کتابخانه روایات شیعه
غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ اللَّيْلِ وَ ما وَسَقَ يَقُولُ إِذَا سَاقَ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْخَلْقِ- إِلَى حَيْثُ يَهْلِكُونَ بِهَا وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ إِذَا اجْتَمَعَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ يَقُولُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ- حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ- وَ لَا تُخْطِئُون طَرِيقَتَهُمْ شِبْرٌ بِشِبْرٍ- وَ ذِرَاعٌ بِذِرَاعٍ وَ بَاعٌ بِبَاعٍ- حَتَّى أَنْ لَوْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ- قَالُوا الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى تَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَمَنْ أَعْنِي لَيُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً- فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا تَنْقُضُونَ مِنْ دِينِكُمُ- الْإِمَامَةَ [الْأَمَانَةَ] وَ آخِرُهُ الصَّلَاةَ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ [أَبِي] مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زِيَادِ [بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ زُرَارَةَ] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ « لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قَالَ يَا زُرَارَةُ أَ وَ لَمْ تَرْكَبْ هَذِهِ الْأُمَّةُ- بَعْدَ نَبِيِّهَا طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ- فِي أَمْرِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى يَرْجِعُ بَعْدَ الْمَوْتِ فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ هَو الَّذِي يَظْهَرُ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ وَ هُوَ قَسَمٌ- وَ جَوَابُهُ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أَيْ مَذْهَباً بَعْدَ مَذْهَبٍ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ أَيْ بِمَا تَعِي [بغى] صُدُورُهُمْ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أَيْ لَا يُمَنُّ عَلَيْهِمْ.
85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ- وَ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قَالَ الشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ الْمَشْهُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ قَالَ كَانَ سَبَبَهُمْ
أَنَّ الَّذِي هَيَّجَ الْحَبَشَةَ عَلَى غَزْوَةِ الْيَمَنِ ذُو نُوَاسٍ وَ هُوَ آخِرُ مَنْ مَلَكَ مِنْ حِمْيَرٍ تَهَوَّدَ- وَ اجْتَمَعَتْ مَعَهُ حِمْيَرٌ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَ سَمَّى نَفْسَهُ يُوسُفَ وَ أَقَامَ عَلَى ذَلِكَ حِيناً مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّ بِنَجْرَانَ بَقَايَا قَوْمٍ عَلَى دِينِ
النَّصْرَانِيَّةِ وَ كَانُوا عَلَى دِينِ عِيسَى وَ عَلَى حُكْمِ الْإِنْجِيلِ وَ رَأْسُ ذَلِكَ الدِّينِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرْيَا فَحَمَلَهُ أَهْلُ دِينِهِ عَلَى أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِمْ- وَ يَحْمِلَهُمْ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَ يُدْخِلَهُمْ فِيهَا، فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ نَجْرَانَ فَجَمَعَ مَنْ كَانَ بِهَا عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِمْ دِينَ الْيَهُودِيَّةِ وَ الدُّخُولَ فِيهَا فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَجَادَلَهُمْ وَ عَرَضَ عَلَيْهِمْ وَ حَرَصَ الْحِرْصَ كُلَّهُ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَ امْتَنَعُوا مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَ الدُّخُولِ فِيهَا- وَ اخْتَارُوا الْقَتْلَ- فَخَدَّ لَهُمْ أُخْدُوداً جَمَعَ فِيهِ الْحَطَبَ- وَ أَشْعَلَ فِيهِ النَّارَ فَمِنْهُمْ مَنْ أُحْرِقَ بِالنَّارِ- وَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ بِالسَّيْفِ وَ مُثِّلَ بِهِمْ كُلَّ مُثْلَةٍ- فَبَلَغَ عَدَدُ مَنْ قُتِلَ وَ أُحْرِقَ بِالنَّارِ عِشْرِينَ أَلْفاً، وَ أَفْلَتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُدْعَى دَوْسٌ ذُو ثُعْلُبَانَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ- وَ رَكَضَهُ وَ اتَّبَعُوهُ حَتَّى أَعْجَزَهُمْ فِي الرَّمْلِ، وَ رَجَعَ ذُو نُوَاسٍ إِلَى ضَيْعَتِهِ فِي جُنُودِهِ
فَقَالَ اللَّهُ: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِلَى قَوْلِهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ أَيْ أَحْرَقُوهُمْ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَ لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ .
حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا يُرِيدُ صَدَقُوا- وَ آمَنُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَحَّدُوهُ يُرِيدُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُرِيدُ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ يُرِيدُ فَازُوا بِالْجَنَّةِ وَ أَمِنُوا الْعِقَابَ
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ لَشَدِيدٌ إِذَا أَخَذَ الْجَبَابِرَةَ وَ الظَّلَمَةَ مِنَ الْكُفَّارِ كَقَوْلِهِ فِي سُورَةِ هُودٍ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ يُرِيدُ الْخَلْقَ ثُمَّ أَمَاتَهُمْ ثُمَّ يُعِيدُهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ أَيْضاً وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ يُرِيدُ لِأَوْلِيَائِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ الْوَدُودُ- كَمَا يَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ وَ صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَى وَ الْمَحَبَّةِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَهُوَ اللَّهُ الْكَرِيمُ الْمَجِيدُ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ قَالَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ لَهُ
طَرَفَانِ- طَرَفٌ عَلَى يَمِينِ الَعْرَشِ وَ طَرَفٌ عَلَى جَبْهَةِ إِسْرَافِيلَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ بِالْوَحْيِ ضَرَبَ اللَّوْحُ جَبِينَ إِسْرَافِيلَ فَيَنْظُرُ فِي اللَّوْحِ فَيُوحِي بِمَا فِي اللَّوْحِ إِلَى جَبْرَئِيلَ ع.
86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قَالَ الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ وَ هُوَ نَجْمُ الْعَذَابِ وَ نَجْمُ الْقِيَامَةِ- وَ هُوَ زُحَلُ فِي أَعْلَى الْمَنَازِلِ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ قَالَ الْمَلَائِكَةُ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ « وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ » قَالَ قَالَ السَّمَاءُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الطَّارِقُ الَّذِي يَطْرُقُ الْأَئِمَّةَ ع مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ- مِمَّا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ- وَ هُوَ الرُّوحُ الَّذِي مَعَ الْأَئِمَّةِ ع يُسَدِّدُهُمْ- قُلْتُ وَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ: ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ص.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ قَالَ: النُّطْفَةُ الَّتِي تَخْرُجُ بِقُوَّةٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ:
الصُّلْبُ الرَّجُلُ وَ التَّرَائِبُ الْمَرْأَةُ وَ هِيَ صَدْرُهَا إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ كَمَا خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الدَّنْيَا وَ إِلَى الْقِيَامَةِ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ قَالَ يُكْشَفُ عَنْهَا 558
وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ قَالَ: ذَاتُ الْمَطَرِ 559 وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ أَيْ ذَاتِ النَّبَاتِ وَ هُوَ قَسَمٌ- وَ جَوَابُهُ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ يَعْنِي مَاضٍ، أَيْ قَاطِعٌ وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ أَيْ لَيْسَ بِالسُّخْرِيَّةِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً أَيْ يَحْتَالُونَ الْحِيَلَ وَ أَكِيدُ كَيْداً فَهُوَ مِنَ اللَّهِ الْعَذَابُ فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً قَالَ: دَعْهُمْ قَلِيلًا-.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ فِي قَوْلِهِ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ قَالَ مَا لَهُ قُوَّةٌ يَقْوَى بِهَا عَلَى خَالِقِهِ- وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللَّهِ يَنْصُرُهُ إِنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً- قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً قَالَ: كَادُوا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ كَادُوا عَلِيّاً ع وَ كَادُوا فَاطِمَةَ ع فَقَالَ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً- وَ أَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ يَا مُحَمَّدُ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً لِوَقْتِ بَعْثِ الْقَائِمِ ع فَيَنْتَقِمُ لِي مِنَ الْجَبَّارِينَ وَ الطَّوَاغِيتِ- مِنْ قُرَيْشٍ وَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ سَائِرِ النَّاسِ.
87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قَالَ: قُلْ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى قَالَ: قَدَّرَ الْأَشْيَاءَ بِالتَّقْدِيرِ الْأَوِّلِ- ثُمَّ هَدَى إِلَيْهَا مَنْ يَشَاءُ- قَوْلُهُ: وَ الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى قَالَ: أَيْ النَّبَاتَ 560
فَجَعَلَهُ بَعْدَ إِخْرَاجِهِ غُثاءً أَحْوى قَالَ: يَصِيرُ هَشِيماً بَعْدَ بُلُوغِهِ وَ يَسْوَدُّ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى أَيْ نُعَلِّمُكَ فَلَا تَنْسَى- ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ لِأَنَّه لَا يُؤْمَنُ النِّسْيَانَ اللُّغَوِيَّ وَ هُوَ التَّرْكُ- لِأَنَّ الَّذِي لَا يَنْسَى هُوَ اللَّهُ وَ نُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى فَذَكِّرْ يَا مُحَمَّدُ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى قَالَ: نُذَكِّرُكَ إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ وَ يَتَجَنَّبُهَا أَيْ مَا يُذَكَّرُ بِهِ الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى قَالَ: نَارَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحْيى يَعْنِي فِي الَّنارِ فَيَكُونُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ قَوْلُهُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى قَالَ زَكَاةُ الْفِطْرَةِ- فَإِذَا أَخْرَجَهَا قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى قَالَ صَلَاةُ الْفِطْرِ وَ الْأَضْحَى إِنَّ هذا يَعْنِي مَا تَلَوْتُهُ مِنَ الْقُرْآَنِ لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ] عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيِّ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِيِّ عَنِ الْأَصْبَغِ أَنَّهُ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، فَقَالَ: مَكْتُوبٌ عَلَى قَائِمَةِ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ بِأَلْفَيْ عَامٍ «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ- وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ- فَاشْهَدُوا بِهِمَا وَ أَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ مُحَمَّدٍ ص
». حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:
إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَ ما يَخْفى يُرِيدُ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي قَلْبِكَ وَ نَفْسِكَ وَ نُيَسِّرُكَ يَا مُحَمَّدُ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ لِلْيُسْرى .
88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ يَعْنِي قَدْ أَتَاكَ يَا مُحَمَّدُ حَدِيثُ الْقِيَامَةِ وَ مَعْنَى الْغَاشِيَةِ أَيْ تَغْشَى النَّاسَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ وَ هُمُ الَّذِينَ خَالَفُوا دِينَ اللَّهِ- وَ صَلَّوْا وَ صَامُوا وَ نَصَبُوا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ قَوْلُهُ « عامِلَةٌ ناصِبَةٌ » عَمِلُوا وَ نَصَبُوا- فَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِهِمْ تَصْلى وُجُوهُهُمْ ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ قَالَ لَهَا أَنِينٌ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الزَّوَانِي لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ تَرْضَى بِمَا سَعَوْا فِيهِ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً قَالَ: الْهَزْلُ وَ الْكَذِبُ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ أَلْوَاحُهَا مِنْ ذَهَبٍ- مُكَلَّلَةً بِالزَّبَرْجَدِ وَ الدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ- تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَ أَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ يُرِيدُ الْأَبَارِيقَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا آذَانٌ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ قَالَ الْبُسُطُ وَ الْوَسَائِدُ وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ قَالَ كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ لَهُ مِثَالٌ فِي الدُّنْيَا- إِلَّا الزَّرَابِيَّ فَإِنَّهُ لَا يُدْرَى مَا هِيَ- وَ رَجَعَ إِلَى رِوَايَةِ عَطَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ يُرِيدُ الْأَنْعَامَ- قَوْلُهُ وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ- وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَ الْإِبِلِ- وَ يَرْفَعَ مِثْلَ السَّمَاءِ وَ يَنْصِبَ مِثْلَ الْجِبَالِ- وَ يُسَطِّحَ مِثْلَ الْأَرْضِ غَيْرِي أَوْ يَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الْفِعْل أَحَدٌ سِوَايَ قَوْلُهُ فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ أَيْ فَعِظْ
يَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا أَنْتَ وَاعِظٌ-.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ قَالَ لَسْتَ بِحَافِظٍ وَ لَا كَاتِبٍ عَلَيْهِمْ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ يُرِيدُ مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ وَ لَمْ يُصَدِّقْكَ- وَ جَحَدَ رُبُوبِيَّتِي وَ كَفَرَ نِعْمَتِي فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ يُرِيدُ الْغَلِيظَ الشَّدِيدَ الدَّائِمَ إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ يُرِيدُ مَصِيرَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ يُرِيدُ جَزَاءَهُمْ
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ أَيْ مَرْجِعَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ إِنْ تَعَبَّدَ وَ اجْتَهَدَ مَنْسُوبٌ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ- عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً
». 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْفَجْرِ قَالَ: لَيْسَ فِيهَا وَاوٌ إِنَّمَا هُوَ الْفَجْرُ وَ لَيالٍ عَشْرٍ قَالَ: عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ وَ الشَّفْعِ قَالَ الشَّفْعُ رَكْعَتَانِ وَ الْوَتْرِ رَكْعَةٌ،
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ الشَّفْعُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ الْوَتْرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَالَ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ يَقُولُ الَّذِي لَهُ عَقْلٌ وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ قَالَ هِيَ لَيْلَةُ جَمْعٍ 561 .