کتابخانه روایات شیعه
وَ الرُّوحُ بِأَمْرِهِ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ، وَ النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ، وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ، وَ الْأَمْثَالِ الْعَالِيَةِ، وَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، شَدِيدِ الْقُوَى، فَالِقِ الْإِصْبَاحِ، وَ جَاعِلِ اللَّيْلِ سَكَناً، وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ حُسْباناً، ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَفِيعِ الدَّرَجَاتِ، ذِي الْعَرْشِ، يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ، رَبِّ الْعِبَادِ وَ الْبِلَادِ، وَ إِلَيْهِ الْمَعَادُ، سَرِيعِ الْحِسَابِ، شَدِيدِ الْعِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ، إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* . بَاسِطِ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، وَهَّابِ الْخَيْرِ، لَا يَخِيبُ عَامِلُهُ، وَ لَا يَنْدَمُ آمِلُهُ، وَ لَا تُحْصَى نِعَمُهُ، صَادِقِ الْوَعْدِ، وَعْدُهُ حَقٌّ، وَ هُوَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ* ، وَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ ، وَ حُكْمُهُ عَدْلٌ، وَ هُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، يُعْطِي الْخَيْرَ، وَ يَقْضِي بِالْحَقِ ، وَ يَهْدِي السَّبِيلَ . خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ، جَمِيلُ الثَّنَاءِ، حَسَنُ الْبَلَاءِ، سَمِيعُ الدُّعاءِ* ، حَسَنُ الْقَضَاءِ، لَهُ الْكِبْرِياءُ ، يَفْعَلُ ما يَشاءُ* ، مُنْزِلُ الْغَيْثِ مِنَ السَّمَاءِ، عالِمُ الْغَيْبِ* ، بَاسِطُ الرِّزْقِ، مُنْشِئُ السَّحَابِ، مُعْتِقُ الرِّقَابِ، مُدَبِّرُ الْأَمْرِ، مُجِيبُ الْمُضْطَرِّ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَ لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
أَسْأَلُكَ يَا مَنْ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، وَ كَرُمَ ثَنَاؤُهُ، وَ عَظُمَتْ آلَاؤُهُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِنَا، وَ تَعْصِمَنَا
فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِنَا.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِيمَهَا، وَ خَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ لِقَائِكَ.
اللَّهُمَّ مُنَّ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ فِي جَمِيعِ مَا نَسْتَقْبِلُ مِنْ نَهَارِنَا بِالتَّوْبَةِ وَ الطَّهَارَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ التَّوْفِيقِ وَ النَّجَاةِ مِنَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ ابْسُطْ لَنَا فِي أَرْزَاقِنَا، وَ بَارِكْ لَنَا فِي أَعْمَارِنَا، وَ احْرُسْنَا مِنَ الْأَسْوَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ آتِنَا بِالْفَرَجِ وَ الرَّخَاءِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ، لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ» 114 .
اليوم الرابع:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هَذَا يَوْمٌ وُلِدَ (فِيهِ) 115 هَابِيلُ بْنُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ هُوَ يَوْمٌ صَالِحٌ لِلصَّيْدِ وَ الزَّرْعِ، وَ يُكْرَهُ فِيهِ السَّفَرُ، وَ يُخَافُ عَلَى الْمُسَافِرِ فِيهِ الْقَتْلُ وَ السَّلْبُ وَ بَلَاءٌ يُصِيبُهُ.
وَ يُسْتَحَبُّ فِيهِ الْبِنَاءُ وَ اتِّخَاذُ الْمَاشِيَةِ، وَ مَنْ هَرَبَ فِيهِ عُسِرَ طَلَبُهُ، وَ لَجَأَ إِلَى مَنْ يَمْنَعُهُ. وَ مَنْ وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صَالِحاً مُبَارَكاً مَا عَاشَ، وَ مَنْ سَافَرَ فِيهِ نَالَهُ مَشَقَّةُ الطَّرِيقِ».
قَالَ سَلْمَانُ: اسْمُ هَذَا الْيَوْمِ رُوزُ شَهْرِيوَرَ، اسْمُ الْمَلَكِ الَّذِي خُلِقَتْ فِيهِ الْجَوَاهِرُ وَ وُكِّلَ بِهَا، وَ هُوَ مُوَكَّلٌ بِبَحْرِ التُّومِ.
دُعَاءُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ تَمْجِيدُهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، ظَهَرَ دِينُكَ، وَ بَلَغَتْ حُجَّتُكَ، وَ اشْتَدَّ مُلْكُكَ، وَ عَظُمَ سُلْطَانُكَ، وَ صَدَقَ وَعْدُكَ، وَ ارْتَفَعَ عَرْشُكَ، وَ أَرْسَلْتَ رُسُلَكَ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ* لِتُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ* .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ الشُّكْرُ، وَ مِنْكَ النِّعْمَةُ وَ الْمَنَعَةُ وَ الْمَنُّ، تَكْشِفُ السُّوءَ، وَ تَأْتِي بِالتَّيْسِيرِ، وَ تَطْرُدُ الْعَسِيرَ، وَ تَقْضِي بِالْحَقِّ، وَ تَعْدِلُ بِالْقِسْطِ، وَ تَهْدِي السَّبِيلَ. تَبَارَكَ وَجْهُكَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ رَبُّ الْأَرَضِينَ وَ مَنْ فِيهِنَّ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، الْحَسَنُ بَلَاؤُكَ، وَ الْعَدْلُ قَضَاؤُكَ، وَ الْأَرْضُ فِي قَبْضَتِكَ، وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِكَ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مُنَزِّلُ الْآيَاتِ، مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، كَاشِفُ الْكُرُبَاتِ، مُنَزِّلُ الْخَيْرَاتِ، مَلِكُ الْمَحْيَا وَ الْمَمَاتِ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهارِ إِذا تَجَلَّى ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَحَبَّ الْعِبَادُ وَ كَرِهُوا مِنْ مَقَادِيرِكَ وَ حُكْمِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَ يَا أَفْضَلَ مَنْ أُمِلَ، وَ يَا أَكْرَمَ مَنْ جَادَ بِالْعَطَايَا، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَ آلِهِ، وَ عَافِنَا مِنْ مَحْذُورِ الْبَلَايَا، وَ هَبْ لَنَا الصَّبْرَ الْجَمِيلَ عِنْدَ حُلُولِ الرَّزَايَا، وَ لَقِّنَا الْيُسْرَ وَ السُّرُورَ وَ كِفَايَةَ الْمَحْذُورِ، وَ عَافِنَا فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ،
إِنَّكَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ. وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ آتِنَا بِالْفَرَجِ وَ الرَّخَاءِ، وَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ » 116 .
اليوم الخامس:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «هَذَا يَوْمٌ وُلِدَ فِيهِ قَابِيلُ الشَّقِيُّ، وَ فِيهِ قَتَلَ أَخَاهُ، وَ دَعَا فِيهِ بِالْوَيْلِ عَلَى نَفْسِهِ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ بَكَى عَلَى الْأَرْضِ مِنْ بَنِي آدَمَ، وَ كَانَ مَلْعُوناً. وَ هُوَ نَحْسٌ مُسْتَمِرٌّ، فَلَا تَبْتَدِئْ فِيهِ بِعَمَلٍ، وَ تَعَاهَدْ مَنْ فِي مَنْزِلِكَ، وَ انْظُرْ فِي إِصْلَاحِ الْمَاشِيَةِ، وَ لَا تَسْتَخْلِفْ فِيهِ أَحَداً، وَ الْكَاذِبُ فِيهِ يُعَجَّلُ لَهُ الْجَزَاءُ، وَ مَنْ وُلِدَ فِيهِ صَلَحَتْ تَرْبِيَتُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
وَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: رُوزُ إِسْفَنْدَيَارَ، اسْمُ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِالْأَرَضِينَ، يَوْمٌ نَحْسٌ وُلِدَ فِيهِ قَابِيلُ، وَ كَانَ كَافِراً مَلْعُوناً قَتَلَ أَخَاهُ، وَ دَعَا فِيهِ قَوْمَهُ بِالْوَيْلِ وَ الثُّبُورِ، وَ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْغَمَّ وَ الْحُزْنَ. لَا تَطْلُبْ فِيهِ حَاجَةً، وَ لَا تَلْقَ فِيهِ سُلْطَاناً، وَ تَخَلَّ فِي الْمَنْزِلِ فَإِنَّهُ يَوْمٌ ثَقِيلٌ.
الْعُوذَةُ وَ التَّمْجِيدُ فِي هَذَا الْيَوْمِ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ذَا الْعِزِّ الْأَكْبَرِ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ . وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَبْلُغُ أَوَّلُهُ آخِرَهُ، وَ عَاقِبَتُهُ رِضْوَانَكَ. وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي سَمَاوَاتِكَ مَحْمُوداً، وَ فِي بِلَادِكَ وَ عِبَادِكَ مَعْبُوداً. وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي النِّعَمِ الظَّاهِرَةِ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي النِّعَمِ الْبَاطِنَةِ، وَ لَكَ
الْحَمْدُ يَا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ، وَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَ السَّمَاءَ بِمَصَابِيحَ (وَ جَعَلَهَا) 117 رُجُوماً لِلشَّياطِينِ .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لَنَا الْأَرْضَ فِراشاً ، وَ أَنْبَتَ لَنَا مِنَ الزَّرْعِ وَ الشَّجَرِ وَ الْفَوَاكِهِ وَ النَّخْلِ أَلْوَاناً، وَ جَعَلَ فِي الْأَرْضِ (رَوَاسِيَ) 118 أَنْ تَمِيدَ بِنَا فَجَعَلَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ فِيهِ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَ لِنَبْتَغِيَ مِنْ فَضْلِهِ، وَ جَعَلَ لَنَا مِنْهُ حِلْيَةً نَلْبَسُهَا وَ لَحْماً طَرِيّاً.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا الْأَنْعَامَ لِنَأْكُلَ مِنْهَا، وَ جَعَلَ لَنَا مِنْهَا رُكُوباً، وَ مِنْ جُلُودِهَا بُيُوتاً وَ لِبَاساً وَ مَتاعاً إِلى حِينٍ .
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ فِي مُلْكِهِ، الْقَاهِرِ لِبَرِيَّتِهِ، الْقَادِرِ عَلَى أَمْرِهِ، الْمَحْمُودِ فِي صُنْعِهِ، اللَّطِيفِ بِعِلْمِهِ، الرَّءُوفِ بِعِبَادِهِ، الْمُسْتَأْثِرِ بِجَبَرُوتِهِ، فِي عِزِّهِ وَ جَلَالِهِ وَ هَيْبَتِهِ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ، وَ قَهَرَ الْعِبَادَ بِغَيْرِ أَعْوَانٍ، وَ رَفَعَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَ بَسَطَ الْأَرْضَ عَلَى الْهَوَاءِ بِغَيْرِ أَرْكَانٍ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا يُبْدِي وَ مَا يُخْفِي، وَ لَهُ الْحَمْدُ عَلَى مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ، وَ لَهُ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَ عَلَى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَ عَلَى صَفْحِهِ بَعْدَ إِعْذَارِهِ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ، الَّذِي هَدَانَا لِلْإِيمَانِ، وَ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ، وَ مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ السَّلَامُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ لَا تَذَرْ لَنَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَ لَا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَ لَا عَيْباً إِلَّا أَصْلَحْتَهُ، وَ لَا مَرِيضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَ لَا دَيْناً إِلَّا قَضَيْتَهُ، وَ لَا سُؤَالًا إِلَّا أَعْطَيْتَهُ، وَ لَا غَرِيباً إِلَّا صَاحَبْتَهُ، وَ لَا غَائِباً إِلَّا رَدَدْتَهُ، وَ لَا عَانِياً إِلَّا فَكَكْتَ، وَ لَا مَهْمُوماً إِلَّا نَفَّسْتَ، وَ لَا خَائِفاً إِلَّا آمَنْتَ، وَ لَا عَدُوّاً إِلَّا كَفَيْتَ، وَ لَا كَسِيراً إِلَّا جَبَرْتَ، وَ لَا جَائِعاً إِلَّا أَشْبَعْتَ، وَ لَا ظَمْآناً إِلَّا أَنْهَلْتَ، وَ لَا عَارِياً إِلَّا كَسَوْتَ، وَ لَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ لَكَ (فِيهَا) 119 رِضًا وَ لَنَا فِيهَا صَلَاحٌ إِلَّا قَضَيْتَهَا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 120 .
اليوم السادس:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : «هُوَ يَوْمٌ صَالِحٌ لِلتَّزْوِيجِ، مُبَارَكٌ لِلْحَوَائِجِ وَ السَّفَرِ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ، وَ مَنْ سَافَرَ فِيهِ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ بِمَا يُحِبُّهُ، وَ هُوَ جَيِّدٌ لِشِرَاءِ الْمَاشِيَةِ، وَ مَنْ ضَلَّ فِيهِ أَوْ أَبِقَ وُجِدَ، وَ مَنْ مَرِضَ فِيهِ بَرَأَ، وَ مَنْ وُلِدَ فِيهِ كَانَ صَالِحَ التَّرْبِيَةِ وَ سَلِمَ مِنَ الْآفَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ بِهِ الثِّقَةُ».
وَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: رُوزُ خُرْدَادَ اسْمُ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِالْجِنِّ،
وَ هُوَ يَوْمٌ صَالِحٌ، [لِلتَّزْوِيجِ] وَ 121 طَلَبِ الْمَعَاشِ وَ كُلِّ حَاجَةٍ. وَ الْأَحْلَامُ فِيهِ تَصِحُّ بَعْدَ يَوْمٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
الْعُوذَةُ فِيهِ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ، وَ أُؤَدِّي بِهِ شُكْرَكَ، وَ أَسْتَوْجِبُ بِهِ الْمَزِيدَ مِنْ فَضْلِكَ. اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْنَا بَعْدَ النِّعَمِ نَعْمَاءَ، وَ بَعْدَ الْإِحْسَانِ إِحْسَاناً. وَ لَكَ الْحَمْدُ أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالْإِسْلَامِ، وَ عَلَّمْتَنَا الْقُرْآنَ. وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ الشِدَّةِ وَ الرَّخَاءِ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ وَلِيُّهُ، وَ كَمَا يَنْبَغِي لِسُبُحَاتِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ، وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَ لَمْ يَكِلْهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ ثِقَتُنَا حِينَ يَنْقَطِعُ عَنَّا الرَّجَاءُ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ رَجَاؤُنَا حِينَ تَسُوءُ ظُنُونُنَا بِأَعْمَالِنَا، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَسْأَلُهُ الْعَافِيَةَ فَيُعَافِينَا.