کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول‏ [مقدمات التحقيق‏] الرموز مقدمة آقا بزرك الطهرانيّ‏ المقدّمة من حجّة الإسلام العلامة السيّد طيب الموسوي الجزائريّ دام ظله‏ [لفت نظر] صاحب التفسير: [نبذة من ترجمة] محمّد بن أبي عمير: [كلمات الرجاليين حوله‏] عبادته: سخاؤه: جهاده: مؤلّفاته: الثناء على التفسير: بقي شي‏ء: تنبيه يتعلق بهذا التفسير تحريف القرآن: [مقدمة المصنف‏] 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية (75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية (110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون (43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الرموز 17 (سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر (120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية (60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون (35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 59 سُورَةُ الْحَشْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ 24 60 سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ 13 61 سُورَةُ الصَّفِّ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ 14 62 سُورَةُ الْجُمُعَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 63 سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ مَدَنِيَّةٌ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً 11 64 سُورَةُ التَّغابن مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ 18 65 سُورَةُ الطَّلَاقِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 66 سُورَةُ التَّحْرِيمِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ 12 67 سُورَةُ الْمُلْكِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثُونَ 30 68 سُورَةُ الْقَلَمِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 69 سُورَةُ الْحَاقَّةُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ خَمْسُونَ 52 70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44 71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28 73 سُورَةُ الْمُزَّمِّل مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 74 سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ خَمْسُونَ 56 75 سُورَةُ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعُونَ 40 76 سُورَةُ الدَّهْرِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ ثَلَاثُونَ 31 77 سُوْرةُ الْمُرْسَلَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسُونَ 50 78 سُورَةُ النَّبَإِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ أَرْبَعُونَ 41 79 سُورَةُ النَّازِعَاتِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌ وَ أَرْبَعُونَ 46 80 سُورَةُ عَبَسَ مَكِّيَّةٌ 42 81 سِورَةُ التَّكْوِيرُ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ 29 82 سُورَةُ الْإِنْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 83 سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ 36 84 سُورَةُ الْإِنْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ 25 85 سُورَةُ الْبُرُوجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا اثْنَتَانِ وَ عِشْرُونَ 22 86 سُورَةُ الطَّارِقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ 17 87 سُورَةُ الْأَعْلَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 88 سُورَةُ الْغَاشِيَةٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ وَ عِشْرُونَ 26 89 سُورَةُ الْفَجْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلاثُونَ 30 90 سُورَةُ الْبَلَدِ مَكِّيّةٌ آيَاتُهَا عِشْرُونَ 20 91 سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسَ عَشْرَةَ 15 92 سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى وَ عِشْرُونَ 21 93 سُورَةُ الضُّحَى مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 94 سُورَةُ الْإِنْشِرَاحِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 95 سُورَةُ التِّينِ مَكِّيَّةٌ وَ هِيَ ثَمَانُ آيَاتٍ 8 96 سُورَةُ الْعَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ 19 97 سُوْرَةُ الْقَدْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 98 سُورَةُ الْبَيِّنَةِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 99 سُورَةُ الزِّلْزَالِ مَدَنِيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 100 سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ 11 101 سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ 11 102 سُورَةُ التَّكَاثُرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ 8 (103) سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (104) سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا تِسْعٌ (9) (105) سُورَةُ الْفِيلِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (106) سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ (4) (107) سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سَبْعٌ (7) (108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6) (110) سُورَةُ النَّصْرِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3) (111) سُورَةُ اللَّهَبِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ (5) (112) سُورَةُ الْإِخْلَاصِ مَكِّيَّةُ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 113 سُورَةُ الْفَلَقِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا خَمْسٌ 5 (114) سُورَةُ النَّاسِ مَكِّيَّةٌ [مَدَنِيَّةٌ] آيَاتُهَا سِتٌّ (6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمّيّ‏

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏2، ص: 85

رَسُولِ اللَّهِ ص لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَ إِنَّمَا هِيَ لِلْقَائِمِ ع إِذَا خَرَجَ يَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ ع وَ هُوَ قَوْلُهُ: نَحْنُ أَوْلِيَاءُ الدَّمِ وَ طُلَّابُ الدِّيَةِ

ثم ذكر عبادة الأئمة ع و سيرتهم فقال: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ- أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ- وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ- وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ و أما قَوْلُهُ: وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ قَالَ هُوَ مَثَلٌ لِآلِ مُحَمَّدٍ ص قَوْلُهُ: بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ هِيَ الَّتِي لَا يَسْتَسْقِى مِنْهَا- وَ هُوَ الْإِمَامُ الَّذِي قَدْ غَابَ فَلَا يُقْتَبَسُ مِنْهُ الْعِلْمُ- وَ الْقَصْرُ الْمَشِيدُ» هُوَ الْمُرْتَفَعُ وَ هُوَ مَثَلٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الْأَئِمَّةِ وَ فَضَائِلِهِمُ الْمُشْرِفَةِ عَلَى الدُّنْيَا- وَ هُوَ قَوْلُهُ‏ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ‏ و قال الشاعر في ذلك:

بئر معطلة و قصر مشرف‏

مثل لآل محمد مستطرف‏

فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى‏

و البئر علمهم الذي لا ينزف‏

.

و قوله: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍ‏ إلى قوله‏ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ‏

فَإِنَّ الْعَامَّةَ رَوَوْا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ فِي الصَّلَاةِ- فَقَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ قُرَيْشٌ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ- فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ « أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى‏ » أَجْرَى إِبْلِيسُ عَلَى لِسَانِهِ «فَإِنَّهَا لَلْغَرَانِيقُ الْأُولَى- وَ إِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى» فَفَرِحَتْ قُرَيْشٌ وَ سَجَدُوا- وَ كَانَ فِي الْقَوْمِ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَ هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ- فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ حَصًى فَسَجَدَ عَلَيْهِ وَ هُوَ قَاعِدٌ- وَ قَالَتْ قُرَيْشٌ قَدْ أَقَرَّ مُحَمَّدٌ بِشَفَاعَةِ اللَّاتِ وَ الْعُزَّى، قَالَ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ قَدْ قَرَأْتَ مَا لَمْ أُنْزِلْ عَلَيْكَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ « وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ- إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ- فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ‏

». وَ أَمَّا الْخَاصَّةُ فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَصَابَهُ خَصَاصَةٌ- فَجَاءَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ طَعَامٍ فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَبَحَ لَهُ عَنَاقاً وَ شَوَاهُ فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ- تَمَنَّى رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 86

يَكُونَ مَعَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع فَجَاءَ مُنَافِقَانِ ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ بَعْدَهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ « وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍ‏ وَ لَا مُحَدَّثٍ‏ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ‏ يَعْنِي فُلَاناً وَ فُلَاناً فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ‏ » يَعْنِي لَمَّا جَاءَ عَلِيٌّ ع بَعْدَهُمَا ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ‏ يَعْنِي يَنْصُرُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَالَ: لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً يَعْنِي فُلَاناً وَ فُلَاناً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ - إِلَى قَوْلِهِ‏ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ يَعْنِي إِلَى الْإِمَامِ الْمُسْتَقِيمِ‏

ثم قال: وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ‏ أي في شك من أمير المؤمنين ع‏ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ‏ قال العقيم الذي لا مثل له في الأيام- ثم قال: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ- فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ- وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا قال: و لم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين و الأئمة ع‏ فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ‏ .

ثم ذكر أمير المؤمنين و المهاجرين من أصحاب النبي ص فقال: وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ‏ إلى قوله‏ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ‏

و أما قَوْلُهُ: وَ مَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ- ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ‏ فَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَ هَرَبَ مِنْهُمْ إِلَى الْغَارِ وَ طَلَبُوهُ لِيَقْتُلُوهُ فَعَاقَبَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ فَقُتِلَ عُتْبَةُ وَ شَيْبَةُ وَ الْوَلِيدُ وَ أَبُو جَهْلٍ وَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَ غَيْرُهُمْ- فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص طُلِبَ بِدِمَائِهِمْ- فَقُتِلَ الْحُسَيْنُ وَ آلُ مُحَمَّدٍ بَغْياً وَ عُدْوَاناً- وَ هُوَ قَوْلُ يَزِيدَ حِينَ تَمَثَّلَ بِهَذَا الشِّعْرِ:

لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا

جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ‏

لَأَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً

ثُمَّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلَ‏

لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ‏

مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ‏

قَدْ قَتَلْنَا الْقَرْمَ مِنْ سَادَاتِهِمْ‏

وَ عَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلَ‏

.

تفسير القمي، ج‏2، ص: 87

و قال الشاعر في مثل ذلك:

و كذاك الشيخ أوصاني به‏

فاتبعت الشيخ فيما قد سأل .

و قال يزيد أيضا يقول:

و الرأس‏

مطروح يقلبه‏

يا ليت أشياخنا الماضين بالحضر

حتى يقيسوا قياسا لا يقاس به‏

أيام بدر لكان الوزن بالقدر .

فقال الله تبارك و تعالى: « وَ مَنْ عاقَبَ‏ يعني رسول الله ص « بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ‏ » يعني حسينا أرادوا أن يقتلوه « ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ‏ » يعني بالقائم من ولده‏

و قوله: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ‏ أي مذهبا يذهبون فيه- ثم احتج عز و جل على قريش و الملحدين الذين يعبدون غير الله فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ- إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ يعني الأصنام‏ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ- وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً- لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ‏ يعني الذباب‏

و قوله: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أي يختار و هو جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت و من الناس الأنبياء و الأوصياء- فمن الأنبياء نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد ص و من هؤلاء الخمسة رسول الله ص و من الأوصياء أمير المؤمنين و الأئمة ع و فيه تأويل غير هذا.

ثم خاطب الله الأئمة ع فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا إلى قوله‏ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ‏ يا معشر الأئمة وَ تَكُونُوا أنتم‏ شُهَداءَ عَلَى‏ المؤمنين و النَّاسِ‏

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ: « الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ- أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ » وَ هَذِهِ الْآيَةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ع إِلَى آخِرِ الْآيَةِ- وَ الْمَهْدِيُّ وَ أَصْحَابُهُ يُمَلِّكُهُمُ اللَّهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا- وَ يُظْهِرُ الدِّينَ- وَ يُمِيتُ اللَّهُ بِهِ وَ أَصْحَابِهِ الْبِدَعَ الْبَاطِلَ- كَمَا أَمَاتَ السَّفَهُ الْحَقَّ حَتَّى لَا يُرَى أَثَرٌ لِلظُّلْمِ‏

و أما قوله:

تفسير القمي، ج‏2، ص: 88

فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ- فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى‏ عُرُوشِها و العروش سقف البيت و قوله:

يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ‏ و ذلك أن رسول الله ص أخبرهم أن العذاب قد أتاهم- قالوا فأين العذاب و استعجلوه- فقال الله‏ وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‏ و أما قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا- وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ- وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ- وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ‏ فهذه خاصة لآل محمد ع و قوله: لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ‏ يعني يكون على آل محمد وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ‏ أي آل محمد يكونوا شهداء على الناس بعد النبي ص و قال عيسى ابن مريم: « وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ- فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ‏ » يعني الشهيد « وَ أَنْتَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ » و إن الله جعل على هذه الأمة بعد النبي ص شهيدا من أهل بيته و عترته ما كان في الدنيا منهم أحد- فإذا فنوا هلك أهل الأرض‏

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ جَعَلَ اللَّهُ النُّجُومَ أَمَاناً لِأَهْلِ السَّمَاءِ- وَ جَعَلَ أَهْلَ بَيْتِي أَمَاناً لِأَهْلِ الْأَرْضِ‏ 404

(23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة (118)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ- الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ‏

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي- فَقَالَتْ: « قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ‏

» و قوله: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ‏ قال غضك بصرك في صلواتك و إقبالك عليها وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ‏ يعني الغناء و الملاهي‏ وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ‏

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ مَنْ مَنَعَ قِيرَاطاً مِنَ الزَّكَاةِ- فَلَيْسَ هُوَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا مُسْلِمٍ وَ لَا كَرَامَةَ لَهُ‏

وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ- إِلَّا عَلى‏ أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 89

يعني الإماء فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ‏ و المتعة حدها حد الإماء فَمَنِ ابْتَغى‏ وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ‏ قال من جاوز ذلك فأولئك هم العادون‏

و قوله: وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى‏ صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ‏ قال على أوقاتها و حدودها

و قوله: أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ‏

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلًا- وَ فِي النَّارِ مَنْزِلًا- فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَشْرِفُوا- فَيُشْرِفُونَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ وَ تُرْفَعُ لَهُمْ مَنَازِلُهُمْ فِيهَا- ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ- الَّتِي لَوْ عَصَيْتُمُ اللَّهَ لَدَخَلْتُمُوهَا يَعْنِي النَّارَ قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ فَرَحاً- لَمَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ فَرَحاً- لِمَا صُرِفَ عَنْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ النَّارِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيَنْظُرُونَ مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَ مَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ- فَيُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ مَنَازِلُكُمُ- الَّتِي لَوْ أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ لَدَخَلْتُمُوهَا- قَالَ فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ حُزْناً- لَمَاتَ أَهْلُ النَّارِ حُزْناً- فَيُورَثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ- وَ يُورَثُ هَؤُلَاءِ مَنَازِلَ هَؤُلَاءِ- وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ‏ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ‏ .

و قوله: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ‏ قال السلالة الصفوة من الطعام- و الشراب الذي يصير نطفة- و النطفة أصلها من السلالة- و السلالة هي من صفوة الطعام و الشراب- و الطعام من أصل الطين فهذا معنى قوله: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ- ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ‏ يعني في الرحم‏ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً- فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً- ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ- فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ و هذه استحالة من أمر إلى أمر- فحد النطفة إذا وقعت في الرحم أربعون يوما- ثم تصير علقة-.

و زعمت المعتزلة أنا نخلق أفعالنا- و احتجوا بقول الله‏ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ و زعموا أن هاهنا خالقين غير الله عز و جل- و معنى الخلق هاهنا التقدير- مثل قول الله‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 90

لعيسى ابن مريم و ليس ذلك كما ذهبت المعتزلة أنهم خالقون لأفعالهم- و قوله: خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ- ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ‏ إلى قوله‏ ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فهم ستة أجزاء و ست استحالات- و في كل جزء و استحالة دية محدودة ففي النطفة عشرون دينارا، و في العلقة أربعون دينارا، و في المضغة ستون دينارا و في العظم ثمانون دينارا، و إذا كسي لحما فمائة دينار- حتى يستهل فإذا استهل فالدية كاملة

فَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ قُلْتُ فَإِنْ خَرَجَ فِي النُّطْفَةِ قَطْرَةُ دَمٍ- قَالَ فِي الْقَطْرَةِ عُشْرُ النُّطْفَةِ- فَفِيهَا اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً 405 قُلْتُ قَطْرَتَانِ قَالَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً- قُلْتُ فَثَلَاثٌ قَالَ سِتَّةٌ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً- قُلْتُ فَأَرْبَعٌ قَالَ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ دِينَاراً- قُلْتُ فَخَمْسٌ قَالَ ثَلَاثُونَ دِينَاراً- وَ مَا زَادَ عَلَى النِّصْفِ فَعَلَى هَذَا الْحِسَابِ- حَتَّى تَصِيرَ عَلَقَةً- فَيَكُونُ فِيهَا أَرْبَعُونَ دِينَاراً، قُلْتُ فَإِنْ خَرَجَتِ النُّطْفَةُ مُتَخَضْخِضَةً بِالدَّمِ قَالَ: قَدْ عَلِقَتْ إِنْ كَانَ دَماً صَافِياً أَرْبَعُونَ دِينَاراً- وَ إِنْ كَانَ دَماً أَسْوَدَ فَذَلِكَ مِنَ الْجَوْفِ- فَلَا شَيْ‏ءَ عَلَيْهِ إِلَّا التَّعْزِيرُ لِأَنَّهُ مَا كَانَ مِنْ دَمٍ صَافٍ فَذَلِكَ الْوَلَدُ- وَ مَا كَانَ مِنْ دَمٍ أَسْوَدَ فَهُوَ مِنَ الْجَوْفِ، قَالَ فَقَالَ أَبُو شِبْلٍ فَإِنَّ الْعَلَقَةَ إِذَا صَارَتْ فِيهَا شَبِيهَ الْعُرُوقِ وَ اللَّحْمِ قَالَ: اثْنَانِ وَ أَرْبَعُونَ دِينَاراً [وَ] الْعُشْرُ- قَالَ قُلْتُ فَإِنَّ عُشْرَ الْأَرْبَعِينَ أَرْبَعَةٌ، قَالَ لَا إِنَّمَا عُشْرُ الْمُضْغَةِ إِنَّمَا ذَهَبَ عُشْرُهَا- فَكُلَّمَا ازْدَادَتْ زِيدَ حَتَّى تَبْلُغَ السِّتِّينَ- قُلْتُ فَإِنْ رَأَتْ فِي الْمُضْغَةِ مِثْلَ عُقْدَةِ عَظْمٍ يَابِسٍ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ عَظْمٌ أَوَّلَ مَا يَبْتَدِئُ فَفِيهِ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ 406 فَإِنْ زَادَ فَزَادَ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ حَتَّى تَبْلُغَ مِائَةً- قُلْتُ فَإِنْ كُسِيَ الْعَظْمُ لَحْماً قَالَ كَذَلِكَ إِلَى مِائَةٍ قُلْتُ فَإِنْ رَكَزَهَا فَسَقَطَ الصَّبِيُّ- لَا يُدْرَى أَ حَيّاً كَانَ أَوْ مَيِّتاً، قَالَ: هَيْهَاتَ يَا أَبَا شِبْلٍ‏

تفسير القمي، ج‏2، ص: 91

إِذَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَقَدْ صَارَتْ فِيهِ الْحَيَاةُ- وَ قَدِ اسْتَوْجَبَ الدِّيَةَ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِهِ: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَهُوَ نَفْخُ الرُّوحِ فِيهِ.

و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ لَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ‏ قال السماوات- و قوله: وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ‏ قال شجرة الزيتون- و هو مثل لرسول الله ص و أمير المؤمنين ع‏

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي قَوْلِهِ: وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ- فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ‏ فَهِيَ الْأَنْهَارُ وَ الْعُيُونُ وَ الْآبَارُ- وَ قَوْلُهُ: « وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ » فَالطُّورُ الْجَبَلُ وَ السَّيْنَاءُ الشَّجَرَةُ- وَ أَمَّا الشَّجَرَةُ الَّتِي‏ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ‏ فَهِيَ الزَّيْتُونُ.

و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها- وَ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ- وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ عَلَيْها وَ عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ‏ يعني السفن‏

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ فِي قَوْلِهِ‏ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً وَ الْغُثَاءُ الْيَابِسُ الْهَامِدُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ‏

و قوله: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا يقول بعضهم في أثر بعض‏

و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً إلى قوله‏ وَ مَعِينٍ‏ قال الربوة: الحيرة و ذات قرار و معين- أي الكوفة

ثم خاطب الله الرسل فقال‏ يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إلى قوله‏ أُمَّةً واحِدَةً قال على مذهب واحد

و قوله: كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ‏ قال كل من اختار لنفسه دينا فهو فرح به، ثم خاطب الله نبيه ص فقال‏ فَذَرْهُمْ‏ يا محمد فِي غَمْرَتِهِمْ‏ أي في سكرتهم و شكهم‏ حَتَّى حِينٍ‏

صفحه بعد