کتابخانه روایات شیعه
وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128): في أعمالهم.
تفسير سورة الإسراء
سورة بني إسرائيل
مكّيّة.
و قيل: إلّا قوله 21535 : وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ .- إلى آخر ثمان آيات 21536 .
و هي مائة و عشر آيات 21537 .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
و في كتاب ثواب الأعمال 21538 : عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة بني إسرائيل في كلّ ليلة جمعة، لم يمت حتّى يدرك القائم- عليه السّلام-، و يكون من أصحابه.
و في مجمع البيان 21539 ، و في تفسير العيّاشي 21540 : عن الحسين بن أبي العلا، عن أبي
عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة بني إسرائيل- و ذكر إلى آخر ما في كتاب ثواب الأعمال.
و في مجمع البيان 21541 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- أنّه قال: من قرأ سورة بني إسرائيل، فرقّ قلبه عند ذكر الوالدين، اعطي في الجنّة قنطارين من الأجر.
و «القنطار» ألف أوقيّة و مائتا 21542 أوقيّة، و الأوقيّة منها خير من الدّنيا و ما فيها.
سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا «سبحان» اسم، بمعنى: التّسبيح، الّذي هو التّنزيه. و قد يستعمل علما له، فيقطع عن الإضافة، و يمنع من الصّرف 21543 . و انتصابه بفعل متروك إظهاره. و تصدير الكلام به، للتّنزيه عن العجز عمّا ذكر بعد 21544 .
و في تفسير العيّاشي 21545 : عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه: سُبْحانَ .
فقال: أنفة للّه.
و في رواية أخرى 21546 : عن هشام، عنه، مثله.
و «أسرى» و «سرى» بمعنى.
و «ليلا» نصب على الظّرفية. و فائدته الدّلالة بتنكيره على تقليل مدّة الإسراء 21547 .
و لذلك قرئ: «من اللّيل»، أي: بعضه، كقوله 21548 : وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً .
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ، أي: إلى ملكوت المسجد
الأقصى الّذي هو في السّماء، كما يظهر من الأخبار الآتية.
الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ : ببركات الدّين و الدّنيا، لأنّه مهبط الوحي، و متعبّد 21549 الأنبياء من لدن موسى، و محفوف بالأنهار و الأشجار.
لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا : كذهابه في برهة من اللّيل مسيرة شهر، و مشاهدته بيت المقدس، و تمثّل 21550 الأنبياء له و وقوفه على مقاماتهم.
و صرف الكلام من الغيبة إلى التّكلّم 21551 ، لتعظيم تلك البركات و الآيات.
و قرئ: «ليريه» بالياء.
و في تفسير العياشيّ 21552 : عن سالم الحنّاط 21553 ، عن رجل، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: سألته عن المساجد الّتي لها الفضل.
فقال: المسجد الحرام، و مسجد الرسول- صلّى اللّه عليه و آله-.
قلت: و المسجد الأقصى، جعلت فداك؟
فقال: ذلك في السّماء، إليه أسرى رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
فقلت: إنّ النّاس يقولون: إنّه بيت المقدس.
فقال: مسجد الكوفة أفضل منه.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 21554 : حدّثني 21555 خالد، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن سيّار 21556 ، عن مالك الأزديّ 21557 ، عن إسماعيل الجعفيّ قال: كنت في مسجد [الحرام] 21558 قاعدا و أبو جعفر- عليه السّلام- في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السّماء مرّة و إلى الكعبة مرّة، ثمّ قال: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى و كرّر ذلك ثلاث مرّات.
ثم التفت إليّ فقال: أيّ شيء يقول أهل العراق في هذه الآية، يا عراقيّ؟
قلت: يقولون: اسري به من المسجد الحرام إلى بيت 21559 المقدس.
فقال: ليس كما يقولون، و لكنّه اسري به من هذه إلى هذه- و أشار بيده إلى السّماء- و قال: ما بينهما حرم.
و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
و في كتاب الاحتجاج 21560 للطّبرسيّ- رضي اللّه عنه-: و عن ابن عبّاس قال: قالت اليهود للنّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: موسى خير منك.
قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: و لم؟
قالوا: لأنّ اللّه- عزّ و جلّ- كلّمه بأربعة 21561 آلاف كلمة، و لم يكلّمك بشيء.
فقال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك.
قالوا: و ما ذاك؟
قال: قوله- عزّ و جلّ-: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ . و حملت على جناح جبرئيل- عليه السّلام- حتّى انتهيت إلى السّماء السّابعة، فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى حتّى تعلّقت بساق العرش، فنوديت من ساق العرش: إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر [الرّؤوف الرّحيم] 21562 . و رأيته بقلبي و ما رأيته بعيني، فهذا أفضل من ذلك.
فقالت اليهود: صدقت، يا محمّد، و هو مكتوب في التّوراة.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.