کتابخانه روایات شیعه
محمّد بن يحيى 23836 ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن ابن أذينة، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: نزل جبرئيل على محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- برمّانتين من الجنّة، فلقيه عليّ- عليه السّلام- فقال:
ما هاتان الرّمّانتان اللّتان في يدك؟
فقال: أمّا هذه فالنّبّوة ليس لك فيها نصيب، و أمّا هذه فالعلم. ثمّ فلقها رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- بنصفين، فأعطاه نصفها، و أخذ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- نصفها.
ثمّ قال: أنت شريكي فيه و أنا شريكك فيه 23837 .
قال: فلم يعلّم اللّه رسوله حرفا ممّا علّمه اللّه، إلّا و قد علّمه عليّا- عليه السّلام-، ثمّ انتهى العلم إلينا- ثمّ وضع يده على صدره.
و
في كتاب الاحتجاج 23838 للطّبرسي- رحمه اللّه- حديث طويل: عن عليّ- عليه السّلام- و فيه: و ألزمهم الحجّة، بأن خاطبهم خطابا يدلّ على انفراده و توحيده 23839 ، و بأنّ له 23840 أولياء تجري أفعالهم و أحكامهم مجرى فعله، و عرّف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ (الآية).
قال السائل: من هؤلاء الحجج؟
قال: هم رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و من حلّ محلّه من أصفياء اللّه الّذين قال 23841 : فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ الّذين قرنهم اللّه بنفسه، و فرض على العباد من طاعتهم مثل الّذي فرض عليهم منها لنفسه.
و
في الخرائج و الجرائح 23842 : روى محمّد بن الفضل الهاشميّ، عن الرّضا- عليه السّلام- أنّه نظر إلى ابن هذّاب فقال: أن أنا أخبرتك أنّك مبتلى 23843 في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك أ كنت مصدّقا لي؟
قال: لا، فإنّ الغيب لا يعلمه إلّا اللّه.
قال: أو ليس يقول: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ؟! فرسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- عند اللّه مرتضى، و نحن ورثة ذلك الرّسول الّذي أطلعه اللّه على ما يشاء من غيبه، فعلمنا ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة.
(الحديث)
و
في عيون الأخبار 23844 ، في باب ما جاء عن الرّضا- عليه السّلام- من الأخبار النّادرة في فنون شتّى، بإسناده إلى الحارث بن الدلهاث 23845 مولى الرّضا- عليه السّلام- قال:
سمعت أبا الحسن- عليه السّلام- يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، و سنّة من نبيّه، و سنّة من وليّه. فالسنّة من ربّه كتمان سرّه، قال اللّه- عزّ و جلّ-: عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ .
(الحديث)
و
في كتاب الخصال 23846 ] 23847 في مناقب عليّ- عليه السّلام- و تعدادها: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: و أمّا الثالثة و الثّلاثون، فإنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- التقم أذني فعلّمني ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللّه ذلك إليّ على لسان نبيّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ : من بين يدي المرتضى وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27): حرسا من الملائكة، يحرسونه من اختطاف الشّياطين و تخاليطهم.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23848 : و قوله: عالِمُ الْغَيْبِ - إلى قوله: رَصَداً قال: يخبر اللّه رسوله الّذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار، و ما يكون بعده من أخبار القائم و الرّجعة و القيامة.
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا ، أي: ليعلم النّبيّ الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل- عليه السّلام- و الملائكة النّازلون بالوحي. أو ليعلم اللّه أن قد أبلغ الأنبياء، بمعنى: ليتعلّق علمه به موجودا.
رِسالاتِ رَبِّهِمْ ، كما هي محروسة عن التّغيير.
وَ أَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ : بما عند الرّسل وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28):
حتّى القطر و الرّمل.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23849 : قوله: مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ 23850 قال: يعني: عليّا المرتضى من الرّسول، و هو منه [قال اللّه:] 23851 . فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قال: في قلبه العلم و من خلفه الرّصد، يعلّمه علمه و يزقّه العلم زقّا، و يعلّمه اللّه إلهاما، و الرصد التّعليم من النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-.
لِيَعْلَمَ النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَ أَحاطَ [عليّ] 23852 بما لدى الرّسول من العلم وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ممّا كان و ممّا يكون منذ خلق اللّه آدم إلى أن تقوم السّاعة، من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمّة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي. و كم من إمام جائر و عادل يعرفه باسمه و نسبه، و من يموت موتا أو يقتل قتلا. [و كم من إمام مخذول لا يضرّه خذلان من خذله. و كم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره] 23853 .
سورة المزّمّل
مكّيّة.
و قيل 23854 : مدنيّة.
و قيل 23855 : بعضها مكّيّة و بعضها مدنيّة.
و آيها تسع عشرة أو ثماني عشرة أو عشرون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
في كتاب ثواب الأعمال 23856 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من قرأ سورة المزّمّل في العشاء الآخرة [أو] 23857 في آخر اللّيل، كان له اللّيل و النّهار شاهدين مع سورة المزّمّل، و أحياه اللّه حياة طيّبة، و أماته ميتة طيّبة.
و
في مجمع البيان 23858 : أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: من قرأ سورة المزّمّل، دفع عنه العسر في الدّنيا و الآخرة.
يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1).
أصله: المتزمّل. من تزمّل بثيابه: إذا تلفّف 23859 بها. فأدغم التّاء في الزّاء، و قد
قرئ 23860 به و «بالمزّمّل» مفتوحة الميم و مكسورتها، أي: الّذي زمّله غيره، أو زمّل نفسه.
قيل 23861 : سمّي به النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- تهجينا لما كان عليه، لأنّه كان نائما و مرتعدا. ممّا دهشه بدء الوحي متزمّلا في قطيفة. أو تحسينا له، إذ روي: أنّه يصلّي متلفّفا ببقيّة مرط مفروش 23862 على عائشة فنزل. أو تشبيها له في تثاقله بالمتزمّل 23863 ، لأنّه لم يتمرّن 23864 بعد في قيام اللّيل. أو من تزمّل الزمّل: إذا تحمّل الحمل، أي الّذي تحمّل أعباء النّبوّة.
و
في جوامع الجامع 23865 : و روي أنّه دخل على خديجة و قد جاءت فرقا 23866 فقال:
زمّلوني. فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل: يا أيّها المزّمّل.
قُمِ اللَّيْلَ ، أي: قم إلى الصّلاة، أو داوم عليها.
و قرئ 23867 بضمّ الميم و فتحها، للإتباع أو التخفيف.
إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ الاستثناء من «اللّيل»، و «نصفه» بدل من «قليلا»، و قلّته بالنّسبة إلى الكلّ، و التّخيير بين قيام النّصف و الزّائد عليه، كالثّلثين، و النّاقص عنه، كالثّلث.
أو «نصفه» بدل من «اللّيل» و الاستثناء منه 23868 . و الضّمير في «منه» و «عليه» للأقلّ من النّصف، كالثّلث، فيكون التّخيير بينه و بين الأقلّ منه، كالرّبع، و الأكثر منه، كالنّصف، أو للنّصف و التّخيير بين أن يقوم أقلّ منه على البتّ و أن يختار أحد الأمرين من الأقلّ و الأكثر.
أو الاستثناء من إعداد اللّيل، فإنّه عامّ، و التّخيير بين قيام النّصف و النّاقص عنه و الزّائد عليه.
و
في تهذيب الأحكام 23869 : محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور، عن عمر بن أذينة، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: سألته عن قول
اللّه- تعالى-: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا .
قال: أمره اللّه أن يصلي كلّ ليلة، إلّا أن تأتي عليه ليلة من اللّيالي لا يصلّي فيها شيئا.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 23870 : يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قال: هو النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- كان يتزمّل بثوبه و ينام، فقال اللّه: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا . قال: انقص من القليل، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ ، أي: على القليل قليلا.
و في مجمع البيان 23871 : و قيل: إنّ نصفه بدل من القليل، فيكون بيانا للمستثنى.
و يؤيّد 23872 هذا القول:
ما روي، عن الصّادق- عليه السّلام- قال: «القليل» النّصف، أو انقص من القليل قليلا، أو زد على القليل قليلا.
وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4): اقرأه على تؤدة و تبيين حروف بحيث يتمكّن السّامع من عدّها، من قولهم: ثغر رتل، و مرتل: إذا كان مفلجا 23873 .
و
في أصول الكافي 23874 : عليّ بن إبراهيم [عن أبيه] 23875 ، عن عليّ بن معبد 23876 ، عن و اصل بن سليمان، عن عبد اللّه بن سليمان قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه- تعالى-: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا .
قال: قال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: بيّنه بيانا 23877 ، و لا تهذّه هذّ 23878 الشّعر، و لا تنثره نثر الرّمل، و لكن أفزعوا 23879 قلوبكم القاسية، و لا يكن همّ أحدكم آخر السّورة.
عدّة من أصحابنا 23880 ، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن عليّ بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّ القرآن لا يقرأ هذرمة 23881 و لكن يرتّل ترتيلا، فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فقف عندها و اسأل اللّه الجنّة، و إذا مررت بآية فيها ذكر النّار فقف عندها و تعوّذ باللّه من النّار.
محمّد بن يحيى 23882 ، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّ القرآن لا يقرأ هذرمة، و لكن يرتّل ترتيلا، فإذا مررت بآية فيها ذكر النّار وقفت عندها و تعوّذت باللّه من النّار.
و الحديثان طويلان. أخذت منهما موضع الحاجة.
و في مجمع البيان 23883 : و قيل: رَتِّلِ معناه: ضعّف. و «الرّتل» اللّيّن ... عن قطرب. قال: و المراد بهذا: تحزين القلب 23884 ، أي: اقرأه بصوت حزين.
و يعضده 23885 :
ما رواه أبو بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- في هذا قال: هو أن تتمكّث فيه، و تحسّن به صوتك.
و
روي 23886 عن أمّ سلمة أنّها قالت: كان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- يقطّع قراءته آية آية.
و عن أنس 23887 قال: كان يمدّ صوته مدّا.
و
عن عبد اللّه بن عمر 23888 قال: قال رسول اللّه: يقال 23889 : لصاحب القرآن: اقرأ و ارق و رتّل، كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر درجة تقرؤها.
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5).
قيل 23890 : [يعني: القرآن، فإنّه لما فيه من التكاليف الشاقّة ثقيل على المكلّفين سيّما على الرسول- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- إذ كان عليه أن يتحملها و يحملها أمته و الجملة اعتراض يسهل التكاليف عليه بالتهجّد و يدلّ على أنّه مشقّ مضادّ للطبع مخالف للنفس] 23891 أو رصين 23892 الرصانة لفظه و متانة معناه، أو ثقيل على المتأمّل فيه، لافتقاره إلى مزيد تصفية للسّرّ و تجريد للنّظر. أو ثقيل 23893 في الميزان، أو على الكفّار و الفجّار.