کتابخانه روایات شیعه
السّلام - في قوله: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فهو اللّه الكريم المجيد.
حدّثني 25523 أبي، عن أحمد بن النّضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد اللّه 25524 - عليه السّلام- قال: بينا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- و عنده جبرئيل إذ حانت من جبرئيل نضرة قبل السّماء.
... إلى أن قال: قال جبرئيل: إنّ هذا إسرافيل حاجب الرّبّ و أقرب خلق اللّه منه و اللّوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلّم الرّبّ- تبارك و تعالى- بالوحي، ضرب اللّوح جبينه فنظر فيه، ثمّ ألقاه إلينا نسعى به في السّماوات و الأرض.
فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16): لا يمتنع عليه مراد من أفعاله و أفعال غيره.
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَ ثَمُودَ (18).
أبدلهما من «الجنود» لأنّ المراد بفرعون: هو و قومه، و المعنى: قد عرفت تكذيبهم للرّسل و ما حاق بهم، فتسلّ و اصبر على تكذيب قومك، و حذّرهم مثل ما أحاط بهم.
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19): لا يرعوون 25525 عنه.
و معنى الإضراب: أنّ حالهم أعجب من حال هؤلاء، فإنّهم سمعوا قصّتهم و رأوا آثار هلاكهم و كذّبوا أشدّ من تكذيبهم.
وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (20): لا يفوتونه، [كما لا يفوت] 25526 المحاط المحيط.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21): بل هذا الّذي كذّبوا به كتاب شريف، وحيد في النّظم و المعنى.
و قرئ 25527 : «قرآن مجيد» بالإضافة، أي: قرآن ربّ مجيد.
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22): من التّحريف.
و قرأ 25528 نافع محفوظ، بالرّفع، صفة «للقرآن».
و قرئ 25529 : «في لوح» و هو الهواء، يعني: ما فوق السّماء السّابعة الذي فيه
اللّوح.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25530 : و قال عليّ بن إبراهيم- رحمه اللّه- في قوله: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ : قال: اللّوح المحفوظ له طرفان: طرف على يمين العرش و طرف على جبهة إسرافيل، فإذا تكلّم الربّ- جلّ ذكره- بالوحي، و ضرب اللّوح جبين 25531 إسرافيل، فنظر في اللّوح، فيوحي بما في اللّوح إلى جبرئيل.
و في أمالي الصّدوق 25532 ، بإسناده إلى عليّ بن بلال: عن الرّضا- عليه السّلام-، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ- عليه السّلام-، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله -، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللّوح [عن القلم] 25533 قال: يقول اللّه: ولاية عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- حصني، فمن دخل حصني أمن ناري.
و في كتاب المناقب 25534 لابن شهرآشوب: كتب ملك الرّوح إلى عبد الملك: أكلت لحم الجمل الّذي هرب عليه أبوك من المدينة، لأغزونّك بجنود مائة ألف و مائة ألف [و مائة ألف] 25535 .
فكتب عبد الملك إلى الحجّاج، أن يبعث إلى زين العابدين و يتوعّده و يكتب إليه ما يقول، ففعل.
فقال عليّ بن الحسين: إنّ للّه لوحا محفوظا، يلحظه في كلّ يوم ثلاثمائة لحظة، ليس منها لحظة إلّا يحيي فيها و يميت، و يعزّ و يذلّ، و يفعل ما يشاء، و إنّي لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة.
فكتب بها الحجّاج إلى عبد الملك، فكتب [عبد الملك بذلك] 25536 إلى ملك الرّوم.
فلمّا قرأه قال: ما خرج هذا إلّا من كلام النّبوّة.
سورة الطّارق
مكّيّة.
و آيها ستّ، أو سبع عشرة آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
في كتاب ثواب الأعمال 25537 ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: من كانت قراءته في فرائضه بالسّماء و الطّارق، كان 25538 له عند اللّه يوم القيامة جاه و منزلة، و كان من رفقاء النّبيّين و أصحابهم في الجنّة.
و في مجمع البيان 25539 : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: من قرأها، أعطاه اللّه بعدد كلّ نجم في السّماء عشر حسنات.
وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ (1): و الكوكب البادي باللّيل. هو في الأصل لسالك الطّريق، و اختصّ عرفا بالآتي ليلا، ثمّ استعمل للبادي فيه.
وَ ما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3).
قيل 25540 : أي: المضيء، كأنّه يثقب الظّلام بضوئه فينفذ فيه، أو الأفلاك. و المراد:
الجنس، أو المعهود بالثّقب، و هو زحل 25541 ، عبّر عنه أوّلا بوصف عامّ ثمّ فسّره بما يخصّه
تفخيما لشأنه.
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25542 : وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قال: «الطّارق» النّجم الثّاقب و هو نجم العذاب، و نجم القيامة و هو زحل في أعلى المنازل 25543 .
حدّثنا 25544 جعفر بن أحمد 25545 ، عن عبيد اللّه 25546 بن موسى، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة 25547 ، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام - في قوله: وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قال: «السّماء» في هذا الموضع أمير المؤمنين- عليه السّلام-. و «الطّارق» الّذي يطرق الأئمّة من عند اللّه ممّا يحدث باللّيل و النّهار، و هو الرّوح الّذي مع الأئمّة يسدّدهم.
قلت: النَّجْمُ الثَّاقِبُ ؟
قال: ذاك رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-.
و في كتاب الخصال 25548 : عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللّه- عليه السّلام- إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن، و ذكر حديثا طويلا، و فيه: فقال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-:
فما زحل عندكم في النّجوم؟
قال اليمانيّ: نجم نحس.
فقال له أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: [مه!] 25549 لا تقولنّ هذا، فإنّه نجم أمير المؤمنين- عليه السّلام-، و هو نجم الأوصياء، و هو النّجم الثّاقب الّذي قال اللّه في كتابه.
فقال له اليمانيّ: فما يعني بالثّاقب؟
قال: لأنّ مطلعه في السّماء السّابعة، و إنّه ثقب بضوئه حتّى أضاء في السّماء الدّنيا، فمن ثمّ سمّاه اللّه النّجم الثّاقب.
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها ، أي: إن الشّأن كلّ نفس لعليها.
حافِظٌ (4): رقيب. «فإنّ» المخفّفة، و «اللّام» الفاصلة، و «ما» زائدة.
و قرأ 25550 ابن عمر و عاصم و حمزة: «لمّا» على أنّها بمعنى: إلّا، و «إن» نافية، و الجملة على الوجهين جواب القسم.
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5).
لمّا ذكر إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ أتبعه توصية الإنسان بالنّظر في بداءته ليعلم صحّة إعادته، فلا يملي على حافظه، إلّا ما يسرّه في عاقبته.
خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6): جواب الاستفهام.
و ماءٍ دافِقٍ بمعنى: ذي دفق، و هو صبّ فيه دفع، و المراد: الممتزج من الماءين في الرّحم لقوله: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ (7): من بين صلب الرّجل و ترائب المرأة، و هي عظام صدرها.
و لو صحّ أنّ النّطفة تتولّد من فضل الهضم الرّابع و تنفصل عن جميع الأعضاء حتّى تستعدّ لأن يتولّد منها مثل تلك الأعضاء، و مقرّها عروق ملتفّ بعضها بالبعض عند البيضتين، فلا شكّ أنّ الدّماغ أعظم الأعضاء معونة في توليدها، و لذلك تشبهه و يسرع الإفراط بالجماع بالضّعف فيه، و له خليفة و هو النّخاع، و هو في 25551 الصّلب و شعبة كثيرة نازلة إلى التّرائب، و هما أقرب إلى أوعية المنيّ فلذلك خصّا بالذّكر.
و قرئ 25552 : «الصّلب» بفتحتين. و «الصّلب» بضمّتين. و فيه لغة رابعة، و هي «صالب».
و في تفسير عليّ بن إبراهيم 25553 : إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ قال: الملائكة.
قوله: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ قال: النّطفة الّتي تخرج بقوّة. يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قال: «الصّلب» الرّجل، و «التّرائب» المرأة، و هي صدرها.
و في كتاب الاحتجاج 25554 للطّبرسيّ: قال أبو محمد الحسن العسكريّ- عليه السّلام-: سأل عبد اللّه بن صوريا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- فقال: أخبرني، يا محمّد، الولد يكون من الرّجل أو المرأة؟
فقال النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله-: أمّا العظام و العصب و العروق فمن الرّجل، و أمّا اللّحم و الدّم و الشّعر فمن المرأة.
قال: صدقت، يا محمّد.
ثمّ قال: فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شيء، و يشبه أخواله و ليس فيه من شبه أعمامه شيء؟
فقال- صلّى اللّه عليه و آله-: أيّهما علا ماؤه ماء صاحبه كان الشّبه له.
قال: صدقت، يا محمّد.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
و عن ثوبان 25555 قال: إنّ يهوديّا قال لرسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله-: أفلا أسألك عن شيء لا يعلمه إلّا نبيّ؟
قال: و ما هو؟
قال: عن شبه الولد بأبيه و أمّه.
قال: ماء الرّجل أبيض غليظ و ماء المرأة أصفر رقيق، فإذا علا ماء الرّجل ماء المرأة كان الولد ذكرا بإذن اللّه و من 25556 قبل ذلك يكون الشّبه، و إذا علا ماء المرأة ماء الرّجل خرج الولد أنثى بإذن اللّه و من 25557 قبل ذلك يكون الشّبه.
و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
و في كتاب علل الشّرائع 25558 ، بإسناده: عن أنس بن مالك، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- حديث طويل، يقول فيه لعبد اللّه بن سلام و قد سأله عن مسائل: و إذا سبق ماء الرّجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه.