کتابخانه روایات شیعه
(الْيَوْمُ التَّاسِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ) مِثْلُهُ 485 .
(الْيَوْمُ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) يَوْمٌ مُبَارَكٌ جَيِّدٌ، يَصْلُحُ لِلسَّفَرِ أَوْ طَلَبِ الْحَوَائِجِ 486 .
(الْيَوْمُ الْحَادِي وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) يَوْمٌ نَحْسٌ، وَ هُوَ يَوْمُ إِرَاقَةِ الدَّمِ، فَلَا تَطْلُبْ فِيهِ حَاجَةً وَ تَوَقَّ مَا اسْتَطَعْتَ 487 .
(الْيَوْمُ الثَّانِي وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) خَفِيفٌ، صَالِحٌ لِكُلِّ شَيْءٍ يُلْتَمَسُ فِيهِ 488 .
(الْيَوْمُ الثَّالِثُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) مِثْلُهُ 489 .
(الْيَوْمُ الرَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) الْيَوْمُ يَوْمٌ نَحْسٌ مَشْئُومٌ وَ هُوَ الَّذِي أَصَابَ فِيهِ أَهْلَ مِصْرَ تِسْعُ ضُرُوبٍ مِنَ الْآفَاتِ، وَ هُوَ يَوْمٌ سُوءٌ، وَ مَنْ مَرِضَ فِيهِ لَمْ يُفِقْ مِنْ مَرَضِهِ، فَاتَّقِهِ 490 .
(الْيَوْمُ الْخَامِسُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) يَوْمٌ جَيِّدٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ ضَرَبَ مُوسَى الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ، وَ هُوَ صَالِحٌ غَيْرَ أَنَّ مَنْ تَزَوَّجَ فِيهِ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا كَمَا فُرِّقَ بَيْنَ الْبَحْرِ 491 .
(الْيَوْمُ السَّادِسُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) يَوْمُ سَفَرٍ وَ صَالِحٌ لِكُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُ 492 .
(الْيَوْمُ السَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) يَوْمٌ صَالِحٌ لِكُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُهُ 493 494 .
(الْيَوْمُ الثَّامِنُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) يَوْمٌ سَعْدٌ وُلِدَ فِيهِ يَعْقُوبُ النَّبِيُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَ مَنْ يُولَدُ فِيهِ
يَكُونُ مَرْزُوقاً، مَشْغُوفاً، مُحْسِناً إِلَى أَهْلِهِ وَ سَائِرِ النَّاسِ، وَ يُعَمَّرُ طَوِيلًا، وَ تُصِيبُهُ الْهُمُومُ وَ يُبْتَلَى فِي بَصَرِهِ 495 .
(الْيَوْمُ التَّاسِعُ وَ الْعِشْرُونَ مِنَ الشَّهْرِ) صَالِحٌ مُبَارَكٌ، مُخْتَارٌ لِكُلِّ حَاجَةٍ تُرِيدُهَا، وَ لِلِقَاءِ الْإِخْوَانِ وَ الْأَصْدِقَاءِ وَ السُّلْطَانِ، وَ فِعْلِ الْبِرِّ وَ طَلَبِ الْحَوَائِجِ وَ الْحَرَكَةِ 496 .
(الْيَوْمُ الثَّلَاثُونَ [مِنَ الشَّهْرِ]) يَوْمٌ سَعْدٌ مُبَارَكٌ، جَيِّدٌ خَفِيفٌ، وَ هُوَ يَصْلُحُ لِكُلِّ حَاجَةٍ تَلْتَمِسُ فِيهِ 497 وَ بِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
يقول السيّد الإمام، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزّاهد العابد، الورع، رضي الدين، ركن الإسلام، جمال العارفين، أفضل السّادة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطّاووس: و قد قدمنا في الفصل السّادس و الثّلاثين من الجزء الثّاني 498 دعاء عن مولانا الهادي عليه السّلام مختصرا في تعقيب الصّبح، تزول به نحوس الأيّام المحذورة من الشّهر 499 .
الفصل الرابع و العشرون فيما نذكره من حديث اليوم الّذي ترفع فيه أعمال كل شهر
. أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ حُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ السُّورَاوِيُّ، وَ الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى الْخَيَّاطُ الْحِلِّيُّ، وَ الشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ شَفَرْوَةَ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِي مِنْهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ الَّذِي قَدَّمْتُهُ إِلَى جَدِّيَ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «آخِرُ خَمِيسٍ فِي الشَّهْرِ تُرْفَعُ فِيهِ أَعْمَالُ الشَّهْرِ» 500 .
أَقُولُ: وَ قَدْ رَوَيْتُ هَذَا الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِي إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ، مِنْ كِتَابِ الْعِلَلِ قَالَ فِيهِ: عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: «آخِرُ خَمِيسٍ فِي الشَّهْرِ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ» 501 .
أَقُولُ: وَ رَوَيْتُ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضاً بِإِسْنَادِي إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ الْقَزْوِينِيِّ مِنْ كِتَابِهِ كِتَابِ عِلَلِ الشَّرِيعَةِ فَقَالَ فِيهِ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ : «آخِرُ خَمِيسٍ فِي الشَّهْرِ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ» 502 .
و أقول: لعل قائلا يقول- أو يخطر بباله- أن كلّ يوم اثنين و خميس من كلّ أسبوع ترفع فيه أعمال العباد، فما وجه هذه الأحاديث في تخصيصها الخميس الآخر من الشّهر و هي صحيحة الاسناد؟
فالجواب: أنّ العرض من الأعمال ما هو جنس واحد على التّحقيق من كلّ طريق، لأنّ الملكين الحافظين بالنهار يعرضان عمل العبد في نهاره كما يختصّان به، و ملكي الليل يعرضان ما يعمله العبد في ليلة كما ينفردان به، و قد تقدّم حديث في الجزء الأول من هذا- كتاب المهمّات و التّتمات 503 - في الفصل الرّابع عشر منه يتضمّن كيفية عرض الملكين الحافظين أيّام الدّنيا، ثمّ يوم القيامة تعرض تلك الأعمال عرضا آخر بعد اجتماعها على تفصيلها و حقيقتها، فكذا لعلّ كلّ يوم
اثنين و كل يوم خميس من غير آخر الشّهر تعرض الأعمال فيها عرضا خاصّا، أو من غير كشف للملائكة و لا لأرواح الأنبياء عليهم السّلام في الملأ الأعلى، بل بوجه مستور عنهم بجملتها ثم تعرض أعمال كلّ شهر آخر خميس فيه عرضا عامّا بتفصيل أعمال الشّهر بجملتها أو على وجه مكشوف للرّوحانيّين، و إظهار تلك الأعمال على صفتها.
أقول: أ فلا ترى لو ان ملكا استعرض كلّ يوم عمل صانع أو صاحب أو عبد يعمل شيئا من المصنوعات في كلّ شهر لخاصّته، ثم لما تكملت تلك الأعمال أواخر الشهر أراد عرضها عليه دفعة واحدة، و قد كان عرفها قبل ذلك معرفة واكدة، و انّما عرضها جملة بعد تكميلها في الشّهر، إمّا لنفع صانعها، أو اظهار كمال خدمته و اعمال سعادته إن كانت الاعمال من المرضيات، و ان كانت من أعمال الجنايات فلعل الغرض في عرضها جملة عند اجتماعها بما فيها من السّيئات، ليكون أعذر لمولاه في مؤاخذته لعبده عند جنايته، أو لكشف فضل العفو عنه إن تداركه بعفوه و رحمته.
أقول: و على كلّ حال فقد عرّفناك أو ذكّرناك بهذه الروايات و بعض طرقها على التّفصيل دون الإجمال، و إذا لم تحصل من ذلك على يقين، و لا تجريها مجرى أمثالها من الرّوايات في فروع الفقه و الدّين، فلا أقل أن يكون الخطر بها من جملة الضّرر المظنون، فتراعي عند كلّ خميس في آخر شهرك ما عملته فيه من أعمال ظاهرك و سترك، و تذكر اجتماعها و كثرتها، و ربّما لا تعرف عيوبها و مضرّتها، لأنّ الإنسان في الغالب لا يعرف عيوب نفسه على التّحقيق، و إن رأى لها عيبا فإنّه يراه دون ما يراه عند عدوّه أو عند الرّفيق.
و ليكن عليك من هذا الحديث آثار وجوب التحرّز عن الضّرر المظنون، و دلائل التصديق، و ما كنت ما اهتممت بحفظ أعمال الشّهر المشار إليه، و لا خائف من عرض أعماله في آخر خميس كما دل النّقل عليه، و ما كان ذلك لترك لمعرفة أعمالك لعذر من نسيان، أو سبب يقبله اللّه جلّ جلاله من أعذار إهمالك، و لا لعقوبة قضت طرد اللّه جلّ جلاله لك عن محاسبة نفسك في معاملته، فقد ذكرنا في عمل اليوم و اللّيلة من هذا الكتاب بيان أنّ اللّه جلّ جلاله قد يخذل بعض العباد العصاة عن خدمته تارة بالنّسيان، و تارة بالنّوم، و تارة بسلب بعض الألطاف، عقوبة لهم على معصيته.
أقول: فإن كنت واثقا- و هيهات- انّك سلمت في شهرك من الجنايات في سائر الحركات و السّكنات، فأحمد اللّه جلّ جلاله على توفيقه و عنايته، و اسأله زيادة السّعادة بطاعته. و إن كنت تعلم أنّك ما سلمت من التّقصير، فتب من الآن توبة نصوحا، يوافق بها السّر الاعلان. و إن لم يحضر قلبك، و لا أطاعك هواك، و غلبتك نفسك و دنياك، لقلة معرفتك بربّك، و جهلك بعظيم ذنبك، من أن تتوب على التّحقيق، فاسأل اللّه جلّ جلاله بلسان حال الذل لتوفيق زوال أمراض دينك، و أن يزيد في يقينك، فإنّك تجده جلّ جلاله أرحم بك من كلّ شفيق، و اطلب منه أن يعفو عنك عفو الرّحمة المضاعفة بغير معاتبة و لا مواقفة، و إن تعذّر منك طلب العفو على صفات الذّلة و العبوديّة، فقد رغبتك و نفسك إلى أخذ القود منك بيد عدل القدرة الإلهيّة.