کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏2، ص: 287

وَ لا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ‏ يعني فلانا لا يصدنك عن أمير المؤمنين‏ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ‏

قوله‏ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ‏ يعني الأصدقاء يعادي بعضهم بعضا،

وَ قَالَ الصَّادِقُ ع‏ أَلَا كُلُّ خُلَّةٍ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا فِي غَيْرِ اللَّهِ- فَإِنَّهَا تَصِيرُ عَدَاوَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ وَ لِلظَّالِمِ غَداً بِكَفِّهِ [يَكْفِيهِ عَضَّةُ يَدَيْهِ‏] عَضَّةٌ- وَ لِلرَّجُلِ وَشِيكٌ وَ لِلْأَخِلَّاءِ نَدَامَةٌ إِلَّا الْمُتَّقِينَ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ شُعَيْبِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ ع‏ قَالَ فِي خَلِيلَيْنِ مُؤْمِنَيْنِ وَ خَلِيلَيْنِ كَافِرَيْنِ- وَ مُؤْمِنٍ غَنِيٍّ وَ مُؤْمِنٍ فَقِيرٍ وَ كَافِرٍ غَنِيٍّ وَ كَافِرٍ فَقِيرٍ، فَأَمَّا الْخَلِيلَانِ الْمُؤْمِنَانِ فَتَخَالَّا حَيَاتَهُمَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ- وَ تَبَاذَلَا عَلَيْهَا وَ تَوَادَّا عَلَيْهَا- فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ- فَأَرَاهُ اللَّهُ مَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّةِ يَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ، فَقَالَ يَا رَبِّ خَلِيلِي فُلَانٌ كَانَ يَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ- وَ يُعِينُنِي عَلَيْهَا وَ يَنْهَانِي عَنْ مَعْصِيَتِكَ- فَثَبِّتْهُ عَلَى مَا ثَبَّتَنِي عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى- حَتَّى تُرِيَهُ مَا أَرَيْتَنِي- فَيَسْتَجِيبُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى يَلْتَقِيَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ- جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ خَلِيلٍ خَيْراً- كُنْتَ تَأْمُرُنِي بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ تَنْهَانِي عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَ أَمَّا الْكَافِرَانِ فَتَخَالَّا بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ- وَ تَبَاذَلَا عَلَيْهَا وَ تَوَادَّا عَلَيْهَا- فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ- فَأَرَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَنْزِلَهُ فِي النَّارِ فَقَالَ يَا رَبِّ فُلَانٌ خَلِيلِي كَانَ يَأْمُرُنِي بِمَعْصِيَتِكَ- وَ يَنْهَانِي عَنْ طَاعَتِكَ- فَثَبِّتْهُ عَلَى مَا ثَبَّتَنِي عَلَيْهِ مِنَ الْمَعَاصِي- حَتَّى تُرِيَهُ مَا أَرَيْتَنِي مِنَ الْعَذَابِ- فَيَلْتَقِيَانِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ- جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ خَلِيلٍ شَرّاً كُنْتَ تَأْمُرُنِي بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ تَنْهَانِي عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ- قَالَ ثُمَّ قَرَأَ ع « الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ‏ » وَ يُدْعَى بِالْمُؤْمِنِ الْغَنِيِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْحِسَابِ- يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَبْدِي! قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَبِّ قَالَ أَ لَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعاً وَ بَصِيراً- وَ جَعَلْتُ لَكَ مَالًا كَثِيراً قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَا أَعْدَدْتَ لِلِقَائِي قَالَ: آمَنْتُ بِكَ- وَ صَدَّقْتُ رَسُولَكَ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 288

وَ جَاهَدْتُ فِي سَبِيلِكَ، قَالَ: فَمَا ذَا فَعَلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ: أَنْفَقْتُ فِي طَاعَتِكَ، قَالَ: مَا ذَا أَوْرَثْتَ فِي عَقِبِكَ قَالَ: خَلَقْتَنِي وَ خَلَقْتَهُمْ وَ رَزَقْتَنِي وَ رَزَقْتَهُمْ- وَ كُنْتَ قَادِراً عَلَى أَنْ تَرْزُقَهُمْ كَمَا رَزَقْتَنِي- فَوَكَلْتُ عَقِبِي إِلَيْكَ- فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقْتَ اذْهَبْ- فَلَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَضَحِكْتَ كَثِيراً.

ثُمَّ يُدْعَى بِالْمُؤْمِنِ الْفَقِيرِ- فَيَقُولُ يَا عَبْدِي فَيَقُولُ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ- فَيَقُولُ مَا ذَا فَعَلْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَدَيْتَنِي لِدِينِكَ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ- وَ كَفَفْتَ عَنِّي مَا لَوْ بَسَطْتَهُ- لَخَشِيتُ أَنْ يَشْغَلَنِي عَمَّا خَلَقْتَنِي لَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقْتَ عَبْدِي- لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَضَحِكْتَ كَثِيراً، ثُمَّ يُدْعَى بِالْكَافِرِ الْغَنِيِّ فَيَقُولُ- مَا أَعْدَدْتَ لِلِقَائِي فَيَعْتَلُّ، فَيَقُولُ: مَا ذَا فَعَلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ فَيَقُولُ وَرَّثْتُهُ عَقِبِي فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَكَ فَيَقُولُ أَنْتَ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ عَقِبَكَ فَيَقُولُ أَنْتَ، فَيَقُولُ: أَ لَمْ أَكُ قَادِراً عَلَى أَنْ أَرْزُقَ عَقِبَكَ كَمَا رَزَقْتُكَ فَإِنْ قَالَ نَسِيتُ، هَلَكَ، وَ إِنْ قَالَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ هَلَكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَبَكَيْتَ كَثِيراً، قَالَ ثُمَّ يُدْعَى بِالْكَافِرِ الْفَقِيرِ- فَيَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ مَا فَعَلْتَ فِيمَا أَمَرْتُكَ فَيَقُولُ: ابْتَلَيْتَنِي بِبَلَاءِ الدُّنْيَا حَتَّى أَنْسَيْتَنِي ذِكْرَكَ- وَ شَغَلْتَنِي عَمَّا خَلَقْتَنِي لَهُ، فَيَقُولُ لَهُ فَهَلَّا دَعَوْتَنِي فَأَرْزُقَكَ وَ سَأَلْتَنِي فَأُعْطِيَكَ فَإِنْ قَالَ يَا رَبِّ نَسِيتُ هَلَكَ، وَ إِنْ قَالَ: لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ هَلَكَ، فَيَقُولُ لَهُ: لَوْ تَعْلَمُ مَا لَكَ عِنْدِي لَبَكَيْتَ كَثِيراً.

قال علي بن إبراهيم في قوله‏ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا يعني بالأئمة وَ كانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَ أَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ‏ أي تكرمون‏ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ‏ أي قصاع و أواني‏ وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ‏ إلى قوله‏ مِنْها تَأْكُلُونَ‏ فإنه محكم،

وَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ إِنَّ الرَّجُلَ فِي الْجَنَّةِ يَبْقَى عَلَى مَائِدَتِهِ أَيَّامَ الدُّنْيَا- وَ يَأْكُلُ فِي أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِمِقْدَارِ مَا أَكَلَهُ فِي الدُّنْيَا

، ثم ذكر الله ما أعده لأعداء آل محمد فقال:

تفسير القمي، ج‏2، ص: 289

إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ- لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ‏ أي آيسون من الخير

فَذَلِكَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ «وَ أَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِيَةِ فَخُلِّدُوا فِي النَّارِ، وَ أُوثِقَ مِنْهُمُ الْأَقْدَامُ، وَ غُلَّ مِنْهُمُ الْأَيْدِي إِلَى الْأَعْنَاقِ، وَ أُلْبِسَ أَجْسَادُهُمْ سَرَابِيلَ الْقَطِرَانِ- وَ قُطِّعَتْ لَهُمْ مُقَطَّعَاتٌ مِنَ النَّارِ، هُمْ فِي عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ وَ نَارٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِهَا، فَلَا يُفْتَحُ عَنْهُمْ أَبَداً، وَ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ رِيحٌ أَبَداً، وَ لَا يَنْقَضِي مِنْهُمُ الْغَمُّ أَبَداً وَ الْعَذَابُ أَبَداً شَدِيدٌ- وَ الْعِقَابُ أَبَداً جَدِيدٌ، لَا الدَّارُ زَائِلَةٌ فَتَفْنَى وَ لَا آجَالُ الْقَوْمِ تُقْضَى‏

». ثم حكى نداء أهل النار فقال‏ وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ‏ أي نموت فيقول مالك‏ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ‏ ثم قال الله‏ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ‏ يعني بولاية أمير المؤمنين ع‏ وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ‏ و الدليل على أن الحق ولاية أمير المؤمنين ع قوله: « وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ‏ يعني ولاية علي‏ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ- إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ‏ آل محمد حقهم‏ ناراً » ثم ذكر على أثر هذا خبرهم- و ما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا يردوا الأمر في أهل بيت رسول الله ص فقال‏ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ‏ إلى قوله‏ لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ‏ و قوله‏ قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ- فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ‏ يعني أول القائلين لله أن يكون له ولد- و قوله‏ وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ‏ قال هو إله في السماء و الأرض،

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ‏ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ « وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ‏ » فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَيْهِ وَ قَدْ لَزِمَ الْأَرْضَ وَ هُوَ يَقُولُ: وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِي هُوَ وَ اللَّهِ رَبِّي‏ فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ‏ وَ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

و قال علي بن إبراهيم: وَ لا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ قال:

تفسير القمي، ج‏2، ص: 290

هم الذين قد عبدوا في الدنيا- لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم- ثم قال رسول الله ص‏ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ‏ فقال الله: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏ .

44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ‏ يعني القرآن‏ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ‏ و هي ليلة القدر أنزل الله القرآن فيها- إلى البيت المعمور جملة واحدة- ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله ص في طول [ثلاث و] عشرين سنة فِيها يُفْرَقُ‏ في ليلة القدر كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏ أي يقدر الله كل أمر من الحق و من الباطل- و ما يكون في تلك السنة و له فيه البداء و المشية- يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الآجال و الأرزاق- و البلايا و الأعراض و الأمراض و يزيد فيها ما يشاء و ينقص ما يشاء- و يلقيه رسول الله ص إلى أمير المؤمنين ع و يلقيه أمير المؤمنين ع إلى الأئمة ع حتى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان ع، و يشترط له ما فيه البداء و المشية و التقديم و التأخير-.

قَالَ: حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي الْحَسَنِ ع، قَالَ: وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ يَا أَبَا الْمُهَاجِرِ! لَا تَخْفَى عَلَيْنَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَطُوفُونَ بِنَا فِيهَا

ثم قال‏ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ‏ يعني في شك مما ذكرناه مما يكون في ليلة القدر و قوله‏ فَارْتَقِبْ‏ أي اصبر يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ‏ قال: ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر يَغْشَى النَّاسَ‏ كلهم الظلمة- فيقولون‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 291

هذا عَذابٌ أَلِيمٌ- رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ‏ فقال الله ردا عليهم‏ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى‏ في ذلك اليوم‏ وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ‏ أي رسول قد تبين لهم‏ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ‏ قال قالوا ذلك لما نزل الوحي على رسول الله ص و أخذه الغشي فقالوا هو مجنون-

ثم قال‏ إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ‏ يعني إلى يوم القيامة، و لو كان قوله « يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ‏ » في القيامة لم يقل إنكم عائدون- لأنه ليس بعد الآخرة و القيامة حالة يعودون إليها- ثم قال‏ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى‏ يعني في القيامة إِنَّا مُنْتَقِمُونَ‏ و قوله‏ وَ لَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ‏ أي اختبرناهم‏ وَ جاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ‏ أي ما فرض الله من الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و السنن و الأحكام، فأوحى الله إليه‏ فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ‏ أي يتبعكم فرعون و جنوده‏ وَ اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً أي جانبا و خذ على الطرف‏ إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ‏ و قوله‏ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ‏ أي حسن‏ وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ‏ قال: النعمة في الأبدان- و قوله: « فاكِهِينَ‏ » أي مفاكهين للنساء كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ‏ يعني بني إسرائيل.

قوله: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ- وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ‏

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُضَيْلِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ‏ مَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ، فَقَالَ: « فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ‏ » ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع فَقَالَ: لَكِنْ هَذَا لَيَبْكِيَنَّ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ، وَ قَالَ: وَ مَا بَكَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا عَلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع‏

، قَالَ: وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ‏ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع دَمْعَةً- حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً- يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً- وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 292

دَمَعَتْ عَيْنَاهُ دَمْعاً حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ- لِأَذًى مَسَّنَا مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا- بَوَّأَهُ اللَّهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ فِي الْجَنَّةِ، وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذًى فِينَا- فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ دَمْعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ- مِنْ مَضَاضَةِ 498 مَا أُوذِيَ فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأَذَى- وَ آمَنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَ النَّارِ

، قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ مَنْ ذَكَرَنَا أَوْ ذُكِرْنَا عِنْدَهُ- فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ دَمْعٌ مِثْلُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.

و قوله: وَ لَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ‏ إلى قوله‏ عَلَى الْعالَمِينَ‏ فلفظه عام و معناه خاص- و إنما اختارهم و فضلهم على عالمي زمانهم‏

قوله:

يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً قال: من والى غير أولياء الله لا يغني بعضهم عن بعض، ثم استثنى من والى آل محمد فقال‏ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‏ ثم قال: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ‏ نزلت في أبي جهل و قوله:

كَالْمُهْلِ‏ قال المهل الصفر المذاب‏ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ‏ و هو الذي قد حمي و بلغ المنتهى- ثم قال: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ‏ أي اضغطوه من كل جانب ثم انزلوا به‏ إِلى‏ سَواءِ الْجَحِيمِ‏ ثم يصب عليه ذلك الحميم- ثم يقال له‏ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ‏ فلفظه خبر و معناه حكاية عمن يقول له ذلك- و ذلك أن أبا جهل كان يقول: أنا العزيز الكريم، فتعير بذلك في النار ثم وصف ما أعده الله للمتقين من شيعة أمير المؤمنين ع فقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ‏ إلى قوله‏ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‏ يعني في الجنة غير الموتة التي في الدنيا وَ وَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ‏ إلى قوله‏ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ‏ أي انتظر إنهم منتظرون-.

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُهَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ

تفسير القمي، ج‏2، ص: 293

عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِي قَوْلِهِ‏ فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ‏ يُرِيدُ مَا يَسَّرَ مِنْ نِعْمَةِ الْجَنَّةِ وَ عَذَابِ النَّارِ

يا محمد لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏ يريد لكي يتعظ المشركون‏ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ‏ تهديد من الله و وعيد وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ‏ .

45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ- إِنَّ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ و هي النجوم و الشمس و القمر- و في الأرض ما يخرج منها- من أنواع النبات للناس و الدواب لآيات لقوم يعقلون قوله:

وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏ أي تجي‏ء من كل جانب- و ربما كانت حارة و ربما كانت باردة- و منها ما يسير السحاب- و منها ما يبسط الرزق في الأرض- و منها ما يلقح الشجرة- و قوله: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ‏ أي كذاب‏ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى‏ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً أي يصر على أنه كذب و يستكبر على نفسه‏ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها و قوله: وَ إِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً يعني إذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية

و قوله‏ هذا هُدىً‏ يعني القرآن هو تبيان- قوله:

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ‏ قال: الشدة و السوء

صفحه بعد