کتابخانه روایات شیعه
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع لَمَّا عَلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ آدَمَ وَ تَحَرَّكَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا- قَالَتْ لآِدَمَ إِنَّ فِي بَطْنِي شَيْئاً يَتَحَرَّكُ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ الَّذِي فِي بَطْنِكِ نُطْفَةٌ مِنِّي- اسْتَقَرَّتْ فِي رَحِمِكِ يَخْلُقُ اللَّهُ مِنْهَا خَلْقاً لِيَبْلُوَنَا فِيهِ- فَأَتَاهَا إِبْلِيسُ، فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَنْتِ فَقَالَتْ لَهُ أَمَّا إِنِّي قَدْ عَلِقْتُ- وَ فِي بَطْنِي مِنْ آدَمَ وَلَدٌ قَدْ تَحَرَّكَ، فَقَالَ لَهَا إِبْلِيسُ أَمَا إِنَّكِ إِنْ نَوَيْتِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ وَلَدْتِيهِ غُلَاماً وَ بَقِيَ وَ عَاشَ وَ إِنْ لَمْ تَنْوِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ مَاتَ بَعْدَ مَا تَلِدِينَهُ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِهَا مِمَّا قَالَ لَهَا شَيْءٌ- فَأَخْبَرَتْ بِمَا قَالَ آدَمَ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ قَدْ جَاءَكِ الْخَبِيثُ لَا تَقْبَلِي مِنْهُ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَبْقَى لَنَا وَ يَكُونَ بِخِلَافِ مَا قَالَ لَكِ، وَ وَقَعَ فِي نَفْسِ آدَمَ مِثْلُ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِ حَوَّاءَ مِنْ مَقَالَةِ الْخَبِيثِ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ غُلَاماً لَمْ يَعِشْ إِلَّا سِتَّةَ أَيَّامٍ حَتَّى مَاتَ- فَقَالَتْ لآِدَمَ قَدْ جَاءَكَ الَّذِي قَالَ لَنَا الْحَارِثُ فِيهِ، وَ دَخَلَهُمَا مِنْ قَوْلِ الْخَبِيثِ مَا شَكَّكَهُمَا، قَالَ فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ عَلِقَتْ مِنْ آدَمَ حَمْلًا آخَرَ- فَأَتَاهَا إِبْلِيسُ، فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَنْتِ فَقَالَتْ لَهُ قَدْ وَلَدْتُ غُلَاماً- وَ لَكِنَّهُ مَاتَ الْيَوْمَ السَّادِسَ- فَقَالَ لَهَا الْخَبِيثُ أَمَا إِنَّكِ لَوْ كُنْتِ نَوَيْتِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ لَعَاشَ وَ بَقِيَ، وَ إِنَّمَا هُوَ الَّذِي فِي بَطْنِكِ- كَبَعْضِ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ الَّتِي بِحَضْرَتِكُمْ- إِمَّا نَاقَةٌ وَ إِمَّا بَقَرَةٌ وَ إِمَّا ضَأْنٌ وَ إِمَّا مَعْزٌ- فَدَخَلَهَا مِنْ قَوْلِ الْخَبِيثِ مَا اسْتَمَالَهَا إِلَى تَصْدِيقِهِ- وَ الرُّكُونِ إِلَى مَا أَخْبَرَهَا الَّذِي كَانَ تَقَدَّمَ إِلَيْهَا فِي الْحَمْلِ الْأَوَّلِ، وَ أَخْبَرَتْ بِمَقَالَتِهِ آدَمَ فَوَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْ قَوْلِ الْخَبِيثِ- مِثْلُ مَا وَقَعَ فِي قَلْبِ حَوَّاءَ « فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما- لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ- فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً » أَيْ لَمْ تَلِدْ نَاقَةً أَوْ بَقَرَةً أَوْ ضَأْناً- أَوْ مَعْزاً فَأَتَاهُمَا الْخَبِيثُ، فَقَالَ لَهَا كَيْفَ أَنْتِ- فَقَالَتْ لَهُ قَدْ ثَقُلْتُ وَ قَرُبَتْ وِلَادَتِي، فَقَالَ أَمَا إِنَّكِ سَتَنْدِمِينَ- وَ تَرَيْنَ مِنَ الَّذِي فِي بَطْنِكِ مَا تَكْرَهِينَ- وَ يَدْخُلُ آدَمَ مِنْكِ وَ مِنْ وُلْدِكِ شَيْءٌ- لَوْ قَدْ وَلَدْتِيهِ نَاقَةً أَوْ بَقَرَةً أَوْ ضَأْناً أَوْ مَعْزاً- فَاسْتَمَالَهَا إِلَى طَاعَتِهِ
وَ الْقَبُولِ لِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا اعْلَمِي- إِنْ أَنْتِ نَوَيْتِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ وَ جَعَلْتِ لِي فِيهِ نَصِيباً- وَلَدْتِيهِ غُلَاماً سَوِيّاً عَاشَ وَ بَقِيَ لَكُمْ، فَقَالَتْ فَإِنِّي قَدْ نَوَيْتُ أَنْ أَجْعَلَ لَكَ فِيهِ نَصِيباً، فَقَالَ لَهَا الْخَبِيثُ لَا تَدَعِي آدَمَ حَتَّى يَنْوِيَ مِثْلَ مَا نَوَيْتِي- وَ يَجْعَلَ لِي فِيهِ نَصِيباً- وَ يُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ فَقَالَتْ لَهُ نَعَمْ- فَأَقْبَلَتْ عَلَى آدَمَ فَأَخْبَرَتْهُ بِمَقَالَةِ الْحَارِثِ وَ بِمَا قَالَ لَهَا- وَ وَقَعَ فِي قَلْبِ آدَمَ مِنْ مَقَالَةِ إِبْلِيسَ مَا خَافَهُ- فَرَكَنَ إِلَى مَقَالَةِ إِبْلِيسَ، وَ قَالَتْ حَوَّاءُ لِآدَمَ لَئِنْ أَنْتَ لَمْ تَنْوِ أَنْ تُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ وَ تَجْعَلَ لِلْحَارِثِ فِيهِ نَصِيباً لَمْ أَدَعْكَ تَقْرَبُنِي- وَ لَا تَغْشَانِي وَ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ مَوَدَّةٌ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا آدَمُ قَالَ لَهَا- أَمَا إِنَّكِ سَبَبُ الْمَعْصِيَةِ الْأُولَى- وَ سَيُدْلِيكِ بِغَرُورٍ قَدْ تَابَعْتُكِ وَ أَجَبْتُ إِلَى أَنْ أَجْعَلَ لِلْحَارِثِ فِيهِ نَصِيباً- وَ أَنْ أُسَمِّيَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ 288 فَأَسَرَّا
النِّيَّةَ بَيْنَهُمَا بِذَلِكَ- فَلَمَّا وَضَعَتْهُ سَوِيّاً فَرِحَا بِذَلِكَ وَ أَمِنَا- مَا كَانَ خَافَا مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقَةً- أَوْ بَقَرَةً أَوْ ضَأْناً أَوْ مَعْزاً- وَ أَمَلَا أَنْ يَعِيشَ لَهُمَا وَ يَبْقَى- وَ لَا يَمُوتَ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ- فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ سَمَّيَاهُ عَبْدَ الْحَارِثِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ، فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً- جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما » فَقَالَ هُوَ آدَمُ وَ حَوَّاءُ وَ إِنَّمَا كَانَ شِرْكُهُمَا شِرْكَ طَاعَةٍ- وَ لَمْ يَكُنْ شِرْكَ عِبَادَةٍ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ص هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ - إِلَى قَوْلِهِ فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ قَالَ جَعَلَا لِلْحَارِثِ نَصِيباً فِي خَلْقِ اللَّهِ وَ لَمْ يَكُنْ أَشْرَكَا إِبْلِيسَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ
ثم قال أَ يُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً- وَ هُمْ يُخْلَقُونَ ثم احتج على الملحدين فقال وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ- لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَ لا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ إلى قوله وَ تَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لا يُبْصِرُونَ ثم أدب الله رسوله ص فقال خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ- وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ثم قال وَ إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ قال إن عرض في قلبك منه شيء و وسوسة فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ثم قال إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا- إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا- فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ قال و إذا ذكرهم الشيطان المعاصي- و حملهم عليها يذكرون الله فإذا هم مبصرون، قال و إذا ذكرهم الشيطان وَ إِخْوانُهُمْ من الجن يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ أي لا يقصرون من
تضليلهم وَ إِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا قريش لَوْ لا اجْتَبَيْتَها و جواب هذا في الأنعام في قوله « قُلْ لهم- يا محمد لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ » يعني من الآيات « لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ » و قوله في بني إسرائيل « وَ ما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً » و قوله وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ- وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يعني في الصلاة إذا سمعت قراءة الإمام- الذي تأتم به فأنصت وَ اذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَ خِيفَةً قال في الظهر و العصر وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ قال بالغداة و العشي وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يعني الأنبياء و الرسل و الأئمة ع لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ- وَ يُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ يَسْجُدُونَ .
(8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75)
فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْأَنْفَالِ- فَقَالَ هِيَ الْقُرَى الَّتِي قَدْ خَرِبَتْ- وَ انْجَلَى أَهْلُهَا فَهِيَ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ مَا كَانَ لِلْمُلُوكِ فَهُوَ لِلْإِمَامِ- وَ مَا كَانَ مِنْ أَرْضِ الْجِزْيَةِ لَمْ يُوجَفْ 289 عَلَيْهَا بِ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ ، وَ كُلُّ أَرْضٍ لَا رَبَّ لَهَا وَ الْمَعَادِنُ مِنْهَا، وَ مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ مَوْلًى فَمَالُهُ مِنَ الْأَنْفَالِ، وَ قَالَ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ، فَصِنْفٌ كَانُوا عِنْدَ خَيْمَةِ النَّبِيِّ ص وَ صِنْفٌ أَغَارُوا عَلَى النَّهْبِ، وَ فِرْقَةٌ طَلَبَتِ الْعَدُوَّ وَ أَسَرُوا وَ غَنِمُوا- فَلَمَّا جَمَعُوا الْغَنَائِمَ وَ الْأُسَارَى- تَكَلَّمَتِ الْأَنْصَارُ فِي الْأُسَارَى- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
« ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ 290 » فَلَمَّا أَبَاحَ اللَّهُ لَهُمُ الْأُسَارَى وَ الْغَنَائِمَ- تَكَلَّمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَ كَانَ مِمَّنْ أَقَامَ عِنْدَ خَيْمَةِ النَّبِيِّ ص، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مُنِعْنَا أَنْ نَطْلُبَ الْعَدُوَّ زَهَادَةً فِي الْجِهَادِ- وَ لَا جُبْناً عَنِ الْعَدُوِّ- وَ لَكِنَّا خِفْنَا أَنْ نَعْدُوَ مَوْضِعَكَ- فَتَمِيلَ عَلَيْكَ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ، وَ قَدْ أَقَامَ عِنْدَ الْخَيْمَةِ وُجُوهُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ لَمْ يَشْكُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِيمَا حَسِبْتُهُ وَ النَّاسُ كَثِيرُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ الْغَنَائِمُ قَلِيلَةٌ وَ مَتَى تُعْطِي هَؤُلَاءِ لَمْ يَبْقَ لِأَصْحَابِكَ شَيْءٌ، وَ خَافَ أَنْ يَقْسِمَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْغَنَائِمَ- وَ أَسْلَابَ الْقَتْلَى بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ- وَ لَا يُعْطِي مَنْ تَخَلَّفَ عَلَيْهِ عِنْدَ خَيْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص شَيْئاً، فَاخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ حَتَّى سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالُوا لِمَنْ هَذِهِ الْغَنَائِمُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ « يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ- قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ » فَرَجَعَ النَّاسُ وَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ شَيْءٌ- ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَهُمْ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص أَ تُعْطِي فَارِسَ الْقَوْمِ الَّذِي يَحْمِيهِمْ- مِثْلَ مَا تُعْطِي الضَّعِيفَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ هَلْ تُنْصَرُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ! قَالَ فَلَمْ يُخَمِّسْ رَسُولُ اللَّهِ ص بِبَدْرٍ وَ قَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ- ثُمَّ اسْتَقْبَلَ يَأْخُذُ الْخُمُسَ بَعْدَ بَدْرٍ
، وَ نَزَلَ قَوْلُهُ « يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ » بَعْدَ انْقِضَاءِ حَرْبِ بَدْرٍ فقد كتب ذلك في أول السورة- و كتب بعده خروج النبي ص إلى الحرب.
و قوله إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ- الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ إلى قوله لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ- وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ فإنها نزلت في أمير المؤمنين ع و أبي ذر و سلمان و المقداد ثم ذكر بعد ذلك الأنفال و قسمة الغنائم، و خروج
رسول الله ص إلى الحرب- فقال كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ- وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ- يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ- كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ
وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ عِيراً لِقُرَيْشٍ خَرَجَتْ إِلَى الشَّامِ فِيهَا خَزَائِنُهُمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ أَصْحَابَهُ بِالْخُرُوجِ لِيَأْخُذُوهَا- فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ- إِمَّا الْعِيرَ وَ إِمَّا قُرَيْشَ إِنْ أَظْفَرَ بِهِمْ، فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَلَمَّا قَارَبَ بدر [بَدْراً] كَانَ أَبُو سُفْيَانَ فِي الْعِيرِ- فَلَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ الرَّسُولَ ص قَدْ خَرَجَ يَتَعَرَّضُ الْعِيرَ- خَافَ خَوْفاً شَدِيداً وَ مَضَى إِلَى الشَّامِ فَلَمَّا وَافَى الْبُهْرَةَ 291 اكْتَرَى ضَمْضَمَ الْخُزَاعِيَّ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ- وَ أَعْطَاهُ قَلُوصاً وَ قَالَ لَهُ امْضِ إِلَى قُرَيْشٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً وَ الصُّبَاةَ 292 مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ قَدْ خَرَجُوا يَتَعَرَّضُونَ لِعِيرِكُمْ فَأَدْرِكُوا الْعِيرَ وَ أَوْصَاهُ أَنْ يَخْرِمَ نَاقَتَهُ- وَ يَقْطَعَ أُذُنَهَا حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ- وَ يَشُقَّ ثَوْبَهُ مِنْ قُبُلٍ وَ دُبُرٍ- فَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ وَلَّى وَجْهَهُ إِلَى ذَنَبِ الْبَعِيرِ- وَ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا آلَ غَالِبٍ! اللَّطِيمَةَ اللَّطِيمَةَ الْعِيرَ 293 الْعِيرَ أَدْرِكُوا أَدْرِكُوا! وَ مَا أَرَاكُمْ تُدْرِكُونَ، فَإِنَّ مُحَمَّداً وَ الصُّبَاةَ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ قَدْ خَرَجُوا يَتَعَرَّضُونَ لِعِيرِكُمْ، فَخَرَجَ ضَمْضَمٌ يُبَادِرُ إِلَى مَكَّةَ وَ رَأَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَبْلَ قُدُومِ ضَمْضَمٍ فِي مَنَامِهَا بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ- كَأَنَّ رَاكِباً قَدْ دَخَلَ مَكَّةَ يُنَادِي يَا آلَ عُذَرَ يَا آلَ فِهْرٍ اغْدُوا إِلَى مَصَارِعِكُمْ صُبْحَ ثَالِثٍ- ثُمَّ وَافَى بِجَمَلِهِ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَأَخَذَ حَجَراً فَدَهْدَهَ 294 مِنَ الْجَبَلِ- فَمَا تَرَكَ مِنْ دُورِ قُرَيْشٍ إِلَّا أَصَابَهَا مِنْهُ فِلْذَةٌ- وَ كَانَ وَادِي مَكَّةَ قَدْ سَالَ مِنْ أَسْفَلِهِ دَماً فَانْتَبَهَتْ ذَعِرَةً فَأَخْبَرَتِ الْعَبَّاسَ بِذَلِكَ- فَأَخْبَرَ الْعَبَّاسُ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَقَالَ عُتْبَةُ