کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

اثبات الوصية

كلمة الناشر ترجمة المؤلف‏ عقيدته‏ مؤلفاته‏ كتاب اثبات الوصية القسم الاول اتصال الحجج و الأنبياء من أبينا آدم الى سيدنا محمد [ص‏] مقدمة في بدء الخليقة جند العقل‏ جند الجهل‏ بدء الخليقة هبوط آدم [ع‏] فلما أفضى الأمر الى هبة اللّه عليه السّلام- و هو شيث بالعبرانية- قام ريسان (ابن نزلة الحورية) و اسمه أنوش عليه السّلام بأمر اللّه (جل و علا) فقام قينان بامر اللّه جل و عز فلما قبض اللّه تبارك و تعالى قينان عليه السّلام قام الحيلث بن قينان عليه السّلام بامر اللّه‏ فقام غنميشا بامر اللّه عز و جل على منهاج آبائه‏ فلما قبضه اللّه جل و علا قام بالامر بعده إدريس و هو هرمس و هو اخنوخ عليه السّلام بامر اللّه جل و عز و قام برد بن أخنوخ عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ فقام أخنوخ بن برد بن أخنوخ عليهم السّلام‏ فلما قضى و توفي قام بالأمر ابنه متوشلخ بن أخنوخ عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام لمك و هو ارفخشد بن متوشلخ عليه السّلام‏ فلما مضى لمك عليه السّلام قام نوح بن ارفخشد بأمر اللّه تبارك و تعالى‏ و قام سام بن نوح عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام ارفخشد عليه السّلام بأمر اللّه تعالى‏ فقام شالح عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام هود بن شالح بأمر اللّه جل و علا و قام فالغ بن هود عليهما السّلام بأمر اللّه جل جلاله بعد أبيه هود فقام يروغ بن فالغ عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام نوشا بن أمين عليه السّلام بالأمر لما اختاره اللّه‏ و قام صاروغ بن يروغ عليه السّلام مقام آبائه (صلوات اللّه عليهم) و قام تاجور بن صاروغ عليه السّلام و ولده بأمر اللّه جل و علا و قام تارخ و هو ابو ابراهيم الخليل (صلّى اللّه عليهما) بالأمر و إبراهيم (صلّى اللّه عليه) اختاره اللّه جل و علا لنبوّته‏ فقام إسماعيل بن إبراهيم بالنبوة و الأمر مقامه‏ و قام اسحاق بن إبراهيم بالأمر و النبوّة بعد أخيه إسماعيل‏ و قام يعقوب عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام يوسف عليه السّلام مقامه‏ قام ببرز بن لاوي بن يعقوب عليهم السّلام بأمر اللّه جلّ و عز و قام أحرب بن ببرز بن لاوي عليهم السّلام بأمر اللّه عزّ و جل‏ و قام ميتاح بن أحرب عليهما السّلام بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام عاق بن ميتاح عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام خيام بن عاق عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مادوم بن خيام عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام شعيب بالأمر بعد مادوم‏ يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام‏ فقام فينحاس ابنه (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه جل و علا فقام بشير بن فينحاس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام ابلث بن جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل على سبيل آبائه‏ فقام أحمر بن ابلث مقام أبيه‏ و قام محتان بن أحمر عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى مقام أبيه‏ و قام عوق (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه عز و جل مقام آبائه‏ و قام طالوت عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام داود صلّى اللّه عليه بأمر اللّه بعد طالوت‏ فقام سليمان (صلوات اللّه عليه) بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام آصف بن برخيا بأمر اللّه‏ و قام صفورا بن آصف عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام مبنه بن صفورا عليهما السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام هندو بن مبنه عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام أسفرا بن هندوا بأمر اللّه جل و تعالى‏ فقام رامين بن اسفر عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام اسحاق بن رامين بأمر اللّه جل جلاله مقام آبائه عليهم السّلام‏ و قام ايم بن اسحاق بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام زكريا عليه السّلام بأمر اللّه‏ فقام اليسابغ عليه السّلام بما أوصاه به زكريا عليه السّلام من أمر اللّه جل و علا و قام روبيل بن اليسابغ بأمر اللّه جل و عز و تدبير ما استودعه‏ بعث اللّه عز و جل المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام‏ و قام شمعون عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن زكريا عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام منذر بن شمعون بأمر اللّه جل‏ و قام دانيال عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام مكيخا ابن دانيال بأمر اللّه‏ فقام انشوا بن مكيخا بأمر اللّه تعالى‏ و قام رشيخا بن انشوا بأمر اللّه جل و علا و قام نسطورس بن رشيخا بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مرعيد بن نسطورس بأمر اللّه جل و عز و قام بحيرا عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام منذر بن شمعون بأمر اللّه‏ و قام سلمة بن منذر عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام برزة بن سلمة عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام أبي بن برزة عليه السّلام بأمر اللّه جل و تقدّس‏ و قام دوس بن أبي عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام أسيد بن دوس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عزّ و قام هوف عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن هوف- عليه‏ القسم الثاني اتصال الحجج و الاوصياء من سيدنا محمد [ص‏] حتى ولادة المهدي‏ مولد سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم‏ الوحي‏ حديث الدار تآمر قريش، و معجزاته [ص‏] المعراج‏ الهجرة و المبيت‏ الدعوة حجة الوداع‏ الوصية وفاة الرسول [ص‏] خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام‏ مولد الامام علي عليه السّلام‏ ايمان علي عليه السّلام‏ كفالة ابي طالب للنبي عليه السّلام‏ مولد علي عليه السّلام‏ علي ربيب الرسول‏ في الحوادث التي اعقبت وفاة النبي [ص‏] معجزات علي‏ رد الشمس للامام على عليه السّلام‏ كراماته الاخرى عليه السّلام‏ شهادة الامام علي عليه السّلام‏ الحسن السبط عليه السّلام‏ الحسين الشهيد عليه السّلام‏ علي السجاد عليه السّلام‏ محمد الباقر عليه السّلام‏ جعفر الصادق عليه السّلام‏ موسى الكاظم عليه السّلام‏ علي الرضا عليه السّلام‏ محمد الجواد عليه السّلام‏ علي الهادي عليه السّلام‏ الحسن العسكري عليه السّلام‏ قيام صاحب الزمان و هو الخلف الزكيّ بقيّة الله في أرضه و حجّته على خلقه المنتظر لفرج أوليائه من عباده عليه السّلام و رحمته و تحياته. الفهرست‏

اثبات الوصية


صفحه قبل

اثبات الوصية، ص: 21

فصار اللعين ضدّا لآدم عليه السّلام و ولده من ذلك الوقت.

و روي في قول اللّه عز و جل‏ «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى‏ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً» قال: عهد إليه في النبي و الأئمة (صلّى اللّه عليهم) فلم يكن له منهم عزيمة أي قوة. و انما سموا اولو العزم لأن اللّه (جل ذكره) لما عهد إليهم في السيادة أجمع عزمهم ان ذلك كذلك.

و قد هبط آدم على الصفا و حوّاء على المروة، فاشتق للجبلين هذان الاسمان، و كان جبرئيل يأتيهما بأرزاقهما من الجنة ثم احتبس الرزق عنهما فاشتد جوعهما فنزلا الى الوادي بين الصفا و المروة فالتقيا و أكلا من ثمره.

و روي في خبر آخر أمر الحنطة و الطحين و العجين و الخبز؛ قال: و لم يكن آدم يقارب حوا. و قال هو لها: انما فرّق بيننا في الهبوط لأنك قد حرمت عليّ، فمكثا ما شاء اللّه على تلك الحال ثم هبط جبرئيل عليه السّلام.

و كان من خبر حج آدم و الجمع بينه و بين حوا ما قص به، و من مولد هابيل و قابيل و نشوئهما، فكان هابيل راعي غنم و قابيل حراثا، فقال لهما آدم عليه السّلام: اني احب ان تتقربا الى اللّه- عز ذكره- بقربان فلعله ان يتقبل منكما فتقرا بذلك عيني، فانطلق هابيل الى اكبر كبش في غنمه فقرّبه، و انطلق قابيل الى شر ما كان له من الطعام و أنقصه فقرّبه، فتقبل اللّه قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل، فحسد أخاه و اظهر عداوته ثم أخذ حجرا ففض رأس أخيه هابيل به حتى قتله.

و كان من قصة الغراب و الدفن ما قص اللّه به. و رجع قابيل الى آدم، فلما لم ير معه أخاه هابيل قال له: اين تركت أخاك؟

قال له قابيل: أرسلتني راعيا لابنك؟

قال له: انطلق معي الى الموضع الذي فقدته فيه، فلما بلغ المكان و رأى آدم عليه السّلام أثر قتل هابيل اشتد حزنه عليه و لعن قابيل و نودي من السماء: لعنت كما قتلت أخاك، و لعن آدم الأرض كما بلعت دم هابيل، فانبعثت الأرض بعد ذلك دما و صار يجمد عليها و يجف.

و انصرف آدم حزينا فبكى على هابيل أربعين يوما، فأوحى اللّه إليه: اني أهب لك‏

اثبات الوصية، ص: 22

مكانه غلاما أجعله خليفتك و وارث علمك، فولد له شيث و هو هبة اللّه، فأوحى اللّه إليه ان سمه في اليوم السابع، فجرت سنة، فلما شب و كبر أوحى اللّه إليه اني متوفيك و رافعك إليّ يوم كذا و كذا فأوص الى خير ولدك هبة اللّه و سلم إليه الاسم الأعظم و اجعل العلم في تابوت و سلمه إليه فاني آليت الا اخلي أرضي من عالم أجعله حجة لي على خلقي، فجمع آدم عليه السّلام ولده الرجال و النساء ثم قال: يا ولدي ان اللّه عز و جل اوحى إليّ انه رافعي إليه، و أمرني ان اوصي الى خير ولدي هبة اللّه فانه قد اختاره لي و لكم من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا أمره فانه وصيي و خليفتي. فقالوا: سمعنا و أطعنا.

فأمر بتابوت فعمل و جعل فيه العلم و الأسماء و الوصية ثم دفعه الى هبة اللّه و قال له:

انظر يا هبة اللّه فاذا انا مت فغسلني و كفّني و صلّ عليّ و أدخلني حفرتي في تابوت تتخذه لي. فاذا حضرت وفاتك و أحسست بذلك من نفسك فأوص الى خير ولدك فان اللّه لا يدع الخلق بغير حجة عالم منا أهل البيت و قد جعلتك حجة اللّه على خلقه فلا تخرج من الدنيا حتى تدع للّه حجة و وصيا من بعدك على خلقه و تسلم إليه التابوت و ما فيه كما سلمته إليك، و أعلمه أنه سيكون نبيا و اسمه نوح يكون في الطوفان و الغرق فمن أدرك فلكه و ركب معه فيه نجا و من تخلف عنه هلك. و أوص وصيك أن يحتفظ بالتابوت فاذا حضرت وفاته ان يوصي الى خير ولده و أكرمهم له و أفضلهم عنده، و ليوص من بعده الى من بعده. و احذر يا هبة اللّه الملعون قابيل و ولده و لا تناكحوهم و لا تخالطوهم.

قال ثم اعتلّ آدم عليه السّلام فدعا (هبة اللّه) و قال له قد اشتهيت من فواكه الجنة.

و روي انه قال له: امض الى الجنة فجئني منها بعنب.

فانطلق هبة اللّه لطلب ما أمره به، فاستقبله جبرئيل عليه السّلام و معه الملائكة فقال: اين تذهب؟

فقال: اشتهى آدم فاكهة فأمرني ان اطلبها له.

فقال جبرئيل: أعظم اللّه اجرك فيه. ان اباك آدم قبضه اللّه جل و عز إليه. ارجع.

فرجع فوجده قد قبض (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فغسله و الملائكة يعينونه، و كفّنه و كان جبرئيل عليه السّلام قد هبط من الجنة بكفنه و حنوطه.

اثبات الوصية، ص: 23

فلما وضع للصلاة عليه قال هبة اللّه عليه السّلام: تقدم يا روح اللّه فصل عليه.

قال جبرئيل: بل تقدم أنت فصلّ عليه فانك قد قمت مقام من امر اللّه له بالسجود.

فلما سمع هبة اللّه ذلك تقدم فصلى عليه.

و أوحى إليه أن كبّر خمسا و سبعين تكبيرة، بعدد صفوف الملائكة الذين صلوا عليه.

و دفن بمكة في جبل ابي قبيس.

ثم ان نوحا عليه السّلام حمل بعد الطوفان عظامه في تابوت فدفنه في ظاهر الكوفة. فقبره هناك مع قبر نوح في الغري، و تابوت أمير المؤمنين عليه السّلام فوق تابوتهما (صلّى اللّه عليهم) في موضع واحد.

و كان عمره الف سنة؛ وهب لداود منها سبعين سنة فصار عمره بعد ذلك تسعمائة و ثلاثين سنة، و كانت كنيته- فيما روي عن الصادقين عليهم السّلام- ابا محمد.

و روي: انه لما كان اليوم الذي اخبره اللّه عز و جل أنه متوفيه فيه تهيأ آدم عليه السّلام للموت و أذعن به، فهبط عليه ملك الموت (صلى اللّه عليه).

فقال له: دعني حتى أتشهد و أثني على ربي خيرا بما صنع لدي قبل ان تقبض روحي. فقال له ملك الموت: افعل.

فقال: أشهد ان لا إله الا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أني عبد اللّه و خليفته في أرضه ابتداني باحسانه و خلقني بيده و لم يخلق بيده سواي و نفخ فيّ من روحه ثم أجمل صورتي و لم يخلق على خلقي أحدا مثلي ثم أسجد لي ملائكته و علمني الاسماء كلها ثم اسكنني جنته و لم يكن يجعلها دار قرار و لا منزل شيطان و انما خلقني ليسكنني الأرض الذي أراد من التقدير و التدبير و قدر ذلك كله عليّ قبل أن يخلقني، فمضت قدرته فيّ و قضاؤه، و نافذ أمره ثم نهاني عن أكل الشجرة فعصيته، فأكلت منها، فأقالني عثرتي و صفح لي عن جرمي، فله الحمد على جميع نعمه حمدا يكمل به رضاه عني.

ثم قبض ملك الموت عليه السّلام روحه (صلى اللّه عليه)، فصار التشهد عند الموت سنة في ولده.

اثبات الوصية، ص: 24

فلما أفضى الأمر الى هبة اللّه عليه السّلام- و هو شيث بالعبرانية-

قام في ولد أبيه بطاعة اللّه عز و جل و بما أوصاه به أبوه. و زاده اللّه فيما كان اهبطه الى آدم من الصحف خمسين صحيفة و شرّفه بالحوراء التي أهبطها إليه من الجنة.

و اعتزل قابيل و ولده. و بنى الكعبة بالحجارة، و كانت قبل ذلك مكانها الحية التي انزلت من الجنة و قص خبرها، و كان قابيل و ولده في اعلى الجبل، و هبة اللّه و ولده و شيعته في أسفله، فنزل و جاء الى هبة اللّه عليه السّلام فقال له: قد علمت انك صاحب الأمر و ان اباك قد اوصى إليك و استودعك العلم و إن نطقت أو اظهرت شيئا من ذلك ألحقتك بأخيك هابيل فوضع هبة اللّه يده على فيه و أمسك، فلزمت الأوصياء التقية و الإمساك الى ان يقوم قائم الحق.

و أمر هبة اللّه ولده و الشيعة بالحضور عنده في يوم من السنة، و كانوا اذا حضروا فتح التابوت و نظر فيه و جعل ذلك يوم عيد لهم.

و انما كان نظره في التابوت توقعا لقيام القائم نوح عليه السّلام.

و كان عمر هبة اللّه تسعمائة سنة.

و روي ان ابليس اتى قابيل فقال له انما قبل قربان اخيك هابيل لأنه كان يعبد النار فانصب أنت أيضا نارا تكون لك و لعقبك، فبنى بيت نار فهو أول من نصب النيران و عبدها و سنّ الكفر في ولد آدم، و كان الملك و التدبير و الامر و النهي له، و هبة اللّه صامت مغمور و هو صاحب الحق.

فلما حضرت وفاته اوحى اللّه إليه ان يستودع التابوت و الاسم الأعظم ابنه ريسان بن نزله و هي الحورية التي اهبطت له من الجنة اسمها نزله.

و روي ان اسم ريسان أنوش، فأخبره و سلم إليه التابوت و مواريث الأنبياء و أمره بمثل ما كان آدم عليه السّلام اوصى به إليه، و قال له: إن أدركت نبوة نوح فسلم إليه العلم و ما في يديك.

و استخفت الامامة و جميع المؤمنين خوفا من قابيل و ولده يتوقعون من قيام نوح عليه السّلام.

و مضى هبة اللّه و استخلف ريسان.

اثبات الوصية، ص: 25

قام ريسان (ابن نزلة الحورية) و اسمه أنوش عليه السّلام بأمر اللّه (جل و علا)

و مات اللعين قابيل فأفضى الملك الى ابنه طهمورث فملك مائتين و ستا و ثلاثين سنة و وضع في زمانه لباس الشعر و الصوف و اتخذ الدواب و الآلات و الانعام.

و استخفى أنوش الأمر و من اتبعه من المؤمنين. فمن آمن به كان مؤمنا، و من جحده كان كافرا، و من تخلف عنه كان ضالا.

فلما أراد اللّه ان يقبض انوش اوحى اللّه إليه ان يستودع نور اللّه و حكمته و التابوت و الاسم الأعظم و العلم ابنه امحوق و اسمه أيضا قينان فأحضره و جمع ثقات شيعته و أوصى إليه و سلم جميع ما أمر بتسليمه إليه و أوصاه بما احتاج الى توصيته به و ذلك كله في خفاء و تقية و ستر من طهمورث بن قابيل.

و قبض اللّه- جل و عز- انوش، و قام من بعده بالامر امحوق و هو قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام.

فقام قينان بامر اللّه جل و عز

و ظهر ملك عوج بن عناق من ولد قابيل في ذلك الزمان، و طغى و أفسد في الأرض، و اشتد امر الشيعة و غلظت عليهم المحنة.

فلما حضرت وفاة قينان اوحى اللّه إليه ان يستودع نور اللّه و حكمته و التابوت و العلم ابنه الحيلث، فأحضره و جمع ثقات شيعته و اوصى إليه و سلم جميع مواريث الأنبياء و الاسم الأعظم إليه.

فلما قبض اللّه تبارك و تعالى قينان عليه السّلام قام الحيلث بن قينان عليه السّلام بامر اللّه‏

مستخفيا من طهمورث و من عوج بن عناق و اولادهم و اصحابهم لكثرتهم و قوة امرهم و قلة المؤمنين على ما عهد إليه ابوه الى ان حضرته الوفاة فاوحى إليه ان استودع الاسم الأعظم و الحكمة و التابوت غنميشا، فأحضره و اوصى إليه بمثل ما كان اوصى به و سلم إليه ما في يده من التابوت و العلم و مضى (صلى اللّه عليه).

اثبات الوصية، ص: 26

فقام غنميشا بامر اللّه عز و جل على منهاج آبائه‏

فلما حضرته الوفاة اوحى اللّه إليه ان استودع نور الحكمة و ما في يديك من التابوت و الاسم الأعظم اخنوخ و هو إدريس عليه السلام و هو هرمس، فأحضره و اوصى إليه و سلم إليه العلم و التابوت.

فلما قبضه اللّه جل و علا قام بالامر بعده إدريس و هو هرمس و هو اخنوخ عليه السّلام بامر اللّه جل و عز

و جمع اللّه له علم الماضين و زاده ثلاثين صحيفة و هو قوله عز و جل ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم و موسى، يعني الصحف التي انزلت على هبة اللّه و إدريس.

و كان اخنوخ جسيما وسيما عظيم الخلق. و سمي إدريس لكثرة دراسته في الكتب.

و هو أول من قرأ و كتب و سن سنن الاسلام بعد هبة اللّه و أول من خاط الثياب و كان اللباس قبل ذلك الجلود.

فعند ذلك و في ايامه ملك بيوراسب من ولد قابيل الف سنة و كان ولد قابيل الفراعنة الجبابرة لا يملكون و لا يقعدون على ترتيب الابن و ابن الابن كما يملك هؤلاء من ولد هبة اللّه فصار رسما لمن غلب من الظالمين الطغاة بعدهم يملك الرجل ثم يملك أخوه و ابن اخيه و ابن عمه و الأبعد دون الولد و ولد الولد.

و كان بيوراسب أول من احدث في ملكه الفراسة فمن هناك سمي كتاب الفراسة و كان قد وقع إليه كلام من كلام اذب فاتخذه سحرا و أحاله عن معناه. و كان بيوراسب يعمل السحر بذلك الكلام و طغى في الأرض و كان اذا أراد شيئا من مملكته نفخ بقصبة كانت له من ذهب فيأتيه بنفخته كلما يريد فمن هناك تنفخ اليهود بالشبور. فركب الجبار (لعنه اللّه) ذات يوم الى نزهة فمر برياض لرجال من شيعة إدريس عليه السّلام حسنة خضرة فسأل عنها فقيل انها لرجل من الرافضة و كان من لا يتبعه على كفره و يرفضه يسمى رافضيا. فدعا به و قال له أ تبيعني هذه الأرض فقال له عيالي أحوج إليها منك؟ فغضب و انصرف عنه. فشاور في أمره امرأة كانت له و أخبرها بقوله فاشارت إليه بقتله فابى قتله الا بحجة عليه.

اثبات الوصية، ص: 27

فقالت له: فانا أحتال لك في قتله، ائت بقوم يشهدون عندك انهم قد سمعوه قد برئ منك و من دينك. ففعل و قتل ذلك المؤمن و أخذ ضيعته.

فغضب اللّه- جل و عز- للمؤمن و أوحى الى إدريس أن ائت هذا الجبار العنيد فقل له:

ما رضيت إن قتلت عبدي المؤمن حتى أخذت ضيعته و أفقرت عياله، أما و عزّتي لأنتقمن له منك و لأسلبنك ملكك و لأخربن مدينتك و لأطعمنّ الكلاب لحم امرأتك.

فقال الجبار لإدريس: اخرج عني و أرح نفسك.

ثم ان الملك اخبر امرأته بنبوة إدريس و ما قال له.

فقالت له: لا يهولك أمره فاني سأبعث إليه بمن يقتله اغتيالا فجمع إدريس عليه السّلام شيعته فأخبرهم بما أرسل به من الرسالة الى الجبار و ما قالته له امرأته، فأشفقوا عليه.

ثم ان امرأة الجبار بعثت بأربعين رجلا ليقتلوا إدريس فقصدوا مجلسه الذي كان يجلس فيه و كان منزله مسجد السهلة بظاهر الكوفة فوجدوه قد تنحى عن القرية مع نفر من اصحابه. فلما كان في السحر ناجى ربه و سأله ان لا يمطر السماء على اهل القرية و لا ما حولها حتى يسأله ذلك.

فاوحى اللّه إليه قد اجبتك.

فأخبر شيعته بذلك و أمرهم بالخروج من تلك النواحي، و كانت عدتهم عشرين رجلا، فتفرقوا في اقصى القرى و السواد. و صار إدريس الى كهف جبل شاهق و وكل اللّه به ملكا باستطعامه في كل ليلة و سلب اللّه ذلك الجبار ملكه و خرب مدينته و اطعم الكلاب لحم امرأته. و مكث إدريس غائبا عشرين سنة و أمسكت السماء من المطر، و الأرض عن النبات فقحط الناس و اشتد البلاء حتى هلك خلق منهم جوعا، و اعلموا ان ذلك بدعوة إدريس عليه السّلام فتضرعوا و سألوا اللّه العفو و التوبة. فاوحى اللّه الرحيم- جل و تعالى- الى إدريس انهم قد سألوني و قد رحمتهم فاسألني حتى أمطر السماء و أنبت الأرض.

و ابى إدريس ذلك. فاوحى اللّه إليه: لم تسألني فأجبتك و أنا أسألك ان لم تسألني. فابى ان يسأله.

صفحه بعد