُ قَوْلُهُ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ قَالَ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ص هُوَ الْمُطَاعُ عِنْدَ رَبِّهِ الْأَمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ قَوْلُهُ وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ قَالَ يَعْنِي النَّبِيَّ ص مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ فِي نَصْبِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَماً لِلنَّاسِ قُلْتُ قَوْلُهُ وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ قَالَ مَا هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ بِغَيْبِهِ بِضَنِينٍ عَلَيْهِ- قُلْتُ قَوْلُهُ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ قَالَ: يَعْنِي الْكَهَنَةَ الَّذِينَ كَانُوا فِي قُرَيْشٍ فَنَسَبَ كَلَامَهُمْ إِلَى كَلَامِ الشَّيَاطِينِ- الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ- فَقَالَ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ مِثْلَ أُولَئِكَ- قُلْتُ قَوْلُهُ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ قَالَ أَيْنَ تَذْهَبُونَ فِي عَلِيٍّ يَعْنِي وَلَايَتَهُ أَيْنَ تَفِرُّونَ مِنْهَا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ لِمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ عَلَى وَلَايَتِهِ- قُلْتُ قَوْلُهُ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ قَالَ: فِي طَاعَةِ عَلِيٍّ ع وَ الْأَئِمَّةِ ع مِنْ بَعْدِهِ- قُلْتُ قَوْلُهُ:
وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ قَالَ لِأَنَّ الْمَشِيَّةَ إِلَيْهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا إِلَى النَّاسِ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ عَنْ فُلَانٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُلُوبَ الْأَئِمَّةِ مَوْرِداً لِإِرَادَتِهِ- فَإِذَا شَاءَ اللَّهُ شَيْئاً شَاءُوهُ- وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ رَبُّ الْعالَمِينَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ ثَلَاثَمِائَةِ عَالَمٍ- وَ بِضْعَةَ عَشَرَ عَالَماً خَلْفَ قَافٍ وَ خَلْفَ الْبِحَارِ السَّبْعَةِ- لَمْ يَعْصُوا اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ- وَ لَمْ يَعْرِفُوا آدَمَ وَ لَا وُلْدَهُ- كُلُّ عَالَمٍ مِنْهُمْ يَزِيدُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِثْلِ آدَمَ وَ مَا وَلَدَ- فَذَلِكَ قَوْلُهُ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ- وَ إِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَ إِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ قَالَ تَتَحَوُّلُ نِيرَاناً وَ إِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ قَالَ تَنْشَقُّ فَيَخْرُجُ النَّاسُ مِنْهَا عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَ أَخَّرَتْ أَيْ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ ثُمَّ خَاطَبَ النَّاسَ يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ- الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ أَيْ لَيْسَ فِيكَ اعْوَجَاجٌ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ قَالَ: لَوْ شَاءَ رَكَّبَكَ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ قَالَ: بِرَسُولِ اللَّهِ ص و أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ قَالَ الْمَلَكَانِ الْمُوَكَّلَانِ بِالْإِنْسَانِ كِراماً كاتِبِينَ يَكْتُبُونَ الْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَ إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ - إِلَى قَوْلِهِ يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ يَوْمَ الْمُجَازَاةِ- ثُمَّ قَالَ تَعْظِيماً لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ ما أَدْراكَ يَا مُحَمَّدُ ما يَوْمُ الدِّينِ- ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ- يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً- وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ قَالَ: يُرِيدُ الْمُلْكَ وَ الْقُدْرَةَ وَ السُّلْطَانَ وَ الْعِزَّةَ وَ الْجَبَرُوتَ وَ الْجَمَالَ وَ الْبَهَاءَ وَ الْهَيْبَةَ- وَ الْإِلَهِيَّةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ 557 آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ يَبْخَسُونَ الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ نَزَلَتْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ ص حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَ هُمْ يَوْمَئِذٍ أَسْوَأُ النَّاسِ كَيْلًا فَأَحْسِنُوا الْكَيْلَ
وَ أَمَّا الْوَيْلُ فَبَلَغَنَا- وَ اللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّهَا بِئْرٌ فِي جَهَنَّمَ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جُرَيْحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ- وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ قَالَ كَانُوا إِذَا اشْتَرَوْا يَسْتَوْفُونَ بِكَيْلٍ رَاجِحٍ- وَ إِذَا بَاعُوا يَبْخَسُوا الْمِكْيَالَ وَ الْمِيزَانَ- وَ كَانَ هَذَا فِيهِمْ وَ انْتَهَوْا
، قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا لِأَنْفُسِهِم عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ- وَ إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ فَقَالَ اللَّهُ أَ لا يَظُنُّ أُولئِكَ أَيْ أَ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ يُحَاسَبُونَ عَلَى ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قَالَ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ لَفِي سِجِّينٍ- ثُمَّ قَالَ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ أَيْ مَكْتُوبٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ كَتَبُوا عَلَيْهِمْ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ السِّجِّينُ الْأَرْضُ السَّابِعَةُ وَ عِلِّيُّونَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ