کتابخانه روایات شیعه
يَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا أَنْتَ وَاعِظٌ-.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ قَالَ لَسْتَ بِحَافِظٍ وَ لَا كَاتِبٍ عَلَيْهِمْ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ يُرِيدُ مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ وَ لَمْ يُصَدِّقْكَ- وَ جَحَدَ رُبُوبِيَّتِي وَ كَفَرَ نِعْمَتِي فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ يُرِيدُ الْغَلِيظَ الشَّدِيدَ الدَّائِمَ إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ يُرِيدُ مَصِيرَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ يُرِيدُ جَزَاءَهُمْ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ أَيْ مَرْجِعَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً
». 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْفَجْرِ قَالَ: لَيْسَ فِيهَا وَاوٌ إِنَّمَا هُوَ الْفَجْرُ وَ لَيالٍ عَشْرٍ قَالَ: عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ وَ الشَّفْعِ قَالَ الشَّفْعُ رَكْعَتَانِ وَ الْوَتْرِ رَكْعَةٌ،
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ الشَّفْعُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ الْوَتْرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَالَ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ يَقُولُ الَّذِي لَهُ عَقْلٌ وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ قَالَ هِيَ لَيْلَةُ جَمْعٍ 561 .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ قَالَ لِنَبِّيِهِ ص: أَ لَمْ تَرَ أَيْ أَ لَمْ تَعْلَمْ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ ثُمَّ مَاتَ عَادٌ وَ أَهْلَكَهُ اللَّهُ وَ قَوْمَهُ بِالرِّيحِ الصَّرْصَرِ 562 وَ قَوْلُهُ وَ ثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ حَفَرُوا الْجَوِيَّةَ 563 فِي الْجِبَالِ وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ عَمِلَ الْأَوْتَادَ الَّتِي أَرَادَ أَنْ يَصْعَدَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ
قَوْلُهُ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ أَيْ قَائِمٌ حَافِظٌ عَلَى كُلِّ ظَالِمٍ- قَوْلُهُ فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ أَيْ امْتَحَنَهُ بِالنِّعْمَةِ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ- وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ أَيْ امْتَحَنَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَيْ أَفْقَرَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ وَ قَالَ اللَّهُ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ- وَ لا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أَيْ لَا تَدْعُوهُمْ وَ هُمُ الَّذِينَ غَصَبُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ- وَ أَكَلُوا أَمْوَالَ الْيَتَامَى وَ فُقَرَائِهِمْ وَ أَبْنَاءِ سَبِيلِهِمْ- ثُمَّ قَالَ وَ تَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا أَيْ وَحْدَكُمْ وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا تَكْنِزُونَهُ وَ لَا تُنْفِقُونَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا قَالَ هِيَ الزَّلْزَلَةُ
، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فُتَّتْ فَتّاً-.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمِ فِي قَوْلِهِ: وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا قَالَ اسْمُ الْمَلَكِ وَاحِدٌ وَ مَعْنَاهُ جَمْعٌ وَ جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ- وَ أَنَّى لَهُ الذِّكْرى
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ [جَابِرٍ عَنْ] أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص، فَقَالَ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِي الرُّوحُ الْأَمِينُ أَنَّ اللَّهَ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ- إِذَا أَبْرَزَ الْخَلَائِقَ وَ جَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ- أُتِيَ بِجَهَنَّمَ تُقَادُ بِأَلْفِ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ مِنَ الْغِلَاظِ الشِّدَادِ، لَهَا هَدَّةٌ وَ غَضَبٌ وَ زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ وَ إِنَّهَا لَتَزْفِرُ الزَّفْرَةَ- فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَخَّرَهُمْ لِلْحِسَابِ لَأَهْلَكَتِ الْجَمِيعَ. ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ- فَيُحِيطُ بِالْخَلَائِقِ الْبَرِّ مِنْهُمْ وَ الْفَاجِرِ- فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَلَكاً- وَ لَا نَبِيّاً إِلَّا يُنَادِي نَفْسِي نَفْسِي- وَ أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تُنَادِي أُمَّتِي أُمَّتِي ثُمَّ يُوضَعُ عَلَيْهَا الصِّرَاطُ أَدَقَّ مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، عَلَيْهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ فَأَمَّا وَاحِدَةٌ فَعَلَيْهَا الْأَمَانَةُ وَ الرَّحِمُ، وَ الثَّانِيَةُ فَعَلَيْهَا الصَّلَاةُ، وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَعَلَيْهَا عَدْلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 564 لَا إِلَهَ غَيْرُهُ- فَيُكَلَّفُونَ بِالْمَمَرِّ عَلَيْهَا فَيَحْبِسُهُمُ الرَّحِمُ وَ الْأَمَانَةُ- فَإِنْ نَجَوْا مِنْهُمَا حَبَسَتْهُمُ الصَّلَاةُ فَإِنْ نَجَوْا مِنْهَا كَانَ الْمُنْتَهَى إِلَى رَبِّ الْعَالَمَينَ- وَ هُوَ قَوْلُهُ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ، وَ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ فَمُتَعَلِّقٌ بِيَدٍ وَ تَزُولُ قَدَمٌ وَ مُسْتَمْسِكٌ بِقَدَمٍ- وَ الْمَلَائِكَةُ حَوْلَهَا يُنَادُونَ يَا حَلِيمُ اعْفُ- وَ اصْفَحْ وَ عُدْ 565 بِفَضْلِكَ وَ سَلِّمْ وَ سَلِّمْ، وَ النَّاسُ يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ كَالْفَرَاشِ فِيهَا- فَإِذَا نَجَا نَاجٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ مَرَّ بِهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ- وَ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَ تَزْكُو الْحَسَنَاتُ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ بَعْدَ الْيَأْسِ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ .
قَوْلُهُ فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ- وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ قَال هُوَ فُلَانٌ
قَوْلُهُ يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ- ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً قَالَ إِذَا حَضَرَ الْمُؤْمِنَ الْوَفَاةُ نَادَى مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي بِوَلَايةِ عَلِيٍّ مَرْضِيَّةً بِالثَّوَابِ فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي فَلَا يَكُونُ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا اللُّحُوقُ بِالنِّدَاءِ-.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ- ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً- فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي يَعْنِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع
90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ الْبَلَدُ مَكَّةُ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قَالَ كَانَتْ قُرَيْشٌ لَا يَسْتَحِلُّونَ أَنْ يَظْلِمُوا أَحَداً فِي هَذَا الْبَلَدِ- وَ يَسْتَحِلُّونَ ظُلْمَكَ فِيهَ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ قَالَ آدَمُ وَ مَا وَلَدَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ أَيْ مُنْتَصِباً وَ لَمْ يُخْلَقْ مِثْلَهُ شَيْءٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً قَالَ اللُّبَدُ الْمُجْتَمَعُ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً قَالَ: هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ حِينَ عَرَضَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْإِسْلَامَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ قَالَ: فَأَيْنَ مَا أَنْفَقْتُ فِيكُمْ مَالًا لُبَداً وَ كَانَ أَنْفَقَ مَالًا فِي الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ع.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ قَالَ: بَيَّنَّا لَهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ- قَوْلُهُ: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ قَالَ الْعَقَبَةُ الْأَئِمَّةُ مَنْ صَعَدَهَا فَكَّ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ قَالَ: لَا يَقِيهِ مِنَ التُّرَابِ
شَيْءٌ- قَوْلُهُ: أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ قَالَ: أَصْحَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قَالَ: الَّذِينَ خَالَفُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ وَ قَالَ الْمَشْأَمَةُ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ ع عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ أَيْ مُطْبَقَةٌ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَعْنِي يَقْتُلُ فِي قَتْلِهِ بِنْتَ النَّبِيِّ ص يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً يَعْنِي الَّذِي جَهَّزَ بِهِ النَّبِيُّ ص فِي جَيْشِ الْعُشَيْرَةِ [العشرة]
أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَالَ: فَسَادٌ كَانَ فِي نَفْسِهِ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ يَعْنِي رَسَّولَ اللَّهِ ص وَ لِساناً يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ شَفَتَيْنِ يَعْنِي الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ إِلَى وَلَايَتِهِمَا فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ يَقُولُ: مَا أَعْلَمَكَ وَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ ما أَدْراكَ فَهُوَ مَا أَعْلَمَكَ و يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ص وَ الْمَقْرَبَةُ قُرْبَاهُ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مُتَرَّبا بِالْعِلْمِ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: فَكُّ رَقَبَةٍ قَالَ: بِنَا تُفَكُّ الرِّقَابُ وَ بِمَعْرِفَتِنَا- وَ نَحْنُ الْمُطْعِمُونَ فِي يَوْمِ الْجُوعِ وَ هُوَ الْمَسْغَبَةُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ- وَ لَا يُقْبَلُ هَذَا إِلَّا مِنْ مُؤْمِنٍ
91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها ، قَالَ: الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوْضَحَ اللَّهُ بِهِ لِلنَّاسِ دِينَهُمْ قُلْتُ: وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قُلْتُ: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها قَالَ: ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِينَ اسْتَبَدُّوا لِلْأَمْرِ- دُونَ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ جَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ، فَغَشُّوا دِينَ رَسُولِ اللَّهِ ص بِالظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ- وَ هُوَ قَوْلُهُ: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ، قَالَ: يَغْشَى ظُلْمُهُمْ ضَوْءَ النَّهَارِ، قُلْتُ: وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ: ذَلِكَ الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّيَّةِ فَاطِمَةَ ع يُسْأَلُ عَنْ دِينِ رَسُولِ اللَّهِ فَيُجَلِّي لِمَنْ يَسْأَلُهُ، فَحَكَى اللَّهُ قَوْلَهُ: وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها
وَ قَوْلُهُ: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها قَالَ: خَلَقَهَا وَ صَوَّرَهَا- وَ قَوْلُهُ: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أَيْ عَرَّفَهَا وَ أَلْهَمَهَا ثُمَّ خَيَّرَهَا فَاخْتَارَتْ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها يَعْنِي نَفْسَهُ طَهَّرَهَا وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها أَيْ أَغْوَاهَا-.
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْفَارِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع زَكَّاهُ رَبُّهُ وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها قَالَ هُوَ زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ فِي بَيْعَتِهِمَا إِيَّاهُ حَيْثُ مَسَحَا عَلَى كَفِّهِ
، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها يَقُولُ الطُّغْيَانُ حَمَلَهَا عَلَى التَّكْذِيبِ
، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها قَالَ: الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ- قَوْلُهُ: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ
قَالَ أَخَذَهُمْ بَغْتَةً وَ غَفْلَةً بِاللَّيْلِ وَ لا يَخافُ عُقْباها قَالَ: مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ لَا يَخَافُونَ.
92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قَالَ: حِينَ يَغْشَى النَّهَارَ وَ هُوَ قَسَمٌ وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى إِذَا أَضَاءَ وَ أَبْرَقَ وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى وَ إِنَّمَا يَعْنِي وَ الَّذِي خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثَى- وَ جَوَابُ الْقَسَمِ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى قَالَ مِنْكُمْ مَنْ يَسْعَى فِي الْخَيْرِ وَ مِنْكُمْ مَنْ يَسْعَى فِي الشَّرِّ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قَالَ اللَّيْلُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فُلَانٌ غَشِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي دَوْلَتِهِ الَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ- وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَصْبِرُ فِي دَوْلَتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ، قَالَ:
وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى قَالَ النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ ع مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَتُهُ الْبَاطِلَ- وَ الْقُرْآنُ ضُرِبَ فِيهِ الْأَمْثَالُ لِلنَّاسِ- وَ خَاطَبَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِهِ وَ نَحْنُ، فَلَيْسَ يَعْلَمُهُ غَيْرُنَا.