کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏1، ص: 318

الْإِبِلِ وَ أَوْلَادِهَا- وَ بَيْنَ الْبَقَرِ وَ أَوْلَادِهَا وَ بَيْنَ الْغَنَمِ وَ أَوْلَادِهَا- ثُمَّ ابْكُوا وَ ادْعُوا فَذَهَبُوا وَ فَعَلُوا ذَلِكَ وَ ضَجُّوا وَ بَكَوْا- فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ وَ صَرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ- وَ فَرَّقَ الْعَذَابَ عَلَى الْجِبَالِ- وَ قَدْ كَانَ نَزَلَ وَ قَرُبَ مِنْهُمْ، فَأَقْبَلَ يُونُسُ لِيَنْظُرَ كَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ- فَرَأَى الزَّارِعِينَ يَزْرَعُونَ فِي أَرْضِهِمْ، قَالَ لَهُمْ مَا فَعَلَ قَوْمُ يُونُسَ فَقَالُوا لَهُ وَ لَمْ يَعْرِفُوهُ- إِنَّ يُونُسَ دَعَا عَلَيْهِمْ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ- وَ نَزَلَ الْعَذَابُ عَلَيْهِمْ- فَاجْتَمَعُوا وَ بَكَوْا وَ دَعَوْا- فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ وَ صَرَفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ- وَ فَرَّقَ الْعَذَابَ عَلَى الْجِبَالِ- فَهُمْ إِذاً يَطْلُبُونَ يُونُسَ لِيُؤْمِنُوا بِهِ، فَغَضِبَ يُونُسُ وَ مَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُغَاضِباً لِلَّهِ- كَمَا حَكَى اللَّهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ- فَإِذَا سَفِينَةٌ قَدْ شُحِنَتْ وَ أَرَادُوا أَنْ يَدْفَعُوهَا- فَسَأَلَهُمْ يُونُسُ أَنْ يَحْمِلُوهُ فَحَمَلُوهُ، فَلَمَّا تَوَسَّطُوا الْبَحْرَ بَعَثَ اللَّهُ حُوتاً عَظِيماً- فَحَبَسَ عَلَيْهِمُ السَّفِينَةَ مِنْ قُدَّامِهَا- فَنَظَرَ إِلَيْهِ يُونُسُ فَفَزِعَ مِنْهُ وَ صَارَ إِلَى مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ فَدَارَ إِلَيْهِ الْحُوتُ وَ فَتَحَ فَاهُ- فَخَرَجَ أَهْلُ السَّفِينَةِ فَقَالُوا فِينَا عَاصٍ فَتَسَاهَمُوا- فَخَرَجَ سَهْمُ يُونُسَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ « فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ‏ » فَأَخْرَجُوهُ فَأَلْقَوْهُ فِي الْبَحْرِ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ‏ وَ مَرَّ بِهِ فِي الْمَاءِ.

وَ قَدْ سَأَلَ بَعْضُ الْيَهُودِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ سِجْنٍ طَافَ أَقْطَارَ الْأَرْضِ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ يَا يَهُودِيُّ أَمَّا السِّجْنُ الَّذِي طَافَ أَقْطَارَ الْأَرْضِ بِصَاحِبِهِ- فَإِنَّهُ الْحُوتُ الَّذِي حُبِسَ يُونُسُ فِي بَطْنِهِ- فَدَخَلَ فِي بَحْرِ الْقُلْزُمِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَحْرِ مِصْرَ ثُمَّ دَخَلَ فِي بَحْرِ طَبَرِسْتَانَ ثُمَّ خَرَجَ فِي دِجْلَةَ الْغَوْرَاءِ ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ تَحْتَ الْأَرْضِ حَتَّى لَحِقَتْ بِقَارُونَ، وَ كَانَ قَارُونُ هَلَكَ فِي أَيَّامِ مُوسَى وَ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يُدْخِلُهُ فِي الْأَرْضِ- كُلَّ يَوْمٍ قَامَةَ رَجُلٍ- وَ كَانَ يُونُسُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَ يَسْتَغْفِرُهُ فَسَمِعَ قَارُونُ صَوْتَهُ فَقَالَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ- أَنْظِرْنِي فَإِنِّي أَسْمَعُ كَلَامَ آدَمِيٍّ- فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ أَنْظِرْهُ- فَأَنْظَرَهُ ثُمَّ قَالَ قَارُونُ مَنْ أَنْتَ قَالَ يُونُسُ أَنَا الْمُذْنِبُ الْخَاطِئُ يُونُسُ بْنُ مَتَّى قَالَ فَمَا فَعَلَ الشَّدِيدُ الْغَضَبُ لِلَّهِ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 319

قَالَ هَيْهَاتَ هَلَكَ. قَالَ فَمَا فَعَلَ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ عَلَى قَوْمِهِ هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ هَلَكَ قَالَ فَمَا فَعَلَتْ كُلْثُمُ بِنْتُ عِمْرَانَ الَّتِي كَانَتْ سُمِّيَتْ لِي قَالَ هَيْهَاتَ مَا بَقِيَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ أَحَدٌ، فَقَالَ قَارُونُ وَا أَسَفَى عَلَى آلِ عِمْرَانَ! فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ- فَأَمَرَ اللَّهُ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِهِ- أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ الْعَذَابَ أَيَّامَ الدُّنْيَا، فَرَفَعَ عَنْهُ- فَلَمَّا رَأَى يُونُسُ ذَلِكَ‏ فَنادى‏ فِي الظُّلُماتِ: أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ- سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‏ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ- وَ أَمَرَ الْحُوتَ أَنْ تَلْفِظَهُ فَلَفَظَتْهُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ- وَ قَدْ ذَهَبَ جِلْدُهُ وَ لَحْمُهُ وَ أَنْبَتَ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ‏ وَ هِيَ الدُّبَّاءُ فَأَظَلَّتْهُ مِنَ الشَّمْسِ فَشَكَرَ، ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ الشَّجَرَةَ- فَتَنَحَّتْ عَنْهُ وَ وَقَعَ الشَّمْسُ عَلَيْهِ فَجَزِعَ- فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا يُونُسُ لِمَ لَمْ تَرْحَمْ مِائَةَ أَلْفٍ‏ أَوْ يَزِيدُونَ‏ وَ أَنْتَ تَجْزَعُ مِنْ أَلَمِ سَاعَةٍ- فَقَالَ يَا رَبِّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَدَنَهُ وَ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ وَ آمَنُوا بِهِ‏

و هو قوله‏ فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها- إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا- كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا- وَ مَتَّعْناهُمْ إِلى‏ حِينٍ‏ و قالوا مكث يونس في بطن الحوت تسع ساعات ثم قال الله لنبيه ص‏ وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ- لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً- أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏ يعني لو شاء الله- أن يجبر الناس كلهم على الإيمان لفعل.

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ لَبِثَ يُونُسُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ- وَ نَادَى‏ فِي الظُّلُماتِ‏ ظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ وَ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ وَ ظُلْمَةِ الْبَحْرِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ‏ [تُبْتُ إِلَيْكَ‏] إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‏ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فَأَخْرَجَهُ الْحُوتُ إِلَى السَّاحِلِ- ثُمَّ قَذَفَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ- وَ أَنْبَتَ اللَّهُ‏ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ‏ وَ هُوَ الْقَرْعُ فَكَانَ يَمَصُّهُ وَ يَسْتَظِلُّ بِهِ وَ بِوَرَقِهِ- وَ كَانَ تَسَاقَطَ شَعْرُهُ وَ رَقَّ جِلْدُهُ- وَ كَانَ يُونُسُ يُسَبِّحُ وَ يَذْكُرُ اللَّهَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ- فَلَمَّا أَنْ قَوِيَ وَ اشْتَدَّ بَعَثَ اللَّهُ دُودَةً- فَأَكَلَتْ أَسْفَلَ الْقَرْعِ فَذَبَلَتِ الْقَرْعَةُ- ثُمَّ يَبِسَتْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى يُونُسَ فَظَلَّ حَزِيناً- فَأَوْحَى‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 320

اللَّهُ إِلَيْهِ مَا لَكَ حَزِيناً يَا يُونُسُ قَالَ يَا رَبِّ هَذِهِ الشَّجَرَةُ الَّتِي كَانَتْ تَنْفَعُنِي- سَلَّطْتَ عَلَيْهَا دُودَةً فَيَبِسَتْ، قَالَ يَا يُونُسُ أَ حَزِنْتَ لِشَجَرَةٍ لَمْ تَزْرَعْهَا- وَ لَمْ تَسْقِهَا وَ لَمْ تَعْيَ بِهَا- أَنْ يَبِسَتْ حِينَ اسْتَغْنَيْتَ عَنْهَا- وَ لَمْ تَحْزَنْ لِأَهْلِ نَيْنَوَى أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ- أَرَدْتَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ- إِنَّ أَهْلَ نَيْنَوَى قَدْ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ، فَانْطَلَقَ يُونُسُ إِلَى قَوْمِهِ- فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَيْنَوَى اسْتَحْيَا أَنْ يَدْخُلَ- فَقَالَ لِرَاعٍ لَقِيَهُ، ائْتِ أَهْلَ نَيْنَوَى فَقُلْ لَهُمْ إِنَّ هَذَا يُونُسَ قَدْ جَاءَ- قَالَ الرَّاعِي أَ تَكْذِبُ أَ مَا تَسْتَحْيِي وَ يُونُسُ قَدْ غَرِقَ فِي الْبَحْرِ وَ ذَهَبَ، قَالَ لَهُ يُونُسُ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الشَّاةَ تَشْهَدُ لَكَ أَنِّي يُونُسُ فَنَطَقَتِ الشَّاةُ بِأَنَّهُ يُونُسُ، فَلَمَّا أَتَى الرَّاعِي قَوْمَهُ وَ أَخْبَرَهُ- أَخَذُوهُ وَ هَمُّوا بِضَرْبِهِ، فَقَالَ إِنَّ لِي بَيِّنَةً بِمَا أَقُولُ قَالُوا مَنْ يَشْهَدُ قَالَ هَذِهِ الشَّاةُ تَشْهَدُ فَشَهِدَتْ أَنَّهُ صَادِقٌ- وَ أَنَّ يُونُسَ قَدْ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ- فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ فَوَجَدُوهُ فَجَاءُوا بِهِ وَ آمَنُوا وَ حَسُنَ إِيمَانُهُمْ- فَمَتَّعَهُمُ اللَّهُ إِلَى حِينٍ وَ هُوَ الْمَوْتُ- وَ أَجَارَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْعَذَابِ.

و قوله: قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ‏

أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [عن‏] عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ‏ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ‏ » قَالَ الْآيَاتُ الْأَئِمَّةُ وَ النُّذُرُ الْأَنْبِيَاءُ ع‏

و قال علي بن إبراهيم في قوله‏ قُلْ‏ يا محمد يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي- فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- وَ لكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ‏ فإنه محكم- و قوله‏ وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَ لا يَضُرُّكَ- فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ‏ فإنه مخاطبة للنبي ص و المعنى الناس- ثم قال‏ قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ- فَمَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ- وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ‏ أي‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 321

لست بوكيل عليكم أحفظ أعمالكم- إنما علي أن أدعوكم ثم قال‏ وَ اتَّبِعْ‏ يا محمد ما يُوحى‏ إِلَيْكَ وَ اصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ- وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ‏ .

11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ- ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ يعني من عند الله‏ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ- إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ- وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ- يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى- وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ‏ و هو محكم،

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ « الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ‏ » قَالَ هُوَ الْقُرْآنُ « مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ » قَالَ مِنْ عِنْدِ حَكِيمٍ خَبِيرٍ « وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ‏ » يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ- قَوْلُهُ « وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ‏ » فَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَوْلُهُ‏ وَ إِنْ تَوَلَّوْا- فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ قَالَ الدُّخَانُ وَ الصَّيْحَةُ وَ قَوْلُهُ‏ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ‏ يَقُولُ يَكْتُمُونَ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ بُغْضِ عَلِيٍ‏

، وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِنَّ آيَةَ الْمُنَافِقِ بُغْضُ عَلِيٍ‏

فكان قوم يظهرون المودة لعلي ع عند النبي ص و يسرون بغضه فقال‏ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ‏ فإنه كان إذا حدث بشي‏ء- من فضل علي بن أبي طالب ع أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه- نفضوا ثيابهم ثم قاموا- يقول الله‏ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ‏ حين قاموا إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ و قوله‏ وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها يقول يكفل بأرزاق الخلق- قوله‏ وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها يقول حيث يأوي بالليل‏ وَ مُسْتَوْدَعَها حيث يموت و قوله‏ وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ- وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ و ذلك في مبتدإ الخلق، إن الرب تبارك و تعالى خلق الهواء- ثم خلق القلم فأمره أن يجري- فقال يا رب بما

تفسير القمي، ج‏1، ص: 322

أجري فقال بما هو كائن ثم خلق الظلمة من الهواء و خلق النور من الهواء- و خلق الماء من الهواء- و خلق العرش من الهواء و خلق العقيم من الهواء و هو الريح الشديد- و خلق النار من الهواء- و خلق الخلق كلهم من هذه الستة- التي خلقت من الهواء- فسلط العقيم على الماء فضربته- فأكثرت الموج و الزبد- و جعل يثور دخانه في الهواء- فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد اجمد فجمد و قال للموج اجمد فجمد- فجعل الزبد أرضا- و جعل الموج جبالا رواسي للأرض- فلما أجمدها قال للروح و القدرة سويا عرشي إلى السماء- فسويا عرشه إلى السماء- و قال للدخان اجمد فجمد ثم قال له ازفر فزفر 342 فناداها و الأرض جميعا ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً- قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ‏ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ‏ ، فلما أخذ في رزق خلقه خلق السماء و جناتها- و الملائكة يوم الخميس و خلق الأرض يوم الأحد و خلق دواب البحر و البر يوم الإثنين و هما اليومان اللذان يقول الله‏ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ‏ و خلق الشجر و نبات الأرض- و أنهارها و ما فيها و الهوام في يوم الثلاثاء و خلق الجان و هو أبو الجن في يوم السبت و خلق الطير يوم الأربعاء و خلق آدم في ست ساعات من يوم الجمعة فهذه الستة الأيام- خلق الله‏ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما .

قال علي بن إبراهيم في قوله‏ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا معطوف على قوله « الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ- ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا » و قوله‏ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ قال إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم فنردهم و نعذبهم‏ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ‏ أي يقولون‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 323

أما لا يقوم القائم و لا يخرج، على حد الاستهزاء فقال الله‏ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ- وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ‏

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفٍ عَنْ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِيهِ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ ع عَنْ عَلِيٍّ ع‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى « وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ- لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ‏ » قَالَ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةٍ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ

، قال علي بن إبراهيم و الأمة في كتاب الله على وجوه كثيرة- فمنه المذهب- و هو قوله « كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً » أي على مذهب واحد، و منه الجماعة من الناس- و هو قوله « وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ‏ » أي جماعة، و منه الواحد قد سماه الله أمة- قوله « إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً » و منه جميع أجناس الحيوان- و هو قوله « وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ » و منه أمة محمد ص و هو قوله « كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ‏ » و هي أمة محمد ص و منه الوقت و هو قوله « وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ » أي بعد وقت- و قوله:

إِلى‏ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ، يعني به الوقت- و منه الخلق كله و هو قوله « وَ تَرى‏ كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى‏ إِلى‏ كِتابِهَا »، و قوله « يَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً- ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ‏ » و مثله كثير.

و قوله‏ وَ لَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً- ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ وَ لَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ- لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ قال إذا أغنى الله العبد ثم افتقر- أصابه الإياس و الجزع و الهلع- فإذا كشف الله عنه ذلك فرح- و قال‏ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ثم قال‏ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ قال صبروا في الشدة و عملوا الصالحات في الرخاء.

قوله‏ فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ- وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ- أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ- إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَكِيلٌ‏

فَإِنَّهُ‏

تفسير القمي، ج‏1، ص: 324

حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ‏ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ- فَقَالَ لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ اللَّيْلَةَ- بِأَنْ يَجْعَلَكَ وَزِيرِي فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَكَ وَصِيِّي فَفَعَلَ- وَ سَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَكَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي فَفَعَلَ- فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمُنَافِقِينَ- وَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ فِي شَنٍ‏ 343 بَالٍ أَحَبُّ إِلَيَّ- مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ أَلَّا سَأَلَهُ مَلَكاً يَعْضُدُهُ- أَوْ مَالًا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَا فِيهِ- وَ وَ اللَّهِ مَا دَعَا عَلِيّاً 344 قَطُّ إِلَى حَقٍّ أَوْ إِلَى بَاطِلٍ إِلَّا أَجَابَهُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ « فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ‏ الْآيَةَ

» و قوله‏ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ- قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ- وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ يعني قولهم إن الله لم يأمره بولاية علي ع و إنما يقول من عنده فيه فقال الله عز و جل‏ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ‏ أي ولاية أمير المؤمنين ع من عند الله- و قوله‏ مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها- نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ- أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ قال من عمل الخير- على أن يعطيه الله ثوابه في الدنيا أعطاه ثوابه في الدنيا- و كان له في الآخرة النار و قوله‏ أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى‏ إِماماً وَ رَحْمَةً- أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ‏ - إلى قوله‏ لا يُؤْمِنُونَ‏

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ إِنَّمَا نَزَلَتْ‏ أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ‏ ، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ص وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ إِمَاماً وَ رَحْمَةً- وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ فَقَدَّمُوا وَ أَخَّرُوا فِي التَّأْلِيفِ‏

صفحه بعد