کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏2، ص: 390

قَالَتْ قُرَيْشٌ فَمَتَى يَكُونُ مَا تَعِدُنَا يَا مُحَمَّدُ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ وَ النَّارِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ‏ يَعْنِي الْمَوْتَ وَ الْقِيَامَةِ فَسَيَعْلَمُونَ‏ يَعْنِي فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَ أَصْحَابَ الضَّغَائِنِ مِنْ قُرَيْشٍ‏ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قَالُوا فَمَتَى يَكُونُ هَذَا يَا مُحَمَّدُ قَالَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ: قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ- أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً قَالَ أَجَلًا.

عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى‏ غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى‏ مِنْ رَسُولٍ‏ يَعْنِي عَلِيّاً الْمُرْتَضَى مِنَ الرَّسُولِ ص وَ هُوَ مِنْهُ- قَالَ اللَّهُ‏ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قَالَ فِي قَلْبِهِ الْعِلْمَ وَ مِنْ خَلْفِهِ الرَّصَدَ يُعَلِّمُهُ عِلْمَهُ- وَ يَزُقُّهُ الْعِلْمَ زَقّاً وَ يُعَلِّمُهُ اللَّهُ إِلْهَاماً، وَ الرَّصَدُ التَّعْلِيمُ مِنَ النَّبِيِّ ص‏ لِيَعْلَمَ‏ النَّبِيُ‏ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ- وَ أَحاطَ عَلِيٌّ ع بِمَا لَدَى الرَّسُولِ مِنَ الْعِلْمِ‏ وَ أَحْصى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ عَدَداً مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مِنْ فِتْنَةٍ أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ خَسْفٍ- أَوْ قَذْفٍ أَوْ أُمَّةٍ هَلَكَتْ فِيمَا مَضَى أَوْ تَهْلِكَ فِيمَا بَقِيَ، وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ جَائِرٍ أَوْ عَادِلٍ يَعْرِفُهُ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ- وَ مَنْ يَمُوتُ مَوْتاً أَوْ يُقْتَلُ قَتْلًا، وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ مَخْذُولٍ لَا يَضُرُّهُ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُ، وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ مَنْصُورٍ لَا يَنْفَعُهُ نُصْرَةُ مَنْ نَصَرَهُ-.

وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عزاب [غُرَابٍ‏] عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏ فِي قَوْلِهِ‏ وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ‏ قَالَ ذِكْرُ رَبِّهِ وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‏

وَ قَوْلُهُ‏ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أَيْ طَلَبُوا الْحَقَ‏ وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ‏ الْآيَةَ، قَالَ الْقَاسِطُ الْحَائِدُ عَنِ الطَّرِيقِ- قَوْلُهُ‏ وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً قَالَ الْمَسَاجِدُ السَّبْعَةُ الَّتِي يَسْجُدُ عَلَيْهَا- الْكَفَّانِ وَ الرُّكْبَتَانِ [وَ عَيْنَا الرُّكْبَتَيْنِ‏] وَ الْإِبْهَامَانِ وَ الْجَبْهَةُ،

قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ‏ الْمَسَاجِدُ الْأَئِمَّةُ ع‏

قَوْلُهُ‏ وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ‏ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ص‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 391

يَدْعُوهُ‏ كِنَايَةٌ عَنِ اللَّهِ‏ كادُوا يَعْنِي قُرَيْشا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً أَيْ أَيِّداً- قَوْلُهُ‏ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ‏ قَالَ الْقَائِمُ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الرَّجْعَةِ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً

قَالَ هُوَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِزُفَرَ:

وَ اللَّهِ يَا ابْنَ صُهَاكَ! لَوْ لَا عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ‏ لَعَلِمْتَ أَيُّنَا أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً

، قَالَ فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجْعَةِ قَالُوا مَتَى يَكُونُ هَذَا- قَالَ اللَّهُ‏ قُلْ‏ يَا مُحَمِّدُ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ- أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً .

وَ قَوْلُهُ‏ عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى‏ غَيْبِهِ أَحَداً ... إلخ- قَالَ يُخْبِرُ اللَّهُ رَسُولَهُ الَّذِي يَرْتَضِيهِ- بِمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَخْبَارِ- وَ مَا يَكُونُ بَعْدَهُ مِنْ أَخْبَارِ الْقَائِمِ ع وَ الرَّجْعَةِ وَ الْقِيَامَةِ،

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع‏ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ‏ وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ- أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فَقَالَ لَا بَلْ وَ اللَّهِ شَرٌّ أُرِيدَ بِهِمْ- حِينَ بَايَعُوا مُعَاوِيَةَ وَ تَرَكُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ص‏

، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ‏ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ- لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً يَعْنِي مَنْ جَرَى فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنْ شِرْكِ الشَّيْطَانِ، عَلَى الطَّرِيقَةِ يَعْنِي عَلَى الْوَلَايَةِ- فِي الْأَصْلِ عِنْدَ الْأَظِلَّةِ حِينَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ ذُرِّيَّةِ آدَمَ، أَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً- لَكِنَّا وَضَعْنَا أَظَلَّتَهُمْ فِي مَاءِ الْفُرَاتِ الْعَذْبِ‏ 546

تفسير القمي، ج‏2، ص: 392

73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا- نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ‏ قَالَ: هُوَ النَّبِيُّ ص كَانَ يَتَزَمَّلُ بِثَوْبِهِ وَ يَنَامُ، فَقَالَ اللَّهُ: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا- نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا قَالَ انْقُصْ مِنَ الْقَلِيلِ‏ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ‏ أَيْ علَىَ الْقَلِيلِ قَلِيلًا وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا قَالَ بَيِّنْهُ تِبْيَاناً وَ لَا تَنْثُرْهُ نَثْرَ الرَّمْلِ- وَ لَا تَهُذَّهُ هَذَّ الشَّعْرِ- وَ لَكِنْ أَفْزِعْ بِهِ الْقُلُوبَ الْقَاسِيَةَ- قَوْلُهُ‏ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا قَالَ قِيَامَ اللَّيْلَ- وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا قَالَ أَصْدَقُ الْقَوْلِ‏

قَوْلُهُ‏ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا قَالَ رَفْعُ الْيَدَيْنِ وَ تَحْرِيكُ السَّبَّابَتَيْنِ-.

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا يَقُولُ فَرَاغاً طَوِيلًا لِنَوْمِكَ وَ لِحَاجَتِكَ‏ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا يَقُولُ أَخْلِصْ إِلَيْهِ إِخْلَاصاً

، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ‏ وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ أَيْ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَبْلَعَهُ- قَوْلُهُ‏ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ‏ أَيْ تَخْسِفُ- وَ قَوْلُهُ‏ وَ كانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا قَالَ مِثْلَ الرَّمْلِ يَنْحَدِرُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ- أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‏ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ- وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ‏ فَفَعَلَ النَّبِيُّ ص ذَلِكَ- وَ بَشَّرَ النَّاسَ بِهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ- وَ قَوْلُهُ‏ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ‏ وَ كَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ وَ لَا يَدْرِي- مَتَى يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ وَ مَتَى يَكُونُ الثُّلُثَانِ- وَ كَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ حَتَّى يُصْبِحَ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَحْفَظَهُ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‏ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ‏ إِلَى قَوْلِهِ‏ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ‏ يَقُولُ مَتَى يَكُونُ النِّصْفُ وَ الثُّلُثُ نُسِخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ‏ وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا خَلَا بِصَلَاةِ اللَّيْلِ- وَ لَا جَاءَ نَبِيٌّ قَطُّ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ‏

قَوْلُهُ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 393

فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً يَقُولُ كَيْفَ إِنْ كَفَرْتُمْ تَتَّقُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: فَكَيْفَ تَتَّقُونَ‏ الْآيَةَ قَالَ تَشِيبُ الْوِلْدَانُ مِنَ الْفَزَعِ- حَيْثُ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ،

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ‏ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏ وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً قَالَ هُوَ غَيْرُ الزَّكَاةِ.

74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ- وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ قَالَ: أَنْذَرَ الرَّسُولُ ص، فَالْمُدَّثِّرُ يَعْنِي الْمُدَّثِّرَ بِثَوْبِهِ، « قُمْ فَأَنْذِرْ » قَالَ: هُوَ قِيَامُهُ فِي الرَّجْعَةِ يُنْذِرُ فِيهَا- قَوْلُهُ « وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ » قَالَ: تَطْهِيرُهَا تَقْصِيرُهَا- وَ قَالَ:

شِيعَتُنَا يُطَهَّرُونَ- قَوْلُهُ‏ وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ الرُّجْزُ الْخَبِيثُ- قَوْلُهُ‏ وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ يَقُولُ‏ لَا تُعْطِي الْعَطِيَّةَ تَلْتَمِسُ أَكْثَرَ مِنْهَا

، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ‏ فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ إِلَى قَوْلِهِ‏ ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً

فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَ كَانَ شَيْخاً كَبِيراً مُجَرِّبا مِنْ دُهَاةِ الْعَرَبِ، وَ كَانَ مِنَ الْمُسْتَهْزِءِينَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص، وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَقْعُدُ فِي الْحُجْرَةِ وَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الشَّمْسِ مَا هَذَا الَّذِي يَقُولُ مُحَمَّدٌ أَ شِعْرٌ هُوَ أَمْ كِهَانَةٌ أَمْ خُطَبٌ! فَقَالَ دَعُونِي أَسْمَعْ كَلَامَهُ، فَدَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْشِدْنِي مِنْ شِعْرِكَ، قَالَ: مَا هُوَ شَعْرٌ وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ- الَّذِي ارْتَضَاهُ لِمَلَائِكَتِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ، فَقَالَ: اتْلُ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْئاً، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَم السَّجْدَةِ فَلَمَّا بَلَغَ قَوْلَهُ‏ فَإِنْ أَعْرَضُوا يَا مُحَمَّدُ أَعْنِي قُرَيْشاً فَقُلْ‏ لَهُمْ‏ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ ، قَالَ: فَاقْشَعَرَّ الْوَلِيدُ وَ قَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ

تفسير القمي، ج‏2، ص: 394

فِي رَأْسِهِ وَ لِحْيَتِهِ- وَ مَرَّ إِلَى بَيْتِهِ وَ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْ ذَلِكَ، فَمَشَوْا إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْحَكَمِ إِنَّ أَبَا عَبْدِ الشَّمْسِ صَبَا إِلَى دِينِ مُحَمَّدٍ أَ مَا تَرَاهُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْنَا، فَغَدَا أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ لَهُ: يَا عَمِّ نَكَّسْتَ رُءُوسَنَا- وَ فَضَحْتَنَا وَ أَشْمَتَّ بِنَا عَدُوُّنَا- وَ صَبَوْتَ إِلَى دِينِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ مَا صَبَوْتُ إِلَى دِينِهِ- وَ لَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلَاماً صَعْباً تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْجُلُودُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: أَ خُطَبٌ هُوَ قَالَ: لَا إِنَّ الْخُطَبَ كَلَامٌ مُتَّصِلٌ وَ هَذَا كَلَامٌ مَنْثُورٌ- وَ لَا يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً- قَالَ أَ فَشِعْرُ هُوَ قَالَ لَا، أَمَّا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَشْعَارَ الْعَرَبِ بَسِيطَهَا وَ مَدِيدَهَا- وَ رَمْلَهَا وَ رَجَزَهَا وَ مَا هُوَ بِشِعْرٍ- قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ دَعْنِي أُفَكِّرْ فِيهِ- فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ- قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ مَا تَقُولُ فِيمَا قُلْنَاهُ قَالَ:

قُولُوا هُوَ سِحْرٌ فَإِنَّهُ أَخَذَ بِقُلُوبِ النَّاسِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ فِي ذَلِكَ « ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً » وَ إِنَّمَا سُمِّيَ وَحِيداً 547 لِأَنَّهُ قَالَ لِقُرَيْشٍ أَنَا أَتَوَحَّدُ بِكِسْوَةِ الْبَيْتِ سَنَةً- وَ عَلَيْكُمْ فِي جَمَاعَتِكُمْ سَنَةً، وَ كَانَ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ وَ حَدَائِقُ- وَ كَانَ لَهُ عَشْرُ بَنِينَ بِمَكَّةَ وَ كَانَ لَهُ عَشْرَةُ عَبِيدٍ عِنْدَ كُلِّ عَبْدٍ أَلْفُ دِينَارٍ يَتَّجِرُ بِهَا- وَ تِلْكَ الْقِنْطَارُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ- وَ يُقَالُ إِنَّ الْقِنْطَارَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوٌّ ذَهَباً

، فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ‏ - إِلَى قَوْلِهِ‏ صَعُوداً قَالَ: جَبَلٌ يُسَمَّى صَعُوداً ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ قَالَ عَبَسَ وَجْهَهُ، وَ بَسَرَ قَالَ أَلْقَى شِدْقَهُ‏ ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ- إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ إِلَى قَوْلِهِ‏ ما سَقَرُ وَادٍ فِي النَّارِ لا تُبْقِي وَ لا تَذَرُ أَيْ لَا تُبْقِيهِ وَ لَا تَذَرُهُ‏ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قَالَ تُلَوِّحُ عَلَيْهِ فَتُحْرِقُهُ، عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ قَالَ مَلَائِكَةٌ يُعَذِّبُونَهُمْ- وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَ هُمْ مَلَائِكَةٌ فِي النَّارِ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ‏ وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا

تفسير القمي، ج‏2، ص: 395

قَالَ لِكُلِّ رَجُلٍ تِسْعَةَ عَشَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُعَذِّبُونَهُمْ-.

قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً قَالَ الْوَحِيدُ وَلَدُ الزِّنَا وَ هُوَ زُفَرُ وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً قَالَ أَجَلًا إِلَى مُدَّةٍ وَ بَنِينَ شُهُوداً قَالَ أَصْحَابُهُ الَّذِينَ شَهِدُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَا يُورَثُ‏ وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً مَلَّكَهُ الَّذِي مَلَّكَهُ مَهَّدَهُ لَهُ‏ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً قَالَ لِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع جَاحِداً- عَانِداً لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِيهَا سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ فَكَّرَ فِيمَا أُمِرَ بِهِ مِنَ الْوَلَايَةِ- وَ قَدَّرَ إِنْ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ لَا يُسَلِّمَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع الْبَيْعَةَ الَّتِي بَايَعَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص‏ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ قَالَ عَذَابِ بَعْدَ عَذَابِ يُعَذِّبْهُ الْقَائِمِ ع‏ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى النَّبِيِّ ص وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَ عَبَسَ وَ بَسَرَ مِمَّا أُمِرَ بِهِ‏ ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ، قَالَ: زُفَرُ إِنَّ النَّبِيَّ ص سَحَرَ النَّاسَ بِعَلِيٍّ ع‏ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ أَيْ لَيْسَ هُوَ وَحْياً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فِيهِ نَزَلَتْ-.

وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ‏ قَالَ الْيَمِينُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ أَصْحَابُهُ شِيعَتُهُ فَيَقُولُونَ لِأَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ فَيَقُولُونَ‏ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ‏ أَيْ لَمْ نَكُ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ‏ قَالَ: حُقُوقُ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْخُمْسِ لِذَوِي الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيِل وَ هُمْ آلُ مُحَمِّدٍ ع‏ وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ‏ أَيْ يَوْمِ الْمُجَازَاةِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ‏ أَيِ الْمَوْتُ- وَ قَوْلُهُ‏ فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ‏ قَالَ: لَوْ أَنَّ كُلَّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ- شَفَعُوا فِي نَاصِبِ آلِ مُحَمَّدٍ مَا قُبِلَ مِنْهُمْ مَا شَفَعُوا فِيهِ- ثُمَّ قَالَ‏ فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 396

قَالَ عَمَّا يُذْكَرُ لَهُمْ مِنْ مُوَالاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ يَعِني مِنَ الْأَسَدِ- قَوْلُهُ‏ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى‏ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ قَالَ هُوَ أَهْلٌ أَنْ يُتَّقَى وَ أَهْلٌ أَنْ يَغْفِرَ-.

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ- نَذِيراً لِلْبَشَرِ قَالَ يَعْنِي فَاطِمَةَ ع‏

، وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ‏ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ- أَنْ يُؤْتى‏ صُحُفاً مُنَشَّرَةً وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا يَا مُحَمَّدُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ- فَيُصْبِحُ وَ ذَنْبُهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ كَفَّارَتُهُ- فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع عَلَى النَّبِيِّ ص وَ قَالَ- يَسْأَلُكَ قَوْمُكَ سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الذُّنُوبِ- فَإِنْ شَاءُوا فَعَلْنَا ذَلِكَ بِهِمْ- وَ أَخَذْنَاهُمْ بِمَا كُنَّا نَأْخُذُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَرِهَ ذَلِكَ لِقَوْمِهِ‏

75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ يَعْنِي أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ قَالَ: نَفْسُ آدَمَ الَّتِي عَصَتْ فَلَامَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- قَوْلُهُ‏ أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ- بَلى‏ قادِرِينَ عَلى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ‏ قَالَ:

أَطْرَافُ الْأَصَابِعِ لَوْ شَاءَ اللَّهُ يُسَوِّيهَا- قَوْلُهُ‏ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ‏ قَالَ يُقَدِّمُ الذَّنْبَ وَ يُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ وَ يَقُولُ سَوْفَ أَتُوبُ- قَوْلُهُ‏ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ أَيْ مَتَى يَكُونُ- قَالَ اللَّهُ‏ فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ قَالَ: يُبْرِقُ الْبَصَرُ فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَطْرَفَ‏

صفحه بعد