کتابخانه روایات شیعه
كَذلِكَ : مثل ذلك.
يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59): لا يطلبون العلم، و يصرّون على خرافات اعتقدوها. فإنّ الجهل المركّب، يمنع إدراك الحقّ و يوجب تكذيب المحقّ.
فَاصْبِرْ : على أذاهم.
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ : بنصرتك، و إظهار دينك على الدّين كلّه.
حَقٌ : لا بدّ من إنجازه.
وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ : و لا يحملنّك على الخفّة و القلق.
الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60): بتكذيبهم و إيذائهم. فإنّهم شاكّون ضالّون لا يستبعد منهم ذلك.
و عن يعقوب بتخفيف النّون. 9317 و قرئ: «و لا يستخفّنّك»، أي: لا يزيغنّك فيكونوا أحقّ بك من المؤمنين. 9318
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 9319 : لا يَسْتَخِفَّنَّكَ ، أي: لا يغضبنّك قال: كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام- يصلّي و ابن الكواء خلفه و أمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليه- يقرأ.
فقال ابن الكواء 9320 : وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ. فسكت أمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليه- حتّى سكت ابن الكواء.
ثمّ عاد في قراءته. ثمّ فعل ابن الكواء ثلاث مرّات. فلمّا كان في الثّالثة، قال أمير المؤمنين- صلوات اللَّه عليه-: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ.
و في أصول الكافي 9321 : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن الجارود، عن موسى بن بكر، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر عليه السّلام-: «أنّ زيد بن عليّ بن الحسين دخل على أبي جعفر محمّد بن عليّ و معه كتب من أهل الكوفة.
يدعون فيها إلى أنفسهم و يخبرونه باجتماعهم. و يأمرونه بالخروج.
فقال له أبو جعفر: هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم و دعوتهم إليه؟
فقال: بل ابتداء من القوم. لمعرفتهم بحقّنا و بقرابتنا من رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه
و آله و سلم- و لما يجدون في كتاب اللَّه- عزّ و جلّ- من وجوب مودّتنا و فرض طاعتنا، و لما نحن فيه من الضّيق و الضّنك و البلاء.
فقال له أبو جعفر: إنّ الطّاعة مفروضة من اللَّه- عزّ و جلّ- و سنة أمضاها في الأوّلين، و كذلك يجريها في الآخرين. و الطّاعة لواحد منّا و المودّة للجميع. و أمر اللَّه يجري لأوليائه بحكم موصول 9322 ، و قضاء مفصول، و حتم مقضيّ، و قدر مقدور، و أجل مسمّى لوقت 9323 معلوم ف لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ. إنّهم لن يغنوا عنك من اللَّه شيئا. فلا تعجل. فإنّ اللَّه لا يجعل لعجلة العباد. و لا تسبقنّ 9324 اللَّه، فتعجلك 9325 البليّة فتصرعك.
و الحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.
تفسير سورة لقمان
سورة لقمان مكّيّة.
و قيل 9326 : «إلّا آية. و هي الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ . فإنّ وجوبهما بالمدينة» و هو ضعيف. لأنّه لا ينافي شرعيّتهما بمكّة.
و قيل: إلّا ثلاثا. من قوله: وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ إلى آخرهن.
عدد آيها أربع، أو ثلاث و ثلاثون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 9327 بإسناده، عن أبي جعفر عليه السّلام- قال: من قرأ سورة لقمان في ليلة 9328 ، وكّل اللَّه به في ليلته ملائكة يحفظونه من إبليس و جنوده حتّى يصبح. فإذا قرأها بالنّهار، لم يزالوا يحفظونه من إبليس و جنوده حتّى يمسي.
و في مجمع البيان 9329 : أبيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه و آله و سلم- قال: و من قرأ سورة لقمان، كان لقمان له رفيقا يوم القيامة. و أعطي من الحسنات عشرا، بعدد من عمل بالمعروف و عمل بالمنكر.
الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2): تقدّم تفسيره في سورة يونس.
هُدىً وَ رَحْمَةً : منصوبان بالحاليّة من «الآيات». و العامل فيهما معنى
الإشارة. و رفعهما حمزة على الخبر بعد الخبر. أو الخبر المحذوف. 9330 لِلْمُحْسِنِينَ (3): للّذين يحسنون العمل.
و قيل 9331 : للمطيعين. و قيل: للموحّدين.
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4):
بيان لإحسانهم. أو تخصيص لهذه الثّلاثّة من شعبه، لفضل اعتداد بها. و تكرير الضّمير، للتّوكيد و لما حيل بينه و بين خبره.
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5): لاستجماعهم العقيدة الحقّة، و العمل الصّالح.
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ : ما يلهى عمّا يغني. كالأحاديث الّتي لا أصل لها، و الأساطير الّتي لا اعتبار فيها، و المضاحيك، و فضول الكلام. و الإضافة بمعنى: من. و هي تبيينيّة، إن أراد بالحديث المنكر. و تبعيضيّة، إن أراد به الأعمّ منه.
و قيل 9332 : نزلت في النّضر بن الحرث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدّار بن قصيّ بن كلاب. كان يتّجر، فيخرج إلى فارس. فاشترى كتب الأعاجم. «و كان يحدّث بها قريشا و يقول: إن كان محمّد يحدّثكم بحديث عاد و ثمود، فأنا أحدّثكم بحديث رستم و إسفنديار و الأكاسرة. فيستحلون حديثه و يتركون استماع القرآن.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 9333 : و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام - في قول اللَّه- عزّ و جلّ-: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فهو النّضر بن الحرث بن علقمة بن كلدة من بني عبد الدّار بن قصيّ بن كلاب. و كان النّضر ذا رواية لأحاديث النّاس و أشعارهم. يقول اللَّه- عزّ و جلّ-: وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ .
و قيل 9334 [: نزل] 9335 في رجل اشترى جارية مغنّية 9336 تغنّيه ليلا و نهارا.