کتابخانه روایات شیعه
كلمة الناشر
تشكل مسألة الامامة ركنا جوهريا في العقيدة الشّيعية، حيث يؤمن اتباع مذهب أهل البيت (ع) بأنّ الأرض لا تخلو من حجّة للّه و إمام. و انطلاقا من هذا المعتقد الذي يستند الى في تأسيسه الى منطق العقل يؤمن الاماميّون بوجود الامام في العصر الحالي و العصور الغابرة و اللاحقة و ان الحكمة الالهية اقتضت غيابه عن الانظار حتى تتمهد الظروف المؤاتية لظهوره.
على أن مسألة الايمان بالمهدي لا تتوقف على القواعد العقلية التي تقضي بانتفاء ضرورة استمرار النوع الانساني في غياب المثال الذي يجسد مسارها التكاملي.
فهناك الوثائق التاريخية التي سجلت ولادته في الخامس عشر من شعبان سنة 256 ه، في مدينة سامراء، اضافة الى حشد هائل من الروايات و الاحاديث الشريفة التي بشّرت بظهور منقذ للبشرية في آخر الزمان.
و الكتاب الذي بين يديك عزيزى القارئ محاولة لمؤرخ كبير هو المسعودي، صاحب تاريخ «مروج الذهب» من اجل تقديم تفسير للحديث الشريف بأن الارض لا تخلو من حجة للّه.
و «اثبات الوصية» يواكب تسلسل الحجج الالهية من لدن آدم و بدء تاريخ النوع البشري على سطح الارض و حتى ولادة الامام محمد المهدي، و اختفائه عن الانظار.
و تمتاز هذه الطبعة الجديدة بتبويبها و تصحيحها مما علق بها من أخطاء في التركيب اللغوي و بعض التواريخ، اضافة الى اعتماد قواعد الاملاء الحديث في تركيب المفردات.
و لا ننسى أن ننتهز هذه الفرصة لنقدم شكرنا و تقديرنا الى كل من الاستاذ كمال السيد و الاستاذ عبد الرضا افتخاري على ما بذلاه من جهد في إخراج هذا الكتاب بحلته الجديدة ... سائلين اللّه أن يوفقهما للمزيد من اعمال البرّ و الخير. انه سميع مجيب.
أنصاريان
ترجمة المؤلف
هو ابو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي 1 . من ذرية عبد اللّه بن مسعود الصحابي و لذا قيل له المسعودي 2 . و هو جد الشيخ الطوسي 3 .
ولد في «بابل» كما نص عليه في «مروج الذهب»، ج 1، ص 273 عند وصف الارض و البلدان و حنين النفوس للاوطان. قال:
«و اوسط الاقاليم الاقليم الذي ولدنا به و ان كانت الأيام أنأت بيننا و بينه و ساحقت مسافتنا عنه و ولدت في قلوبنا الحنين إليه اذ كان وطننا و مسقطنا و هو اقليم بابل و قد كان هذا الاقليم عند ملوك الفرس جليلا و قدره عظيما ... الخ».
و حينئذ فلا موقع لقول ابن النديم في «الفهرست»، ص 219 انّه من اهل المغرب.
نشأ في بغداد و أقام بها زمانا، و بمصر اكثر، و دخل البصرة فلقي بها ابا خليفة الجمحي 4 و رحل في طلب العلم الى اقصى البلاد فطاف فارس و كرمان سنة 309 حتى استقر في «اصطخر» و في السنة التالية قصد الهند الى ملثان و المنصورة ثم عطف الى كنباية فصيمور فسرنديب (سيلان) و من هناك ركب البحر الى بلاد الصين و طاف البحر الهندي الى مداغسكر (مدغشقر) و عاد الى عمان و رحل رحلة أخرى سنة 314 الى ما وراء اذربيجان و جرجان ثم الى الشام و فلسطين.
و في سنة 332 جاء الى انطاكية و الثغور الشامية الى دمشق و استقر اخيرا بمصر و نزل الفسطاط سنة 345 5 توفي في مصر 6 ، في جمادى الآخرة 7 سنة 345.
عقيدته
كان اماميا اثنا عشريا و من الاجلاء الثقات. و قد اعترف بذلك علماؤنا الاعلام. ففي «الخلاصة» للعلامة الحلي: ثقة من اصحابنا.
و لم يتعقب عليه الشهيد الثاني في «حواشي الخلاصة».
و في «رياض العلماء» للمولى عبد اللّه المعروف بالافندي: كان شيخا جليلا متقدما في اصحابنا الامامية عاصر الصدوق عليه الرحمة.
ثم حكى عن السيد الداماد في حاشيته على اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي انه قال: شيخ جليل ثقة ثبت مأمون الحديث عند العامة و الخاصة.
و عدّه المجلسي (قدّس سره) في «الوجيزة» من الممدوحين. و في «البحار»، ج 1، فصل 2 ذكر ان النجاشي عدّه من رواة الشيعة و لم يتعقب عليه.
و في «فرج المهموم» للسيد ابن طاوس:
من العاملين بالنجوم الشيخ الفاضل الشيعي علي بن الحسين المسعودي صاحب مروج الذهب.
و قال ابن إدريس الحلي في «السرائر» في كتاب الحج:
هو من مصنفي اصحابنا معتقد للحق.
و قال أبو علي الحائري في «منتهى المقال»: هو من جلة العلماء الامامية و من قدماء الفضلاء الاثنا عشرية. و لم اقف الى الآن على من توقف في تشيع هذا الرجل.
و في «روضات الجنات»:
اشتهر بين العامة بانه شيعي المذهب.
ثم ذكر الشواهد على تشيعه و انه من الامامية الاثنا عشرية.
و حكى خاتمة المحدثين ميرزا محمد حسين النوري (قدّس سره) في «خاتمة
المستدرك»، ج 3، ص 310 كلمات العلماء في عده من ثقات الامامية ثم قال:
و لم يطعن عليه الا في تصنيف «مروج الذهب» و ليس بشيء، اذ هو بمرأى من هؤلاء و مسمع.
و المتأمل في خباياه يستخرج ما كان مكتوما في سريرته، فانه ذكر من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام المقتضية لأحقيته بالخلافة شيئا كثيرا كحديث المنزلة و الطير و الغدير و الاخوة. و اصرح من ذلك ما ذكره في مروج الذهب، ج 1، 17 عند ذكر المبدأ و شأن الخليقة. و نص ما قال:
«و روي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام انه قال: ان اللّه حين شاء تقدير الخليقة و ذرء البرية و ابداع المبدعات، نصب الخلق في صورة كالهباء قبل دحو الأرض و رفع السماء و هو في انفراد ملكوته و توحد جبروته فأتاح نورا من نوره فلمع و نزع قبسا من ضيائه فسطع ثم اجتمع النور في وسط تلك الصورة الخفية فوافق ذلك صورة نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله فقال اللّه عز من قائل: أنت المختار المنتجب و عندك مستودع نوري و كنوز هدايتي، من اجلك أسطح البطحاء و أمواج الماء و أرفع السماء و أجعل الثواب و العقاب و الجنة و النار و أنصب اهل بيتك للهداية و أوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق و لا يعييهم خفي و أجعلهم حجتي على بريتي و المنبهين على قدرتي و وحدانيتي.
ثم أخذ اللّه الشهادة عليهم بالربوبية و الاخلاص بالوحدانية فقبل أخذ ما أخذ جل شأنه ببصائر الخلق انتخب محمدا و آله و أراهم ان الهداية معه و النور له و الامامة في آله تقديما لسنة العدل و ليكون الاعذار متقدما ثم اخفى اللّه الخليقة في غيبه و غيبها في مكنون علمه.
الى ان قال: فكان حظ آدم من الخير ما آواه من مستودع نورنا و لم يزل اللّه يخبئ النور تحت الزمان الى ان وصل الى محمد صلّى اللّه عليه و آله في ظاهر الفترات فدعا الناس ظاهرا و باطنا و ندبهم سرا و إعلانا.
و استدعى (عليه السّلام) التنبيه على العهد الذي قدمه الى الذر قبل النسل. فمن وافقه
و اقتبس من مصباح النور المقدم اهتدى الى سيره و استبان واضح أمره، و من ألبسته الغفلة استحق السخط.
ثم انتقل النور الى غرائزنا و لمع في ائمتنا فنحن انوار السماء و انوار الأرض فبنا النجاة و منا مكنون العلم و إلينا مصير الامور و بمهدينا تنقطع الحجج خاتمة الائمة و منقذ الامة و غاية النور و مصدر الامور فنحن أفضل المخلوقين و اشرف الموحدين و حجج رب العالمين فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا و قبض عروتنا.
فهذا ما روي عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي ابن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم اللّه وجهه و لم نتعرض لكثير من اسانيد هذه الاخبار و طرقها لأنا قد اتينا على جميع ذكرها و اتصالها في النقل بمن ذكرناها عنه و عزوناها إليه فيما سلف من كتبنا خوف الاكثار و التطويل في هذا الكتاب.
و على هذا فلا موقع لما في لسان الميزان، ج 4، ص 225 من انه شيعي معتزلي و حيث لم يتحققه السبكي نسبه الى القيل، فقال في «طبقات الشافعية»، ج 2، ص 307:
قيل كان معتزلي العقيدة.
مؤلفاته
ذكر النجاشي في «الرجال»، ص 178:
له كتاب المقالات في اصول الديانات و الزلف، و الاستبصار، و بشر الحياة، و بشر الابرار، و الصفوة في الامامة، و الهداية الى تحقيق الولاية، و المعالي في الدرجات، و الابانة في اصول الديانات و اثبات الوصية و رسالة الى ابن صفوة المصيصي، و اخبار الزمان من الامم الماضية و الاحوال الخالية، و مروج الذهب.
و في «أمل الآمل» للحر العاملي نقلا عن «حواشي الشهيد» على الخلاصة:
ان له كتاب الانتصار و آخر اسمه الاستبصار و آخر اكبر من مروج الذهب اسمه
الاوسط و آخر اسماه القضاء و التجارب و النصرة و مزاهر الاخبار و طرائف الآثار و حدائق الازهار في اخبار آل محمد عليهم السّلام و الواجب في الاحكام اللوازب.
و في «روضات الجنات»، ص 379:
له كتاب ذخائر العلوم و ما كان في سالف الدهور، و الرسائل و الاستذكار لما مر في سالف الاعصار، و التاريخ في اخبار الامم من العرب و العجم، و التنبيه و الاشراف و خزائن الملك و سر العالمين و البيان في اسماء الائمة و كتاب اخبار الخوارج.
و في بعض المواضع المعتبرة: له كتاب الادعية نسبه إليه الكفعمي في مصباحه.
و في «فهرست ابن النديم»، ص 219:
له اسماء القرابات و الرسائل.
و في «لسان الميزان» لابن حجر، ج 4، ص 224:
له كتاب التعيين للخليفة الماضي.
و في «فوات الوفيات» للكتبي، ج 2، ص 45:
له كتاب البيان في اسماء الائمة.
و ذكر كتاب البيان في اسماء الائمة ياقوت في المعجم، ج 13، ص 94.
كتاب اثبات الوصية
ذكره النجاشي في الرجال
و العلامة الحلي في الخلاصة
و الشهيد الثاني في الحاشية عليها
و المجلسي عند ذكر الكتب التي ينقل عنها في البحار
و ابو علي الحائري في منتهى المقال
و الخونساري في روضات الجنات
و المحدث النوري في خاتمة المستدرك