کتابخانه روایات شیعه
يَعْنِي لَا يَحْجُزُ عَنِ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَا يَمْنَعُهُ مِنْ رَسُوِل اللَّهِ قَوْلُهُ وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ: فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً وَ الرَّابِيَةُ الَّتِي أَرْبَتْ 545 عَلَى مَا صَنَعُوا
وَ قَوْلُهُ: قُطُوفُها دانِيَةٌ يَقُولُ مَدْلِيَّةٌ يَنَالُهَا الْقَائِمُ وَ الْقَاعِدُ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ إِنِّي لَأَعْرِفُ مَا فِي كِتَابِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ- وَ كِتَابِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَ أَمَّا كِتَابُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
70 سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا أَرْبَعٌ وَ أَرْبَعُونَ 44
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ ع عَنْ مَعْنَى هَذَا، فَقَالَ: نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَغْرِبِ وَ مَلَكٌ يَسُوقُهَا مِنْ خَلْفِهَا حَتَّى تَأْتِيَ دَارَ بَنِي سَعْدِ بْنِ هَمَّامٍ عِنْدَ مَسْجِدِهِمْ- فَلَا تَدَعُ دَاراً لِبَنِي أُمَيَّةَ إِلَّا أَحْرَقَتْهَا وَ أَهْلَهَا- وَ لَا تَدَعُ دَاراً فِيهَا وَتْرٌ لِآلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهَا، وَ ذَلِكَ الْمَهْدِيُّ ع، وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ- لَمَّا اصْطَفَّتِ الْخَيْلَانِ يَوْمَ بَدْرٍ رَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ وَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَطَعَنَا الرَّحِمَ- وَ آتَانَا بِمَا لَا نَعْرِفُهُ فَاجِئْهُ بِالْعَذَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع فِي قَوْلِهِ: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَنِ الْأَوْصِيَاءِ- وَ عَنْ شَأْنِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ مَا يُلْهَمُونَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ص
: سَأَلْتَ عَنْ عَذَابٍ وَاقِعٍ- ثُمَّ كَفَرَ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ، فَإِذَا وَقَعَ فَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ قَالَ: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِي صُبْحِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلَيْهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ص وَ الْوَصِيِّ- قَوْلُهُ: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا أَيْ لِتَكْذِيبِ مَنْ كَذَّبَ إِنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ خَمْسُونَ مَوْقِفاً- كُلُّ مَوْقِفٍ أَلْفُ سَنَةٍ- قَوْلُهُ: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ قَالَ: الرَّصَاصُ الذَّائِبُ وَ النُّحَاسُ- كَذَلِكَ تَذُوبُ السَّمَاءُ
وَ قَوْلُهُ:
وَ لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً أَيْ لَا يَنْفَعُ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ يُبَصَّرُونَهُمْ يَقُولُ: يُعَرَّفُونَهُمْ ثُمَّ لَا يَتَسَاءَلُونَ- قَوْلُهُ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ- وَ صاحِبَتِهِ وَ أَخِيهِ وَ فَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَ هِيَ أُمُّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ كَلَّا إِنَّها لَظى قَالَ: تَلْتَهِبُ عَلَيْهِمُ النَّارُ قَوْلُهُ:
نَزَّاعَةً لِلشَّوى قَالَ تَنْزِعُ عَيْنَيْهِ وَ تُسَوِّدُ وَجْهَهُ تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى قَالَ:
تَجُرُّهُ إِلَيْهَا- قَوْلُهُ وَ جَمَعَ فَأَوْعى أَيْ جَمَعَ مَالًا وَ دَفَنَهُ وَ وَعَاهُ- وَ لَمْ يُنْفِقْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً أَيْ حَرِيصاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً قَالَ:
الشَّرُّ هُوَ الْفَقْرُ وَ الْفَاقَةُ وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً قَالَ الْغِنَاءُ وَ السَّعَةُ،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ إِلَّا الْمُصَلِّينَ فَوَصَفَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ يَقُولُ إِذَا فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئاً مِنَ النَّوَافِلِ دَامَ عَلَيْهِ
، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ قَالَ السَّائِلُ الَّذي يَسْأَلُ وَ الْمَحْرُومُ- الَّذِي قَدْ مُنِعَ كَدَّ يَدِهِ-
قَوْلُهُ مُهْطِعِينَ أَيْ أَذِلَّاءَ قَوْلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِينَ أَيْ قُعُودٌ- قَوْلُهُ كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ قَالَ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ- قَوْلُهُ فَلا أُقْسِمُ أَيْ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ قَالَ مَشَارِقِ الشِّتَاءِ وَ مَغَارِبِ الصَّيْفِ- وَ مَغَارِبِ الشِّتَاءِ وَ مَشَارِقِ الصَّيْفِ وَ هُوَ قَسَمٌ
وَ جَوَابُهُ إِنَّا لَقادِرُونَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ قَوْلُهُ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً قَالَ مِنَ الْقُبُورِ كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ قَالَ إِلَى الدَّاعِي يُنَادَوْنَ- قَوْلُهُ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ قَالَ تُصِيبُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ .
71 سُورَةُ نُوحٍ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ- أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَ قَدْ كَتَبْنَا خَبَرَ نُوحٍ قَوْلُهُ وَ إِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ- وَ اسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ قَالَ: اسْتَتَرُوا بِهَا وَ أَصَرُّوا وَ اسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً أَيْ عَزَمُوا عَلَى أَنْ لَا يَسْمَعُوا شَيْئاً- قَوْلُهُ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً قَالَ دَعَوْتُهُمْ سِراً وَ عَلَانِيَةً،
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً قَالَ لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً
، قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً قَالَ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ وَ الْإِرَادَاتِ وَ الْمَشِيَّاتِ
قَوْلُهُ وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً أَيْ عَلَى الْأَرْضِ نَبَاتاً قَوْلُهُ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي- وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلَّا خَساراً قَالَ اتَّبَعُوا الْأَغْنِيَاءَ وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً أَيْ كَبِيراً- قَوْلُهُ وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً قَالَ: كَانَ قَوْمٌ مُؤْمِنِينَ قَبْلَ نُوحٍ فَمَاتُوا فَحَزَنَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ- فَجَاءَ إِبْلِيسُ فَاتَّخَذَ لَهُمْ صُوَرَهُمْ لِيَأْنِسُوا بِهَا فَأَنِسُوا بِهَا- فَلَمَّا جَاءَهُمُ الشِّتَاءُ أَدْخَلُوهَا الْبُيُوتَ، فَمَضَى ذَلِكَ الْقَرْنُ وَ جَاءَ الْقَرْنُ الْآخَرُ- فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ هَؤُلَاءِ آلِهَةٌ- كَانُوا آبَاؤُكُمْ يَعْبُدُونَهَا فَعَبَدُوهُمْ- وَ ضَلَّ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ- فَدَعَا عَلَيْهِمْ نُوحٌ حَتَّى أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً يَقُولُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ- وَ قَوْلُهُ
وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً ، قَالَ: كَانَتْ وَدٌّ صَنَماً لِكَلْبٍ وَ كَانَتْ سُوَاعٌ لِهُذَيْلٍ وَ كَانَتْ يَغُوثُ لِمُرَادٍ وَ كَانَتْ يَعُوقُ لِهَمْدَانَ وَ كَانَتْ نَسْرٌ لِحُصَيْنٍ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا قَالَ: هَلَاكاً وَ تَدْمِيراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ- وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التَّيْمِيِّ عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّامِ [التوسان] عَنْ صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع مَا كَانَ عِلْمُ نُوحٍ حِينَ دَعَا قَوْمَهُ- إِنَّهُمْ لَا يَلِدُونَ إِلَّا فَاجِراً كُفَّاراً فَقَالَ: أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ لِنُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ- وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً إِنَّمَا يَعْنِي الْوَلَايَةَ- مَنْ دَخَلَ فِيهَا دَخَلَ فِي بُيُوتِ الْأَنْبِيَاءِ
، وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً أَيْ خَسَاراً
72 سُورَةُ الْجِنِّ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ 28
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِقُرَيْشٍ أُوحِيَ إِلَيَّ- أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ- فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَ قَدْ كَتَبْنَا خَبَرَهُمْ فِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ قَوْلُهُ وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً قَالَ: هُوَ شَيْءٌ قَالَتْهُ الْجِنُّ بِجَهَالَةٍ- فَلَمْ يَرْضَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ- وَ مَعْنَى جَدُّ رَبِّنَا أَيْ بَخْتُ رَبِّنَا- وَ قَوْلُهُ وَ أَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً أَيْ ظُلْماً،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ [سَيَّارٍ] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ الْجِنِّ: وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا . فَقَالَ شَيْءٌ كَذَّبَهُ الْجِنُ
فَقَصَّهُ اللَّهُ كَمَا قَالَ
، وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ- فَزادُوهُمْ رَهَقاً قَالَ: الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ إِلَى الْكَاهِنِ- الَّذِي كَانَ يُوحِي إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ قُلْ لِشَيْطَانِكَ إِنَّ فُلَاناً فَقَدْ عَاذَ بِكَ.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ ... إلخ- قَالَ كَانَ الْجِنُّ يَنْزِلُونَ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْإِنْسِ- وَ يُخْبِرُونَهُمْ بِالْأَخْبَارِ الَّتِي سَمِعُوهَا فِي السَّمَاءِ مِنْ قِبَلِ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَ النَّاسُ يَكْهُنُونَ بِمَا أَخْبَرُوهُمُ الْجِنُّ، قَوْلُهُ فَزادُوهُمْ رَهَقاً أَيْ خُسْرَاناً- قَوْلُهُ: فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً قَالَ: الْبَخْسُ النُّقْصَانُ وَ الرَّهَقُ الْعَذَابُ- وَ قَوْلُهُ: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أَيْ عَلَى مَذَاهِبَ مُخْتَلِفَةٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً الَّذِينَ أَقَرُّوا بِوَلَايَتِنَا فَأُولَئِكَ تَحَرَّوُا رُشْداً
وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً مُعَاوِيَةُ وَ أَصْحَابُهُ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً الطَّرِيقَةُ الْوَلَايةَ لِعَلِيٍّ ع لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ قَتْلُ الْحُسَيْنِ ع فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً أَيِ الْأَحَدَ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَتَّخِذُوا مِنْ غَيْرِهِمْ وَلِيّاً وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ يَعْنِي مُحَمّداً ص يَدْعُوهُمْ إِلَى وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع كادُوا قُرَيْشٌ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً أَيْ يَتَعَادَوْنَ عَلَيْهِ- قَالَ قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي قَالَ: إِنَّمَا أَمَرَنِي رَبِّي فَ لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عَنْ وَلَايَتِهِ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ إِنْ كَتَمْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً يَعْنِي مَأْوًى إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ أُبَلِّغُكُمْ مَا أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِهِ مِنْ وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فِي وَلَايَةِ عَلِيٍّ ع فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً
قَالَ النَّبِيُّ ص يَا عَلِيُّ أَنْتَ قَسِيمُ النَّارِ تَقُولُ هَذَا لِي وَ هَذَا لَكِ
قَالَتْ قُرَيْشٌ فَمَتَى يَكُونُ مَا تَعِدُنَا يَا مُحَمَّدُ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ وَ النَّارِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ يَعْنِي الْمَوْتَ وَ الْقِيَامَةِ فَسَيَعْلَمُونَ يَعْنِي فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَ أَصْحَابَ الضَّغَائِنِ مِنْ قُرَيْشٍ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قَالُوا فَمَتَى يَكُونُ هَذَا يَا مُحَمَّدُ قَالَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ: قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ- أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً قَالَ أَجَلًا.
عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ يَعْنِي عَلِيّاً الْمُرْتَضَى مِنَ الرَّسُولِ ص وَ هُوَ مِنْهُ- قَالَ اللَّهُ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قَالَ فِي قَلْبِهِ الْعِلْمَ وَ مِنْ خَلْفِهِ الرَّصَدَ يُعَلِّمُهُ عِلْمَهُ- وَ يَزُقُّهُ الْعِلْمَ زَقّاً وَ يُعَلِّمُهُ اللَّهُ إِلْهَاماً، وَ الرَّصَدُ التَّعْلِيمُ مِنَ النَّبِيِّ ص لِيَعْلَمَ النَّبِيُ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ- وَ أَحاطَ عَلِيٌّ ع بِمَا لَدَى الرَّسُولِ مِنَ الْعِلْمِ وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مِنْ فِتْنَةٍ أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ خَسْفٍ- أَوْ قَذْفٍ أَوْ أُمَّةٍ هَلَكَتْ فِيمَا مَضَى أَوْ تَهْلِكَ فِيمَا بَقِيَ، وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ جَائِرٍ أَوْ عَادِلٍ يَعْرِفُهُ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ- وَ مَنْ يَمُوتُ مَوْتاً أَوْ يُقْتَلُ قَتْلًا، وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ مَخْذُولٍ لَا يَضُرُّهُ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُ، وَ كَمْ مِنْ إِمَامٍ مَنْصُورٍ لَا يَنْفَعُهُ نُصْرَةُ مَنْ نَصَرَهُ-.
وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عزاب [غُرَابٍ] عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ قَالَ ذِكْرُ رَبِّهِ وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
وَ قَوْلُهُ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أَيْ طَلَبُوا الْحَقَ وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ الْآيَةَ، قَالَ الْقَاسِطُ الْحَائِدُ عَنِ الطَّرِيقِ- قَوْلُهُ وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً قَالَ الْمَسَاجِدُ السَّبْعَةُ الَّتِي يَسْجُدُ عَلَيْهَا- الْكَفَّانِ وَ الرُّكْبَتَانِ [وَ عَيْنَا الرُّكْبَتَيْنِ] وَ الْإِبْهَامَانِ وَ الْجَبْهَةُ،
قَالَ وَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ الْمَسَاجِدُ الْأَئِمَّةُ ع
قَوْلُهُ وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ ص
يَدْعُوهُ كِنَايَةٌ عَنِ اللَّهِ كادُوا يَعْنِي قُرَيْشا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً أَيْ أَيِّداً- قَوْلُهُ حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ قَالَ الْقَائِمُ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الرَّجْعَةِ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً
قَالَ هُوَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِزُفَرَ:
وَ اللَّهِ يَا ابْنَ صُهَاكَ! لَوْ لَا عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَعَلِمْتَ أَيُّنَا أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً
، قَالَ فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجْعَةِ قَالُوا مَتَى يَكُونُ هَذَا- قَالَ اللَّهُ قُلْ يَا مُحَمِّدُ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ- أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً .
وَ قَوْلُهُ عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ... إلخ- قَالَ يُخْبِرُ اللَّهُ رَسُولَهُ الَّذِي يَرْتَضِيهِ- بِمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَخْبَارِ- وَ مَا يَكُونُ بَعْدَهُ مِنْ أَخْبَارِ الْقَائِمِ ع وَ الرَّجْعَةِ وَ الْقِيَامَةِ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ فِي قَوْلِهِ وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ- أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فَقَالَ لَا بَلْ وَ اللَّهِ شَرٌّ أُرِيدَ بِهِمْ- حِينَ بَايَعُوا مُعَاوِيَةَ وَ تَرَكُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ص