کتابخانه روایات شیعه
حَفْصَةَ فَذَهَبَتْ حَفْصَةُ فِي حَاجَةٍ لَهَا- فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ مَارِيَةَ، فَعَلِمَتْ حَفْصَةُ بِذَلِكَ فَغَضِبَتْ- وَ أَقْبَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا فِي يَوْمِي وَ فِي دَارِي وَ عَلَى فِرَاشِي- فَاسْتَحْيَا رَسُولُ اللَّهِ مِنْهَا، فَقَالَ كَفَى فَقَدْ حَرَّمْتُ مَارِيَةَ عَلَى نَفْسِي- وَ لَا أَطَؤُهَا بَعْدَ هَذَا أَبَداً- وَ أَنَا أُفْضِي إِلَيْكَ سِرّاً فَإِنْ أَنْتِ أَخْبَرْتِ بِهِ- فَعَلَيْكِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ فَقَالَتْ نَعَمْ مَا هُوَ فَقَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَلِي الْخِلَافَةَ بَعْدِي- ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ أَبُوكِ 542 فَقَالَتْ مَنْ أَخْبَرَكِ بِهَذَا قَالَ اللَّهُ أَخْبَرَنِي- فَأَخْبَرَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ مِنْ يَوْمِهَا ذَلِكَ- وَ أَخْبَرَتْ عَائِشَةُ أَبَا بَكْرٍ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ- إِنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِي عَنْ حَفْصَةَ بِشَيْءٍ- وَ لَا أَثِقُ بِقَوْلِهَا فَاسْأَلْ أَنْتَ حَفْصَةَ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ لَهَا مَا هَذَا الَّذِي أَخْبَرَتْ عَنْكِ عَائِشَةُ، فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ قَالَتْ مَا قُلْتُ لَهَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ إِنْ كَانَ هَذَا حَقّاً فَأَخْبِرِينَا حَتَّى نَتَقَدَّمَ فِيهِ، فَقَالَتْ نَعَمْ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ذَلِكَ- فَاجْتَمَعَ ... عَلَى أَنْ يَسُمُّوا رَسُولَ اللَّهِ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بِهَذِهِ السُّورَةِ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إِلَى قَوْلِهِ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ
يَعْنِي قَدْ أَبَاحَ اللَّهُ لَكَ أَنْ تُكَفِّرَ عَنْ يَمِينِكَ وَ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ- وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً- فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ أَيْ أَخْبَرَتْ بِهِ وَ أَظْهَرَهُ اللَّهُ يَعْنِي أَظْهَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى مَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَ مَا هَمُّوا بِهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ أَيْ أَخْبَرَهَا- وَ قَالَ لِمَ أَخْبَرْتِ بِمَا أَخْبَرْتُكِ- وَ قَوْلُهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ قَالَ لِمَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا عَلِمَ مِمَّا هَمُّوا بِهِ 543 قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ- إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما- وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ يَعْنِي لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع.
ثُمَّ خَاطَبَهَا فَقَالَ: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ- سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَ أَبْكاراً عَرَّضَ عَائِشَةَ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِبِكْرٍ غَيْرِ عَائِشَةَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [عَبْدُ اللَّهُ بْنُ مُحَمَّدٍ] عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما إِلَى قَوْلِهِ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ صَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع
، أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ [زَيْدٍ] عَنْ سُلَيْمَانَ الْكَاتِبِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ قَالَ هَكَذَا نَزَلَتْ فَجَاهَدَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْكُفَّارَ وَ جَاهَدَ عَلِيٌّ ع الْمُنَافِقِينَ- فَجَاهَدَ عَلِيٌّ ع جِهَادَ رَسُولِ اللَّهِ ص
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ قُلْتُ:
هَذِهِ نَفْسِي أَقِيهَا فَكَيْفَ أَقِي أَهْلِي قَالَ: تَأْمُرُهُمْ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ وَ تَنْهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ- فَإِنْ أَطَاعُوكَ كُنْتَ قَدْ وَقَيْتَهُمْ- وَ إِنْ عَصَوْكَ فَكُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ
، قَالَ الْحُسَيْنُ وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع فِي قَوْلِهِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً قَالَ ع: يَتُوبُ الْعَبْدُ ثُمَّ لَا يَرْجِعُ فِيهِ- وَ إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الْمُتَّقِي التَّائِبُ
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ثُمَّ ضَرَبَ اللَّه فِيهِمَا مَثَلًا فَقَالَ: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا عَنَى بِقَوْلِهِ فَخانَتاهُما إِلَّا الْفَاحِشَةَ- وَ لَيُقِيمَنَّ الْحَدَّ عَلَى فُلَانَةَ فِيمَا أَتَتْ فِي طَرِيقٍ- وَ كَانَ فُلَانٌ يُحِبُّهَا- فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى ... قَالَ لَهَا فُلَانٌ لَا يَحِلُّ لَكِ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ غَيْرِ مَحْرَمٍ فَزَوَّجَتْ نَفْسَهَا مِنْ فُلَانٍ قَوْلُهُ وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ
إِلَى قَوْلِهِ وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قَالَ لَمْ يُنْظَرْ إِلَيْهَا فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا أَيْ رُوحٍ مَخْلُوقَةٍ وَ كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ أَيْ مِنَ الدَّاعِينَ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ- نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ فَمَنْ كَانَ لَهُ نُورٌ يَوْمَئِذٍ نَجَا وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ نُورٌ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّائِغُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ ، قَالَ أَئِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ- وَ بِأَيْمَانِهِمْ حَتَّى يَنْزِلُوا مَنَازِلَهُمْ.
67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ- وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ قَالَ: قَدَّرَهُمَا وَ مَعْنَاهُ قَدَّرَ الْحَيَاةَ ثُمَّ الْمَوْتَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أَيْ يَخْتَبِرُكُمْ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْيِ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً قَالَ بَعْضُهَا طِبْقٌ لِبَعْضٍ ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ قَالَ يَعْنِي مِنْ فَسَادٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ أَيْ مِنْ عَيْبٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ قَالَ انْظُرْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ أَيْ يَقْصُرُ وَ هُوَ حَسِيرٌ أَيْ مُنْقَطِعٌ- قَوْلُهُ وَ لَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ قَالَ بِالنُّجُومِ- قَوْلُهُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً أَيْ وَقْعاً وَ هِيَ تَفُورُ أَيْ تَرْتَفِعُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ قَالَ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ وَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَهُمْ بِالنَّارِ
وَ قَوْلُهُ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ قَالَ قَدْ سَمِعُوا
وَ عَقَلُوا- وَ لَكِنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوا وَ لَمْ يَقْبَلُوا- وَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ سَمِعُوا وَ عَقَلُوا وَ لَمْ يَقْبَلُوا قَوْلُهُ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ قَوْلُهُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا أَيْ فِرَاشاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها أَيْ فِي أَطْرَافِهَا- قَوْلُهُ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ نَظَرَ أَعْدَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمَنْزِلَةِ الشَّرِيفَةِ الْعَظِيمَةِ- وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ عَلَى الْحَوْضِ يَسْقِي وَ يَمْنَعُ تَسْوَدُّ وُجُوهُ أَعْدَائِهِ- فَيُقَالُ لَهُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أَيْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ مَنْزِلَتَهُ وَ مَوْضِعَهُ وَ اسْمَهُ- قَوْلُهُ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ قَالَ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً- فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ مِثْلِهِ-.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [عَلَا] قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ سُئِلَ الرِّضَا ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً- فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ، فَقَالَ ع: مَاؤُكُمْ أَبْوَابُكُمْ أَيِ الْأَئِمَّةُ ع وَ الْأَئِمَّةُ أَبْوَابُ اللَّهِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ خَلْقِهِ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ يَعْنِي بِعِلْمٍ الْإِمَامِ.
68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52
قَالَ فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [عَبْدِ الرَّحِيمِ] الْقَصِيرِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ ن وَ الْقَلَمِ ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْقَلَمَ مِنْ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهَا الْخُلْدُ ثُمَّ قَالَ لِنَهَرٍ فِي الْجَنَّةِ كُنَّ مِدَاداً فَجَمَدَ النَّهَرُ- وَ كَانَ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ- ثُمَّ قَالَ لِلْقَلَمِ اكْتُبْ قَالَ وَ مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ- قَالَ اكْتُبْ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَكَتَبَ الْقَلَمُ فِي رَقٍّ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الْفِضَّةِ- وَ أَصْفَى مِنَ الْيَاقُوتِ- ثُمَ
طَوَاهُ فَجَعَلَهُ فِي رُكْنِ الْعَرْشِ ثُمَّ خَتَمَ عَلَى فَمِ الْقَلَمِ فَلَمْ يَنْطِقْ بَعْدُ وَ لَا يَنْطِقُ أَبَداً، فَهُوَ الْكِتَابُ الْمَكْنُونُ الَّذِي مِنْهُ النُّسَخُ كُلُّهَا، أَ وَ لَسْتُمْ عَرَباً فَكَيْفَ لَا تَعْرِفُونَ مَعْنَى الْكَلَامِ، وَ أَحَدُكُمْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ انْسَخْ ذَلِكَ الْكِتَابَ- أَ وَ لَيْسَ إِنَّمَا يُنْسَخُ مِنْ كِتَابٍ أُخِذَ مِنَ الْأَصْلِ- وَ هُوَ قَوْلُهُ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قَوْلُهُ وَ ما يَسْطُرُونَ أَيْ مَا يَكْتُبُونَ وَ هُوَ قَسَمٌ- وَ جَوَابُهُ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
قَوْلُهُ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ أَيْ لَا نَمُنُّ عَلَيْكَ فِيمَا نُعْطِيكَ مِنْ عَظِيمِ الثَّوَابِ قَوْلُهُ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ بِأَيِّكُمْ تُفْتَنُونَ هَكَذَا نَزَلَتْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بِأَيِّكُمُ أَيْ حَبْتَرٍ وَ زُفَرَ وَ عَلِيٍّ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع لَقِيَ فُلَانٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ يَا عَلِيُّ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ فِيَّ وَ فِي صَاحِبِي « فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ » قَالَ:
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَ فَلَا أُخْبِرُكَ يَا أَبَا فُلَانٍ! مَا نَزَلَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ « وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ » قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَلِيُّ! بَنُو أُمَيَّةَ خَيْرٌ مِنْكَ وَ أَوْصَلُ لِلرَّحِمِ
وَ قَوْلُهُ:
فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ قَالَ فِي عَلِيٍّ ع وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ أَيْ أَحَبُّوا أَنْ تَغُشَّ فِي عَلِيٍّ فَيَغُشُّونَ مَعَكَ وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ قَالَ الْحَلَّافُ فُلَانٌ حَلَفَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ لَا يَنْكُثُ عَهْداً هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ قَالَ كَانَ يَنِمُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَنِمُّ بَيْنَ أَصْحَابِهِ- قَوْلُهُ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ قَالَ: الَخْيَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع، مُعْتَدٍ أَيْ اعْتُدِيَ عَلَيْهِ- وَ قَوْلُهُ عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ قَالَ:
الْعُتُلُّ عَظِيمُ الْكُفْرِ وَ الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ- وَ قَالَ الشَّاعِرُ:
زَنِيمٌ تَدَاعَاهُ الرِّجَالُ تَدَاعِياً
كَمَا زِيدَ فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ الْأَكَارِعُ 544 .
قَوْلُهُ: إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قَالَ: كَنَى عَنْ فُلَانٍ قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أَيْ أَكَاذِيبُ الْأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ قَالَ فِي الرَّجْعَةِ إِذَا رَجَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ رَجَعَ أَعْدَاؤُهُ فَيَسِمُهُمْ بِمِيسَمٍ مَعَهُ- كَمَا تُوسَمُ الْبَهَائِمُ عَلَى الْخُرْطُومِ وَ الْأَنْفِ وَ الشَّفَتَيْنِ
قَوْلُهُ إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا أَيْ حَلَفُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ وَ لا يَسْتَثْنُونَ- فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نائِمُونَ فَإِنَّهُ كَانَ سَبَبَهَا
مَا حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْهَيْثَمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ إِنَّ قَوْماً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ- يَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَبْدَ قَدْ يُذْنِبُ فَيُحْرَمُ بِهِ الرِّزْقَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ- لَهَذَا أَنْوَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الشَّمْسِ الضَّاحِيَةِ- ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي سُورَةِ ن وَ الْقَلَمِ إِنَّهُ كَانَ شَيْخٌ كَانَتْ لَهُ جَنَّةٌ- وَ كَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ ثَمَرَةٌ مِنْهَا- وَ لَا إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يُعْطِيَ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَمَّا قُبِضَ الشَّيْخُ وَ وَرِثَهُ بَنُوهُ وَ كَانَ لَهُ خَمْسَةٌ مِنَ الْبَنِينَ- فَحَمَلَتْ جَنَّتُهُمْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُوهُمْ- حَمْلًا لَمْ يَكُنْ حَمَلَتْهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَرَاحُوا الْفِتْيَةُ إِلَى جَنَّتِهِمْ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَأَشْرَفُوا عَلَى ثَمَرَةٍ وَ رِزْقٍ فَاضِلٍ- لَمْ يُعَايِنُوا مِثْلَهُ فِي حَيَاةِ أَبِيهِمْ- فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى الْفَضْلِ طَغَوْا وَ بَغَوْا- وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ أَبَانَا كَانَ شَيْخاً كَبِيراً- قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ وَ خَرِفَ- فَهَلُمُّوا نَتَعَاهَدْ وَ نَتَعَاقَدْ فِيمَا بَيْنَنَا- أَنْ لَا نُعْطِيَ أَحَداً مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي عَامِنَا هَذَا شَيْئاً- حَتَّى نَسْتَغْنِيَ وَ تَكْثُرَ أَمْوَالُنَا- ثُمَّ نَسْتَأْنِفَ الصَّنْعَةَ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ مِنَ السِّنِينَ الْمُقْبِلَةِ، فَرَضِيَ بِذَلِكَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَ سَخِطَ الْخَامِسُ- وَ هُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: « قالَ أَوْسَطُهُمْ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ »-.
فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ أَوْسَطَهُمْ فِي السِّنِّ فَقَالَ: لَا بَلْ كَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ سِنّاً- وَ كَانَ أَكْبَرَهُمْ عَقْلًا وَ أَوْسَطُ الْقَوْمِ خَيْرُ الْقَوْمِ، وَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ أَنَّكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ أَصْغَرُ الْأُمَمِ وَ خَيْرُ الْأُمَمِ- قَالَ اللَّهُ: « وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً » فَقَالَ لَهُمْ أَوْسَطُهُمْ اتَّقُوا اللَّهَ- وَ كُونُوا عَلَى مِنْهَاجِ أَبِيكُمْ تَسْلَمُوا وَ تَغْنَمُوا، فَبَطَشُوا
بِهِ فَضَرَبُوهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً- فَلَمَّا أَيْقَنَ الْأَخُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ قَتْلَهُ- دَخَلَ مَعَهُمْ فِي مَشُورَتِهِمْ كَارِهاً لِأَمْرِهِمْ غَيْرَ طَائِعٍ- فَرَاحُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ- ثُمَّ حَلَفُوا بِاللَّهِ أَنْ يَصْرِمُوهُ إِذَا أَصْبَحُوا وَ لَمْ يَقُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ الذَّنْبِ- وَ حَالَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ذَلِكَ الرِّزْقِ الَّذِي كَانُوا أَشْرَفُوا عَلَيْهِ- فَأَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي الْكِتَابِ فَقَالَ: إِنَّا بَلَوْناهُمْ إِلَى قَوْلِهِ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ قَالَ كَالْمُحْتَرِقِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا الصَّرِيمُ قَالَ:
اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ ثُمَّ قَالَ: لَا ضَوْءَ لَهُ وَ لَا نُورَ- فَلَمَّا أَصْبَحَ الْقَوْمُ فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ- أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ قَالَ: فَانْطَلَقُوا وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ قَالَ الرَّجُلُ وَ مَا التَّخَافُتُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: يَتَسَارُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً لِكَيْ لَا يَسْمَعَ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَقَالُوا لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ- وَ غَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنْ يَصْرِمُوهَا- وَ لَا يَعْلَمُونَ مَا قَدْ حَلَّ بِهِمْ مِنْ سَطَوَاتِ اللَّهِ وَ نَقِمَتِهِ فَلَمَّا رَأَوْها وَ عَايَنُوا مَا قَدْ حَلَّ بِهِمْ قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ فَحَرَمَهُمُ اللَّهُ ذَلِكَ الرِّزْقَ بِذَنْبٍ كَانَ مِنْهُمْ- وَ لَمْ يَظْلِمْهُمْ شَيْئاً فَ قالَ أَوْسَطُهُمْ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ- فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قَالَ: يَلُومُونَ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا عَزَمُوا عَلَيْهِ قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ- عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها- إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ فَقَالَ اللَّهُ: كَذلِكَ الْعَذابُ- وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ يَقُولُ عَلَى دِينٍ عَظِيمٍ إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ ابْتُلُوا بِالْجُوعِ كَمَا ابْتُلِيَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ- وَ هِيَ الْجَنَّةُ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا وَ كَانَتْ فِي الْيَمَنِ يُقَالُ لَهَا الرِّضْوَانُ عَلَى تِسْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ صَنْعَاءَ
قَوْلُهُ: فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَ هُمْ نائِمُونَ وَ هُوَ الْعَذَابُ- قَوْلُهُ إِنَّا لَضَالُّونَ قَالَ: أَخْطَئُوا الطَّرِيقَ- قَوْلُهُ: لَوْ لا تُسَبِّحُونَ يَقُولُ لَوْ لَا تَسْتَغْفِرُونَ-.