کتابخانه روایات شیعه
قَوْلُهُ يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ- ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً قَالَ إِذَا حَضَرَ الْمُؤْمِنَ الْوَفَاةُ نَادَى مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي بِوَلَايةِ عَلِيٍّ مَرْضِيَّةً بِالثَّوَابِ فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي فَلَا يَكُونُ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا اللُّحُوقُ بِالنِّدَاءِ-.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ- ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً- فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي يَعْنِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع
90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ الْبَلَدُ مَكَّةُ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ قَالَ كَانَتْ قُرَيْشٌ لَا يَسْتَحِلُّونَ أَنْ يَظْلِمُوا أَحَداً فِي هَذَا الْبَلَدِ- وَ يَسْتَحِلُّونَ ظُلْمَكَ فِيهَ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ قَالَ آدَمُ وَ مَا وَلَدَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ أَيْ مُنْتَصِباً وَ لَمْ يُخْلَقْ مِثْلَهُ شَيْءٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً قَالَ اللُّبَدُ الْمُجْتَمَعُ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً قَالَ: هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ حِينَ عَرَضَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْإِسْلَامَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ قَالَ: فَأَيْنَ مَا أَنْفَقْتُ فِيكُمْ مَالًا لُبَداً وَ كَانَ أَنْفَقَ مَالًا فِي الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ع.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ قَالَ: بَيَّنَّا لَهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ- قَوْلُهُ: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ قَالَ الْعَقَبَةُ الْأَئِمَّةُ مَنْ صَعَدَهَا فَكَّ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ قَالَ: لَا يَقِيهِ مِنَ التُّرَابِ
شَيْءٌ- قَوْلُهُ: أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ قَالَ: أَصْحَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا قَالَ: الَّذِينَ خَالَفُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ وَ قَالَ الْمَشْأَمَةُ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ ع عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ أَيْ مُطْبَقَةٌ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبَّادٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَعْنِي يَقْتُلُ فِي قَتْلِهِ بِنْتَ النَّبِيِّ ص يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً يَعْنِي الَّذِي جَهَّزَ بِهِ النَّبِيُّ ص فِي جَيْشِ الْعُشَيْرَةِ [العشرة]
أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَالَ: فَسَادٌ كَانَ فِي نَفْسِهِ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ يَعْنِي رَسَّولَ اللَّهِ ص وَ لِساناً يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ شَفَتَيْنِ يَعْنِي الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ إِلَى وَلَايَتِهِمَا فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ يَقُولُ: مَا أَعْلَمَكَ وَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ ما أَدْراكَ فَهُوَ مَا أَعْلَمَكَ و يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ص وَ الْمَقْرَبَةُ قُرْبَاهُ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مُتَرَّبا بِالْعِلْمِ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: فَكُّ رَقَبَةٍ قَالَ: بِنَا تُفَكُّ الرِّقَابُ وَ بِمَعْرِفَتِنَا- وَ نَحْنُ الْمُطْعِمُونَ فِي يَوْمِ الْجُوعِ وَ هُوَ الْمَسْغَبَةُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جريح [جُرَيْجٍ] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ- وَ لَا يُقْبَلُ هَذَا إِلَّا مِنْ مُؤْمِنٍ
91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها ، قَالَ: الشَّمْسُ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوْضَحَ اللَّهُ بِهِ لِلنَّاسِ دِينَهُمْ قُلْتُ: وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها قَالَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قُلْتُ: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها قَالَ: ذَلِكَ أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِينَ اسْتَبَدُّوا لِلْأَمْرِ- دُونَ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ جَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ، فَغَشُّوا دِينَ رَسُولِ اللَّهِ ص بِالظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ- وَ هُوَ قَوْلُهُ: وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ، قَالَ: يَغْشَى ظُلْمُهُمْ ضَوْءَ النَّهَارِ، قُلْتُ: وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها قَالَ: ذَلِكَ الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّيَّةِ فَاطِمَةَ ع يُسْأَلُ عَنْ دِينِ رَسُولِ اللَّهِ فَيُجَلِّي لِمَنْ يَسْأَلُهُ، فَحَكَى اللَّهُ قَوْلَهُ: وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها
وَ قَوْلُهُ: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها قَالَ: خَلَقَهَا وَ صَوَّرَهَا- وَ قَوْلُهُ: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها أَيْ عَرَّفَهَا وَ أَلْهَمَهَا ثُمَّ خَيَّرَهَا فَاخْتَارَتْ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها يَعْنِي نَفْسَهُ طَهَّرَهَا وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها أَيْ أَغْوَاهَا-.
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْفَارِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع زَكَّاهُ رَبُّهُ وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها قَالَ هُوَ زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ فِي بَيْعَتِهِمَا إِيَّاهُ حَيْثُ مَسَحَا عَلَى كَفِّهِ
، وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها يَقُولُ الطُّغْيَانُ حَمَلَهَا عَلَى التَّكْذِيبِ
، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها قَالَ: الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ- قَوْلُهُ: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ
قَالَ أَخَذَهُمْ بَغْتَةً وَ غَفْلَةً بِاللَّيْلِ وَ لا يَخافُ عُقْباها قَالَ: مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ لَا يَخَافُونَ.
92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قَالَ: حِينَ يَغْشَى النَّهَارَ وَ هُوَ قَسَمٌ وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى إِذَا أَضَاءَ وَ أَبْرَقَ وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى وَ إِنَّمَا يَعْنِي وَ الَّذِي خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثَى- وَ جَوَابُ الْقَسَمِ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى قَالَ مِنْكُمْ مَنْ يَسْعَى فِي الْخَيْرِ وَ مِنْكُمْ مَنْ يَسْعَى فِي الشَّرِّ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى قَالَ اللَّيْلُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فُلَانٌ غَشِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي دَوْلَتِهِ الَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ- وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَصْبِرُ فِي دَوْلَتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ، قَالَ:
وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى قَالَ النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ ع مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَتُهُ الْبَاطِلَ- وَ الْقُرْآنُ ضُرِبَ فِيهِ الْأَمْثَالُ لِلنَّاسِ- وَ خَاطَبَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِهِ وَ نَحْنُ، فَلَيْسَ يَعْلَمُهُ غَيْرُنَا.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ 566 كَانَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي دَارِ رَجُلٍ آخَرَ- وَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِصَاحِبِ النَّخْلَةِ- بِعْنِي نَخْلَتَكَ هَذِهِ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ لَا أَفْعَلُ فَقَالَ: فَبِعْهَا بِحَدِيقَةٍ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ وَ انْصَرَفَ- فَمَضَى إِلَيْهِ ابْنُ [أَبِي] الدَّحْدَاحِ
وَ اشْتَرَاهَا مِنْهُ- وَ أَتَى ابْنُ الدَّحْدَاحِ إِلَى النَّبِيِّ ص وَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُذْهَا وَ اجْعَلْ لِي فِي الْجَنَّةِ الْحَدِيقَةَ- الَّتِي قُلْتَ لِهَذَا فَلَمْ يَقْبَلْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَكَ فِي الْجَنَّةِ حَدَائِقُ وَ حَدَائِقُ- فَأُنْزِلَ فِي ذَلِكَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى يَعْنِي ابْنَ الدَّحْدَاحِ وَ ما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى يَعْنِي إِذَا مَاتَ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى قَالَ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَ لَهُمْ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى أَيْ تَتَلَهَّبُ عَلَيْهِمْ لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى يَعْنِي هَذَا الَّذِي بَخِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي قَالَ ابْنُ الدَّحْدَاحِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى قَالَ: لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدَ اللَّهِ يَدَّعِي رَبَّهُ بِمَا فَعَلَهُ لِنَفْسِهِ- وَ إِنْ جَازَاهُ فَبِفَضْلِهِ يَفْعَلُ
وَ هُوَ قَوْلُهُ: إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى- وَ لَسَوْفَ يَرْضى عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع [وَ يَرْضَى عَنْهُ]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى- لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى- الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى قَالَ: فِي جَهَنَّمَ وَادٍ فِيهِ نَارٌ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [أَيْ فُلَانٌ] الَّذِي كَذَّبَ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي عَلِيٍّ ع وَ تَوَلَّى عَنْ وَلَايَتِهِ- ثُمَّ قَالَ ع النِّيرَانُ بَعْضُهَا دُونَ بَعْضٍ- فَمَا كَانَ مِنْ نَارِ هَذَا الْوَادِي فَلِلنُّصَّابِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى- وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى قَالَ: بِالْوَلَايَةِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى- وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى فَقَالَ: بِالْوَلَايَةِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى
93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الضُّحى قَالَ: الضُّحَى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى قَالَ: إِذَا أَظْلَمَ- وَ قَوْلُهُ ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى أَيْ لَمْ يُبْغِضْكَ يَصِفُ فَضْلَهُ عَلَيْهِ- قَوْلُهُ وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى- وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ:
وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى قَالَ يَعْنِي الْكَرَّةُ هِيَ الْآخِرَةُ لِلنَّبِيِّ ص قُلْتُ قَوْلُهُ وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى قَالَ: يُعْطِيكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَتَرْضَى.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى فَآوَى إِلَيْكَ النَّاسَ وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى أَيْ هَدَى إِلَيْكَ قَوْماً لَا يَعْرِفُونَكَ حَتَّى عَرَفُوكَ وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى أَيْ وَجَدَكَ تَعُولُ أَقْوَاماً فَأَغْنَاهُمْ بِعِلْمِكَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ قَالَ: أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ، قَالَ: الْيَتِيمُ الَّذِي لَا مِثْلَ لَهُ- وَ لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الدُّرَّةُ الْيَتِيمَةَ لِأَنَّهُ لَا مِثْلَ لَهَا وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى بِالْوَحْيِ فَلَا تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ أَحَداً وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى قَالَ: وَجَدَكَ فِي قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونَ فَضْلَ نُبُوَّتِكَ فَهَدَاهُمُ اللَّهُ بِكَ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ أَيْ لَا تَظْلِمْ وَ الْمُخَاطَبَةُ لِلنَّبِيِّ وَ الْمَعْنَى لِلنَّاسِ وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ أَيْ لَا تَطْرُدْ- قَوْلُهُ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
قَالَ: بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ- وَ أَمَرَكَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ- وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ الْوَلَايَةِ وَ بِمَا فَضَّلَكَ اللَّهُ بِهِ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ:
ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى وَ ذَلِكَ أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَبْطَأَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنَّهُ كَانَتْ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ثُمَّ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لَعَلَّ رَبَّكَ قَدْ تَرَكَكَ فَلَا يُرْسِلُ إِلَيْكَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى .
94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قَالَ بِعَلِيٍّ فَجَعَلْنَاهُ وَصِيَّكَ قَالَ: وَ حِينَ فُتِحَ مَكَّةُ وَ دَخَلَتْ قُرَيْشٌ فِي الْإِسْلَامِ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَ يَسَّرَهُ وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ قَالَ بِعَلِيٍّ الْحَرْبَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ أَيْ أثَقْلَ ظَهْرَكَ وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ قَالَ تُذْكَرُ إِذَا ذُكِرْتُ- وَ هُوَ قَوْلُ النَّاسِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص- ثُمَّ قَالَ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً قَالَ مَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ الْعُسْرِ أَتَاكَ الْيُسْرُ فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قَالَ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَانْصِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع 567 وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ