کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

اثبات الوصية

كلمة الناشر ترجمة المؤلف‏ عقيدته‏ مؤلفاته‏ كتاب اثبات الوصية القسم الاول اتصال الحجج و الأنبياء من أبينا آدم الى سيدنا محمد [ص‏] مقدمة في بدء الخليقة جند العقل‏ جند الجهل‏ بدء الخليقة هبوط آدم [ع‏] فلما أفضى الأمر الى هبة اللّه عليه السّلام- و هو شيث بالعبرانية- قام ريسان (ابن نزلة الحورية) و اسمه أنوش عليه السّلام بأمر اللّه (جل و علا) فقام قينان بامر اللّه جل و عز فلما قبض اللّه تبارك و تعالى قينان عليه السّلام قام الحيلث بن قينان عليه السّلام بامر اللّه‏ فقام غنميشا بامر اللّه عز و جل على منهاج آبائه‏ فلما قبضه اللّه جل و علا قام بالامر بعده إدريس و هو هرمس و هو اخنوخ عليه السّلام بامر اللّه جل و عز و قام برد بن أخنوخ عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ فقام أخنوخ بن برد بن أخنوخ عليهم السّلام‏ فلما قضى و توفي قام بالأمر ابنه متوشلخ بن أخنوخ عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام لمك و هو ارفخشد بن متوشلخ عليه السّلام‏ فلما مضى لمك عليه السّلام قام نوح بن ارفخشد بأمر اللّه تبارك و تعالى‏ و قام سام بن نوح عليهما السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام ارفخشد عليه السّلام بأمر اللّه تعالى‏ فقام شالح عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام هود بن شالح بأمر اللّه جل و علا و قام فالغ بن هود عليهما السّلام بأمر اللّه جل جلاله بعد أبيه هود فقام يروغ بن فالغ عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام نوشا بن أمين عليه السّلام بالأمر لما اختاره اللّه‏ و قام صاروغ بن يروغ عليه السّلام مقام آبائه (صلوات اللّه عليهم) و قام تاجور بن صاروغ عليه السّلام و ولده بأمر اللّه جل و علا و قام تارخ و هو ابو ابراهيم الخليل (صلّى اللّه عليهما) بالأمر و إبراهيم (صلّى اللّه عليه) اختاره اللّه جل و علا لنبوّته‏ فقام إسماعيل بن إبراهيم بالنبوة و الأمر مقامه‏ و قام اسحاق بن إبراهيم بالأمر و النبوّة بعد أخيه إسماعيل‏ و قام يعقوب عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام يوسف عليه السّلام مقامه‏ قام ببرز بن لاوي بن يعقوب عليهم السّلام بأمر اللّه جلّ و عز و قام أحرب بن ببرز بن لاوي عليهم السّلام بأمر اللّه عزّ و جل‏ و قام ميتاح بن أحرب عليهما السّلام بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام عاق بن ميتاح عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام خيام بن عاق عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مادوم بن خيام عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام شعيب بالأمر بعد مادوم‏ يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام‏ فقام فينحاس ابنه (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه جل و علا فقام بشير بن فينحاس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام ابلث بن جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل على سبيل آبائه‏ فقام أحمر بن ابلث مقام أبيه‏ و قام محتان بن أحمر عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى مقام أبيه‏ و قام عوق (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه عز و جل مقام آبائه‏ و قام طالوت عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام داود صلّى اللّه عليه بأمر اللّه بعد طالوت‏ فقام سليمان (صلوات اللّه عليه) بأمر اللّه جل ذكره‏ و قام آصف بن برخيا بأمر اللّه‏ و قام صفورا بن آصف عليهما السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام مبنه بن صفورا عليهما السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام هندو بن مبنه عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز فقام أسفرا بن هندوا بأمر اللّه جل و تعالى‏ فقام رامين بن اسفر عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل‏ و قام اسحاق بن رامين بأمر اللّه جل جلاله مقام آبائه عليهم السّلام‏ و قام ايم بن اسحاق بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏ فقام زكريا عليه السّلام بأمر اللّه‏ فقام اليسابغ عليه السّلام بما أوصاه به زكريا عليه السّلام من أمر اللّه جل و علا و قام روبيل بن اليسابغ بأمر اللّه جل و عز و تدبير ما استودعه‏ بعث اللّه عز و جل المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام‏ و قام شمعون عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن زكريا عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام منذر بن شمعون بأمر اللّه جل‏ و قام دانيال عليه السّلام بالأمر بعده‏ و قام مكيخا ابن دانيال بأمر اللّه‏ فقام انشوا بن مكيخا بأمر اللّه تعالى‏ و قام رشيخا بن انشوا بأمر اللّه جل و علا و قام نسطورس بن رشيخا بأمر اللّه جل و تعالى‏ و قام مرعيد بن نسطورس بأمر اللّه جل و عز و قام بحيرا عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا فقام منذر بن شمعون بأمر اللّه‏ و قام سلمة بن منذر عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام برزة بن سلمة عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام أبي بن برزة عليه السّلام بأمر اللّه جل و تقدّس‏ و قام دوس بن أبي عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا و قام أسيد بن دوس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عزّ و قام هوف عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز و قام يحيى بن هوف- عليه‏ القسم الثاني اتصال الحجج و الاوصياء من سيدنا محمد [ص‏] حتى ولادة المهدي‏ مولد سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم‏ الوحي‏ حديث الدار تآمر قريش، و معجزاته [ص‏] المعراج‏ الهجرة و المبيت‏ الدعوة حجة الوداع‏ الوصية وفاة الرسول [ص‏] خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام‏ مولد الامام علي عليه السّلام‏ ايمان علي عليه السّلام‏ كفالة ابي طالب للنبي عليه السّلام‏ مولد علي عليه السّلام‏ علي ربيب الرسول‏ في الحوادث التي اعقبت وفاة النبي [ص‏] معجزات علي‏ رد الشمس للامام على عليه السّلام‏ كراماته الاخرى عليه السّلام‏ شهادة الامام علي عليه السّلام‏ الحسن السبط عليه السّلام‏ الحسين الشهيد عليه السّلام‏ علي السجاد عليه السّلام‏ محمد الباقر عليه السّلام‏ جعفر الصادق عليه السّلام‏ موسى الكاظم عليه السّلام‏ علي الرضا عليه السّلام‏ محمد الجواد عليه السّلام‏ علي الهادي عليه السّلام‏ الحسن العسكري عليه السّلام‏ قيام صاحب الزمان و هو الخلف الزكيّ بقيّة الله في أرضه و حجّته على خلقه المنتظر لفرج أوليائه من عباده عليه السّلام و رحمته و تحياته. الفهرست‏

اثبات الوصية


صفحه قبل

اثبات الوصية، ص: 63

المفتونين فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم.

ثم أحيا اللّه موسى قبلهم فلما رآهم صرعى اغتم و قال: يا رب أصحابي أصحابي.

فأوحى اللّه إليه: اني ابدلك بهم من هم خير لك منهم.

قال: يا رب اني قد عرفتهم و عرفوني و وجدت ريحهم.

فبعثهم اللّه عز و جل له أنبياء.

ثم أخذ موسى بيد هارون و مضيا الى جبل طور سيناء فاذا هم ببيت على بابه شجرة فتدلت من الشجرة على موسى حلتان فأخذهما موسى و قال لهارون: انزع ثيابك و ادخل هذا البيت و البس هاتين الحلتين و نم على السرير الذي في البيت.

ففعل هارون ذلك فلما نام على السرير قبضه اللّه عز و جل إليه و ارتفع البيت المعمور و الشجرة و رجع موسى صلّى اللّه عليه الى بني اسرائيل فأخبرهم بذلك فكذّبوه و قالوا بل أنت قتلته.

فشكا ذلك إلى اللّه جلّ و تعالى فأمر اللّه الملائكة فنزلت بهارون على سرير بين السماء و الأرض حتى رأوه و علموا انّه مات و رفع.

و أمر اللّه موسى أن يستودع علم اللّه و نوره و جميع ما في يديه ابن عمه يوشع بن نون فاحضره و أوصى إليه و سلّم إليه التابوت و العلم و عرّف بني اسرائيل انّه هو القائم مقامه و ان عليهم فرض طاعته.

و مكث عليه السّلام ما شاء اللّه ثم مر برجل و هو يحفر قبرا فقال له أ لا أعينك على حفر هذا القبر.

فقال له الرجل: بلى.

فأعانه حتى حفر فأراد الحفّار أن يضطجع في اللحد لينظر كيف هو فقال له موسى:

أنا أضطجع فيه.

فاضطجع فرأى مكانه من الجنّة فقال: ربّ اقبضني إليك.

فقبض و دفن في ذلك القبر. و كان الذي يحفر القبر جبرئيل عليه السّلام في صورة آدمي.

فذلك قبر موسى و لا يعرف به أحد. و كان موته آخر يوم من أيام التيه.

اثبات الوصية، ص: 64

و روي انّه سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قبر موسى فقال: عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر.

و عاش موسى مائة و ستا و عشرين سنة و عاش هارون نحوا من ذلك و كان بين ابراهيم و بين موسى عليهما السّلام أربعمائة و ثمان و ستون سنة.

يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليهم السّلام‏

و خرج يوشع عليه السّلام و جمع أولاد بني إسرائيل الذين ولدوا في التيه معه و هم لا يعرفون الجبارين و لا العمالقة و لا يمتنعون من قتالهم فقاتل بهم العمالقة و فتح بيت المقدس و جميع مدائن الشام حتى انتهى الى البلقاء لأنّه قاتل فيها رجلا يقال له بالق فجعلوا يخرجون و يقاتلون و لا يقتل منهم أحد فسأله يوشع عن ذلك فقيل له ان في مدينته امرأة كاهنة تدّعي انّها منجمة تستقبل الشمس بفرجها ثم تحسب و تعرض عليها الخيل و الرجال و لا يخرج يومئذ الى الحرب رجل قد حضر أجله.

قال: فصلّى يوشع بن نون عليه السّلام ركعتين و دعا ربّه أن يحبس الشمس عنهم ساعة فأجابه و اخرت الشمس، فخرجت فاختلط عليها حسابها فقالت لبالق: انظر ما يعرض عليك يوشع و يلتمسه فاعطه فان حسابي قد اختلط عليّ.

فقال لها: انّه لا يكون صالح إلّا بقتال.

فقاتل يوشع فقتل أصحاب «بالق» قتلا ذريعا كثيرا لم يقتل مثله قبل. فسأل الصلح فأبى يوشع بن نون أن يفعل حتى يسلّم إليه المرأة.

فقالت: ادفعني إليه.

فدفعها فقالت: هل تجد فيما أوحي الى صاحبك موسى عليه السّلام قتل النساء؟.

قال: لا.

قالت: أ ليس إنمّا تدعوني الى دينك؟.

قال: بلى.

قالت: فاني قد دخلت فيه.

اثبات الوصية، ص: 65

فتركها ثم انتهى الى مدينة اخرى فأرسل صاحب المدينة الى (بلعم) و كان يقال ان (بلعم) قد أوتي الاسم الأعظم و هو الذي قال اللّه جل و عز عنه: «آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها»

نسأل اللّه الثبات و ان يجعل ما أعطانا مستقرا و لا يجعله مستعارا مستودعا و ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا و أن يهب لنا من لدنه رحمة انّه هو الوهّاب.

قال: فركب (بلعم) حمارته ثم توجّه الى صاحب المدينة ليعين على (يوشع) فعثرت حمارته فقال لها: لم عثرت و لم تكوني تعثرين؟ قالت: و لم لا أعثر و هذا جبرئيل بيده الحربة ينهاك أن تدعو على أصحاب (يوشع).

فدخل (بلعم) على أصحاب المدينة و صاحبها و قال له: ادع اللّه عليهم.

فقال: ليس الى ذلك سبيل و لكن أشير عليك أن تزيّن النساء و تأمرهن أن يأتين عسكر (يوشع) فيتعرضن للرجال فإن الزنا لم يظهر في قوم قط إلّا بعث اللّه عليهم الموت، ففعل، فلما دخلت النساء العسكر وقع الرجال عليهن، فوجد ابنا هارون ريح الخطيئة فخرجا فوجدا رجلا من بني اسرائيل قد وقع على امرأة فطعنه أحدهما بالرمح، فقوى اللّه- عز ذكره- الرمح و ذراع الفتى حتى شكهما جميعا فيه و شالهما عليه، فصارت المرأة فوق الرجل على الرمح، فأخرجهما الى بني إسرائيل؛ حتى نظروا إليهما.

و أوحى اللّه الى (يوشع بن نون) ان شئت سلّطت عليهم عدوّهم، و ان شئت أهلكتهم بالسنين، و ان شئت فبموت حثيث.

فقال يوشع: انّهم بنو اسرائيل و لا أحبّ أن تسلّط عليهم عدوّهم و لا أن تهلكهم بالسنين، و لكن بموت حثيث.

فمات في ثلاث ساعات سبعون ألفا بالطاعون.

و قد روي في «بلعم» أحاديث توجب انّه لم يخرج عن شي‏ء من دينه و هو من ولد (لوط) عليه السّلام.

ثم خرجت «صفورا» بنت شعيب امرأة موسى على «يوشع» و ركبت الزرافة و كان ظهر الزرافة كالسرج فلما حاربت حجّة اللّه و ظفر بها و من عليها صير اللّه ظهر الزرافة

اثبات الوصية، ص: 66

كالزلاقة و حماه فكانت الحرب لها أوّل النهار الى قبل زوال الشمس ثم صارت له الى آخر النهار فظفر بها و أشار عليه بعض من معه بقتلها، فقال لهم: قد عرفني موسى أمرها و خروجها و أمرني أن أحفظه فيها و أحسن صونها فوكّل بها نساء متلثمات أركبهن الخيل في زي الرجال و وجّه بهن. فلما صارت هناك جمعت النساء و الرجال و قالت: ان (يوشع ابن نون) أسرني و بعث بي مع رجال ليس فيهم محرم الى هذا المكان.

فكشف النساء اللثام حتى نظر بنو اسرائيل إليهن و كذبنها.

فلما حضرت يوشع الوفاة أوحى اللّه إليه ان يستودع ما في يده ابنه (فينحاس) فأحضره و سلّم إليه علوم النبيين و مواريثهم و مضى صلّى اللّه عليه.

فقام فينحاس ابنه (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه جل و علا

و اتبعه المؤمنون من بني اسرائيل على قلّة عددهم الى أن حضرت وفاته فأوحى اللّه إليه ان يستودع ما في يده ابنه بشيرا فأحضره و أوصى إليه و سلّمه ما في يده و مضى صلّى اللّه عليه.

فقام بشير بن فينحاس عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز مقام آبائه عليهم السّلام‏

الى أن حضرته الوفاة فأوحى اللّه إليه ان يوصي الى ابنه (جبرئيل) فأوصى و سلّم ما في يده إليه و مضى.

فقام جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه جل و عز

مع من اتبعه من المؤمنين مقام آبائه عليهم السّلام الى أن حضرته وفاته، فأوحى اللّه تعالى إليه أن يجعل الوصيّة في ابنه «ابلث» فأوصى و سلّم جميع ما في يده الى «ابلث» ابنه و مضى صلّى اللّه عليه.

و قام ابلث بن جبرئيل بن بشير عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل على سبيل آبائه‏

الى أن حضرته الوفاة، و أوحى اللّه تعالى إليه الى ابنه «أحمر» فأحضره و سلّم إليه ما في يده و مضى عليه السّلام.

اثبات الوصية، ص: 67

فقام أحمر بن ابلث مقام أبيه‏

و من تقدّمه من آبائه عليهم السّلام بأمر اللّه جل جلاله، حتى اذا حضرت وفاته أوحى اللّه إليه أن يستودع الاسم الأعظم و النور ابنه «محتان» فأحضره و سلّم إليه الوصيّة و مواريث الأنبياء و مضى عليه السّلام.

و قام محتان بن أحمر عليه السّلام بأمر اللّه جل و تعالى مقام أبيه‏

الى أن حضرت وفاته فأوحى اللّه إليه أن يستودع ما في يده و يوصي الى ابنه «عوق» ففعل و مضى عليه السّلام.

و قام عوق (صلّى اللّه عليه) بأمر اللّه عز و جل مقام آبائه‏

و اتبعه المؤمنون، و ملك الأرض حينئذ (بهراسب) مائة و عشرين سنة، و كان في ملكه العدل و الأمن. و في ملكه رجعت اليهود إلى الأرض المقدّسة فأقاموا فيها آمنين و كان يدبّر أمر اللّه عز و جل يومئذ (عوق) من ولد (يوشع) و المؤمنون متّبعون له و لمن تقدّمه من آبائه عليهم السّلام.

و لما حضرت الوفاة (عوق) أوحى اللّه إليه أن يستودع الاسم الأعظم و جميع مواريث الأنبياء (طالوت) فأحضره و سلّم إليه الوصية و جميع ذلك.

و قام طالوت عليه السّلام بأمر اللّه جل و علا

و أظهر أمر اللّه في أيام نبوّته و كان من ولد «بنيامين» بن يعقوب و كان راعيا فآتاه الملك و الحكمة و العلم و خالف عليه بنو إسرائيل و هو قول اللّه جل جلاله‏ «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‏ إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

و كان الملك في ذلك الزمان هو الذي يسيّر الجيوش، و النبي يقيم أمر اللّه و ينبئه بالخير من عند اللّه.

فلما قالوا ذلك لنبيّهم، قال لهم: أ ليس عندكم ذمّة و لا وفاء و لا رغبة في الجهاد؟

قالوا: بلى قد أخرجنا من ديارنا و ابنائنا و لا بد لنا من قتال عدوّنا و طاعة ربنا.

قال لهم: فان اللّه قد بعث لكم (طالوت) ملكا.

قالت عظماء بني اسرائيل: (طالوت) من سبط (بنيامين بن يعقوب)، و الملك و النبوّة

اثبات الوصية، ص: 68

في أولاد (يهودا) و (لاوي) ابني يعقوب، فكيف يكون له الملك علينا و نحن أحقّ بالملك منه.

قال لهم: ان اللّه قد اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم، و الملك للّه عز و جل يضعه حيث يشاء و ليس لكم ان تتجبروا على اللّه جل و عز في أمره و ملكه و سلطانه، و ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت من قبل اللّه تحمله الملائكة، و هو الذي كنتم تهزمون به من لقيتم من أعدائكم. قالوا: ان جاءنا بالتابوت رضينا فسلمنا، فروي ان التابوت كان على صورة البقرة و ان السكينة على صورة الإنسان، فجاء بالتابوت تحمله الملائكة فسلّموا حينئذ فقام بأمر اللّه، و جيش الجيوش لقتال الجبار (جالوت) و كان أبو داود عليه السّلام شيخا كبيرا و له أربعة أولاد فوجّه الشيخ مع (طالوت) بأولاده كلّهم سوى داود فانّه خلفه في الغنم و فصل طالوت لقتال الجبار (جالوت) فقال الشيخ أبو داود لداود اذهب بسلاح قد صنعته الى اخوتك ليقووا به على عدوّهم، و كان داود عليه السّلام قصيرا أزرق قليل الشعر فمضى الى اخوته فنزل في خيمتهم (و روي) انّه في طريقه مر بحجر فناداه الحجر يا داود خذني فاقتل بي جالوت فاني انما خلقت لقتله فأخذه فوضعه في مخلاته فلما دخل العسكر سمع الناس يعظّمون أمر جالوت و جنوده فقال لاخوته و للناس: ما تعظيمكم أمره؟ لئن عاينته لأقتلنه! فتحدّث الناس بهذا الحديث و ارتفع الخبر به الى طالوت فأمر بإحضاره ثم قال له ما بلغ من قوّتك؟ فقال له داود قد كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فآخذ برأسه فأفكّ لحييه عنها و آخذها من فيه، و كان الوحي قد نزل على طالوت عليه السّلام انّه لا يقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها، و كان طالوت يلبس الدرع رجلا رجلا من أصحابه فيضطرب عليه. فدعا اخوة داود فسألهم عنه ثم قال لهم كيف صدقه، قالوا ما جربنا عليه كذبا قط، قال لهم فكيف عقله، قالوا أحسن عقل و أوفره، قال فكيف منزلته عند أبيه، قالوا هو آثرنا عنده، فدعا طالوت بالدرع فألبسها داود فانتقض فيها فتفضلت عليه فقال له: يا داود أنت الذي يقتل بإذن اللّه جالوت. فلما التقى الجمعان قال داود عليه السّلام أروني جالوت فأروه إيّاه فأخذ الحجر فجعله في مقلاع معه فرماه به فصك به بين عينيه فخر على وجهه صريعا. و كان طويلا جسيما فسقط ميّتا و بادر إليه فحز

اثبات الوصية، ص: 69

رأسه و وضعه في مخلاته، فروي ان طالوت استخلفه في مجلس القضاء و الفقه فكان يحكم بين الناس فلما حضرت طالوت الوفاة أوحى اللّه إليه أن يسلّم ما في يده من المواريث و العلوم الى (الياس) و داود عليهما السّلام و روي انّه أمر بتسليم ذلك إلى داود عليه السّلام فسلّم طالوت نور اللّه و حكمته و جميع ما في يديه الى داود عليه السّلام.

فقام داود صلّى اللّه عليه بأمر اللّه بعد طالوت‏

و اجتمعت بنو اسرائيل على داود، و أنزل اللّه جل ذكره عليه الزبور، و علّمه صنعة الحديد، و ليّن الحديد في يديه، و أمر الجبال و الطير أن يسبّحن معه و أعطي صوتا لم يعطه أحد من الأنبياء قبله، و أعطي النور و الحكمة و التوراة و زاده اللّه الزبور و أقام في بني اسرائيل مستخفيا و أعطي القوة في العبادة ثم انّه سأل ربّه أن يجعله رابع أربعة من ولد اسرائيل يدعى بآلهه كما كان يدعى ابراهيم و اسحاق و يعقوب حتى يقال و إلهه داود فأوحى اللّه إليه ان أولئك ابتليتهم فصبروا.

فقال: يا رب ابتلني. فأوحى اللّه عز و جل إليه اني مبتليك في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا في ساعة كذا. فلما كان في ذلك اليوم تخلى داود في محرابه و كان يدعو على الخاطئين و كان أمره ما قصّ اللّه به من حديث الطائر و المرأة و الملكين فأتاه جبرئيل فقال له: ان أردت أن يتوب اللّه عليك فاسأله بحق محمد و آل محمّد فبذلك سأل آدم ربّه و بذلك سأل ابراهيم حين ألقي في النار و بذلك سأل الأنبياء ربّهم. فقال: اللّهم بحق محمّد و آل محمّد. فأجابه و تاب عليه فكان بعد ذلك يبتدئ بالدعاء للخاطئين (و روي) انّه كان في محرابه إذ مرّت به دودة تدبّ حتى انتهت الى موضع سجوده فنظر إليها فوجد في نفسه، ثم قال: يا ربّ لم خلقت هذه؟ فأوحى اللّه إليها أن تكلّمه، فقالت له: أنا على صغري و تهاونك بي أكثر لذكر اللّه منك يا داود. هل سمعت حسي أو تبينت أثري؟ فقال لها: لا. قالت: فان اللّه ليسمع دبيبي و نفسي و حسّي و يرى شخصي فاخفض من صوتك.

صفحه بعد