کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

اثبات الوصية

كلمة الناشر ترجمة المؤلف‏ عقيدته‏ مؤلفاته‏ كتاب اثبات الوصية القسم الاول اتصال الحجج و الأنبياء من أبينا آدم الى سيدنا محمد [ص‏] مقدمة في بدء الخليقة جند العقل‏ جند الجهل‏ بدء الخليقة هبوط آدم [ع‏] فلما أفضى الأمر الى هبة اللّه عليه السّلام- و هو شيث بالعبرانية- قام ريسان (ابن نزلة الحورية) و اسمه أنوش عليه السّلام بأمر اللّه (جل و علا) فقام قينان بامر اللّه جل و عز فلما قبض اللّه تبارك و تعالى قينان عليه السّلام قام الحيلث بن قينان عليه السّلام بامر اللّه‏ فقام غنميشا بامر اللّه عز و جل على منهاج آبائه‏ فلما قبضه اللّه جل و علا قام بالامر بعده إدريس و هو هرمس و هو اخنوخ عليه السّلام بامر اللّه جل و عز و قام برد بن أخنوخ عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ فقام أخنوخ بن برد بن أخنوخ عليهم السّلام‏ فلما قضى و توفي قام بالأمر ابنه متوشلخ بن أخنوخ عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام لمك و هو ارفخشد بن متوشلخ عليه السّلام‏ فلما مضى لمك عليه السّلام قام نوح بن ارفخشد بأمر اللّه تبارك و تعالى‏ و قام سام بن نوح عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام ارفخشد عليه السّلام بأمر اللّه تعالى‏ فقام شالح عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام هود بن شالح بأمر اللّه جل و علا و قام فالغ بن هود عليهما السّلام بأمر اللّه جل جلاله بعد أبيه هود فقام يروغ بن فالغ عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام نوشا بن أمين عليه السّلام بالأمر لما اختاره اللّه‏ و قام صاروغ بن يروغ عليه السّلام مقام آبائه (صلوات اللّه عليهم) و قام تاجور بن صاروغ عليه السّلام و ولده بأمر اللّه جل و علا و قام تارخ و هو ابو ابراهيم الخليل (صلّى اللّه عليهما) بالأمر و إبراهيم (صلّى اللّه عليه) اختاره اللّه جل و علا لنبوّته‏ فقام إسماعيل بن إبراهيم بالنبوة و الأمر مقامه‏ و قام اسحاق بن إبراهيم بالأمر و النبوّة بعد أخيه إسماعيل‏ و قام يعقوب عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام يوسف عليه السّلام مقامه‏ قام ببرز بن لاوي بن يعقوب عليهم السّلام بأمر اللّه جلّ و عز و قام أحرب بن ببرز بن لاوي عليهم السّلام بأمر اللّه عزّ و جل‏ و قام ميتاح بن أحرب عليهما السّلام بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام عاق بن ميتاح عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام خيام بن عاق عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مادوم بن خيام عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام شعيب بالأمر بعد مادوم‏ يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام‏ فقام فينحاس ابنه (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه جل و علا فقام بشير بن فينحاس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام ابلث بن جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل على سبيل آبائه‏ فقام أحمر بن ابلث مقام أبيه‏ و قام محتان بن أحمر عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى مقام أبيه‏ و قام عوق (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه عز و جل مقام آبائه‏ و قام طالوت عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام داود صلّى اللّه عليه بأمر اللّه بعد طالوت‏ فقام سليمان (صلوات اللّه عليه) بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام آصف بن برخيا بأمر اللّه‏ و قام صفورا بن آصف عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام مبنه بن صفورا عليهما السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام هندو بن مبنه عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام أسفرا بن هندوا بأمر اللّه جل و تعالى‏ فقام رامين بن اسفر عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام اسحاق بن رامين بأمر اللّه جل جلاله مقام آبائه عليهم السّلام‏ و قام ايم بن اسحاق بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام زكريا عليه السّلام بأمر اللّه‏ فقام اليسابغ عليه السّلام بما أوصاه به زكريا عليه السّلام من أمر اللّه جل و علا و قام روبيل بن اليسابغ بأمر اللّه جل و عز و تدبير ما استودعه‏ بعث اللّه عز و جل المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام‏ و قام شمعون عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن زكريا عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام منذر بن شمعون بأمر اللّه جل‏ و قام دانيال عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام مكيخا ابن دانيال بأمر اللّه‏ فقام انشوا بن مكيخا بأمر اللّه تعالى‏ و قام رشيخا بن انشوا بأمر اللّه جل و علا و قام نسطورس بن رشيخا بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مرعيد بن نسطورس بأمر اللّه جل و عز و قام بحيرا عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام منذر بن شمعون بأمر اللّه‏ و قام سلمة بن منذر عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام برزة بن سلمة عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام أبي بن برزة عليه السّلام بأمر اللّه جل و تقدّس‏ و قام دوس بن أبي عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام أسيد بن دوس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عزّ و قام هوف عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن هوف- عليه‏ القسم الثاني اتصال الحجج و الاوصياء من سيدنا محمد [ص‏] حتى ولادة المهدي‏ مولد سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم‏ الوحي‏ حديث الدار تآمر قريش، و معجزاته [ص‏] المعراج‏ الهجرة و المبيت‏ الدعوة حجة الوداع‏ الوصية وفاة الرسول [ص‏] خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام‏ مولد الامام علي عليه السّلام‏ ايمان علي عليه السّلام‏ كفالة ابي طالب للنبي عليه السّلام‏ مولد علي عليه السّلام‏ علي ربيب الرسول‏ في الحوادث التي اعقبت وفاة النبي [ص‏] معجزات علي‏ رد الشمس للامام على عليه السّلام‏ كراماته الاخرى عليه السّلام‏ شهادة الامام علي عليه السّلام‏ الحسن السبط عليه السّلام‏ الحسين الشهيد عليه السّلام‏ علي السجاد عليه السّلام‏ محمد الباقر عليه السّلام‏ جعفر الصادق عليه السّلام‏ موسى الكاظم عليه السّلام‏ علي الرضا عليه السّلام‏ محمد الجواد عليه السّلام‏ علي الهادي عليه السّلام‏ الحسن العسكري عليه السّلام‏ قيام صاحب الزمان و هو الخلف الزكيّ بقيّة الله في أرضه و حجّته على خلقه المنتظر لفرج أوليائه من عباده عليه السّلام و رحمته و تحياته. الفهرست‏

اثبات الوصية


صفحه قبل

اثبات الوصية، ص: 43

الحاجّ إجابة النداء.

و روي ان جبرئيل عليه السّلام حفر زمزم فنبع الماء فحجزها من حول الماء فلولا ذلك لساحت على الأرض.

و روي ان هاجر و اسماعيل كانا في ذلك الوقت قد صعدا إلى الجبل في طلب الماء فلما بصرت هاجر الى الماء صارت إليه و صاحت بإسماعيل بالعبرانية فأجابها بالعربية.

لبيك لبيك. و نسي ذلك اللسان فهو أوّل من تكلّم بالعربية في ذلك الزمان.

و روي في خبر آخر انّها صاحت به فصار إليها فلما نظر الى الماء و كان عطشانا انكب عليه فشرب منه و رفع رأسه و قال «الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله» و نسي اللسان الأول بالعبرانية.

و روي في خبر آخر ان هاجر لما عطش إسماعيل جعلت تسعى من الجوع بين الصفا و المروة فلقيها جبرئيل عليه السّلام فتعلّق بها فجزعت و جذبت نفسها منه.

فقال لها: من أنت؟.

فقالت أنا أمّ إسماعيل ولد إبراهيم خليل الرحمن.

فقال لها: فعلى من خلفك؟

فقالت له: قد قلت مثل مقالتك، فقال: وكلتكم إلى اللّه جلّ و علا وحده لا شريك له.

فقال لها: اما انّه وكّلك إلى كاف كريم.

و أمر اللّه عز و جل قطعة من بلاد الأردن فانقطعت بأشجارها و ثمارها فطافت بالبيت اسبوعا ثم استقرت فسمّيت الطائف ليلحق اسماعيل الخصب و الرفاهة.

و لما شخص إبراهيم الى الشام كان يأتي إسماعيل و هاجرا زائرا فأنكرت سارة ذلك و أحلفته أن لا يبيت عندها و كان يكرمها و يعظّمها لأنّها كانت من أولاد الأنبياء المؤمنات.

و كان إذا اشتاق إسماعيل يركب حمارا له ابتر الذنب ثم يأتي مكّة و يقضي وطره من النظر إلى اسماعيل و هاجر و يرجع فيبيت بالشام.

ثم ماتت هاجر عليها السّلام فدفنها إبراهيم عليه السّلام في الحجر؛ و الحجر من الكعبة. فكان إبراهيم‏

اثبات الوصية، ص: 44

يأتي بعد ذلك زائرا فأتاه يوما لم يصادفه فجمع أولاد إسماعيل و زوجته الجرهمية و دعا لهم و برّهم فلما رأت المرأة ذلك سألته النزول عندهم و الغداء معهم فأبى. فسألته شرب اللبن ففعل. و استأذنته في غسل رأسه و هو على راحلته و قرّبت الجرهمية إليه حجرا فوضع إحدى رجليه عليه و دلت رأسه فغسلت إحدى شقيّه و ألان اللّه ذلك الحجر تحت قدمه حتى غاصت قدمه فيه ثم دارت الحجر إلى الجانب الآخر فغسلت الشقّ الآخر من رأسه و شعره و انغمست قدمه اليسرى في الحجر فهو المقام.

و رجع عليه السّلام الى الشام. فلما قربت وفاته قالت له سارة: قد كبرت و قرب أجلك و زيد في عمرك فتعبد و أنت خليل الرحمن فسأل اللّه أن ينسي في أجلك و يزيد في عمرك فتعيش معنا فسأل إبراهيم ربّه فأوحى اللّه إليه قد أجبتك إلى ما سألت و لن أتوفاك حتى تسألني ذلك فأخبر إبراهيم سارة بذلك فقالت: أشكر اللّه و اعمل طعاما تدعو إليه المؤمنين.

فعمل طعاما و جمع الناس للأكل. و كان فيمن أتاه رجل كبير السن مكفوف. فلما جلس تناول من الطعام و أهوى به الى فيه فجعلت يده ترتعش و تذهب يمينا و شمالا من ضعفه ثم أهوى بيده الى جبهته مرّة و إلى عينه مرّة من الكبر و الضعف.

فلما رأى إبراهيم ذلك قال: اللّهم توفني في الأجل الذي كتبته لي في الزيادة عليه.

و روي انّه سمّي خليل اللّه لرفقه بالمساكين و محبته لهم و انّه لم يكن يأكل طعاما إلّا معهم فحضر طعامه يوما و ليس عنده أحد منهم فخرج يلتمس من يأكل معه فلم يجد إلّا رجلا مذموما منقطعا [مصابا] بالجذام و كان فيه عليه السّلام تعزز؛ فدعاه إلى طعامه و احتمل ما دخل نفسه من أمره و كان طعامه اللبن. فجعل الرجل يأكل منه فإذا أخرج يده من الصحنة بقي أثر أصابعه في اللبن. فجعل ابراهيم يلسع موضع أصابعه فيأكله.

فلما فرغ من الأكل كشف عن الرجل الغطا فإذا هو جبرئيل عليه السّلام و الطعام الذي يرى أنّه يأكله موضوع في إناء تحته فقال له: ان اللّه جل و عز يقرأ عليك السلام و يقول لك: قد اتّخذتك خليلا برحمتك للضعفاء المساكين.

و كان عمره فيما روي مائة و خمسا و سبعين سنة.

اثبات الوصية، ص: 45

و روي أيضا انّ نبوّته ظهرت و له ثمانون سنة و كانت مدّة نبوّته أربعين سنة و كان عمره مائة و عشرين سنة.

و لمّا حضرت وفاته أمره اللّه أن يستودع نور اللّه و حكمته و مواريث الأنبياء عليهم السّلام إسماعيل ابنه فدعاه و أوصى إليه و سلّم إليه جميع ما في يده.

و توفي (صلّى اللّه عليه) و دفن في أرض كان قد ابتاعها بناحية بيت المقدس.

و كان بين نوح و إبراهيم عليه السّلام ألف و خمسمائة سنة. و نمرود قد ملك مشارق الأرض و مغاربها و هو صاحب النسور.

و كان أبو إبراهيم توفي و إبراهيم طفل و بقيت أمّه ابنة آزر فلما شب و ترعرع و استقل بنفسه ماتت عنه امّه.

فقام إسماعيل بن إبراهيم بالنبوة و الأمر مقامه‏

و لم يزل يدبّر أمر اللّه جل و عز و هو أوّل من تكلّم بالعربية و أبو العرب و كان إبراهيم عليه السّلام قد خلف عنده سبعة أعنزة فكانت أصل ماله.

و أقام أكثر أيّامه بمكّة و تزوّج بهالة بنت الحارث فولدت (قيدار) و كان فيه شبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كان لإسماعيل ثلاث عشر ذكرا كان كبيرهم و رئيسهم (قيدار) و هو أوّل من ركب الخيل و كسا البيت و لبس العمائم و أطعم الحاجّ.

و عاش مائة و عشرين سنة إسماعيل، كما روي أن أباه إبراهيم عاش مائة و خمسا و سبعين سنة.

فلما حضرت وفاته أوحى اللّه إليه أن يستودع الاسم و نور اللّه و حكمته أخاه اسحاق.

و روي انّه شريكه في الوصيّة و تقدّمه إسماعيل بالسن لأنّه أكبر منه بخمس سنين فسلم الأمر إلى اسحاق و توفي إسماعيل عليه السّلام و دفن بمكة و هو: اسماعيل صادق الوعد و كان وعد رجلا إلى موضع يجتمعان فيه فأنسى الرجل و حضر إسماعيل الموضع و أقام فيه ثلاثة أيام ينتظره فلما كان في اليوم الرابع فقده الرجل فجاء إلى الموضع الذي وعده فوجده فيه ينتظر فأعظم ذلك و أكبره فقال له إسماعيل: لو لم تحضر لأقمت حتى يصير

اثبات الوصية، ص: 46

المحشر من هذا المكان.

و قام اسحاق بن إبراهيم بالأمر و النبوّة بعد أخيه إسماعيل‏

و كان من حديث اسحاق عليه السّلام في قول اللّه عز و جل‏ «فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ»

قال ان الملائكة لمّا جاءت في هلاك قوم لوط عليه السّلام قالوا «إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ» فقالت سارة و من يطيق قوم لوط يعني كثرة عددهم، فبشرناها باسحاق و من وراء اسحاق يعقوب، فصكت وجهها و قالت: عجوز عقيم.

و هي يومئذ ابنة تسعين سنة و إبراهيم له أكثر من مائة سنة فلما ولد لإبراهيم اسحاق قال من حوله: أ لا تعجبون من هذه العجوز و هذا الشيخ وجدا صبيّا منقطعا فأخذاه يزعمان انّه ولدهما و هل تلد مثل هذه العجوز.

و كان اللّه جل و علا قد صوّره على صورة إبراهيم و العجوز سارة فلما رأوه قالوا:

نشهد انّه ابن الشيخ إبراهيم و العجوز سارة.

فلما قام اسحاق بالأمر بعد أخيه إسماعيل عليه السّلام سلم له المؤمنون و جميع شيعة أبيه و أخيه.

و تزوّج اسحاق من أخواله بالشام و ولد له يعقوب عليه السّلام و العيص و كان من حديثهما ما اقتص و كان لا يفرّق الناس بين إبراهيم و بين ابنه اسحاق حتى شاب إبراهيم فكان يعرف منه بالشيب.

فلما حضرت وفاة اسحاق أوحى اللّه إليه ان يستودع الاسم الأعظم و النور و جميع ما في يديه من المواريث ابنه يعقوب عليه السّلام و هو إسرائيل اللّه فأحضره و سلّم إليه.

و مضى اسحاق عليه السّلام و دفن في بيت المقدس و كان عمره مائة و ثمانين سنة.

و قام يعقوب عليه السّلام بالأمر بعده‏

و هو إسرائيل اللّه و آمن به المؤمنون، و جحد نبوّته الكفّار و الشّكاك.

و تزوّج بالشام بابنتي خالته و كان في ذلك الوقت يجمع بين الاختين فولد منهما اثنا

اثبات الوصية، ص: 47

عشر ذكرا.

و غلب العيص أخوه على بيت المقدس و الملك الجبّار في ذلك الوقت (فيتساد) ملك مائة سنة و هو أوّل من قطع القطائع بغير حقّ فصارت سنة للظالمين إلى هذا الوقت و أخذ من الناس الخراج.

و خرج يعقوب عليه السّلام يريد بيت المقدس و اتصل الخبر بأخيه العيص فخرج بجميع جيشه يستقبله ليقتله و بلغ يعقوب فأهدى إليه هدية يتألّفه بها و كتب إليه كتابا وقع على عنوانه: عبدك يعقوب.

فلما قرأ العيص كتابه عطف عليه و فرّق جيشه عن نفسه فلما قرب منه جمع يعقوب عليه السّلام أولاده حوله خوفا منه و أمرهم إذا قرب منه العيص أن يمنعوه من الدنو منه و كانوا أولي قوّة و بأس شديد فلما قرب منه منعه الأسباط من التقدّم إليه.

و روي ان العيص كان قد صمّم إذا سلم عليه أخوه يعقوب أن يعتنقه ثم يقرص حلقه فيقتله فقالوا له تنح عن نبي اللّه، فارتاع العيص لذلك.

و دخل يعقوب بيت المقدس و قام يصلّي و حوله الأسباط الاثنا عشر و المؤمنون، و العيص ناحية يراهم. فلما جنّ عليه الليل كشف له عن بصيرته فرأى العيص و نظر الى الملائكة الليل كلّهم ينزلون من السماء و يصعدون و يسلّمون على يعقوب و يسبّحون و يهللون و يقدّسون، فاغتاظ لذلك و علم انّه لا طاقة له به و حسده.

فاستأذنه العيص في التنحي عنه فاذن له، فعبر مع ولده البحر فأقام هناك، و ولده الأصغر عملاق. فالأصغر أبو الأشراف من الروم و عملاق أبو العمالقة الذين قاتلهم يوشع ابن نون عليه السّلام.

و رأى يوسف عليه السّلام الرؤيا فقصّها على أبيه و كان من حديثه ما أخبر اللّه عز و جل به في كتابه و جاءت به الروايات من قصّته مع اخوته الأسباط. و حزن يعقوب حتى ابيضت عيناه و تقوّس ظهره فروي عن العالم عليه السّلام انّه يعلم ان يوسف باق لم يأكله الذئب فقال:

كان يعلم بجميع أمره. فقيل له: فمن أي شي‏ء كان حزنه؟ فقال: من خوف البداء فيما وعده اللّه به من الجمع فيما بينه و بين يوسف.

اثبات الوصية، ص: 48

و كانت مدّة المحنة عشرين سنة (و روي) سبع عشر سنة فلما أراد اللّه إزالتها و كشفها رفع يعقوب عليه السّلام يديه ثم قال يا من لا يعلم أحد كيف هو و حيث هو و قدرته إلّا هو يا من سد الهواء بالسماء و كبس الأرض على الماء و اختار لنفسه أحسن الأسماء ائتني بروح من عندك و فرج قريب.

فما انفجر عمود الصبح حتى أتي بالقميص و طرح على وجهه فرد اللّه عليه بصره و ولده.

و خرج الى مصر و جمع اللّه مع ذلك أهله و ماله. و خرج يوسف عليه السّلام لتلقيه فلما رآه يعقوب ترجّل له و الأسباط.

و لم ينكر ذلك و يعظّمه إيّاه فأخرج اللّه الإمامة من عقبه و جعلها في ولد أخيه الأكبر لاوي بن يعقوب لأنّه لم يعرف أباه حقّه.

ثم صار بهم إلى منزله فرفع أبويه إلى سرير الملك و هو العرش الذي ذكره اللّه و هما أبوه و خالته لأن امّه راحيل كانت توفيت قبل الرؤيا التي رآها و تكفلت خالته بتربيته.

و دخل فلبس ثياب العزّ و الملك و خرج فلما رأوه سجدوا للّه شكرا فعند ذلك قال يوسف‏ «هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا»

و مكث يعقوب مع يوسف عليهما السّلام بمصر سنتين فلما حضرت وفاته فأوحى اللّه إليه أن يسلم مواريث الأنبياء و النور و الاسم الأعظم إلى يوسف فدعاه و جمع أولاده و أوصى إليه ثم قبض (صلّى اللّه عليه) و سنّه مائة و ست و أربعون سنة.

و قام يوسف عليه السّلام مقامه‏

و وضعه بين يديه أربعين يوما يبكي عليه و يعدّد حتى ركب إليه الملك في زمانه مع عظماء أهل مملكته فكلّموه و وعظوه.

و حمله من مصر الى بيت المقدس ليدفنه مع آبائه فوجد العيص قد رجع إلى بيت المقدس فمنع من دفنه و نازعهم فيه فوثب ابن شمعون [و] كان ايدا على العيص فوكزه فقتله فدفن يعقوب و العيص في مكان واحد.

و رجع يوسف إلى مصر فلم يزل يدبّر أمر اللّه و معه أهله و المؤمنون فمن أطاعه كان‏

اثبات الوصية، ص: 49

مؤمنا و من عصاه كان كافرا.

و كان يوسف عليه السّلام اماما ملكا يلبس الديباج و الوشي و الابريسم المنسوج بالذهب و الجوهر و لم يكن نزل تحريم لبس ذلك.

و ملك اثنين و سبعين سنة و عاش مائة و عشرين سنة و كان له ابنان يقال لأحدهما افرائيم و هو جدّ يوشع بن نون و الآخر ميشا.

فلما قربت وفاته أوحى اللّه إليه عز و جل ان استودع نور اللّه و حكمته و جميع المواريث التي في يديك ببرز بن لاوي بن يعقوب فاحضر ببرز بن لاوي و جمع آل يعقوب و هم يومئذ ثمانون رجلا فقال لهم: ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم و يسومونكم سوء العذاب و نعوت الإمامة مكتومة ثم ينجيكم اللّه و يفرّج عنكم برجل من ولد لاوي اسمه موسى بن عمران طوال جعد آدم مفلفل الشعر أحلج على لسانه شامة و على أرنبة أنفه شامة و لن يظهر حتى يخرج قبله سبعون كذّابا، و روي خمسون كلّ يدّعي انّه هو، ثم يظهر و ينصر اللّه بني إسرائيل و يفرّج عنهم.

و سلم التابوت و النور و الحكمة و جميع المواريث الى ببرز بن لاوي عليه السّلام و مضى (صلّى اللّه عليه).

و دفن بمصر في صندوق من مرمر في بطن النيل ثم استخرجه موسى عليه السّلام من ذلك الموضع و مضى به الى الأرض المقدّسة فدفنه فيها.

و كان سبب حمله من مصر أن المطر احتبس على بني إسرائيل فأوحى اللّه جل و علا الى موسى عليه السّلام ان اخرج عظام يوسف.

صفحه بعد