کتابخانه روایات شیعه
يَعْلَمُ مَا صَنَعَ وَ إِنِ اعْتَذَرَ- قَوْلُهُ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ قَالَ: عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ جَمْعُ الْقُرْآنِ وَ قُرْآنُهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قَالَ اتَّبِعُوا إِذَا مَا قَرَءُوهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ أَيْ تَفْسِيرَهُ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ قَالَ الدُّنْيَا الْحَاضِرَةَ وَ تَذَرُونَ الْآخِرَةَ قَالَ تَدَعُونَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ أَيْ مُشْرِقَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ يَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ أَيْ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَ نِعْمَتِهِ وَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ أَيْ ذَلِيلَةٌ- قَوْلُهُ كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ قَالَ النَّفْسُ إِذَا بَلَغَتِ التَّرْقُوَةَ وَ قِيلَ مَنْ راقٍ قَالَ يُقَالُ لَهُ مَنْ يَرْقِيكَ- قَوْلُهُ وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ عَلِمَ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ قَالَ:
الْتَفَّتِ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ قَالَ: يُسَاقُونَ إِلَى اللَّهِ
قَوْلُهُ فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص دَعَا إِلَى بَيْعَةِ عَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَلَمَّا بَلَّغَ النَّاسَ وَ أَخْبَرَهُمْ فِي عَلِيٍّ مَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُخْبِرَ، رَجَعُوا النَّاسُ، فَاتَّكَأَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ثُمَّ أَقْبَلَ يَتَمَطَّى نَحْوَ أَهْلِهِ- وَ يَقُولُ مَا نُقِرُّ لِعَلِيٍّ بِالْوَلَايَةِ [بِالْخِلَافَةِ] أَبَداً- وَ لَا نُصَدِّقُ مُحَمَّداً مَقَالَتَهُ فِيهِ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى- وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى- ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى عبد الفاسق [وَعِيدُ الْفَاسِقِ] فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمِنْبَرَ وَ هُوَ يُرِيدُ الْبَرَاءَةَ مِنْهُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَمْ يُسَمِّهِ
قَوْلُهُ أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً قَالَ لَا يُحَاسَبَ وَ لَا يُعَذَّبَ وَ لَا يُسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ- ثُمَّ قَالَ أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى قَالَ: إِذَا نَكَحَ أَمْنَاهُ ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى- فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى - إِلَى قَوْلِهِ أَ لَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ-.
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَ أَخَّرَ بِمَا قَدَّمَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ- وَ مَا أَخَّرَ مِمَّا سَنَّ مِنْ سُنَّةٍ لِيُسْتَنَّ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ
فَإِنْ كَانَ شَرّاً كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِهِمْ- وَ لَا يُنْقَصُ مِنْ وِزْرِهِمْ شَيْءٌ، وَ إِنْ كَانَ خَيْراً كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ- وَ لَا يُنْقَصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ.
76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ- لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي الْعِلْمِ وَ لَا فِي الذِكْرِ، وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ كَانَ فِي الْعِلْمِ وَ لَمْ يَكُنْ فِي الذِّكْرِ- قَوْلُهُ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ أَيْ نَخْتَبِرُهُ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً ثُمَّ قَالَ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ أَيْ بَيَّنَّا لَهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً وَ هُوَ رَدٌّ عَلَى الْمُجَبِّرَةِ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لَا فِعْلَ لَهُمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً قَالَ:
إِمَّا آخِذٌ فَشَاكِرٌ وَ إِمَّا تَارِكٌ فَكَافِرٌ
، وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ قَالَ مَاءُ الرَّجُلِ وَ مَاءُ الْمَرْأَةِ اخْتَلَطَا جَمِيعاً.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً يَعْنِي بَرْدَهَا وَ طِيبَهَا لِأَنَّ فِيهَا الْكَافُورَ عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها أَيْ مِنْهَا- وَ قَوْلُهُ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً قَالَ: الْمُسْتَطِيرُ الْعَظِيمُ- قَوْلُهُ وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ ع شَعِيرٌ فَجَعَلُوهُ عَصِيدَةً، فَلَمَّا أَنْضَجُوهَا وَ وَضَعُوهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَاءَ مِسْكِينٌ، فَقَالَ الْمِسْكِينُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ ع فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ يَتِيمٌ فَقَالَ الْيَتِيمُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ ع
فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا الثَّانِيَ، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ أَسِيرٌ فَقَالَ الْأَسِيرُ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ- أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ- فَقَامَ عَلِيٌع فَأَعْطَاهُ الثُّلُثَ الْبَاقِيَ، وَ مَا ذَاقُوهَا- فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَع وَ هِيَ جَارِيَةٌ فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ
، وَ الْقَمْطَرِيرُ الشَّدِيدُ
قَوْلُهُ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ يَقُولُ مُتَّكِئِينَ فِي الْحِجَالِ عَلَى السُّرُرِ- قَوْلُهُ وَ دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها يَقُولُ قَرِيبٌ ظِلَالُهَا مِنْهُمْ- قَوْلُهُ وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا دُلِّيَتْ عَلَيْهِمْ ثِمَارُهَا يَنَالُهَا الْقَائِمُ وَ الْقَاعِدُ- قَوْلُهُ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ الْأَكْوَابُ الْأَكْوَازُ الْعِظَامُ الَّتِي لَا آذَانَ لَهَا وَ لَا عُرًى، قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةِ الْجَنَّةِ يَشْرَبُونَ فِيهَا قَدَّرُوها تَقْدِيراً يَقُولُ: صُنِعَتْ لَهُمْ عَلَى قَدْرِ رُتْبَتِهِمْ- لَا تَحْجِيرَ فِيهِ وَ لَا فَصْلَ- قَوْلُهُ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ الْإِسْتَبْرَقُ الدِّيبَاجُ-.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ أَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَالَ: يَنْفُذُ الْبَصَرُ فِيهَا كَمَا يَنْفُذُ فِي الزُّجَاجِ- قَوْلُهُ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ قَالَ: مُسْتَوُونَ- قَوْلُهُ وَ مُلْكاً كَبِيراً قَالَ: لَا يَزَالُ وَ لَا يَفْنَى عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ قَالَ: يَعْلُوهُمُ الثِّيَابُ وَ يَلْبَسُونَهَا- ثُمَّ خَاطَبَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ص فَقَالَ: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا إِلَى قَوْلِهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا قَالَ:
بِالْغُدْوَةِ وَ نِصْفِ النَّهَارِ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا قَالَ صَلَاةُ اللَّيْلِ قَوْلُهُ نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ يَعْنِي خَلْقَهُمْ- قَالَ الشَّاعِرُ:
وَ ضَامِرَةٌ شَدَّ الْمَلِيكُ أَسْرَهَا
يَكَادُ مَاذِنُهَا أَسْفَلُهَا وَ ظَهْرُهَا وَ بَطْنُهَا
548
قَالَ: الضَّامِرَةُ يَعْنِي فَرَسَهُ شَدَّ الْمَلِيكُ أَسْرَهَا- أَيْ خَلْقَهَا يَكَادُ مَاذِنُهَا- قَالَ:
عُنُقُهَا يَكُونُ شَطْرُهَا أَيْ نِصْفُهَا.
77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً قَالَ: الْآيَاتُ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً قَالَ: الْقَبْرُ وَ النَّاشِراتِ نَشْراً قَالَ: نَشْرُ الْأَمْوَاتِ فَالْفارِقاتِ فَرْقاً قَالَ: الدَّابَّةُ فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً قَالَ الْمَلَائِكَةُ عُذْراً أَوْ نُذْراً أَيْ أَعْذَرُكُمْ وَ أَنْذَرُكُمْ بِمَا أَقُولُ وَ هُوَ قَسَمٌ- وَ جَوَابُهُ إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ
قَوْلُهُ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ قَالَ: يَذْهَبُ نُورُهَا وَ تَسْقُطُ وَ إِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ قَالَ: تَنْفَرِجُ وَ تَنْشَقُ وَ إِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ أَيْ تُقْلَعُ وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ قَالَ بُعِثَتْ فِي أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ قَالَ: أُخِّرَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ قَوْلُهُ أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ قَالَ: مُنْتِنٍ فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ قَالَ فِي الرَّحِمِ قَوْلُهُ أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَ أَمْواتاً قَالَ الْكِفَاتُ الْمَسَاكِنُ-.
وَ قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي رُجُوعِهِ مِنْ صِفِّينَ إِلَى الْمَقَابِرِ- فَقَالَ:
هَذِهِ كِفَاتُ الْأَمْوَاتِ أَيْ مَسَاكِنُهُمْ- ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بُيُوتِ الْكُوفَةِ فَقَالَ: هَذِهِ كِفَاتُ الْأَحْيَاءِ- ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ: أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَ أَمْواتاً
قَوْلُهُ:
وَ جَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ قَالَ: جِبَالٌ مُرْتَفِعَةٌ وَ أَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً أَيْ عَذْباً وَ كُلُّ عَذْبٍ مِنَ الْمَاءِ فَهُوَ الْفُرَاتُ- قَوْلُهُ: انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ قَالَ فِيهِ ثَلَاثُ شُعَبٍ مِنَ النَّارِ إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ قَالَ: شَرَرُ النَّارِ مِثْلُ الْقُصُورِ وَ الْجِبَالِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ أَيْ سُودٌ- قَوْلُهُ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ قَالَ: ظِلَالٌ مِنْ نُورٍ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ- قَوْلُهُ:
وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ قَالَ: إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَوَلَّوْا الْإِمَامَ لَمْ يَتَوَلَّوْهُ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ ص فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ هَذَا الَّذِي أُحَدِّثُكَ بِهِ يُؤْمِنُونَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ فَطُمُوسُهَا ذَهَابُ ضَوْئِهَا- وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ يَقُولُ مُنْتَهَى الْأَجَلِ.
78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِي قَوْلِهِ « عَمَّ يَتَساءَلُونَ ... إِلَخْ» قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا لِلَّهِ نَبَأٌ أَعْظَمُ مِنِّي- وَ مَا لِلَّهِ آيَةٌ أَكْبَرُ مِنِّي، وَ قَدْ عُرِضَ فَضْلِي عَلَى الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ عَلَى اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهَا- فَلَمْ تُقِرَّ بِفَضْلِي
وَ قَوْلُهُ أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً 549 قَالَ يُمَهَّدُ فِيهَا الْإِنْسَانُ مَهْداً وَ الْجِبالَ أَوْتاداً أَيْ أَوْتَادَ الْأَرْضِ وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً قَالَ يُلْبَسُ عَلَى النَّهَارِ وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً قَالَ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ قَالَ مِنَ السَّحَابِ ماءً ثَجَّاجاً قَالَ صَبّاً عَلَى صَبٍ وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً قَالَ بَسَاتِينَ مُلْتَفَّةَ الشَّجَرِ وَ فُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً قَالَ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَ سُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً قَالَ: تُسَيَّرُ الْجِبَالُ مِثْلَ السَّرَابِ الَّذِي يَلْمَعُ فِي الْمَفَازَةِ- قَوْلُهُ إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً قَالَ قَائِمَةً لِلطَّاغِينَ مَآباً أَيْ مَنْزِلًا لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً
قَالَ: الْأَحْقَابُ السِّنِينَ- وَ الْحُقُبُ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ السَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ يَوْماً- وَ الْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً- لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَ لا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَ غَسَّاقاً قَالَ: هَذِهِ فِي الَّذِينَ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً قَالَ: الْبَرْدُ الْنَّوْمُ وَ قَوْلُهُ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً قَالَ يَفُوزُونَ- قَوْلُهُ وَ كَواعِبَ أَتْراباً قَالَ جَوَارٍ أَتْرَابٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ، قَالَ فَهِيَ الْكَرَامَاتُ- وَ قَوْلُهُ وَ كَواعِبَ أَتْراباً ، أَيِ الْفَتِيَّاتِ النَّاهِدَاتِ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ كَأْساً دِهاقاً أَيْ مُمْتَلِيَةً يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ قَالَ الرُّوحُ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ع قَوْلُهُ إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً قَالَ فِي النَّارِ وَ قَالَ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ- وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً قَالَ تُرَابِيّاً أَيْ عَلَوِيّاً،
وَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ الْمُكَنَّى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو تُرَابٍ
79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ النَّازِعاتِ غَرْقاً قَالَ نَزْعُ الرُّوحِ وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً قَالَ: الْكُفَّارُ يُنْشَطُونَ فِي الدُّنْيَا 550 وَ السَّابِحاتِ سَبْحاً قَالَ الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ:
فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً يَعْنِي أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَسْبِقُ أَرْوَاحُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ بِمِثْلِ الدُّنْيَا وَ أَرْوَاحُ الْكَافِرِينَ إِلَى النَّارِ بِمِثْلِ ذَلِكَ
، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قَالَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَ الرَّادِفَةُ الصَّيْحَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ أَيْ خَائِفَةٌ أَبْصارُها خاشِعَةٌ- يَقُولُونَ أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ قَالَ قَالَتْ قُرَيْشٌ أَ نَرْجِعُ بَعْدَ الْمَوْتِ أَ إِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً أَيْ بَالِيَةً تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ قَالَ قَالُوا هَذَا عَلَى حَدِّ الِاسْتِهْزَاءِ- قَالَ اللَّهُ فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ قَالَ الزَّجْرَةُ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ فِي الصُّوَرِ- وَ السَّاهِرَةُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ عِنْدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ، يَقُولُ فِي الْخَلْقِ الْجَدِيدِ
وَ أَمَّا قَوْلُهُ: فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ، وَ السَّاهِرَةُ الْأَرْضُ كَانُوا فِي الْقُبُورِ- فَلَمَّا سَمِعُوا الزَّجْرَةَ خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ- فَاسْتَوَوْا عَلَى الْأَرْضِ
قَوْلُهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ أَيِ الْمُطَهَّرِ- وَ أَمَّا طُوىً فَاسْمُ الْوَادِي-.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ فَحَشَرَ يَعْنِي فِرْعَوْنَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَ الْأُولى و النَّكَالُ الْعُقُوبَةُ، وَ الْآخِرَةُ هُوَ قَوْلُهُ:
أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى وَ الْأُولَى قَوْلُهُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ، فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ بِهَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ- قَوْلُهُ وَ أَغْطَشَ لَيْلَها أَيْ أَظْلَمَ- قَالَ الْأَعْشَى:
وَ بَهْمَاءُ بِاللَّيْلِ غَطْشُ الْغَدَاةِ 551
مُؤْنِسِي فُنُونٌ فَنَادَاهَا 552
.
قَوْلُهُ: وَ أَخْرَجَ ضُحاها أَيِ الشَّمْسَ- قَوْلُهُ وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَيْ بَسَطَهَا-
وَ الْجِبالَ أَرْساها أَيْ أَثْبَتَهَا- قَوْلُهُ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى قَالَ يَذْكُرُ مَا عَمِلَهُ كُلَّهُ وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى قَالَ: أُحْضِرَتْ