کتابخانه روایات شیعه
الفصل السابع عشر: فيما نذكره من فضل قراءة سورة الانفال و براءة في كل شهر.
مِنْ كِتَابِ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، مَا هَذَا لَفْظُهُ: الْحَسَنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ وَ الْأَنْفَالِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ لَمْ يَدْخُلْهُ نِفَاقٌ أَبَداً، وَ كَانَ مِنْ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَقّاً، وَ يَأْكُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مَوَائِدِ الْجَنَّةِ مَعَ شِيعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ بَيْنَ النَّاسِ» 77 .
أقول: و هذا موافق للحديث [الاول] في قراءة الانفال، لكن ذكرناه لاجل ذكر سورة براءة فيه.
الفصل الثامن عشر: فيما نذكره من فضل قراءة سورة يونس عليه السّلام في كل شهر.
وَ مِنْ كِتَابِ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، مَا هَذَا لَفْظُهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْقَدٍ، عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ يُونُسَ فِي كُلِّ شَهْرٍ- أَوْ ثَلَاثَةٍ- لَمْ يُخَفْ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَ كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ» 78 .
الفصل التاسع عشر: فيما نذكره من فضل قراءة النحل في كل شهر.
رَوَيْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مَوْلَانَا الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ ذِكْرِ سُورَةِ النَّحْلِ.
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَنْ قَرَأَهَا كُلَّ شَهْرٍ كُفِيَ الْمَغْرَمَ فِي الدُّنْيَا، وَ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهُ الْجُنُونُ وَ الْجُذَامُ وَ الْبَرَصُ، وَ كَانَ مَسْكَنُهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَ هِيَ وَسَطُ الْجِنَانِ» 79 .
الفصل العشرون: فيما نذكره من زيارة الحسين صلوات اللّه عليه في كل شهر
(، و حديث من كان يزوره كل شهر و تأخر عنه فعوتب على تأخره.)
رَوَيْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ شَيْخِهِ أَبِي الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ قَدَّسَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ أَرْوَاحَهُمْ، مِنْ كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ كَامِلَ الزِّيَارَاتِ، مِنْ نُسْخَةٍ عَلَيْهَا خَطُّ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قَالَ: «يَا عَلِيُّ، بَلَغَنِي أَنَّ قَوْماً مِنْ شِيعَتِنَا يَمُرُّ بِأَحَدِهِمُ السَّنَةُ وَ السَّنَتَانِ لَا يَزُورُونَ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي أَعْرِفُ نَاساً كَثِيراً بِهَذِهِ الصِّفَةِ.
قَالَ: «أَمَا وَ اللَّهِ لِحَظِّهِمْ أَخْطَئُوا، وَ عَنْ ثَوَابِ اللَّهِ زَاغُوا، وَ عَنْ جِوَارِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ تَبَاعَدُوا».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فِي كَمِ الزِّيَارَةُ؟
قَالَ: «يَا عَلِيُّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَزُورَهُ (فِي) 80 كُلِّ شَهْرٍ فَافْعَلْ» 81 .
ثم ذكر تمام الخبر فضلا عظيما.
و
رَوَيْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ قُولَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، مِنْ كِتَابِهِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ- قُلْتُ: فَمَنْ يَأْتِيهِ زَائِراً ثُمَّ يَنْصَرِفُ مَتَى يَعُودُ إِلَيْهِ؟ وَ فِي كَمْ يُؤْتَى؟ وَ كَمْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُهُ؟
قَالَ: «لَا يَسَعُ أَكْثَرَ مِنْ شَهْرٍ».
ثم ذكر تمام الخبر.
وَ رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا أَيْضاً إِلَى جَعْفَرِ بْنِ قُولَوَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ نَحْنُ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ نُرِيدُ مَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً مُنْكَسِراً؟
فَقَالَ: «لَوْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ لَشَغَلَكَ عَنْ مَسْأَلَتِي».
قُلْتُ: وَ مَا الَّذِي تَسْمَعُ؟
قَالَ: «ابْتِهَالَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى اللَّهِ عَلَى قَتَلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ، وَ نَوْحَ الْجِنِّ عَلَيْهِمَا، وَ بُكَاءَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ حَوْلَهُ وَ شِدَّةَ حُزْنِهِمْ، فَمَنْ يَتَهَنَّأُ مَعَ هَذَا بِطَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ أَوْ نَوْمٍ».
قُلْتُ: فَمَنْ يَأْتِيهِ زَائِراً ثُمَّ يَنْصَرِفُ، مَتَى يَعُودُ إِلَيْهِ؟ وَ فِي كَمْ يُؤْتَى؟ وَ فِي كَمْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُهُ؟
قَالَ: «أَمَّا الْقَرِيبُ فَلَا أَقَلَّ مِنْ شَهْرٍ، وَ أَمَّا الْبَعِيدُ الدَّارِ فَفِي كُلِّ ثَلَاثِ سِنِينَ، [فَمَا جَازَ الثَّلَاثَ سِنِينَ] 82 فَقَدْ عَقَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ قَطَعَ رَحِمَهُ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ. وَ لَوْ عَلِمَ زَائِرُ الْحُسَيْنِ مَا يَدْخُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ مَا يَصِلُ إِلَيْهِ مِنَ الْفَرَحِ، وَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ إِلَى فَاطِمَةَ وَ الْأَئِمَّةِ وَ الشُّهَدَاءِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ مِنْ دُعَائِهِمْ لَهُ، وَ مَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الثَّوَابِ فِي الْعَاجِلِ وَ الْآجِلِ، وَ الْمَذْخُورِ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ، لَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ ثَمَّ دَارُهُ مَا بَقِيَ. وَ إِنَّ زَائِرَهُ لَيَخْرُجُ مِنْ رَحْلِهِ فَمَا يَقَعُ
فِيهِ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا دَعَا لَهُ، فَإِذَا وَقَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيْهِ أَكَلَتْ ذُنُوبَهُ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ، وَ مَا تُبْقِي الشَّمْسُ عَلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ شَيْئاً، فَيَنْصَرِفُ وَ مَا عَلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ، وَ قَدْ رُفِعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجَاتِ مَا لَا يَنَالُهُ الْمُتَشَحِّطُ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ يُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، يَقُومُ مَقَامُهُ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى (الزِّيَارَةِ) 83 ، أَوْ تَمْضِيَ ثَلَاثَ سِنِينَ، أَوْ يَمُوتَ».
و ذكر الحديث بطوله 84 أقول: فأما حديث: من كان يزوره في كل شهر و تأخر فعوتب على تأخره، (فاننا) 85
رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّيِّ، مِنْ كِتَابِ الزِّيَارَاتِ تَصْنِيفِهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ يُعْرَفُ بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ أَزُورُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كُلِّ شَهْرٍ، قَالَ: ثُمَّ عَلَتْ سِنِّي وَ ضَعُفَ جِسْمِي وَ انْقَطَعَتْ عَنْهُ مُدَّةٌ، ثُمَّ وَقَعَ إِلَيَّ أَنَّهَا آخِرُ سِنِي عُمُرِي، فَحَمَلْتُ عَلَى نَفْسِي وَ خَرَجْتُ مَاشِياً، فَوَصَلْتُ فِي أَيَّامٍ، فَسَلَّمْتُ وَ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيِ الزِّيَارَةِ وَ نِمْتُ، فَرَأَيْتُ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ.
فَقَالَ لِي: «يَا عَلِيُّ، لِمَ جَفَوْتَنِي وَ كُنْتَ بِي بَرّاً؟» فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، ضَعُفَ جِسْمِي وَ قَصُرَتْ خُطَايَ، وَ وَقَعَ لِي أَنَّهَا آخِرُ سِنِي عُمُرِي فَأَتَيْتُكَ فِي أَيَّامٍ، وَ قَدْ رُوِيَ عَنْكَ شَيْءٌ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ.
فَقَالَ: «قُلْ».
قَالَ: قُلْتُ: رُوِيَ عَنْكَ «مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ».
قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: فَأَرْوِيهِ عَنْكَ «مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ».
قَالَ: «نَعَمْ ارْوِ عَنِّي: مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِهِ زُرْتُهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَ إِنْ وَجَدْتُهُ فِي النَّارِ أَخْرَجْتُهُ» 86 .