کتابخانه روایات شیعه
كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ- وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ و قوله ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ- وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ- قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ- أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ- نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ، وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ- قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ- أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ فهذه التي أحلها الله في كتابه في قوله « وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ » 272 ثم فسرها في هذه الآية فقال: « مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ» وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ،
فَقَالَ ص : « مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ » عَنَى الْأَهْلِيَّ وَ الْجَبَلِيَّ « وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ » عَنَى الْأَهْلِيَّ وَ الْوَحْشِيَّ الْجَبَلِيَّ « وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ » يَعْنِي الْأَهْلِيَّ وَ الْوَحْشِيَّ الْجَبَلِيَّ « وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ » يَعْنِي الْبَخَاتِيَ 273 وَ الْعِرَابَ- فَهَذِهِ أَحَلَّهَا اللَّهُ
، و قد احتج قوم بهذه الآية قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ- إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ- فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فتأولوا هذه الآية- أنه ليس شيء محرما إلا هذا، و أحلوا كل شيء من البهائم، القردة و الكلاب و السباع- و الذئاب و الأسد و البغال و الحمير و الدواب، و زعموا أن ذلك كله حلال لقوله « قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ » و غلطوا في هذا غلطا بينا- و إنما هذه الآية رد على ما أحلت العرب و حرمت، لأن العرب كانت تحلل على نفسها أشياء- و تحرم أشياء- فحكى الله ذلك لنبيه ص ما قالوا، فقال: وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا
فكان إذا سقط الجنين حيا أكله الرجال- و حرم على النساء، و إذا كان ميتا أكله الرجال و النساء، و قد مضى ذكره و هو قوله « وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ... إلخ.» و قوله وَ عَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ » يعني اليهود، حرم الله عليهم لحوم الطير، و حرم عليهم الشحوم و كانوا يحبونها- إلا ما كان على ظهور الغنم- أو في جانبه خارجا من البطن- و هو قوله حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما- إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أي الجنبين أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَ إِنَّا لَصادِقُونَ و معنى قوله جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ أنه كان ملوك بني إسرائيل يمنعون فقراءهم من أكل لحم الطير و الشحوم- فحرم الله ذلك عليهم ببغيهم على فقرائهم، ثم قال الله لنبيه ص فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ- وَ لا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ثم قال سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا- لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَ لا آباؤُنا- وَ لا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ- كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ يا محمد لهم هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ- فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ- وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ثم قال قُلْ لهم فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ- فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ قال لو شاء لجعلكم كلكم على أمر واحد- و لكن جعلكم على اختلاف، ثم قال قُلْ يا محمد لهم هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا و هو معطوف على قوله « وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ » ثم قال فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ- وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا- وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ هُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ثم قال لنبيه ص قُلْ لهم تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ- أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً- وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً قال الوالدين رسول الله ص و أمير المؤمنين ص.
فإنه محكم-
و قوله وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ- حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ- وَ الْمِيزانَ بِالْقِسْطِ- لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها- وَ إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى- وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا- ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فهذا كله محكم- و قوله وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ قال الصراط المستقيم الإمام فاتبعوه وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ يعني غير الإمام فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ يعني لا تفرقوا و لا تختلفوا في الإمام- إن تختلفوا في الإمام تضلوا عن سبيله،
أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ « وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ- وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ » قَالَ نَحْنُ السَّبِيلُ فَمَنْ أَبَى فَهَذِهِ السُّبُلُ فَقَدْ كَفَرَ، ثُمَّ قَالَ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ يَعْنِي كَيْ تَتَّقُوا
، و قوله ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ يعني تم له الكتاب لما أحسن وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ- وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ هو محكم و قوله وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ يعني القرآن مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ اتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يعني كي ترحموا، و قوله أَنْ تَقُولُوا- إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا- وَ إِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ يعني اليهود و النصارى و إن كنا لم ندرس كتبهم أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ- لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ يعني قريشا، قالوا لو أنزل علينا الكتاب- لكنا أهدى و أطوع منهم فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ يعني القرآن فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ- وَ صَدَفَ عَنْها يعني دفع عنها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا أي يدفعون و يمنعون عن آياتنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ ثم قال هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ- أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ- يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ
فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها- لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قَالَ نَزَلَتْ «أَوِ اكْتَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً» قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُنْتَظِرُونَ قَالَ إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا- فَكُلُّ مَنْ آمَنَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَا يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ.
و قوله إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً- لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ قال فارقوا أمير المؤمنين ع و صاروا أحزابا،
حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ « إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً » قَالَ فَارَقُوا الْقَوْمُ وَ اللَّهِ دِينَهُمْ
، و قوله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها- وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها- وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ فهذه ناسخة لقوله « مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها » و قوله قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً- وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ و الحنيفية هي العشرة التي جاء بها إبراهيم ع قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ- وَ مَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ- وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ثم قال قُلْ لهم يا محمد أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ- وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها- وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أي لا تحمل آثمة إثم أخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ- فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ و قوله وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ- وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ قال في القدر و المال لِيَبْلُوَكُمْ أي يختبركم فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ- وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ .
7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، المص كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مخاطبة لرسول الله ص فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ أي ضيق لِتُنْذِرَ بِهِ وَ ذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ
حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ وَ أَخَاهُ أَبَا يَاسِرِ بْنَ أَخْطَبَ وَ نَفَراً مِنَ الْيَهُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالُوا لَهُ أَ لَيْسَ فِيمَا تَذْكُرُ فِيمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ الم قَالَ بَلَى، قَالُوا أَتَاكَ بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ، قَالُوا لَقَدْ بُعِثَتْ أَنْبِيَاءُ قَبْلَكَ، مَا نَعْلَمُ نَبِيّاً مِنْهُمْ أَخْبَرَ مَا مُدَّةُ مُلْكِهِ- وَ مَا أَكَلَ أُمَّتُهُ غَيْرُكَ، قَالَ ع فَأَقْبَلَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُمُ الْأَلِفُ وَاحِدٌ- وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ وَ الْمِيمُ أَرْبَعُونَ فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ وَ سَبْعُونَ سَنَةً، فَعَجَبٌ مِمَّنْ يَدْخُلُ فِي دِينِهِ وَ مُدَّةُ مُلْكِهِ- وَ أَكْلِ أُمَّتِهِ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ سَنَةً، قَالَ ع ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ هَلْ مَعَ هَذَا غَيْرٌ قَالَ نَعَمْ، قَالَ هَاتِهِ، قَالَ المص قَالَ أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ، الْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ وَ الْمِيمُ أَرْبَعُونَ- وَ الصَّادُ تِسْعُونَ فَهَذِهِ مِائَةٌ وَ إِحْدَى وَ سِتُّونَ سَنَةً، ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص هَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ- قَالَ هَاتِ، قَالَ الر ، قَالَ هَذَا أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ، الْأَلِفُ وَاحِدٌ- وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ وَ الرَّاءُ مِائَتَانِ- فَهَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ، قَالَ هَاتِ، قَالَ: المر قَالَ هَذَا أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ، الْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ وَ الْمِيمُ أَرْبَعُونَ وَ الرَّاءُ مِائَتَانِ، ثُمَّ قَالَ فَهَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ، قَالَ لَقَدِ الْتَبَسَ عَلَيْنَا أَمْرُكَ فَمَا نَدْرِي مَا أُعْطِيتَ، ثُمَّ قَامُوا عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو يَاسِرٍ لِحُيَيٍّ أَخِيهِ! وَ مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ مُحَمَّداً قَدْ جَمَعَ هَذَا كُلَّهُ وَ أَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ أُنْزِلَتْ مِنْهُنَ آياتٌ مُحْكَماتٌ- هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ وَ هِيَ تَجْرِي فِي وُجُوهٍ أُخَرَ عَلَى غَيْرِ مَا تَأَوَّلَ بِهِ حُيَيٌّ وَ أَبُو يَاسِرٍ وَ أَصْحَابُهُ.
ثم خاطب الله تبارك و تعالى الخلق فقال اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ غير محمد قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ و قوله وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها- فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أي عذابا بالليل أَوْ هُمْ قائِلُونَ يعني نصف النهار و قوله فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا- إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فإنه محكم
و قوله فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ- وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ قال الأنبياء، عما حملوا من الرسالة، و قوله فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ- وَ ما كُنَّا غائِبِينَ قال لم نغب عن أفعالهم و قوله وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ قال المجازات بالأعمال- إن خيرا فخير و إن شرا فشر- و هو قوله فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ- بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ قال بالأئمة يجحدون و قوله وَ لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ- وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ أي مختلفة قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ أي لا تشكرون الله و قوله وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ أي خلقناكم في أصلاب الرجال- و صورناكم في أرحام النساء- ثم قال و صور ابن مريم في الرحم دون الصلب- و إن كان مخلوقا في أصلاب الأنبياء، و رفع و عليه مدرعة من صوف،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ « وَ لَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ » أَمَّا خَلَقْنَاكُمْ فَنُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً- ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْماً ثُمَّ لَحْماً، وَ أَمَّا صَوَّرْنَاكُمْ فَالْعَيْنَ وَ الْأَنْفَ وَ الْأُذُنَيْنِ- وَ الْفَمَ وَ الْيَدَيْنِ وَ الرِّجْلَيْنِ صَوَّرَ هَذَا وَ نَحْوَهُ- ثُمَّ جَعَلَ الدَّمِيمَ وَ الْوَسِيمَ- وَ الطَّوِيلَ وَ الْقَصِيرَ وَ أَشْبَاهَ هَذَا
، و أَمَّا قَوْلُهُ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ- وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ أَمَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَهُوَ مِنْ قِبَلِ الْآخِرَةِ لَأُخْبِرَنَّهُمْ أَنَّهُ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا نُشُورَ، وَ أَمَّا خَلْفَهُمْ يَقُولُ مِنْ قِبَلِ دُنْيَاهُمْ- آمُرُهُمْ بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ- وَ آمُرُهُمْ أَنْ لَا يَصِلُوا فِي أَمْوَالِهِمْ رَحِماً- وَ لَا يُعْطُوا مِنْهُ حَقّاً- وَ آمُرُهُمْ أَنْ يُقَلِّلُوا عَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ- وَ أُخَوِّفُهُمْ عَلَيْهِمُ الضَّيْعَةَ، وَ أَمَّا عَنْ أَيْمَانِهِمْ يَقُولُ مِنْ قِبَلِ دِينِهِمْ- فَإِنْ كَانُوا عَلَى ضَلَالَةٍ زَيَّنْتُهَا لَهُمْ- وَ إِنْ كَانُوا عَلَى هُدًى جَهَدْتُ عَلَيْهِمْ- حَتَّى أُخْرِجَهُمْ مِنْهُ، وَ أَمَّا عَنْ شَمَائِلِهِمْ يَقُولُ منِ قِبَلِ اللَّذَّاتِ وَ الشَّهَوَاتِ- يَقُولُ اللَّهُ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً فَالْمَذْءُومُ الْمَعِيبُ وَ الْمَدْحُورُ الْمُقْصَى و قوله « اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً » أي ملقى في جهنم و قوله
يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ- فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ و كان كما حكى الله فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما- وَ قالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ- إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَ قاسَمَهُما أي حلفهما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ
رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَمَّا أُخْرِجَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا آدَمُ أَ لَيْسَ اللَّهُ خَلَقَكَ بِيَدِهِ- فَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ- وَ أَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَ زَوَّجَكَ حَوَّاءَ أَمَتَهُ وَ أَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ وَ أَبَاحَهَا لَكَ وَ نَهَاكَ مُشَافَهَةً- أَنْ لَا تَأْكُلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ- فَأَكَلْتَ مِنْهَا وَ عَصَيْتَ اللَّهَ. فَقَالَ آدَمُ ع يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّ إِبْلِيسَ حَلَفَ لِي بِاللَّهِ أَنَّهُ لِي نَاصِحٌ فَمَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِباً
، و قوله فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ- فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ « بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما » قَالَ كَانَتْ سَوْءَاتُهُمَا لَا تَبْدُو لَهُمَا- يَعْنِي كَانَتْ دَاخِلَةً 274
و قوله:
وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ أي يغطيان سوءاتهما به وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ- وَ أَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ فقالا كما حكى الله رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا- وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ فقال الله اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ يعني آدم و إبليس وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ- وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ يعني إلى القيامة.
و قوله يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً- يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً- وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ قال لباس التقوى لباس البياض