کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏2، ص: 347

حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَرْسَلَ إِلَى بِلَالٍ فَأَمَرَهُ فَنَادَى بِالصَّلَاةِ قَبْلَ وَقْتِ كُلِّ يَوْمٍ فِي رَجَبٍ- لِثَلَاثَةَ عَشَرَ خَلَتْ مِنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا نَادَى بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ فَزِعَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فَزَعاً شَدِيداً، وَ ذُعِرُوا وَ قَالُوا رَسُولُ اللَّهِ ص بَيْنَ أَظْهُرِنَا لَمْ يَغِبْ عَنَّا وَ لَمْ يَمُتْ، فَاجْتَمَعُوا وَ حَشَدُوا- فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَمْشِي- حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ بِعِضَادَتِهِ، فِي الْمَسْجِدِ مَكَانٌ يُسَمَّى السُّدَّةَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَسْمَعُونَ يَا أَهْلَ السُّدَّةِ فَقَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا فَقَالَ هَلْ تُبَلِّغُونَ قَالُوا: ضَمِنَّا ذَلِكَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ أُخْبِرُكُمْ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ قِسْمَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا قِسْماً- وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ‏ أَصْحابُ الْيَمِينِ‏ وَ أَصْحابُ الشِّمالِ‏ فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَ أَنَا خَيْرُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ- ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنِ أَثْلَاثاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا أَثْلَاثاً وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ- وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ- وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ‏ فَأَنَا مِنَ السَّابِقِينَ وَ أَنَا خَيْرُ السَّابِقِينَ.

ثُمَّ جَعَلَ الْأَثْلَاثَ قَبَائِلَ- فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا قَبِيلَةً وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏- وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا- إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‏ فَقَبِيلَتِي خَيْرُ القَبَائِلِ وَ أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ أَكْرَمُكُمْ عَلَى اللَّهِ وَ لَا فَخْرَ، ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتاً- وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، أَلَا وَ إِنَّ إِلَهِي اخْتَارَنِي فِي ثَلَاثَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَ أَنَا سَيِّدُ الثَّلَاثَةِ وَ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ وَ لَا فَخْرَ، اخْتَارَنِي وَ عَلِيّاً وَ جَعْفَراً ابْنَيْ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُنَّا رُقُوداً بِالْأَبْطَحِ لَيْسَ مِنَّا إِلَّا مُسَجًّى بِثَوْبِهِ عَلَى وَجْهِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْ يَمِينِي- وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْ يَسَارِي- وَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ رِجْلِي- فَمَا نَبَّهَنِي عَنْ رَقْدَتِي غَيْرُ خَفِيقِ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ- وَ بَرْدِ ذِرَاعِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي صَدْرِي- فَانْتَبَهْتُ مِنْ رَقْدَتِي وَ جَبْرَئِيلُ فِي ثَلَاثَةِ أَمْلَاكٍ- يَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْأَمْلَاكِ الثَّلَاثَةِ- إِلَى أَيِّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ أُرْسِلْتَ- فَرَفَسَنِي بِرِجْلِهِ فَقَالَ إِلَى هَذَا،

تفسير القمي، ج‏2، ص: 348

قَالَ: وَ مَنْ هَذَا يَسْتَفْهِمُهُ فَقَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ ص- وَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ- وَ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِيبَانِ- يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ وَ هَذَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ سَالِمٍ بَيَّاعِ الزُّطِّيِّ قَالَ‏ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيَّ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏ قَالَ‏ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ‏ حِزْقِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع.

و قال علي بن إبراهيم في قوله‏ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ‏ هم أتباع الأنبياء وَ قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏ هم أتباع النبي ص‏ عَلى‏ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أي منصوبة يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ‏ أي مسرورون‏ 530 لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا تَأْثِيماً قال: الفحش و الكذب و الغناء- قوله‏ وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ‏ قال اليمين علي أمير المؤمنين ع و أصحابه شيعته- و قوله‏ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ قال- شجر لا يكون له ورق و لا شوك فيه،

وَ قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ قَالَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ- وَ قَوْلُهُ‏ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ قَالَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ وَسَطَ الْجَنَّةِ فِي عَرْضِ الْجَنَّةِ وَ عَرْضُ الْجَنَّةِ كَعَرْضِ السَّماءِ- وَ الْأَرْضِ‏ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ذَلِكَ الظِّلِّ- مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا يَقْطَعُهُ‏

و قوله‏ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ‏ أي مرشوش- قوله‏ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ أي لا ينقطع و لا يمنع أحد من أخذها- و قوله‏ إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً قال الحور العين في الجنة فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً قال: لا يتكلمون إلا بالعربية- و قوله:

أَتْراباً يعني مستويات السن‏ لِأَصْحابِ الْيَمِينِ‏ أصحاب أمير المؤمنين ع‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 349

ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ‏ قال من الطبقة الأولى التي كانت مع النبي ص و ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ‏ قال بعد النبي ص من هذه الأمة وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ‏ قال: أصحاب الشمال أعداء محمد و أصحابهم الذين والوهم‏ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ‏ قال: السموم اسم النار و الحميم ماء قد حمي‏ وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ‏ قال: ظل [ظلمة] شديد الحر لا بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ‏ قال ليس بطيب‏ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ‏ قال من الزقوم- و الهيم الإبل- و قوله: هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ‏ قال هذا ثوابهم يوم المجازاة- و قوله: أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ‏ يعني النطفة- و قوله: أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ‏ أي تورونها و توقدونها و تنتفعون بها أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ- نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً لنار يوم القيامة وَ مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ‏ قال: المحتاجين-.

و قوله: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ‏ قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ جَمِيعاً عَنْ صَالِحِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ [التَّغْلِبِيِ‏] وَ لَا أَرَانِي قَدْ سَمِعْتُهُ إِلَّا مِنْ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُ‏ أَنَّ عَلِيّاً ع قَرَأَ بِهِمُ الْوَاقِعَةَ «وَ تَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ» فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَقُولُ قَائِلٌ لِمَ قَرَأَ هَكَذَا قَرَأْتُهَا لِأَنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ، وَ كَانُوا إِذَا أَمْطَرُوا قَالُوا أَمْطَرْنَا بِنَوْءِ 531 كَذَا وَ كَذَا- فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ تَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‏ 532

» حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ‏ قَالَ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 350

بَلْ هِيَ وَ تَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ.

و قال علي بن إبراهيم في قوله: فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ‏ يعني النفس قال: معناه فإذا بلغت الحلقوم‏ فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ‏ قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم‏ تَرْجِعُونَها يعني به الروح- إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن‏ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ و قوله: وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ‏ يعني من كان من أصحاب أمير المؤمنين ع‏ فَسَلامٌ لَكَ‏ يا محمد مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ‏ أن لا يعذبوا وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ- فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ‏ في أعداء آل محمد ص‏ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَدْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ « فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ‏ » قَالَ: فِي قَبْرِهِ‏ وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ‏ قَالَ فِي الْآخِرَةِ وَ أَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ- فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ‏ فِي قَبْرِهِ‏ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ‏ فِي الْآخِرَةِ.

57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ قال: هو

قَوْلُهُ‏ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ‏

و قوله: هُوَ الْأَوَّلُ‏ قال قبل كل شي‏ء وَ الْآخِرُ قال يبقى بعد كل شي‏ء وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ قال بالضمائر- و قوله‏ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏ أي في ستة أوقات‏ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ‏ ، الآية- و الآية الثانية إلى قوله‏ أَجْرٌ كَبِيرٌ فإنه محكم‏

وَ قَالَ الصَّادِقُ ع‏ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ الْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ- وَ الصَّدَقَةُ بِعَشَرَةٍ، وَ ذَلِكَ أَنَّ الْقَرْضَ لَا يَكُونُ إِلَّا لِمُحْتَاجٍ- وَ الصَّدَقَةَ رُبَّمَا وُضِعَتْ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 351

فِي يَدِ غَيْرِ مُحْتَاجٍ‏

و قوله‏ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ- يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ‏ قال يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر إيمانهم يقسم للمنافق فيكون نوره في إبهام رجله اليسرى- فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين مكانكم- حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم‏ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فيرجعون و يضرب بينهم بسور له باب- فينادون من وراء السور المؤمنين‏ أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى‏- وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ‏ قال: بالمعاصي‏ وَ ارْتَبْتُمْ‏ قال: أي شككتم‏ وَ تَرَبَّصْتُمْ‏ و قوله‏ فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ قال: و الله ما عنى بذلك اليهود و لا النصارى و إنما عنى بذلك أهل القبلة- ثم قال‏ مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ‏ قال هي أولى بكم- و قوله‏ أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا يعني أ لم يجب‏ أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ‏ يعني الرهب‏ لِذِكْرِ اللَّهِ‏

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي الْمِعْزَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ع قَالَ‏ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً- فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ‏ قَالَ: نَزَلَتْ فِي صِلَةِ الْأَرْحَامِ [الْإِمَامِ‏].

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي ع‏ فِي قَوْلِهِ: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ‏ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع سَأَلَ رَجُلٌ أَبِي عَنْ ذَلِكَ- فَقَالَ نَزَلَتْ فِي ... إلخ كَمَا سَيَجِي‏ءُ

وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ- إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها صَدَقَ اللَّهُ وَ بَلَّغَتْ رُسُلُهُ، كِتَابُهُ فِي السَّمَاءِ عِلْمُهُ بِهَا- وَ كِتَابُهُ فِي الْأَرْضِ عُلُومُنَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ فِي غَيْرِهَا

وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ‏ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع سَأَلَ الرَّجُلُ أَبِي ع عَنْ ذَلِكَ- قَالَ نَزَلَتْ فِي زُرَيْقٍ وَ أَصْحَابِهِ- وَاحِدَةٌ مُقَدَّمَةٌ وَ وَاحِدَةٌ

تفسير القمي، ج‏2، ص: 352

مُؤَخَّرَةٌ « لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ‏ » مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع‏ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‏ مِنَ الْفِتْنَةِ- الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص، فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ- الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ فَلَمْ أَرَهُ-.

و قال علي بن إبراهيم في قوله: ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ- وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ‏ الآية

فَإِنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ ع‏ لَمَّا أُدْخِلَ رَأْسُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَلَى يَزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ- وَ أُدْخِلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ بَنَاتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مُقَيَّداً مَغْلُولًا، فَقَالَ يَزِيدُ: يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ! الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَ أَبَاكَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ أَبِي، قَالَ فَغَضِبَ يَزِيدُ وَ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَإِذَا قَتَلْتَنِي- فَبَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنْ يَرُدُّهُنَّ إِلَى مَنَازِلِهِنَّ- وَ لَيْسَ لَهُنَّ مَحْرَمٌ غَيْرِي، فَقَالَ أَنْتَ تَرُدُّهُمْ إِلَى مَنَازِلِهِمْ ثُمَّ دَعَا بِمِبْرَدٍ- فَأَقْبَلَ يُبَرِّدُ الْجَامِعَةَ مِنْ عُنُقِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ أَ تَدْرِي مَا الَّذِي أُرِيدُ بِذَلِكَ قَالَ بَلَى تُرِيدُ أَنْ لَا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مِنَّةٌ غَيْرُكَ، فَقَالَ يَزِيدُ هَذَا وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ أَفْعَلُهُ- ثُمَّ قَالَ يَزِيدُ يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ « ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ‏ » فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع كَلَّا، مَا هَذِهِ فِينَا نَزَلَتْ، إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا « ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‏ » فَنَحْنُ الَّذِينَ لَا نأسو [نَأْسَى‏] عَلَى مَا فَاتَنَا- وَ لَا نَفْرَحُ بِمَا آتَانَا مِنْهَا

قوله: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ- وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ‏ قال الميزان الإمام- و قوله‏ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ‏ قال نصيبين من رحمته أحدهما أن لا يدخله النار و الثانية أن يدخله الجنة و قوله: وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ‏ يعني الإيمان،

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ‏ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 353

وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ‏ قَالَ إِمَامٌ تَأْتَمُّونَ بِهِ‏

و قوله: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ- وَ أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ- وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‏

58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها- وَ تَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما- إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ

قَالَ‏ كَانَ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْإِسْلَامِ كَانَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ كَانَ شَيْخاً كَبِيراً فَغَضِبَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْماً- فَقَالَ لَهَا! أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي، ثُمَّ نَدِمَ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ وَ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا قَالَ لِأَهْلِهِ- أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي حَرُمَتْ عَلَيْهِ آخِرَ الْأَبَدِ، وَ قَالَ أَوْسٌ لِأَهْلِهِ يَا خَوْلَةُ! إِنَّا كُنَّا نُحَرِّمُ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ قَدْ آتَانَا اللَّهُ الْإِسْلَامَ فَاذْهَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَسَلِيهِ عَنْ ذَلِكَ، فَأَتَتْ خَوْلَةُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَوْسَ بْنَ الصَّامِتِ هُوَ زَوْجِي- وَ أَبُو وُلْدِي وَ ابْنُ عَمِّي فَقَالَ لِي أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي- وَ كُنَّا نُحَرِّمُ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ قَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ بِكَ-.

صفحه بعد