کتابخانه روایات شیعه
أقول: و سوف نذكر بعد تعريف ما في الشهر من متكرّر الصيام، ما نرويه عن مولانا الصادق عليه أفضل السّلام، من دعاء لكل يوم من الشهر على التفصيل، و تعمل عليه، فانها احراز واقية، من خطر يسير أو جليل.
الفصل الرابع: فيما نذكره من صوم داود عليه السّلام
. رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَيُّوبَ الْخَزَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَوَّلَ مَا بُعِثَ يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ: لَا يُفْطِرُ، وَ يُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ: لَا يَصُومُ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ وَ صَامَ يَوْماً وَ أَفْطَرَ يَوْماً، وَ هُوَ صَوْمُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ» 48 .
و من ذلك
مَا رَوَيْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الصِّيَامِ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ- بِإِسْنَادِهِ- قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ الصَّوْمِ فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْبِيضِ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَ خَمْسَ عَشْرَةَ؟».
قَالَ: إِنَّ بِي قُوَّةً.
فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتَ عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ فِي الْجُمُعَةِ؟».
فَقَالَ: إِنَّ بِي قُوَّةً.
فَقَالَ: «أَيْنَ أَنْتَ عَنْ صَوْمِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يَصُومُ يَوْماً وَ يُفْطِرُ يَوْماً» 49 .
الفصل الخامس: فيما نذكره من صوم جماعة من الانبياء و أبناء الانبياء صلوات اللّه جل جلاله عليهم
. رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى ابْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِ الصِّيَامِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي صَدَقَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَ: عَنْ أَيِّ الصِّيَامِ تَسْأَلُنِي؟ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَبِي سُلَيْمَانَ فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ وَ أَشْجَعِ النَّاسِ، وَ كَانَ لَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى، وَ كَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ صَوْتاً يُلَوِّنُ، وَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْكِيَ عَلَى نَفْسِهِ لَمْ تَبْقَ دَابَّةٌ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا اسْتَمَعْنَ لِصَوْتِهِ، وَ يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ، وَ كَانَتْ لَهُ سَجْدَةٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ يَدْعُو فِيهَا وَ يَتَضَرَّعُ، وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ كَانَ يَصُومُ يَوْماً وَ يُفْطِرُ يَوْماً».
وَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثَةً، وَ مِنْ وَسَطِهِ ثَلَاثَةً، وَ مِنْ آخِرِهِ ثَلَاثَةً.
وَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صَوْمَ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ لَا يُفْطِرُ مِنْهُ شَيْئاً، وَ كَانَ يَلْبَسُ الشَّعْرَ، وَ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْتٌ يَخْرَبُ، و لَا وَلَدٌ يَمُوتُ، وَ كَانَ رَامِياً لَا يُخْطِئُ صَيْداً يُرِيدُهُ، وَ حَيْثُمَا غَابَتِ الشَّمْسُ
صَفَّ قَدَمَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى يَرَاهَا. وَ كَانَ يَمُرُّ بِمَجَالِسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَ كَانَ لَا يَقُومُ مَقَاماً إِلَّا وَ صَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صَوْمَ أُمِّهِ عَلَيْهَا السَّلَامُ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ وَ تُفْطِرُ يَوْماً.
وَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ، الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ، أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (مِنْ) 50 كُلِّ شَهْرٍ، وَ يَقُولُ: «هِيَ صِيَامُ الدَّهْرِ» 51 .
الفصل السادس: فيما نذكره من صيام أول خميس في العشر الاول من كل شهر
(، و أول أربعاء في العشر الثاني منه، و آخر خميس من العشر الاخير منه.)
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ، وَ ابْنِ بَابَوَيْهِ، وَ إِلَى ابْنِ فَضَّالٍ، وَ غَيْرِهِمْ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتَّى قِيلَ: مَا يُفْطِرُ، ثُمَّ أَفْطَرَ حَتَّى قِيلَ: مَا يَصُومُ، ثُمَّ صَامَ صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْماً فَيَوْماً لَا، ثُمَّ قُبِضَ عَلَى صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الشَّهْرِ، وَ قَالَ: يَعْدِلْنَ الدَّهْرَ، وَ يَذْهَبْنَ بِوَحَرِ الصَّدْرِ».
قَالَ: وَ زَعَمَ حَمَّادٌ أَنَّ الْوَحَرَ: الْوَسْوَسَةُ.
قَالَ حَمَّادٌ: وَ أَيُّ الْأَيَّام هِيَ؟
قَالَ: فَقَالَ: «أَوَّلُ خَمِيسٍ فِي الشَّهْرِ، وَ أَوَّلُ أَرْبِعَاءَ بَعْدَ الْعَشْرِ مِنْهُ، وَ آخِرُ خَمِيسٍ فِيهِ».
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ صَارَتْ هَذِهِ الْأَيَّامُ هِيَ الَّتِي تُصَامُ؟
فَقَالَ: «إِنَّ مَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْأُمَمِ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمُ الْعَذَابُ نَزَلَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ، فَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الْأَيَّامَ الْمَخُوفَةَ» 52 .
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ- وَ غَيْرِهِ- بِإِسْنَادِهِ إِلَى
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الصِّيَامِ فِي الشَّهْرِ كَيْفَ هُوَ؟