کتابخانه روایات شیعه
(103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ قَالَ: هُوَ قَسَمٌ وَ جَوَابُهُ « إِنَّ الْإِنْسانَ »
وَ قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ وَ أَنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ائْتَمَرُوا بِالتَّقْوَى وَ ائْتَمَرُوا بِالصَّبْرِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ- وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ فَقَالَ: اسْتَثْنَى أَهْلَ صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ حَيْثُ قَالَ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ ذُرِّيَّاتِهِمْ- وَ مَنْ خَلَّفُوا بِالْوَلَايَةِ وَ تَوَاصَوْا بِهَا وَ صَبَرُوا عَلَيْهَا.
(104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ قَالَ: الَّذِي يَغْمِزُ النَّاسَ وَ يَسْتَحِقُر الْفُقَرَاءَ- وَ قَوْلُهُ لُمَزَةٍ الَّذِي يَلْوِي عُنُقَهُ وَ رَأْسَهُ- وَ يَغْضَبُ إِذَا رَأَى فَقِيراً أَوْ سَائِلًا الَّذِي جَمَعَ مالًا وَ عَدَّدَهُ قَالَ: أَعَدَّهُ وَ وَضَعَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ قَالَ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ يُخْلِدُهُ وَ يُبْقِيهِ- ثُمَّ قَالَ: كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَ الْحُطَمَةُ النَّارُ الَّتِي تَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ- ثُمَّ قَالَ: وَ ما أَدْراكَ يَا مُحَمَّدُ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ قَالَ تَلْتَهِبُ عَلَى الْفُؤَادِ،
قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَشِّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ بِكَيٍ
فِي الصُّدُورِ وَ سَحْبٍ عَلَى الظُّهُورِ
إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ قَالَ مُطْبَقَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ 578 قَالَ إِذَا مُدَّتِ الْعُمُدُ أَكَلَتْ وَ اللَّهِ الْجُلُودَ [كَانَ وَ اللَّهِ الْخُلُودُ].
(105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- أَ لَمْ تَرَ أَ لَمْ تَعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ قَالَ نَزَلَتْ فِي الْحَبَشَةِ حِينَ جَاءُوا بِالْفِيلِ 579 لِيَهْدِمُوا بِهِ الْكَعْبَةَ، فَلَمَّا أَدْنَوْهُ
مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَ تَدْرِي أَيْنَ يُؤَمُّ بِكَ قَالَ بِرَأْسِهِ لَا، فَقَالَ أَتَوْا بِكَ لِتَهْدِمَ كَعْبَةَ اللَّهِ أَ تَفْعَلُ ذَلِكَ فَقَالَ بِرَأْسِهِ لَا، فَجَهَدَتْ بِهِ الْحَبَشَةُ لِيَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَامْتَنَعَ- فَحَمَلُوا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ وَ قَطَعُوهُ- فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ قَالَ بَعْضُهَا عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ قَالَ كَانَ مَعَ كُلِّ طَيْرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ- حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ وَ حَجَرَانِ فِي مَخَالِيبِهِ- وَ كَانَتْ تُرَفْرِفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَ تَرْمِي فِي دِمَاغِهِمْ- فَيْدَخُلُ الْحَجَرُ فِي دِمَاغِهِمْ وَ يَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ- وَ تُنْتَقَضُ أَبْدَانُهُمْ فَكَانُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ قَالَ: الْعَصْفُ التِّينُ وَ الْمَأْكُولُ هُوَ الَّذِي يَبْقَى
مِنْ فَضْلِهِ،
قَالَ الصَّادِقُ ع وَ أَهْلُ الْجُدَرِيِّ مِنْ ذَلِكَ أَصَابَهُمُ الَّذِي أَصَابَهُمْ- فِي زَمَانِهِمْ جُدَرِيٌّ.
(106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ
قَالَ : نَزَلَتْ فِي قُرَيْشٍ لِأَنَّهُ كَانَ مَعَاشُهُمْ مِنَ الرِّحْلَتَيْنِ- رِحْلَةٍ فِي الشِّتَاءِ إِلَى الْيَمَنِ وَ رِحْلَةٍ فِي الصَّيْفِ إِلَى الشَّامِ وَ كَانُوا يَحْمِلُونَ مِنْ مَكَّةَ الْأُدْمَ وَ اللِّبَاسَ- وَ مَا يَقَعُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ مِنَ الْفُلْفُلِ وَ غَيْرِهِ فَيَشْتَرُونَ بِالشَّامِ الثِّيَابَ و الدَّرْمَكَ وَ الْحُبُوبَ- وَ كَانُوا يَتَأَلَّفُونَ فِي طَرِيقِهِمْ- وَ يُثْبِتُونَ فِي الْخُرُوجِ فِي كُلِّ خُرْجَةٍ رَئِيساً مِنْ رُؤَسَاءِ قُرَيْشٍ وَ كَانَ مَعَاشُهُمْ مِنْ ذَلِكَ- فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ص اسْتَغْنَوْا عَنْ ذَلِكَ- لِأَنَّ النَّاسَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ حُجُّوا إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ اللَّهُ: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ فَلَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الشَّامِ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ يَعْنِي خَوْفَ الطَّرِيقِ.
(107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ وَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ أَيْ يَدْفَعُهُ عَنْ حَقِّهِ وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أَيْ لَا يَرْغَبُ فِي إِطْعَامِ الْمِسْكِينِ- ثُمَّ قَالَ: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ قَالَ: عَنَى بِهِ التَّارِكِينَ لِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَسْهُو فِيَ الصَّلَاةَ
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع تَأْخِيرُ الصَّلَاةِ عَنْ أَوَّلِ وَقْتِهَا لِغَيْرِ عُذْرٍ
الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ فِيمَا يَفْعَلُونَ وَ يَمْنَعُونَ الْماعُونَ مِثْلِ السِّرَاجِ وَ النَّارِ وَ الْخَمِيرِ- وَ أَشْبَاهِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى الْخُمْسُ وَ الزَّكَاةُ.
(108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ: الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ أَعْطَى اللَّهُ مِحَمَّداً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمَسْجِدَ وَ فِيهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ قَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَا الْأَبْتَرِ- وَ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ سُمِّيَ أَبْتَرَ، ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: إِنِّي لَأَشْنَأُ مُحَمَّداً أَيْ أُبْغِضُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ص إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ إِلَى قَوْلِهِ إِنَّ شانِئَكَ أَيْ مُبْغِضَكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هُوَ الْأَبْتَرُ يَعْنِي لَا دِينَ لَهُ وَ لَا نَسَبَ.
(109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ سَأَلَ أَبُو شَاكِرٍ أَبَا جَعْفَرٍ الْأَحْوَلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ فَهَلْ يَتَكَلَّمُ الْحَكِيمُ بِمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ- وَ يُكَرِّرُهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ- فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ فِي ذَلِكَ جَوَابٌ، فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ ذَلِكَ- فَقَالَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا وَ تَكْرَارِهَا- أَنَّ قُرَيْشاً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً- وَ نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً، وَ تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً وَ نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ بِمِثْلِ مَا قَالُوا- فَقَالَ فِيمَا قَالُوا تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَ فِيمَا قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَ فِيمَا قالوا تعبد آلهتنا سنة و لا أنا عابد ما عبدتم وَ فِيمَا قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً
وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ قَالَ فَرَجَعَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ إِلَى أَبِي شَاكِرٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ- فَقَالَ أَبُو شَاكِرٍ: هَذَا مَا حَمَلَهُ الْإِبِلُ مِنَ الْحِجَازِ، وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهَا يَقُولُ: «دِينِيَ الْإِسْلَامُ ثَلَاثاً.
» (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ
قَالَ نَزَلَتْ بِمِنًى 580