کتابخانه روایات شیعه
عنها العبد: خرقة يواري بها عورته، و كسرة يسدّ بها جوعته، و بيت يكنّه من الحرّ و البرد.
و روي: أنّ بعض الصّحابة أضاف النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- مع جماعة من أصحابه، فوجدوا عنده تمرا و ماء باردا، فأكلوا. فلمّا خرجوا قال: هذا من النّعيم الّذي يسألون عنه.
و في أمالي شيخ الطّائفة 27085 ، بإسناده إلى أبي حفص الصّائغ، عن جعفر بن محمّد في قوله: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ .
قال: نحن من النّعيم.
و في شرح الآيات الباهرة 27086 : قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه-: حدّثنا عليّ بن أحمد بن حاتم، عن حسن بن عبد الواحد، عن القاسم 27087 بن الضّحّاك، عن أبي حفص الصّائغ، عن جعفر بن محمّد- عليهما السّلام- أنّه قال: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ و اللّه، ما هو الطّعام و الشّراب، و لكن ولايتنا أهل البيت.
و قال 27088 - أيضا-: حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق، عن جعفر بن عليّ بن نجيح، عن حسن بن حسين، عن أبي حفص الصّائغ عن جعفر بن محمّد [- عليه السّلام - في قوله- عزّ و جلّ-: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ .
قال: نحن النّعيم.
و قال 27089 - أيضا-: حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد] 27090 عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن نجيح اليمانيّ، قال: قلت لأبي عبد اللّه- عليه السّلام- ما معنى قوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ؟
قال: النّعيم الّذي أنعم اللّه به عليكم من ولايتنا و حبّ محمّد و آل محمّد [- صلوات اللّه عليهم-] 27091 .
و قال 27092 - أيضا-: حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد،
عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي الحسن موسى- عليه السّلام - في قوله: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ .
قال: نحن نعيم المؤمن، و علقم الكافر.
و قال- أيضا-: حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي الحسن موسى- عليه السّلام - في قوله: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ .
قال: نحن نعيم المؤمن، و علقم الكافر.
و قال 27093 - أيضا-: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن الحسن بن القاسم، عن محمّد بن عبد اللّه بن 27094 صالح، عن مفضّل بن صالح، عن سعد بن عبد اللّه 27095 ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ- عليه السّلام- أنّه قال: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ نحن النّعيم.
و قال 27096 - أيضا-: حدّثنا علي بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ، عن إسماعيل بن بشّار، عن [علي بن] 27097 عبد اللّه بن غالب، عن أبي خالد الكابليّ قال: دخلت على محمّد بن عليّ- عليه السّلام- فقدّم [لي] 27098 طعاما لم آكل أطيب منه.
فقال لي: يا أبا خالد، كيف رأيت طعاما؟
فقلت: جعلت فداك، ما أطيبه غير إنّي ذكرت آية في كتاب اللّه فبغضته 27099 .
قال: و ما هي؟
قلت: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ .
قال: لا 27100 ، و اللّه، لا تسأل عن هذا الطّعام أبدا. ثمّ ضحك حتّى افترّ ضاحكاه 27101 و بدت أضراسه، و قال: أ تدري ما النّعيم؟
قلت: لا.
قال: فنحن النّعيم الّذي تسألون عنه.
و روى الشّيخ المفيد 27102 ، بإسناده إلى محمّد بن السّائب الكلبيّ قال: لمّا قدم الصّادق- عليه السّلام- العراق نزل الحيرة، فدخل عليه أبو حنيفة و سأله [عن] 27103 مسائل.
و كان ممّا 27104 سأله أن قال له: جعلت فداك، ما الأمر بالمعروف؟
فقال: المعروف، يا أبا حنيفة، المعروف في أهل السّماء، المعروف في أهل الأرض، و ذاك أمير المؤمنين- عليه السّلام-.
قال: جعلت فداك، فما المنكر؟
قال: اللّذان ظلماه حقّه، و ابتزّاه 27105 أمره، و حملا النّاس على كتفه.
قال: ألا ما هو أن ترى الرّجل على معاصي اللّه فتنهاه 27106 عنها؟
فقال أبو عبد اللّه: ليس ذاك أمرا بمعروف و لا نهيا عن المنكر، إنّما ذاك خير قدّمه.
قال أبو حنيفة: أخبرني، جعلت فداك، عن قوله- تعالى-: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ .
قال: فما هو عندك، يا أبا حنيفة؟
قال: الأمن في السّرب و صحّة البدن 27107 و القوت الحاضر.
فقال: يا أبا حنيفة، لئن وقفك اللّه و أوقفك يوم القيامة حتّى يسألك عن كلّ شربة و كلمة ليطولنّ وقوفك.
قال: فما النّعيم، جعلت فداك؟
قال: النّعيم نحن، الّذين أنقذ اللّه النّاس بنا من الضّلالة و بصّر (هم) 27108 بنا من العمى و علّمهم بنا من الجهل.
قال: جعلت فداك، فكيف كان القرآن جديدا أبدا.
قال: لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان، فتخلقه 27109 الأيّام. و لو كان كذلك، لفنى القرآن قبل فناء العالم.
سورة العصر
مكّيّة.
و آيها ثلاث بالإجماع.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في ثواب الأعمال 27110 ، بإسناده، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ و العصر في نوافله، بعثه اللّه يوم القيامة مشرقا وجهه ضاحكا سنّة قريرا عينه حتّى يدخل الجنّة.
و في مجمع البيان 27111 : في حديث أبيّ: من قرأها ختم [اللّه] 27112 له بالصّبر، و كان مع أصحاب الحقّ [يوم القيامة] 27113 .
وَ الْعَصْرِ (1).
قيل 27114 : أقسم بصلاة العصر لفضلها. أو بعصر النّبوّة. أو بالدّهر، لاشتماله على الأعاجيب، و التّعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران 27115 .
إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2): إنّ النّاس لفي خسران في مساعيهم و صرف أعمارهم في مطالبهم. و التّعريف، للجنس. و التّنكير، للتّعظيم.
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ : فإنّهم اشتروا الآخرة بالدّنيا، ففازوا بالحياة الأبديّة و السّعادة السّرمديّة.
وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ : الثّابت الّذي لا يصحّ إنكاره من اعتقاد أو عمل.
وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3): عن المعاصي. أو على الحقّ. أو ما يبلو اللّه به عباده.
و هذا من عطف الخاصّ على العامّ للمبالغة، إلّا أن يخصّ العمل بما يكون مقصورا على كماله 27116 . و لعلّه سبحانه إنّما ذكر سبب الرّبح دون الخسران، اكتفاء ببيان المقصود و إشعارا بأنّ ما عدا ما عدّ يؤدّي إلى خسر و نقص حظّ. أو تكرّما، فإنّ الإبهام في جانب الخسر كرم.
و في كتاب كمال الدّين و تمام النّعمة 27117 ، بإسناده إلى محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: سألت الصّادق- عليه السّلام- عن قوله: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ .
قال- عليه السّلام-: الْعَصْرِ عصر خروج القائم. إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، يعني: أعداءنا. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ، يعني: بآياتنا. وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، يعني:
بمواساة الإخوان. وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ ، يعني: الإمامة. وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ ، يعني:
بالعترة 27118 .
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 27119 : وَ الْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ قال: هو قسم، و جوابه «إنّ الإنسان خاسر 27120 ».
و قرأ 27121 أبو عبد اللّه: وَ الْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ و إنّه فيه إلى آخر الدّهر، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ و أتمروا بالتّقوى و أتمروا بالصّبر.
حدثنا محمّد بن جعفر 27122 ، عن يحيى بن زكريا، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه حيث قال: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا يقول: آمنوا بولاية أمير المؤمنين وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ ذرّيّاتهم و من خلّفوا بالولاية، و تواصوا بها و صبروا عليها.
و في الاحتجاج للطّبرسيّ- رحمه اللّه 27123 -، بإسناده إلى الباقر- عليه السّلام- عن النّبيّ حديث طويل. و فيه خطبة الغدير، و فيها: و في عليّ- عليه السّلام- و اللّه، نزلت سورة العصر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَ الْعَصْرِ (السّورة).