کتابخانه روایات شیعه
قال حبل العنق- قوله وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ قال أصحاب الغيظة 515 وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ قال نزلت و جاءت سكرة الحق بالموت ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ قال نزلت في زريق
و قوله وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ يشهد عليها قال سائق يسوقها- قوله وَ قالَ قَرِينُهُ أي شيطانه و هو حبتر هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ و قوله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مخاطبة للنبي ص و علي ع،
وَ ذَلِكَ قَوْلُ الصَّادِقِ ع عَلِيٌّ قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنِيُّ [الْحَسَنِيُ] قَالَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَوْلِهِ « أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ » قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- إِذَا جَمَعَ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ- كُنْتُ أَنَا وَ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِي وَ لَكَ قُومَا- فَأَلْقِيَا مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ كَذَّبَكُمَا فِي النَّارِ 516 .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْخَزَّازِ [الْجَزَّارِ] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَقُولُ إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْوَسِيلَةَ- فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ ص عَنِ الْوَسِيلَةِ، فَقَالَ هِيَ دَرَجَتِي فِي الْجَنَّةِ وَ هِيَ أَلْفُ مِرْقَاةِ جَوْهَرَةٍ إِلَى مِرْقَاةِ زَبَرْجَدٍ- إِلَى مِرْقَاةِ لُؤْلُؤٍ إِلَى مِرْقَاةِ ذَهَبٍ إِلَى مِرْقَاةِ فِضَّةٍ، فَيُؤْتَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تُنْصَبَ مَعَ دَرَجَةِ النَّبِيِّينَ- وَ هِيَ فِي دَرَجَةِ النَّبِيِّينَ كَالْقَمَرِ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ، فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَ لَا شَهِيدٌ وَ لَا صِدِّيقٌ- إِلَّا قَالَ طُوبَى
لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ دَرَجَتَهُ، فَيُنَادِي الْمُنَادِي وَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ جَمِيعُ النَّبِيِّينَ- وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الْمُؤْمِنِينَ «هَذِهِ دَرَجَةُ مُحَمَّدٍ ص» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَقْبَلَ يَوْمَئِذٍ مُتَّزِراً بِرِيطَةٍ مِنْ نُورٍ- عَلَى رَأْسِي تَاجُ الْمُلْكِ، مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ- الْمُفْلِحُونَ هُمُ الْفَائِزُونَ بِاللَّهِ، وَ إِذَا مَرَرْنَا بِالنَّبِيِّينَ قَالُوا:
هَذَانِ مَلَكَانِ مُقَرَّبَانِ- وَ إِذَا مَرَرْنَا بِالْمَلَائِكَةِ قَالُوا- هَذَانِ مَلَكَانِ لَمْ نَعْرِفْهُمَا وَ لَمْ نَرَهُمَا أَوْ قَالَ هَذَانِ نَبِيَّانِ مُرْسَلَانِ حَتَّى أَعْلُوَ الدَّرَجَةَ وَ عَلِيٌّ يَتْبَعُنِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فِي أَعْلَى الدَّرَجَةِ مِنْهَا وَ عَلِيٌّ أَسْفَلَ مِنِّي- وَ بِيَدِهِ لِوَائِي فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَ لَا مُؤْمِنٌ- إِلَّا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ إِلَيَّ يَقُولُونَ: طُوبَى لِهَذَيْنِ الْعَبْدَيْنِ مَا أَكْرَمَهُمَا عَلَى اللَّهِ- فَيُنَادِي الْمُنَادِي يُسْمِعُ النَّبِيِّينَ وَ جَمِيعَ الْخَلَائِقِ: هَذَا حَبِيبِي مُحَمَّدٌ وَ هَذَا وَلِيِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ طُوبَى لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ وَ كَذَبَ عَلَيْهِ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا عَلِيُّ فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ فِي مَشْهَدِ الْقِيَامَةِ- أَحَدٌ يُحِبُّكَ إِلَّا اسْتَرْوَحَ 517 إِلَى هَذَا الْكَلَامِ- وَ ابْيَضَّ وَجْهُهُ وَ فَرِحَ قَلْبُهُ- وَ لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ عَادَاكَ وَ نَصَبَ لَكَ حَرْباً- أَوْ جَحَدَ لَكَ حَقّاً إِلَّا اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ اضْطَرَبَتْ قَدَمَاهُ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا بِمَلَكَيْنِ قَدْ أَقْبَلَا إِلَيَّ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَرِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ، وَ أَمَّا الْآخَرُ فَمَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَيَدْنُو إِلَيَّ رِضْوَانُ وَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ وَ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَرُدُّ عَلَيْهِ السَّلَامَ فَأَقُولُ: أَيُّهَا الْمَلَكُ الطَّيِّبُ الرِّيحُ الْحَسَنُ الْوَجْهُ الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ- مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ: أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ آتِيَكَ بِمَفَاتِيحِ الْجَنَّةِ فَخُذْهَا يَا مُحَمَّدُ! فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي- فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ، ادْفَعْهَا إِلَى أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَيَدْفَعُهَا إِلَى عَلِيٍّ وَ يَرْجِعُ رِضْوَانُ.
ثُمَّ يَدْنُو مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَيُسَلِّمُ عَلَيَّ وَ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ! فَأَقُولُ لَهُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ أَيُّهَا الْمَلَكُ- مَا أَنْكَرَ رُؤْيَتَكَ وَ أَقْبَحَ وَجْهَكَ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ: أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ آتِيَكَ بِمَفَاتِيحِ النَّارِ، فَأَقُولُ: قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّي- فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ وَ فَضَّلَنِي بِهِ- ادْفَعْهَا إِلَى أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَيَدْفَعُهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ مَالِكٌ فَيُقْبِلُ عَلِيٌّ ع وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ الْجَنَّةِ وَ مَقَالِيدُ النَّارِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ وَ يَأْخُذَ زِمَامَهَا بِيَدِهِ وَ قَدْ عَلَا زَفِيرُهَا وَ اشْتَدَّ حَرُّهَا وَ كَثُرَ شَرَرُهَا، فَتُنَادِي جَهَنَّمُ يَا عَلِيُّ! جُزْنِي قَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي، فَيَقُولُ لَهَا عَلِيٌّ ع قِرِّي يَا جَهَنَّمُ ذَرِي هَذَا وَلِيِّي- وَ خُذِي هَذَا عَدُوِّي، فَلَجَهَنَّمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ مِنْ غُلَامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ، فَإِنْ شَاءَ يَذْهَبُ بِهِ يَمْنَةً وَ إِنْ شَاءَ يَذْهَبُ بِهِ يَسْرَةً، وَ لَجَهَنَّمُ يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مُطَاوَعَةً لِعَلِيٍّ فِيمَا يَأْمُرُهَا بِهِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ، وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِيّاً ع يَوْمَئِذٍ قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ
و أما قوله مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ قال المناع الثاني و الخير ولاية أمير المؤمنين و حقوق آل محمد و لما كتب الأول كتاب فدك يردها على فاطمة شقه الثاني فهو مُعْتَدٍ مُرِيبٍ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ قال هو ما قالوا نحن كافرون- بمن جعل لكم الإمامة و الخمس- و أما قوله قالَ قَرِينُهُ أي شيطانه و هو حبتر رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ يعني زريقا وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ فيقول الله لهما لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ- وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ أي ما فعلتم لا يبدل حسنات، ما وعدته لا أخلفه- و قوله يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ- وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قال هو استفهام لأن الله وعد النار أن يملأها فتمتلئ النار فيقول لها هل امتلأت و تقول هل من مزيد على حد الاستفهام أي ليس في مزيد، قال فتقول الجنة يا رب وعدت النار أن تملأها- و وعدتني أن تملأني فلم لم تملأني و قد ملأت النار، قال فيخلق الله خلقا يومئذ يملأ بهم الجنة
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع طُوبَى لَهُمْ إِنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا غُمُومَ الدُّنْيَا وَ هُمُومَهَا
قوله
وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ أي زينت غَيْرَ بَعِيدٍ قال بسرعة- و قوله لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ قال النظر إلى رحمة الله- و قوله فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ أي مروا- و قوله إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أي ذاكر- قوله أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ أي سمع و أطاع
قوله وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ قال ينادي المناد باسم القائم ع و اسم أبيه ع قوله يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ قال صيحة القائم من السماء، ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ قال هي الرجعة،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ « يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ- ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ » قَالَ هِيَ الرَّجْعَةُ.
قال علي بن إبراهيم في قوله يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً قال في الرجعة،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ قَالَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ
، و قال علي بن إبراهيم في قوله فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ قال ذكر يا محمد ما وعدناه من العذاب.
51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ « وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً » فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنِ الذَّارِياتِ ذَرْواً قَالَ الرِّيحُ- وَ عَنْ فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَقَالَ هِيَ السَّحَابُ- وَ عَنْ فَالْجارِياتِ يُسْراً قَالَ هِيَ السُّفُنُ- وَ عَنْ فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً فَقَالَ الْمَلَائِكَةُ
و هو قسم كله و خبره إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ يعني
المجازاة و المكافاة و أما قوله وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ
قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ، فَقَالَ هِيَ: مَحْبُوكَةٌ 518 إِلَى الْأَرْضِ وَ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
فَقُلْتُ: كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوكَةً إِلَى الْأَرْضِ- وَ اللَّهُ يَقُولُ رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَ لَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فَقُلْتُ بَلَى- فَقَالَ ثَمَّ عَمَدٌ وَ لَكِنْ لَا تَرَوْنَهَا- قُلْتُ كَيْفَ ذَلِكَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ- فَبَسَطَ كَفَّهُ الْيُسْرَى ثُمَ
وَضَعَ الْيُمْنَى عَلَيْهَا فَقَالَ: هَذِهِ أَرْضُ الدُّنْيَا وَ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَلَيْهَا فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ الْأَرْضُ الثَّانِيَةُ فَوْقَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا- وَ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ الْأَرْضُ الثَّالِثَةُ فَوْقَ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَ السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ الْأَرْضُ الرَّابِعَةُ فَوْقَ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ- وَ السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ الْأَرْضُ الْخَامِسَةُ فَوْقَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ- وَ السَّمَاءُ الْخَامِسَةُ فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ الْأَرْضُ السَّادِسَةُ فَوْقَ السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ- وَ السَّمَاءُ السَّادِسَةُ فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ الْأَرْضُ السَّابِعَةُ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ- وَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَوْقَهَا قُبَّةٌ- وَ عَرْشُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ اللَّهُ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ- وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ « الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ ».
فَأَمَّا صَاحِبُ الْأَمْرِ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الْوَصِيُّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَائِمٌ هُوَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ- فَإِنَّمَا يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ إِلَيْهِ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ- مِنْ بَيْنِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ- قُلْتُ: فَمَا تَحْتَنَا إِلَّا أَرْضٌ وَاحِدَةٌ- فَقَالَ: مَا تَحْتَنَا إِلَّا أَرْضٌ وَاحِدَةٌ وَ إِنَّ السِّتَّ لَهُنَّ فَوْقَنَا.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ يَعْنِي فِي عَلِيٍّ ع وَ إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ يَعْنِي عَلِيّاً وَ عَلِيٌّ هُوَ الدِّينُ- وَ قَوْلُهُ وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ قَالَ: السَّمَاءُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عَلِيٌّ ع ذَاتُ الْحُبُكِ- وَ قَوْلُهُ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يَعْنِي مُخْتَلِفٍ فِي عَلِيٍّ يَعْنِي اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِي وَلَايَتِهِ- فَمَنِ اسْتَقَامَ عَلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خَالَفَ وَلَايَةَ عَلِيٍّ دَخَلَ النَّارَ وَ قَوْلُهُ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ فَإِنَّهُ يَعْنِي عَلِيّاً ع مَنْ أُفِكَ عَنْ وَلَايَتِهِ أُفِكَ عَنِ الْجَنَّةِ
، و قال علي بن إبراهيم في قوله:
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الذين يخرصون الدين بآرائهم من غير علم و لا يقين الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ أي في ضلال، و الساهي الذي لا يذكر الله- و قوله يَسْئَلُونَ
يا محمد أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ أي متى تكون المجازاة- قال الله يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ أي يعذبون ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ أي عذابكم هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ .
ثم ذكر المتقين إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ- آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إلى قوله ما يَهْجَعُونَ أي ما ينامون وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ- وَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ قال السائل الذي يسأل- و المحروم الذي قد منع كده- قوله وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ قال في كل شيء خلقه الله آية قال الشاعر:
و في كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
.
و قوله وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ قال خلقك سميعا بصيرا تغضب مرة و ترضى مرة- و تجوع و تشبع و ذلك كله من آيات الله- و قوله وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ قال المطر ينزل من السماء- فيخرج به أقوات العالم من الأرض، وَ ما تُوعَدُونَ من أخبار الرجعة و القيامة و الأخبار التي في السماء، ثم أقسم عز و جل بنفسه فقال: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ- مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ يعني ما وعدتكم-.
ثم حكى الله عز و جل خبر إبراهيم ع و قد كتبناه في سورة هود و قوله فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ أي في جماعة فَصَكَّتْ وَجْهَها أي غطته بما بشرها جبرئيل ع بإسحاق ع وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ و هي التي لا تلد
و قوله وَ فِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و هي التي لا تلقح الشجر و لا تنبت النبات- و قوله وَ فِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ قال قال: الحين هاهنا ثلاثة أيام- و قوله وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ قال بقوة- و قوله: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ قال حجوا- و قوله:
كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ- إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَ تَواصَوْا بِهِ يعني قريشا بأسمائهم- حتى قالوا لرسول الله ساحر أو مجنون